فيلم جوراسيك وورلد - إيرادات قياسية في أقل من أسبوع
٢ يوليو ٢٠١٥ جاء فيلم جوراسيك وورلد رابعا ليكمل سلسلة أفلام جوراسيك بارك التي بدأت عام 1993. كتب سينايو الفيلم رك جافا وأماندا سيلفر وديريك ونوللي و تريفورو. لعب دور البطولة فيه كريست بات وبريس دالاس هوارد، فيما حافظ ب. د. ونغ على دور الطبيب المخترع من الفيلم الأول في السلسلة.
لا تخرج الحبكة عن رؤيا أفلام الخيال العلمي، فالجزيرة النائية هي منتجع سياحي يعيش فيه السائحون حياة الديناصورات التي انقرضت عن الحياة قبل 65 مليون سنة، ونجح مشروع جُوراسيك في العثور على شفرة جيناتها، وقام كادر المشروع بإعادة استنساخ المخلوقات المنقرضة، وهو بذلك بقي ضمن حبكة أجزاء جُوراسيك بارك التسعينية.
يبدأ مشهد الافتتاح بصبيين ترسلهما أسرتهما إلى الجزيرة العجيبة ليقضيا عطلتهما المثيرة مع خالتهما مديرة المشروع. فجأة تنقلب الأوضاع ( كما هو متوقع في هذه الأحوال) ويفلت من الحصار ومن سيطرة الفريق العصري القوي أحد الديناصورات، ونفهم من السياق أنه أكثر من مجرد ديناصور، فهو خليط من نوع من الزواحف ومن ديناصور من أكلة اللحوم، وقد انقلب متوحشا، حسب رؤيا بطل الفيلم بسبب حرمانه من الاتصال بالعالم وبسبب التلاعب غير المحسوبة عواقبه بهندسة جيناته. يُظهر الفيلم أن نجاح المشروع ومردوداته المليونية ونفقاته الباهظة قد دفع بفريق العمل إلى ارتكاب أخطاء وتجاوزات. وبالتالي فإن الحيوانات المنقرضة التي بعثها العلم إلى الحياة، قد قلبت الطاولة على صانعيها وانفلتت بشكل كارثة تفترس الناس.
الديناصور رمز الجشع والطمع
وقال مخرج الفيلم كولن تريفورو بهذا الخصوص" يُظهر الفيلم شيئا من طمعنا ومن رغبتنا المتصاعدة في الربح وجني المنافع، ويمثل المخلوق "اندومنيسو ريكس" بالنسبة لي تلك الرغبة التي لا تشبع بعينها". وهكذا نشاهد أسراب طائر الرخ الأسطوري التي أطلق سراحها سقوط طائرة مدير المشروع ( العربي الذي أدى دوره عمر ساي) على قبة البرج الذي يحميها، تنهال عضا وافتراسا على الناس، ورأينها تخطف الفتاة المكلفة بمراقبة الصبيين في الجزيرة بسبب انشغال خالتهم المزمن بالعمل وتسقط مع الفتاة في فك التمساح الديناصوري مرعب الحجم والفكين.
بطل الفيلم هو البطل الهوليودي القادر على كل شيء، والذي يحمل عضلات أقوى من الجميع ويتمتع بوسامة ساحرة تُسقط حتى المديرة في حبه، يتمتع أيضا بقلب من ذهب يعشق الديناصورات، وينجح في تحريضها على الوحش الأسطوري فتندلع حروب الديناصورات التي تقتل كل من يعترضها وسط بحر الدماء والدمار الذي يكسو المشهد.
" نحن محاطون بالعجائب، مع ذلك نريد المزيد"
المخرج كولن تريفورو أعلن أن المخلوق الديناصوري الرئيس في الفيلم هو رمز للمستهلك وللجشع الاستهلاكي ، كاشفا بالقول "أريد بالديناصور الأسطوري أن يجسد أسوأ نزعات الإنسان الإنسانية، نحن محاطون بالعجائب، مع ذلك نريد المزيد، ونريد الأشياء أكبر، وأسرع وأعلى صوتا وأحسن ".
وسط كل هذا الدمار والرعب الذي يحاصر أغلبه الصبيين السائحين، يُعانق البطل النبيل المديرة الساحرة البيروقراطية الأنانية في لحظة وجد ويعاجلها بقبلة تمثل إعلان حب على المشاهدين الذين قطعوا انفاسهم بسبب كبر حجم الديناصورات ودموية هجماتها.
أهم ميزة في الفيلم هي التقنيات الراقية التي اعتمدها وحركة الكاميرات والأبعاد الثلاثة الساحرة التي تخلب لبّ المشاهد. كما أن تأثيرات الصوت التي أشرفت عليها شركة دولبي ما برحت تباغت المشاهدين بأصوات من يمين ويسار وأعلى وأسفل القاعة، بل أن اصواتا كانت تتسرب أحيانا من أسفل مقاعد المشاهدين لتصفع ذهولهم المأخوذ بالمشاهد المتلاحقة ثلاثية الأبعاد!
حين عُرض الفيلم في دور العرض الألمانية التي بقيت مكتظة بالمشاهدين، غلَب على الحضور الفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاما، لكن هذا لا يعني أنّ الأكبر سنا لم يشاهدوا الفيلم، فقد شكّلوا بحضورهم نسبة ملحوظة من الجمهور.