فيلدرز ينعت أردوغان مجدداً بـ "الإرهابي" ويثير غضب أنقرة
١٦ فبراير ٢٠٢١
أعلن الادعاء في أنقرة أنه فتح تحقيقاً بشأن تغريدة نشرها زعيم اليمين الشعبوي في هولندا غيرت فيلدرز كتب فيها كلمة "إرهابي" مرفقة بصورة للرئيس التركي أردوغان. وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها النائب الهولندي غضب أنقرة.
إعلان
أطلق مدعون أتراك الثلاثاء (16 فبراير/ شباط 2021) تحقيقاً بشأن زعيم اليمين الشعبوي في هولندا غيرت فيلدرز، بعد نشره الاثنين صورة لأردوغان ظهر فيها الجانب الأيمن من وجهه على خلفية العلم التركي والجانب الأيسر وهو ملتح وبشرته داكنة على خلفية علم تنظيم "الدولة الإسلامية" بالأسود والأبيض. وكتب كلمة "إرهابي" مع الصورة التي تمت مشاركتها آلاف المرات.
وحث فيلدرز رئيس الوزراء الهولندي مارك روته على طرد السفير التركي من هولندا. كما طالب بطرد تركيا من حلف شمال الأطلسي.
وكتب عمر جيليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم على تويتر "هذا الفاشي الذي هاجم رئيسنا كان سيصبح نازيا لعينا لو عاش
خلال الحرب العالمية الثانية. ولو كان يعيش في الشرق الأوسط الآن لكان أحد سفاحي داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)".
من ناحيته رفض فخر الدين ألتون كبير المساعدين الإعلاميين للرئيس التركي تعليقات فيلدرز، وكتب في تغريدة الثلاثاء "لم يكن لأي كلمة قالها غيرت فيلدرز وفريقه من النازيين الجدد أي معنى. الخطر الحقيقي هو أن الحكومات التي تبدو معتدلة وصناع السياسة الذين يبدون مسؤولين ظاهرياً في أوروبا، يبدو أنهم يتفقون معهم".
من جهته نشر إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان في وقت متأخر الاثنين صورة لفيلدرز وهو يضغط بقلم على طرف أنفه مرفقة بكلمة "معتوه".
وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها النائب الهولندي المناهض للإسلام غضب أنقرة. وكان أردوغان قدم شكوى في تشرين الأول/ أكتوبر بعد أن شارك فيلدرز رسماً كاريكاتوريا له يرتدي قبعة عثمانية على شكل قنبلة مع فتيل مشتعل على تويتر مرفقة بكلمة "إرهابي".
ورفض رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي شكوى قدمها آنذاك أردوغان، وقال في فيديو بثه التلفزيون الهولندي العام "لدي رسالة للرئيس أردوغان هي في غاية البساطة: في هولندا نعتبر حرية التعبير أعظم خير وهذا يشمل الرسوم الكاريكاتورية ومنها تلك التي تمثل سياسيين". وأكد رئيس الوزراء الهولندي أن "شكوى بحق شخصية سياسية هولندية قد تفضي حتى إلى تقييد حرية التعبير أمر غير مقبول"، مضيفاً أن لاهاي ستنقل أيضاً وجهة نظرها إلى السلطات التركية "عبر القنوات الدبلوماسية المعهودة".
وشهدت العلاقات بين تركيا وهولندا توتراً وخصوصاً بعد منع وزراء أتراك من القيام بحملات في أوساط الأتراك المقيمين في هولندا خلال حملة الاستفتاء على الدستور التركي في 2017.
ع.ج.م/ ع.غ (أ ف ب)
تركيا- الاتحاد الأوروبي.. كيف تحوّلت فكرة الانضمام إلى سراب؟
تاريخ من الشد والجذب بين تركيا والاتحاد الأوروبي. أنقرة وضعت الطلب مبكرا قبل إنشاء الاتحاد لكن كانت هناك ملفات شائكة عرقلت عملية الانضمام حتى بات الأمر مستحيلا تقريبا، على الأقل في فترة رجب طيب أردوغان.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
أول اتفاقية مع الجماعة الأوروبية
وقعت تركيا وما كان يعرف بالجماعة الاقتصادية الأوروبية (تكونت حينها من ستة بلدان) اتفاقية اتحاد جمركي عام 1963. وكان من المفروض أن يكون الاتفاق بداية للانضمام الفعلي إلى الجماعة، خاصة مع توقيع بروتوكول إضافي عام 1970 وازدهار التبادل التجاري بين الطرفين، غير أن الحال بقي كما هو عليه، قبل تجميد عضوية تركيا بعد وقوع انقلاب عسكري فيها عام 1980.
