1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فيلم "مرحبا" - تصوير لمعاناة المهاجرين السريين في فرنسا

٦ فبراير ٢٠١٠

بدأ هذا الأسبوع في ألمانيا عرض فيلم "مرحبا" للمخرج الفرنسي فيليب ليوريه. الفيلم، الذي يصور معاناة المهاجرين السريين، حقق نجاحا كبيرا في فرنسا وعرض على أعضاء البرلمان الفرنسي لما يحمله من انتقادات لسياسة الهجرة الفرنسية.

فيلم "مرحبا" تصوير لمعاناة المهاجرين السريين وانتقادات لاذعة لسياسة الهجرة الفرنسيةصورة من: Arsenal Verleih

يعيش بلال منذ ثلاثة أشهر في حالة من الهرب، ففي وطنه العراق تسود الحرب، ولكن ذلك ليس السبب الوحيد الذي دفع الشاب الكردي البالغ من العمر 17 عاما إلى محاولة الهجرة إلى إنجلترا مهما كان الثمن. فقد كانت رغبته في الالتحاق بخطيبته، التي هاجرت مع والديها إلى لندن، الدافع الكبير وراء رغبته في الهجرة إلى بريطانيا خلسة. ولأنه يفتقد إلى الأوراق الضرورية وتأشيرة سفر فهو في حاجة ماسة إلى مساعدة المهربين.

وبرغم من تمكنه من توفير المال الضروري للهجرة خلسة إلى أوروبا، إلا أن خطته للسفر إلى بريطانيا باءت بالفشل، فقد ألقت الشرطة الفرنسية القبض عليه، حينما كان يحاول العبور إلى بريطانيا من الساحل الشمالي الفرنسي. وإذا به يجد نفسه محاصراً مع عدد لا يحصى من المهاجرين السريين في مدينة كاليه الفرنسية.

لكن بلال لم يبق مكتوف الأيدي، بل قرر عبور القنال الانجليزي سباحة، مخاطراً بذلك بحياته. ولهذا الغرض لجأ بلال إلى سيمون، وهو مدرب سباحة فرنسي في أحد مسابح مدينة كاليه وبطل سابق في هذه الرياضة، لكي يعطيه دروسا في السباحة. وبعد تردد في البداية، إذا بسيمون، الذي يواجه بدوره مشاكل مع زوجته، يوافق على تعليم الشاب العراقي السباحة. وبمرور الوقت تنشأ بين الطرفين قصة صداقة تتسبب في تعرض سيمون لمتاعب.

انتقادات حادة لسياسة الهجرة الفرنسية

ممثلون أبدعوا في أداء أدوارهم وأضفوا واقعية كبيرة على الفيلمصورة من: Arsenal

هذه حكاية فيلم جديد يحمل عنوان "مرحبا" (Welcome) للمخرج الفرنسي فيليب ليوريه (PhilippeLioret)، ويتضمن انتقادات حادة للسياسات الفرنسية في الهجرة. ذلك أنه يتهم الحكومة الفرنسية، كغيرها من دول الاتحاد الأوروبي، بأنها "تسعى إلى التخلص من المهاجرين، حتى صغار السن منهم، بأسرع وقت ممكن". ويلفت أنه في ظل هذه السياسات المشددة فلا يبقى للمهاجرين السريين، على غرار بلال، من مجير غير الأناس العاديين. لكن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جرم كل مساعدة إنسانية للمهاجرين السريين، وبالتالي فإن كل من يأوي مهاجراً سرياً أو يساعده على الهرب، يواجه عقوبة قد تصل إلى خمس سنوات سجن.

بيد أن فيلم "مرحبا" ليس فيلما سياسيا فحسب، بل أنه يصور صداقة بين رجلين متناقضين في الطباع بطريقة مرهفة وحساسة من خلال النظرات والحركات. كما أبدع الممثلون في إضفاء طابع واقعي قوي على أحداث الفيلم، فقد جاء الممثل فينسينت ليندن (Vincent Lindon) مقنعاً جداً من خلال أدائه لدور مدرب السباحة المنطوي على نفسه ومرهف الأحاسيس. وكانت رغبته في إرضاء زوجته، التي تركته من أجل رجل آخر، واستعادتها الدافع وراء قراره مساعدة بلال.

الفيلم يعرض على البرلمان الفرنسي

الفيلم لا يتضمن انتقادات سياسية فحسب بل يصور الجوانب الإنسانية للأبطالصورة من: Arsenal

وتصور أحداث الفيلم تطور المشاعر الإنسانية بين الشخصين، والتي بدأت بمجرد رغبة في المساعدة وتحولت إلى إعجاب بعزيمة بلال، الذي يخاطر بحياته من أجل المرأة التي يحبها. ومن جهة أخرى يوضح الفيلم كيف يمكن للعلاقات الزوجية أن تفشل رغم أنها لا تواجه أي صعوبات كتلك التي يواجهها بلال وخطيبته.

فيما يتقمص الممثل العصامي والمهاجر فيرات أيفيردي، دور الشاب الكردي بلال، وكأنه يلعب دور حياته، خاصة وأن مصير بلال يصور في الواقع محاولات الكثير من المهاجرين السريين، الذين يخاطرون بحياتهم لعبور القنال الأنجليزي رغم شدة التيارات المائية ودرجات الحرارة المنخفضة.

ويعد فيلم "مرحبا" أفضل مثال على أنه بإمكان السينما أن تساهم في إحداث تغييرات. فقد عرض الفيلم أمام البرلمان الفرنسي بعد كان استقطب أكثر من مليون متفرج إلى دور السينما في فرنسا. وساهم هذا النجاح إلى درجة أن الكثير من السياسيين الفرنسيين يفكرون في تغيير القانون، الذي يجرم كل من يساعد المهاجرين واللاجئين السريين.

الكاتبة: كيرستين ليزه/شمس العياري

مراجعة: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW