فيضانات ألمانيا ـ انتشال أربع جثث وشولتس يدعو للتضامن
٣ يونيو ٢٠٢٤
"للمرة الرابعة هذا العام أزور منطقة غمرتها الفيضانات"، هذا ما قاله المستشار الألماني شولتس أثناء تفقده مناطق منكوبة بجنوب ألمانيا. وإذ ذكّر بالتغير المناخي ذكرت السلطات أنه تم انتشال أربع جثث في مناطق الفيضانات.
إعلان
تسبّبت فيضانات في جنوب ألمانيا بمقتل أربعة أشخاص على الأقل، في "كارثة" وصفها المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الاثنين (الثالث من يونيو/ حزيران 2024) بأنها بمثابة "تحذير" مما يجلبه تغيّر المناخ.
ويتعرض جنوب ولايتي بافاريا وبادن فورتمبيرغ الواقعتين في جنوب ألمانيا، لأمطار غزيرة منذ يوم الجمعة مع استمرار عمليات إجلاء آلاف الأشخاص.
وعثر على جثتي رجل وامرأة في شورندورف في ولاية بادن فورتمبيرغ (جنوب غرب)، حسبما أفادت الشرطة الاثنين، بعد ساعات من العثور على جثة امرأة تبلغ 43 عاما في شروبنهاوزن في بافاريا.
وأُبلغ يوم أمس الأحد عن وفاة رجل متطوع في خدمات الإطفاء يبلغ 42 عامًا، بينما ما زال شاب آخر يبلغ 22 عامًا في عداد المفقودين.
شولتس يتفقد منطقة الفيضانات
وأشار المستشار الألماني أثناء زيارة إلى رايشرتسهوفن في بافاريا برفقة وزيرة الداخلية نانسي فيزر ورئيس حكومة ولاية بافاريا مركوس زودر، إحدى المناطق الأكثر تضرراً من الأمطار الغزيرة والفيضانات إلى تزايد هذا النوع من الأحداث المرتبطة بالطقس.
وقال شولتس منتعلا "جزمة" مطاطية ومرتديا معطفا واقياً من المطر "للمرة الرابعة هذا العام أزور منطقة (غمرتها الفيضانات). إنه تذكير بما يحدث. لا يجب أن نهمل واجبنا بوقف تغير المناخ الذي يسببه الإنسان".
وأضاف "يجب أن نعتبر هذا الحدث، هذه الكارثة، بمثابة تحذير". وفي الوقت نفسه، شدد شولتس على ضرورة عدم الإهمال في "مهمة وقف التغير المناخي الذي صنعه البشر"، ورأى أن "هذا أيضا تنبيه يجب أخذه من هذا الحدث وهذه الكارثة." بدوره قال زودر: "الوضع غير مضمون في مواجهة تحديات تغير المناخ".
وشدد شولتس في منطقة رايشرتسهوفن في بافاريا العليا على أن التضامن "هو أكثر ما نحتاجه كبشر. سنسهم بكل ما في وسعنا وكذلك بإمكانات الحكومة الاتحادية حتى يمكن الاستمرار في تقديم المساعدة هنا بصورة أسرع". وأكد السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن التضامن هو "ممارسة معتادة. هكذا هو الحال وهكذا هي ألمانيا".
من جانبها، قالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر إن عملية تقديم المساعدة في مناطق الفيضانات العارمة في بافاريا أظهرت التعلم من كارثة وادي نهر آر التي وقعت في عام 2021.
توقعات غير واقعية
وفي موضوع ذي صلة اعتبرت لجنة من الخبراء في تقرير نشر اليوم أن توقعات الحكومة الألمانية بشأن انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول العام 2030 كانت غير واقعية. ورأت اللجنة أنه تم التقليل من شأن الانبعاثات الصادرة عن قطاعات النقل والبناء والصناعة.
وأشارت شركة السكك الحديد الألمانية "دويتشه بان" إلى أن حركة القطارات في المناطق التي غمرتها الفيضانات صعبة جدا، متحدثة عن إلغاء رحلات أو تأخيرها.
وما زالت ألمانيا تعاني من صدمة جراء فيضانات قاتلة وقعت في يوليو/ تموز 2021 حين فاضت أنهار فجأة وخرجت المياه من مجاريها في غرب البلاد، ما أسفر عن مقتل أكثر من 180 شخصا، وتدمير قرى، وجسور وطرق.
وبسبب انهيار سد في شمال منطقة بافاريا العليا الواقعة جنوبي ألمانيا، اضطر العديد من الأشخاص إلى مغادرة المباني القريبة من النهر اليوم الاثنين.
وأوضحت السلطات المحلية أن الأمر يتعلق بمنطقتين صغيرتين بالقرب من موسبورغ على نهر إيزار. وذكرت السلطات أن العديد من الأشخاص اضطروا إلى مغادرة مساكنهم؛ ويأتي ذلك بعد أن تم إخلاء مأوى لطالبي اللجوء أمس.
ع.ش/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
أمطار غزيرة وفيضانات - مشاهد غير مسبوقة في تاريخ الإمارات العربية
غمرت الأمطار الغزيرة البلدان الخليجية، لدرجة تسببت في إغلاق مطار دبي الدولي لساعات، وتوقف الدراسة والعمل في مختلف المدن والمناطق.
صورة من: GIUSEPPE CACACE/AFP/Getty Images
أمطار غزيرة وفيضانات غير مسبوقة بالخليج!
توالت التساقطات المطرية الغزيرة لأيام في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصلت إلى معدل 260 ملم في دبي يوم الثلاثاء (16 أبريل/ نيسان 2024)، أي ما يفوق أكثر من عامين من هطول الأمطار. مطار دبي الدولي صار خارج الخدمة لساعات. وغمرت المياه الطرق والمناطق السكنية. كما شهدت كل من البحرين وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية تساقط أمطار غزيرة.
صورة من: Rula Rouhana/REUTERS
"حدث مناخي تاريخي"
يحذر خبراء الأرصاد الجوية من عواصف شديدة مستقبلاً، وتعتبر مثل هذه التساقطات المطرية غير عادية بالنسبة للمنطقة الصحراوية الجافة، كما أن العديد من الطرق فيها لا تحتوي على شبكة صرف صحي تكفي لتصريف كميات الأمطار المتهاطلة. ووصفت وكالة أنباء الإمارات الرسمية الحدث يوم الثلاثاء بأنه "حدث مناخي تاريخي" "يتجاوز كل ما تم توثيقه منذ بدء تجميع البيانات عام 1949".
صورة من: Amr Alfiky/REUTERS
توقف التنقل والعمل!
في دبي، أُغلقت المدارس قبل بدء هطول الأمطار الغزيرة، فعمل العديد من الأشخاص في مختلف القطاعات من المنزل. كما كان التنقل عبر السيارات أو أي وسيلة نقل صعبا، بسبب كميات المياه الكبيرة التي كانت في الشوارع، ولم تتحملها صرافات المياه المعتادة.
صورة من: AHMED RAMAZAN/AFP/Getty Images
مناطق حيوية غمرتها المياه كاملة!
تأثرت المناطق التجارية والسكنية بشكل كبير في العاصمة الشهيرة في منطقة الخليج. دبي، حيث عادة ما تكون الحرارة والشمس الحارقة سبباً في فرار الناس إلى مراكز التسوق المكيفة، صارت مياه الأمطار في شوارعها تغمر السيارات وتمنع التنقل وسط الشوارع الرئيسية بسبب الأمطار الغزيرة.
صورة من: Jon Gambrell/AP/dpa/picture alliance
ظروف جوية خطيرة على السائقين!
غمرت المياه أجزاء من طريق الشيخ زايد، وهو طريق سريع رئيسي يمر عبر دبي. كانت السيارات تمر بمشقة بسبب كميات المياه الكثيرة، وفي رأس الخيمة، أقصى شمال البلاد، توفي رجل يبلغ من العمر 70 عاماً بعدما جرفت الفيضانات سيارته.
صورة من: Amr Alfiky/REUTERS
سحب كميات كبيرة من الماء لتفريغ الشوارع!
شاحنات صهاريج تسحب المياه من الشوارع التي غمرتها تهاطلات الأمطار في الشارقة. الفيضانات سببها ضغط منخفض قوي غير اعتيادي أدى إلى العديد من العواصف الرعدية الشديدة، وفقًا لجيف ماسترز، خبير الأرصاد الجوية في شركة Yale Climate Connections.
صورة من: AHMED RAMAZAN/AFP/Getty Images
مسافرون تقطعت بهم السبل!
العديد من الركاب في مطار دبي الدولي، ظلوا محبوسين مع أطقم الطائرات، إذ لم يكن من الممكن توفير رحلات طيران آمنة بسبب الأوضاع الجوية، وتم تحويل مسار مئات الرحلات الجوية. بول غريفيث، المدير الإداري للمطار، قال إنه "لا يتذكر أنه رأى مثل هذه الظروف المناخية على الإطلاق".
صورة من: -/AFP/Getty Images
طقس غريب على بيئة صحراوية
في عمان، قُتل ما لا يقل عن 19 شخصاً بسبب الأمطار الغزيرة، من بينهم 10 من أطفال مدارس.
ويحذر الخبراء من تزايد الظواهر الجوية غير المألوفة والخطيرة في الخليج. وقد كتبت صحيفة ذا ناشيونال ومقرها أبو ظبي في مقال افتتاحي، أن هطول الأمطار الغزيرة كان بمثابة تحذير لدول المنطقة "لحماية مستقبلها المناخي".