صورة من: Alfred Hennig/dpa/picture alliance
جمهورية قبرص التركية تعمّق الخلاف
عادت تركيا لتطلب الانضمام مجددا عام 1987، لكن ظهر جليا وجود معارضة داخلية أوروبية قوية لهذا الانضمام، خاصة بعد انضمام اليونان إلى المجموعة عام 1981، ودخولها في صراع مع تركيا منذ اجتياح هذه الأخيرة لقبرص عام 1975 ثم إعلان أنقرة من جانب واحد قيام جمهورية شمال قبرص التركية عام 1983.
صورة من: Birol Bebek/AFP/Getty Images
الاتحاد يتأسس دون تركيا
تأسس الاتحاد الأوروبي فعليا عام 1992 دون تركيا. استمرت هذه الأخيرة في محاولاتها، واستطاعت إقناع الأوروبيين بتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة معها عام 1995، غير أن تفكك الاتحاد السوفياتي ساهم سلبا في استمرار إبعاد تركيا نظرا لكثرة المرشحين الجدد، قبل أن يتم إعلان أن تركيا ولأول مرة مرشحة فعليا للانضمام، وذلك بعد قمة هلسنكي عام 1999.
صورة من: picture-alliance/dpa
عهد أردوغان
وصل رجب طيب أردوغان إلى السلطة في تركيا عام 2003 وكان متحمسا كثيرا للانضمام، غير أن عدة دول أوروبية كالنمسا وألمانيا وفرنسا كانت لها تحفظات كثيرة على عضوية تركيا. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عارضت فكرة الانضمام واقترحت بدلا منها شراكة مميزة بسبب الخلافات مع تركيا حول حقوق الإنسان وقبرص وسياسة أنقرة الخارجية.
صورة من: imago/Depo Photos
شروط كوبنهاغن
وضع الأوروبيون شرط احترام بنود اتفاقية كوبنهاغن أمام تركيا للانضمام، ومن الشروط تنظيم انتخابات حرة واحترام حقوق الإنسان واحترام الأقليات. ولأجل ذلك أعلنت أنقرة عدة إصلاحات منها إلغاء عقوبة الإعدام. بدأت المفاوضات الفعلية للانضمام عام 2005 في مجموعة من المجالات، غير أن استمرار مشكلة قبرص عجل بوقف المفاوضات، إذ رفضت أنقرة الاعتراف بعضوية قبرص في الاتحاد.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Turkel
دولة مسلمة وسط اتحاد مسيحي؟
تشير العديد من التقارير إلى أن الاختلاف الديني بين تركيا وبلدان الاتحاد الأوروبي يشكلّ سبباً غير معلن لرفض الانضمام، فدول الاتحاد هي بلدان مسيحية فيما تركيا هي بلد مسلم. أكثر من ذلك، قلّص أردوغان مظاهر العلمانية وأرجع الدين إلى الحياة العامة. هذا العامل يرتبط بتوجس الأوروبيين من النزعة القومية التركية ومن عدم إمكانية قبول الأتراك بمشاركة هوية مجتمعية مع أوربييين يختلفون عنهم في نمط حياتهم.
صورة من: Reuters/U. Bektas
التفاوض يتعثر مجددا
بدءا من عام 2013 عادت المفاوضات مجددا، خاصة بعد مغادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان معارضا بقوة لفكرة الانضمام. لم تغيّر ميركل موقفها لكنها أبدت مرونة واضحة، بيدَ أن تركيا وضعت هي الأخرى شروطها المالية الخاصة لاسيما مع تحملها موجة اللاجئين. وجاء قمع مظاهرات ميدان تقسيم 2013 ليوقف المفاوضات مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/T. Bozoglu
الصراع مع قادة أوروبيين يتفاقم
لم تجانب المفوضية الأوروبية الواقع عندما قالت عام 2019 إن آمال انضمام تركيا إلى الاتحاد تلاشت، فلا أحد من الطرفين بات متحمسا للفكرة. أخذ أردوغان خطوات وصفها قادة من الاتحاد بأنها "استبدادية" خاصة مع تقارير حقوقية عن تراجع الحريات في البلد. أبعد ملف اللاجئين الطرفين أكثر، ثم جاء النزاع في شرق المتوسط بين تركيا من جهة واليونان وقبرص وفرنسا من جهة ثانية ليعدم تقريبا الفكرة.
صورة من: Adem ALTAN and Ludovic Marin/various sources/AFP