ولد الرسام والشاعر فيلهيلم بوش في عام 1832 في بلدة فيدينزال غربي مدينة هانوفر الألمانية، وكان له ستة إخوة. كان والد بوش تاجراً أما والدته فكانت ربة بيت. وبسبب ضيق المكان في منزل والديه انتقل فيلهيلم بوش 1841 إلى منزل خاله القسيس الذي اهتم بتدريسه وتعلميه. وبطلب من والده بدأ بوش عام 1947 في تعلم حرفة الميكانيكي في معهد التأهيل التقني كي يصبح عاملاً فنياً، لكن ميول بوش كانت تتجه نحو الفن والرسم. وبعد أربعة أعوام استطاع تحقيق أحلامه عندما التحق بأكاديمية الفنون في دوسلدورف، لكن طرق التعليم هناك خيبت آماله. لذالك انتقل بعد سنة إلى الأكاديمية الملكية للفنون في أنتفيربين الهولندية، وهناك تأثر كثيراً بالرسامين الهولنديين. لكنه سرعان ما عاد إلى منزل والديه بسبب إصابته بمرض التيفوئيد. واستغل فيلهيلم بوش إقامته هناك في جمع الحكايات الشعبية وقصص الخرافة، التي لم تكن مدونة حينذاك وإنما تناقلتها الأجيال بالرواية فقط، وكان هدفه يتمثل في إضافة رسوم كاريكاتورية خاصة على الحكايات الشعبية.

شهرة فيلهيلم بوش

بعد سنوات من الدراسة في أكاديمية الفنون في ميونيخ بدأ فيلهيلم بوش بالعمل كرسام وشاعر لصحيفة "الأوراق الطائرة" وصدر أول كتاب له في عام 1965 تحت اسم "ماكس وموريتس". ومن خلال هذا الكتاب أصبح رساماً مشهوراً. ومنذ ذلك الوقت لم تنقطع كتبه المزودة بالرسوم حتى عام 1884 عندما أصدر أخر كتاب له "الرسام كليكسيل". قام فيلهيلم بوش بنشر مجموعة قصائد كثيرة في عام 1898. وتوفى في عام 1908 بعد أن أصبح رساماً معروفاً ومشهوراً من خلال رسومه الكاريكاتورية وقصائده الساخرة. كانت تربط فيلهيلم بوش علاقة قوية بإخوته. وبعد وفاة صهره ساعد بوش أخته على رعاية وتربية أطفالها، وبقيت علاقته بأولاد أخته جيدة حتى وفاته. وكتب قصة حياته في عام 1893 في كتاب بعنوان: مني عني.

جمعية فيلهيلم بوش

أسس محبو أعمال فيلهيلم بوش جمعية في عام 1927 من أجل الحفاظ على إرثه الثقافي والأدبي، وأرادوا حماية المنزل الذي ولد فيه في فيدينزال بوضعه تحت حماية المؤسسات الثقافية. واستطاعت الجمعية بعد عشر سنوات من افتتاح متحف فيلهيلم بوش في مركز مدينة هانوفر، لكن المتحف أصابه الضرر إبان الحرب العالمية الثانية بسبب التدمير شبه الكامل للمدينة. ولحسن الحظ تم نقل محتويات المتحف إلى منطقة بعيدة عن موجة القصف الجوي. وبعد انتهاء الحرب أعيد ترميم المتحف ليشمل رسامين ومصورين وفناني غرافيك ألمان آخرين. أما جناح فيلهيلم بوش فيشمل 335 لوحة زيتية و1200 رسم كاريكاتوري أصلي ومئات الرسائل الشخصية بالإضافة إلى عشرات الأوراق، التي دون عليها قصائد وأشعار بخط يده. وأصبح المتحف الآن مكاناً لعرض الرسوم الكاريكاتورية الألمانية وفنون الرسوم الناقدة.

من أقوال وحكم فيلهيلم بوش:

- الغباء موهبة طبيعية أيضاً.

- يخطر ببال كل شخص القيام بأشياء ضارة، لكن الحكيم هو الوحيد الذي لا يطبقها.

- مجموع لحظات حياتنا هي الساعات التي أحببنا فيها.

- عجيب غريب هذا العالم وأتعجب أنا من أن البعض رغم ذلك معجب به.

سمير مطر