1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"نحن نغرق" ـ فيضانات تجتاح شرق ووسط أوروبا وتأهب في ألمانيا

١٥ سبتمبر ٢٠٢٤

ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات بشرق ووسط أوروبا وأدت العاصفة بوريس التي تضرب المنطقتين مصحوبة بأمطار غزيرة إلى مصرع سبعة أشخاص على الأقل وفقدان آخرين. كما سببت أضرارا جسيمة واستعداد لإعلان أعلى مستوى إنذار بشرق ألمانيا.

فيضانات في منتجع لادك-زدروج بجنوب غرب بولندا (14/9/2024)
منذ صباح الجمعة، هطلت أمطار في جنوب غرب بولندا أكثر مما حدث خلال ما يسمى بفيضان الألفية في عام 1997. صورة من: Maciej Kulczynski/PAP/dpa/picture alliance

تستعد مناطق شرقي ألمانيا لفيضانات، في الوقت الذي تهدد فيه الأمطار الكارثية التي تضرب جيرانها في أوروبا الوسطى بالامتداد عبر الحدود الألمانية.

وقالت السلطات في ولاية سكسونيا، اليوم الأحد (15 سبتمبر/ أيلول 2024)، إنه من المتوقع أن يصل منسوب نهر إلبه في شونا، بالقرب من الحدود مع جمهورية التشيك، إلى ذروته خلال يومين بعد ظهر الثلاثاء ليصل إلى 50ر7 متر - وهو ما يكفي لإعلان أعلى مستوى إنذار في المنطقة.

دريسدن مهددة بسبب الفيضانات

وارتفع منسوب نهر إلبه بالفعل إلى 59ر5 مترا في شونا، وهو ما يفوق بكثير متوسط الارتفاع الذي يبلغ 58ر1 مترا. ومن المتوقع أن يصل إلى 6 أمتار بحلول مساء اليوم الأحد.

وقال مركز الفيضانات بالولاية إنه في حالة ارتفاع منسوب المياه إلى أعلى مستوى إنذار، فقد تفيض السدود أو تنهار، مما يتسبب في اجتياح فيضانات لتجمعات سكانية ويشكل تهديدا للحياة والسلامة. وقد تتعرض دريسدن، عاصمة الولاية، التي تقع على نهر إلبه، للتهديد بسبب الفيضانات التي دمرت مناطق منخفضة في جمهورية التشيك وبولندا والنمسا.

ومن المقرر أن يتم حماية وسط المدينة التاريخي من ارتفاع منسوب المياه بواسطة حواجز متحركة، من المقرر أن يتم إقامتها غدا الاثنين. وتسابق السلطات في مدينة دريسدن الزمن لإزالة أجزاء من جسر انهار في نهر إلبه يوم الأربعاء قبل الفيضانات المتوقعة.

وسط أوروبا يتحضر لأمطار غزيرة وفيضانات

01:37

This browser does not support the video element.

فيضانات غير مسبوقة 

وأدت العاصفة بوريس التي تضرب شرق ووسط أوروبا مصحوبة بأمطار غزيرة إلى فيضان أنهار في أجزاء من وسط أوروبا اليوم الأحد، مسببة مصرع سبعة أشخاص على الأقل وفقدان آخرين.  كما تسببت في أضرار جسيمة في البنية التحتية للكهرباء والنقل، وأجبر آلاف الأشخاص على الفرار من منازلهم، التي لحق بها الدمار. ووقعت فيضانات غير مسبوقة في الجمهورية التشيكية وسلوفانيا وبولندا ورومانيا. وأظهرت صور مؤثرة التقطها مصورو وكالة فرانس برس، الفيضانات تجتاح أحياء بأكملها وشوارع مغمورة بالمياه، حتى أنها وصلت إلى مستوى الكتف في رومانيا حيث وضِعت أكياس الرمل للحد من ارتفاع المياه، في حين أحتمى سكان في بولندا في مدرسة. 

رومانيا قتلى وتضرر آلاف المنازل والأشخاص

وفي رومانيا، أعلنت أجهزة الإنقاذ العثور على جثث خمسة أشخاص أثناء عملية للبحث والإنقاذ في غالاتي، المنطقة الأكثر تضررا في جنوب شرق البلاد، حيث تأثرت آلاف المنازل. وذكرت وزارة الداخلية أن "أكثر من 5 آلاف منزل و15 ألف شخص تضرروا في مدينتي غالاتي وفاسلوي".

النمسا ـ 42 بلدية منطقة كوارث طبيعية 

وفي النمسا، تم إعلان 42 بلدية مناطق كوارث مع استمرار ارتفاع مستويات الفيضانات في البلاد. واتسم الوضع بالتوتر بشكل خاص على طول نهري كامب وكريمبس، اللذين يصبان في نهر الدانوب. وقال نائب حاكم ولاية النمسا السفلى، شتيفان بيرنكوبف، إنه تم تصميم الدفاعات ضد الفيضانات في المنطقة، والتي تم تعزيزها بعد الفيضانات العارمة في عام 2002، بحيث تتحمل الفيضانات التي تحدث مرة واحدة كل 100 عام بحسب الإحصائيات.

ومع ذلك، ومع توقع استمرار هطول الأمطار الغزيرة، حذر خبراء الأرصاد الجوية من أن الوضع قد يزداد سوءا. وقال الخبراء إن نهر الدانوب يمكن أن يصل إلى مناسيب تظهر مرة كل 30 عاما في منطقتي فاينفيرتل وموستفيرتل في النمسا.

وفي شمال شرق النمسا، أفادت السلطات الإقليمية الأحد بمقتل رجل إطفاء أثناء الاستجابة للفيضانات. وتوقفت حركة القطارات ليل السبت إلى الأحد في بعض أنحاء البلاد. 

وفي العاصمة، تعطلت الخدمة بشكل جزئي حتى إشعار آخر على خط لقطار الأنفاق المهدد بفيضان نهر فيينا وقناة الدانوب. ووضعت أكياس الرمل داخل الأنفاق. وتم تصنيف منطقة النمسا السفلى (شمال شرق) الأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد بعد فيينا مع 1,72 مليون نسمة، أنها منطقة كوارث طبيعية.

 وحذر نائب حاكم الولاية ستيفان بيرنكوبف من أن "خبراء الهيدرولوجيا يتوقعون هطول أمطار غزيرة للغاية خلال الساعات المقبلة، يصل منسوبها إلى 60 ملم".

وتم تنفيذ ما يناهز خمسة آلاف عملية تدخل خلال الليل في النمسا السفلى حيث لا يزال السكان عالقين في منازلهم.

مناطق ألمانية مدمرة حتى بعد عام من فيضانات صيف 2021

05:36

This browser does not support the video element.

مسؤول في بولندا: نحن نغرق

وفي بولندا، أكد رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، خلال حضوره مؤتمرا صحفيا طارئا في بلدة كوتسكو الصغيرة، الواقعة على حدود بولندا مع جمهورية التشيك، وقوع أول حالة وفاة في البلاد بسبب ارتفاع منسوب المياه. ووصف توسك الوضع في جنوب غرب بولندا بأنه "مأساوي"، داعيا السكان إلى الانصياع لأوامر الإجلاء المحلية.

وبلغ منسوب المياه في نهر نيسا كوتسكا في بلدة كوتسكو 65ر6 أمتار، صباح اليوم الأحد، فيما يبلغ متوسط منسوب المياه متر واحد فقط. وقال توسك إنه تم نقل 1600 شخص في منطقة كوتسكو إلى بر الأمان حتى الآن، متوقعا حدوث المزيد من عمليات الإجلاء. وشهدت أجزاء من المناطق الأكثر تضررا انقطاعا في إمدادات الطاقة وشبكات الاتصالات المتنقلة.

وفي بلدة غلوخولازي البولندية، على الحدود التشيكية، ارتفع منسوب نهر بيالا غلوتشولاسكا فغمر وسط المدينة والأحياء الواقعة على ضفافه. وقال رئيس البلدية للصحافيين "نحن نغرق"، داعيا السكان إلى إخلاء المناطق المهددة بالفيضانات.

 وتم إجلاء آلاف الأشخاص وتتواصل عمليات الإجلاء على جانبي الحدود حيث لا تزال مئات الآلاف من المنازل محرومة من التيار الكهربائي حتى صباح الأحد. وذكرت وكالة الأنباء البولندية أن حركة القطارات بين بولندا والجمهورية التشيكية متوقفة.

ولا يزال الوصول إلى بلدة لاديك زدروج متعذرا، كما تعين إجلاء 1600 شخص في منطقة كلودزكو.

وأعلن رئيس الوزراء البولندي نشر خدمات الاتصال بالانترنت عبر الاقمار الاصطناعية "ستارلينك" لضمان الاتصال في الأماكن المحرومة من التغطية. وقال وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك كاميش للصحافيين إن بولندا أرسلت الجيش مزودا معدات ثقيلة لدعم رجال الإطفاء والشرطة في الموقع.

لهذا يسبب تغير المناخ ذوبان جليد الجبال وفيضانات عارمة

04:57

This browser does not support the video element.

أربعة في عداد المفقدين بجمهورية التشيك

وعلى الجانب الآخر من الحدود في جمهورية التشيك، قالت السلطات إن أربعة أشخاص على الأقل في عداد المفقودين. ودعا رئيس الوزراء التشيكي، بيتر فيالا، المواطنين إلى اتباع تعليمات فرق الطوارئ، مشيرا إلى أن بعض الأشخاص يرفضون الانصياع لأوامر الإجلاء ومغادرة منازلهم.

وأكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقرير عام 2022 أن الفيضانات المرتبطة بالأمطار الغزيرة ستزداد في أوروبا الوسطى مع ارتفاع الحرارة عالميا 1,5 درجة مئوية في المتوسط.

 ويُعتبر المناخ الحالي أكثر دفئاً بحوالى 1,2 درجة مئوية مقارنة بالفترة 1850-1900، وهي الفترة المرجعية قبل الثورة الصناعية.

ص.ش/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW