فيفا: منتخب مصر بقيادة "العميد" على أعتاب إنجاز تاريخي
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤
أثنى "فيفا" على عودة منتخب مصر لأدائه القوي، بعدما كان مهددا بـ"عودة الحقبة المظلمة"، إثر تجربة محبطة مع روي فيتوريا. وقال فيفا إن المدرب الوطني حسام حسن قادر على إعادة الفراعنة لمنصات التتويج والصعود لكأس العالم 2026.
إعلان
يقضي منتخب مصر لكرة القدم حاليا فترة صحوة تحت قيادة مديره الفني المحلي حسام حسن، بعد تجربة محبطة مع المدرب البرتغالي روي فيتوريا، بحسب ما يرى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وفي تقرير نشره على موقعه الإلكتروني الرسمي، تحدث فيفا عن مسيرة منتخب مصر خلال عام 2024، مشيرا إلى أنه بعد تهديد بعودة الحقبة المظلمة، لم يكن هناك ختام أفضل لـ(الفراعنة) مما حدث خلال العام الحالي. وأضاف فيفا أنه رغم التخبطات التي عانى منها منتخب مصر في بداية العام، فإن التدارك كان في الوقت المناسب، ليضع أبطال أفريقيا سبع مرات على الطريق الصحيح نحو استعادة الأمجاد.
بداية مبشرة مع فيتوريا تنتهي بإقالته
وأشار فيفا إلى أن عام 2024 كان متذبذبا للكرة المصرية على صعيد المنتخب الوطني الأول في بدايته، ولكن كل شيء بدأ يسير في اتجاه تصاعدي مع استعادة فكرة المدرب الوطني، تلك التي تسببت في أنجح حقبتين للفراعنة تاريخيا، مع محمود الجوهري، ثم حسن شحاتة، واليوم، يأمل حسام حسن في السير على خطى الثنائي.
إعلان
في بداية حقبة فيتوريا، كان كل شيء مبشرا للغاية؛ لكن بطولة أمم أفريقيا مطلع عام 2024 جاءت مخيبة للآمال تماما بالنسبة للمنتخب المصري، بعد خروجه من دور الـ16. وكانت بداية البطولة سيئة مثل نهايتها، إذ صعد المنتخب المصري ثانيا في جدول الترتيب خلف منتخب الرأس الأخضر (المتصدر)، وبعد نادرة غريبة حيث حصدت مصر 3 نقاط من مبارياتها الثلاث بعدما تعادلت فيها جميعا.
وعلى إثر الخروج من "الكان" تمت إقالة المدير الفني للفراعنة روي فيتوريا، ليأتي المدرب الوطني حسام حسن بديلا عنه في فبراير/شباط الماضي.
تألق مع حسام حسن في التصفيات الأفريقية
أكد فيفا أن حسام حسن دشن عصره مبكرا، بالفوز على نيوزيلندا بهدف للا شيء في نصف نهائي بطولة عاصمة مصر، المدرجة ضمن سلسلة الاتحاد الدولي قبل خسارة المباراة النهائية أمام منتخب كرواتيا بهدفين مقابل أربعة.
وفي تصفيات أمم أفريقيا، فرض المنتخب المصري نفسه كأحد أقوى المنتخبات على الإطلاق في البطولة، بعد سلسلة من النجاحات بدأت بالانتصار 3 / صفر على ضيفه منتخب الرأس الأخضر، أتبعها بالانتصار 4 / صفر خارج ملعبه على بوتسوانا، بعد أداء رائع.
وفي الجولة الثالثة، فاز المنتخب المصري 2 / صفر على ضيفه منتخب موريتانيا، بعد مباراة أكل فيها المصريون الأخضر واليابس بـ16 تسديدة على المرمى، وفي الجولة الرابعة تكرر الفوز على موريتانيا بهدف نظيف، لتمر أول أربع جولات من التصفيات دون أن تهتز شباك المنتخب المصري تحت قيادة (العميد).
أحلام المصريين ارتفعت بعد هذا الأداء القوي، والثبات في المستوى، وضمان الوصول لأمم افريقيا 2025 في المغرب، رغم التعادل 1 / 1 مع الرأس الأخضر في الجولة الخامسة، ثم التعادل مع بوتسوانا بنفس النتيجة بالجولة السادسة (الأخيرة). لكن هذا لم يمنع المنتخب المصري من ضمان التأهل، وتثبيت أقدام حسام حسن كمدرب جيد، يستطيع حصد النقاط وإعادة الفراعنة إلى منصات التتويج.
فيتوريا أساس نجاح تصفيات كأس العالم
وشدد فيفا على أن الأداء القوي في تصفيات أمم أفريقيا تكرر مرة أخرى في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث قدم المنتخب المصري أداء مميزا حتى هذه اللحظة. وكان لفيتوريا مدرب الفريق السابق يد فيها بانتصاره في أول مباراتين، حيث افتتح أحفاد الفراعنة مشوارهم في التصفيات بسداسية نظيفة ضد منتخب جيبوتي، في مباراة تألق فيها محمد صلاح بشكل لافت، مسجلا 4 أهداف كاملة (سوبر هاتريك)، إضافة إلى هدف لكل من تريزيجيه ومهاجم المنتخب المتألق مصطفى محمد، ثم بعد ذلك الانتصار أمام سيراليون بهدفين دون رد.
ومع وصول حسام حسن، أظهر رجال المنتخب نجاعة غير عادية، ورغبة في الفوز واستعادة الأمجاد، فانتصروا 2 / 1 على بوركينا فاسو في الجولة الثالثة في العاصمة المصرية القاهرة، قبل أن يتعادلوا 1 / 1 خارج ملعبهم مع منتخب غينيا بيساو في الجولة الرابعة. وبعد مرور 4 جولات، يبدو أن حسام حسن، عميد لاعبي العالم السابق، أصبح على أعتاب انجاز تاريخي آخر، بقيادة منتخب مصر للوصول إلى كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه، بعدما قاده للمونديال كلاعب قبل 34 عاما، خاصة بعد حفاظه على صدارة المجموعة الأولى بالتصفيات بعد أن حصد 10 نقاط من 4 جولات.
قاديروف يمنح صلاح أحد أرفع الأوسمة في الشيشان
00:50
"عزيمة الفراعنة" وحلم المونديال
ومع نهاية 2024، يبدو أنه كان عاما جيدا للمنتخب المصري على مستوى التصنيف، فمع نهاية 2023 تواجد في المركز الـ33 عالميا برصيد 91ر1518 نقطة، ومع نهاية العام الحالي ظل متمسكا أيضا بنفس المركز، برصيد 48ر1513 نقطة، رغم الهزات العنيفة التي تعرض لها في أمم أفريقيا مطلع العام.
ويرى فيفا أن هذا التموقع الإيجابي، مع ارتفاع الطموح، يضع ضغطا واضحا على رجال المدرب حسام حسن بأن يتأهلوا بشكل مباشر لكأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
ويلتقي منتخب مصر مع مضيفه منتخب إثيوبيا في 17 مارس/آذار 2025 في إطار مواجهات الجولة الخامسة من تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم، ويخوض الفراعنة مباراة ثانية في التجمع ذاته يوم 24 من نفس الشهر أمام سيراليون في القاهرة.
واختتم فيفا تقريره مشيرا إلى أنه بكل تأكيد المهمة ليست سهلة، لكن عزيمة الفراعنة قادرة على تحويل حلم المونديال إلى حقيقة.
ص.ش/ع.غ (د ب أ)
كأس أمم أفريقيا - جولة تاريخية مع منتخب مصر في بطولته المفضلة
تعد بطولة كأس الأمم الإفريقية هي البطولة المفضلة للمنتخب المصري، حيث يحمل الرقم القياسي في عدد الفوز بألقابها. وفي هذه الجولة نعود مع المنتخب المصري لنشهد مراحل مهمة من مشاركته في تلك البطولة، التي تقام كل عامين.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Ridley
من جديد سيواجه المنتخب المصري لكرة القدم، نظيره الكاميروني في نهائي كأس الأمم الأفريقية بالغابون 2017. المباراة ستقام مساء الأحد الخامس من فبراير/ شباط. وقد صعدت مصر للنهائي بالفوز على بوركينا فاسو بركلات الترجيح بينما فازت الكاميرون على غانا 2- صفر. وفي الصورة المصري أحمد فتحي والكاميروني صمويل أيتو من مواجهة في بطولة 2010.
صورة من: AP
تعود أول بطولة لكأس أمم إفريقيا إلى عام 1957 وأقيمت على الأراضي السودانية وشاركت فيها ثلاث دول فقط هي مصر والسودان وإثيوبيا وفاز باللقب المنتخب المصري. والصورة هنا من احتفال بإحدى المناسبات العام الماضي في الخرطوم.
صورة من: Reuters/M. Nureldin Abdallah
وفي البطولة الثانية التي أقيمت في مصر عام 1959 شاركت أيضا الدول الثلاثة (مصر، السودان، أثيوبيا) وفاز المنتخب المصري للمرة الثانية على التوالي بالبطولة. لكن مصر خسرت لقبها أمام أثيوبيا في البطولة التي استضافتها أثيوبيا عام 1962، وشارك فيها أيضا أوغندا وتونس. والصورة لجماهير إثيوبية من عام 2013.
صورة من: DW
ثم غاب اللقب عن مصر لمدة 27 عاما. إلى أن تمكن المنتخب المصري من الفوز بالبطولة التي أقيمت على أرض مصر عام 1986، حينما تغلب في استاد القاهرة على الكاميرون بركلات الترجيح. وكان أبرز لاعبي ذلك الجيل الخطيب وطاهر أبوزيد وإبراهيم يوسف وجمال عبدالحميد. وفي الصورة الجماهير في استاد القاهرة في لقطة من عام 2009.
صورة من: AP
ثم عادت كأس الأمم الأفريقية إلى منتخب مصر بعد 12 عاما، حينما تمكن من الفوز باللقب الرابع له في بوركينا فاسو عام 1998. وكان النجم حسام حسن أبرز لاعبي ذلك الجيل الذي ضم أيضا حارس المرمى نادر السيد والنجم هاني رمزي. وفي يمين الصورة نرى الحارس الاحتياطي آنذاك عصام الحضري، الذي سيصبح أسطورة مصرية أفريقية من بعد.
صورة من: picture-alliance/dpa/E. Cabanis
لم يشفع لمنتخب مصر وجود لاعبين أفذاذ مثل أحمد حسام ميدو وحسام حسن وهاني رمزي في الفوز باللقب في البطولات التالية، فخرجت في بطولة 2000 و 2002 و2004 خالية الوفاض. هذه اللقطة تعود لعام 2002 حينما تغلبت مصر على زامبيا 2-1 لكنها خرجت في ربع نهائي البطولة، التي نظمتها مالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Sanogo
لكن مصر كانت على موعد جديد مع اللقب في البطولة التي أقيمت على أرضها عام 2006، حينما كان فريقها يضم الجيل الذهبي بقيادة أحمد حسن ومعه عدد من أمهر اللاعبين في تاريخ الكرة المصرية مثل ميدو وأبوتريكه وعمرو زكي والراحل محمد عبد الوهاب ووائل جمعة وحارس مصر التاريخي عصام الحضري، ليتألق هذا الجيل لسنوات بقيادة المدرب حسن شحاته الملقب بـ"المعلم".
صورة من: picture-alliance/ dpa
ولأول مرة في ملاعب كرة القدم المصرية رأينا في بطولة 2006 تواجدا كبيرا للجنس اللطيف، ولا سيما في اللقاءات المهمة لمنتخب مصر. كانوا يشجعون منتخب بلادهم بطرق مبتكرة استلهموها من ملاعب كرة القدم الأوروبية، لكن صبغوها بصبغة مصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa
وفي البطولة التالية التي أقيمت في غانا 2008 نجح أبناء المعلم شحاته بقيادة أحمد حسن في الفوز باللقب السادس لبلادهم. وقدموا أداء تحدثت عنه وسائل الإعلام العالمية، ونالوا اللقب بجدارة بعدما فازوا في النهائي على فريق الكاميرون بهدف لصفر سجله محمد أبوتريكه.
صورة من: AP
وكما تألق عصام الحضري عام 2006 تألق أيضا في بطولة 2008 وكذلك في بطولة 2010، التي فازت بها مصر أيضا، وكان دائما يحتفل بالفوز بطريقة مميزة حيث يصعد على عارضة المرمى ثم يبدأ في الرقص مثيرا حماس الجماهير.
صورة من: AP
نجوم منتخب مصر والجهاز الفني يحتفلون في ملعب لواندا في أنغولا بعد فوزهم لبلادهم باللقب السابع عام 2010. أسماء عديدة من بينها حسني عبدربه ومحمد زيدان، وأحمد المحمدي وعبدالظاهر السقا وأحمد عيد عبدالملك. لكن هدف الفوز بالمباراة النهائية وبالتالي بالبطولة جاء بقدم لاعب آخر.
صورة من: AP
إنه محمد ناجي جدو، البديل السوبر، الذي كان يشركه المدرب حسن شحاته فيقتنص لفريقه الانتصار. في مباراة النهائي في عام 2010 كان الفريق الغاني مسيطرا على مجريات اللقاء واستطاع جدو أن يخطف هدف الفوز قبيل النهاية مباشرة عندما تلقى تمريرة رائعة من اللاعب محمد زيدان.
صورة من: AP
لكن دوام الحال من المحال، كما قال الأولون. فقد قامت في مصر ثورة في 2011، وشهدت ملاعب الكرة فوضى راح ضحيتها عشرات المشجعين. لتدخل كرة القدم المصرية ومعها منتخب مصر نفقا مظلما فلم تتأهل مصر لبطولة 2012 و 2013 و 2015.
صورة من: Mohammed Abed/AFP/Getty Images
وبعد ست سنوات من الغياب عاد المنتخب المصري إلى بطولته المفضلة بجيل جديد، على رأسه النجم الذهبي محمد صلاح والنجم عبدالله السعيد. حيث صعد منتخب مصر إلى نهائي البطولة المقامة حاليا في الغابون، دون أن يخسر مباراة واحدة في مشواره، ولم تهتز شباكه سوى في مباراة قبل النهائي أمام فريق بوركينا فاسو المدجج بالنجوم.
صورة من: Reuters/A.-A. Dalsh
ودائما عصام الحضري على موعد مع التألق. لم يمنعه سنه البالغ 44 عاما من التصدي لركلتي ترجيح في لقاء بوركينا فاسو ليقود بلاده إلى المباراة النهائية. وقد يفعلها مرة أخرى ويفوز باللقب للمرة الخامسة في مسيرته ليحقق رقما قياسيا جديدا ضمن أرقامه التي يتفرد بها في البطولة هو ومنتخب بلاده. الكاتب: حسن زنيند/ صلاح شرارة.