أرسين وأرسنال، لا يجمعهما التجانس اللغوي في لفظ الاسمين فقط، وإنما صحبة قديمة. المدرب الفرنسي أرسين فينغر وناديه الإنجليزي أرسنال يرتبطان منذ عشرين عاما، صنع خلالها فينغر أمجادا ونجوما من العيار الثقيل.
إعلان
يعد توماس شاف، المدرب السابق لفيردر بريمن، صاحب الرقم القياسي لأطول فترة يقضيها مدرب مع فريق يلعب في الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)، حيث مكث شاف مع بريمن 14 عاما، قبل أن يتركه عام 2013. وقلة قليلة من كبار مدربي كرة القدم هم من تمكنوا من البقاء على رأس الطاقم الفني لفريق يلعب في بطولات الدوري الكبرى لمدة عشرين عاما. نذكر منهم المدرب الأسطوري الاسكتلندي السير أليكس فيرغسون، المدرب السابق لمانشستر يونايتد الإنجليزي، والذي بقي مدربا لمان يونايتد نحو 27 عاما. والآن انضم المدرب الفرنسي الأيقونة أرسين فينغر (66 عاما) إلى تلك القائمة، حيث أتم أمس الخميس عامه العشرين في تدريب أرسنال الإنجليزي، فقد أصبح منذ 22 سبتمبر/ أيلول 1996 خليفة للمدرب المقال بروس ريوتش، وتولى المسؤولية رسميا بعدها بأيام في أول أكتوبر/ تشرين الأول.
"جنتلمان وخبير كروي على أفضل نحو"
ورغم أنه لحد الآن لم يتمكن من الفوز بلقب قاري مع "الغانرز" (لقب لاعبي أرسنال) إلا أن فينغر يتمتع باحترام كبير في الأوساط الكروية العالمية، لدرجة أن الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم (IFFHS) اختاره عام 2011 "مدرب العقد" للعشر سنوات الواقعة بين عامي 2001 و2010.
استطاع فينغر في العام التالي لتوليه المهمة في أرسنال أن يفوز بلقب الدوري الإنجليزي. وحقق خلال العشرين عاما ثلاثة ألقاب للدوري الأقوى في العالم. وفاز ست مرات بكأس الاتحاد الإنجليزي آخرها عام 2015، وبدرع بطولة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ست مرات كذلك آخرها العام الماضي أيضا، ووصل إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2006 وخسرها أمام برشلونة 1-2.
ويقول موقع "ماغات.نت"، المتخصص في سيرة المدرب الألماني فيلكس ماغات، إن "أرسين فينغر أوصل للرأي العام منذ بدايته صورة الجنتلمان والخبير الكروي على أفضل نحو. وتمكن بسرعة من الحصول على الاعتراف داخل عالم كرة القدم بأثره... وجاء فوزه بالدوري 2004 ظاهرة حيث قضى موسما بدون هزيمة واحدة."
ورغم صورة الجنتلمان فإن فينغر تعرض لعقوبات بسبب سلوك مرفوض مثلما حدث عام 2000 عندما اتهم بمحاولة التأثير نفسيا عبر التهديد لأحد طاقم حكام مباراة مع ساندرلاند انتهت بهزيمة أرسنال.
كما وقعت صدامات لفظية عام 2005 بينه وبين مدرب تشيلسي آنذاك ومان يونايتد حاليا جوزيه مورينيو، وتجددت التلاسنات في الموسم الحالي وتمتلأ المواقع الرياضية بهجومهما على بعضهما لفظيا.
نجوم كبار تحت قيادة فنيغر
خلال العشرين عاما الماضية ضم أرسين فينغر إلى كتيبة أرسنال عددا كبيرا من اللاعبين، الذين حققوا نجاحا كبيرا معه وذاع صيتهم في جميع أنحاء العالم. وكان أرسنال وما زال تحت قيادة فينغر نموذجا في شراء اللاعبين الشباب ومنحهم الفرصة ليصبحوا نجوما، وهو طريق يسير عليه منذ فترة نادي دورتموند الألماني، سواء تحت قيادة مدربه السابق يورغن كلوب أو الحالي توماس توخل.
الفرنسي تيري هنري هو أبرز نجوم العشرين عاما الماضية في أرسنال وفقا لاختيار صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. قدم المهاجم الكبير من يوفنتوس عام 1999 وبقي به حتى 2007، ثم انتقل إلى برشلونة وعاد مرة أخرى 2012. سجل هنري 228 هدفا مع أرسنال في 377 مباراة خاضها مع الفريق ليكون بذلك أفضل هداف في تاريخ الفريق الإنجليزي، وواحدا من أنجح الهدافين في العالم. وإضافة إلى هنري هناك لاعبون فرنسيون آخرون سطعوا مع مواطنهم فينغر، من بينهم نيكولا أنيلكا وباتريك إيفرا.
كما اشتهر في أرسنال تحت قيادة فينغر اللاعب الهولندي مارك أوفرماس ومواطنه روبين فان بيرسي، الذي انضم للفريق عام 2004 مقابل 4.5 مليون يورو لينتقل منه إلى مان يونايتد عام 2012 مقابل نحو 31 مليون يورو. وسجل فان بيرسي 132 هدفا في 278 مباراة مع أرسنال.
ومن أبناء فينغر في أرسنال أيضا الإسباني سيسك فابريغاس والعاجي كولو توريه والآن هناك الحارس التشيكي العملاق بيتر تشيش الذي جاء عام 2015 قادما من تشيلسي. كما ضم فينغر المصري محمد النني الموسم الماضي.
انتقادات بسبب قلة اللاعبين الإنجليز
فينغر مولود في منطقة الإلزاس، التي يتحدث أهلها اللغة الألمانية بلكنة معينة. ولغته الأم هي الألمانية، وبدأ تعلم اللغة الفرنسية في المدرسة، ولذلك يرتبط بألمانيا أيضا وتعاقد مع لاعبين ألمان نجحوا معه كأفضل ما يكون وعلى رأسهم حاليا مسعود أوزيل، الذي انضم للغانرز عام 2013 قادما من ريال مدريد. وكان هناك أيضا ينس ليمان حارس مرمى ألمانيا في كأس العالم 2006. انضم ليمان لكتبية فينغر عام 2003، وانتقل منه إلى شتوتغارت عام 2008، ثم عاد إلى أرسنال في 2011 وخاض معه إجمالا 200 مباراة، حسب "ديلي ميل".
وهناك انتقادات توجه إلى المدرب الفرنسي، من بينها اتهام من عدد من مدربي الدوري الإنجليزي بأنه لا يشرك اللاعبين الإنجليز خصوصا في دوري أبطال أوروبا، ورد فينغر بأنه "عندما تمثل ناديا فإن الأمر يتعلق بالمعايير والكفاءة، وليس بجوزات السفر."
أبرز مدربي مونديال البرازيل 2014
مونديال البرازيل ليس موقعة للتنافس بين نجوم كرة القدم فحسب، وإنما هو أيضا مناسبة للمدربين لاستعراض أسلحتهم الفنية وأنظمة لعبهم التي يسقطون بها الخصوم. في هذه الجولة المصورة، نستعرض أبرز مدربي مونديال 2014 بالبرازيل.
صورة من: picture-alliance/dpa
يوآخيم لوف
منذ أن استلم مهام تدريب المنتخب الألماني لكرة القدم خلفا ليورغن كلينسمان، ويوآخيم لوف يسعى إلى تحقيق لقب قاري أو عالمي لكن دون جدوى. فقد حل المانشافت ثالثا في مونديال جنوب إفريقيا 2010، كما أهدر فرصة التأهل إلى النهائي أمام إيطاليا في بطولة الأمم الأوروبية (2-1). أما اليوم فهو مطالب باللقب الذي ينتظره الألمان طويلا.
صورة من: Getty Images
فيسنتي ديل بوسكيه
إنه المدرب المحنك الذي قاد إسبانيا لأول مرة في تاريخها إلى لقب بطولة كأس العالم، وكان ذلك في مونديال جنوب إفريقيا 2012. فاز مع ريال مدريد بسبعة ألقاب لليغا كلاعب وكمدرب. كما أنه فاز مع الفريق الملكي بلقب دوري الأبطال عامي 2000 و2002. التحق ديل بوسكيه بالمنتخب عام 2010. وإلى جانب لقب كأس العالم، فاز مع المنتخب الإسباني أيضا ببطولة الأمم الأوروبية 2012.
صورة من: Reuters
تشيزاري برانديلي
بعد أن قرر مدرب المنتخب الإيطالي تشيزاري برانديلي ترك منتخب الأزوري بعد مونديال البرازيل، عدل عن رأيه وجدد عقده لمدة عامين إضافيين. وحول ما ينتظره في البرازيل، أكد أن "مجموعة الموت" التي تضم إلى جانب "الأزوري" منتخبات أوروغواي وانكلترا وكورستاريكا، تتطلب "الكثير من العرق"، لكن المباريات ستكون "ممتعة". وتفتتح إيطاليا مواجهاتها بالمونديال أمام إنكلترا في 14 من يونيو/حزيران المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa
ديدييه ديشامب
كان مستقبل ديدييه ديشامب مع المنتخب الفرنسي على كف عفريت، لكنه استطاع تمديد عقده إلى عام 2016، بعد أن نجح الديوك في حجز بطاقة البرازيل عبر الفوز على أوكرانيا (3-0) في إياب الملحق الأوروبي الفاصل بعد أن خسر مباراة الذهاب بهدفين دون رد.
صورة من: AFP/Getty Images
روي هدجسون
تولى مهمة تدريب المنتخب الانجليزي خلفا للإيطالي فابيو كابيلو. وكان أول ظهور له مع المنتخب الانكليزي في بطولة الأمم الأوروبية التي أقيمت في بولندا وأوكرانيا. لكن مشواره في هذه البطولة توقف عند في دور ربع النهائي، حين اصطدمت انكلترا بإيطاليا التي هزمتها بأربعة أهداف مقابل هدفين.
صورة من: picture alliance/Photoshot
باولو بينتو
أنهى مدرب البرتغال مسيرته الاحترافية كلاعب مع نادي سبورتنغ لشبونة عام 2004. وفي العام ذاته بدأ مسيرته في عالم التدريب مع ناديه سبورتينغ لشبونة الذي قاده لإحراز أربعة ألقاب محلية. وفي عام 2010 أصبح مدربا لمنتخب بلاده، وتمكن من قيادته إلى الدور نصف النهائي في بطولة كأس العالم بجنوب إفريقيا، حيث انهزم أمام المنتخب الإسباني بأربعة أهداف مقابل هدفين بضربات الترجيح.
صورة من: Reuters
أوتمار هتسفيلد
في عام 2008 أصبح مدربا للمنتخب السويسري ونجح في التأهل إلى نهائيات جنوب إفريقيا متصدرا مجموعته في التصفيات المؤهلة للبطولة، بل وفاز على بطل أوروبا ولاحقا بطل العالم، المنتخب الإسباني (1-0) في أول مباراة خاضتها سويسرا في دور المجموعات، 2006. لكن تشكيلة هيتسفيلد أخفقت في عبور الدور الأول مكتفية بالمركز الثالث في مجموعتها، بعد خسارتها أمام تشيلي (0-1) وتعادلها مع هندوراس (0-0).
صورة من: FABRICE COFFRINI/AFP/GettyImages
يورغن كلينسمان
بزغ نجم كلينسمان في مونديال 2006 بألمانيا بعد أن قدم المانشافت في حلة مبهرة. رغم ذلك، قرر التخلي عن تدريب منتخب بلاده، فالتحق ببايرن ميونخ قبل أن يستلم مهام تدريب المنتخب الأمريكي. وفور استلامه المهمة، أوضح كلينسمان أن هذا المنتخب لن يكتفي بالنظر إلى الفرق الأوروبية كقدوة فحسب، وإنما سيعمل على الإطاحة بها. وبالفعل فاز المنتخب لأول مرة على نظيره الإيطالي 2012 في مباراة ودية أقيمت في جينوا.
صورة من: picture-alliance/dpa
وحيد خليلهودزيتش
تأهل المدرب البوسني مع منتخب كوت ديفوار إلى كأس العالم في جنوب إفريقيا، ورغم ذلك تمت إقالته، ليتعاقد بعد ذلك مع الإتحاد الجزائري لكرة القدم لتدريب الخضر عام 2011. وبعد فوزه بلقب الدوري المغربي مع نادي الرجاء البيضاوي، اختير كأفضل مدرب في فرنسا عام 2001، قبل أن يفوز ببطولة الكأس عام 2004 مع باريس سان جيرمان. كما أنه قاد دينامو زغرب الكرواتي إلى الفوز بلقب الدوري والكأس في موسم 2011.
صورة من: picture-alliance/dpa
صبري لاموشي
اختير اللاعب الفرنسي السابق صبري لاموشي (من أصل تونسي) في مايو/ أيار 2012 مديراً فنياً لمنتخب كوت ديفوار. وهو أول منصب إداري له.
صورة من: picture-alliance/dpa
خورخي سامبيولي
ينظر إلى منتخب تشيلي بقيادة مدربه الأرجنتيني خورخي سامبيولي باحترام وخشية كبيرة. المحنك ديل بوسكيه حذر من سامبيولي وفريقه الذي يعتقد البعض أنه الأفضل على الإطلاق في تاريخ تشيلي بوجود لاعبين مثل سانشيز وفيدال. ومع انضباط خططي لم يعرفه الفريق من قبل، انتصرت تشيلي عشر مرات في 15 مباراة خاضتها عام 2013 مقابل خسارتين فقط أمام بيرو في التصفيات. كما أنها فازت على انكلترا (2-0) وديا على ملعب ويمبلي.
صورة من: picture-alliance/dpa
أليخاندرو سابيا
لاعب خط الوسط سابقا الذي كان يلقب بالساحر والكسول معا بسبب أدائه البطيء. عيّن الأرجنتيني سابيا مدربا لمنتخب بلاده بعد أداء مخيب لخلفه سيرخيو باتيستا في كوبا أمريكا التي نظمتها الأرجنتين عام 2011. وبعد أن فقدت الأرجنتين بريقها في بطولات العالم السابقة أمام المنتخبات الأوروبية على وجه الخصوص، أضحى سابيا مطالبا بالتأهل إلى المربع الذهبي على الأقل في تشكيلة يقودها ليونيل ميسي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ألبرتو زاكيروني
المدرب الإيطالي قاد المنتخب الياباني الذي يدربه حاليا إلى الفوز بلقب بطولة آسيا عام 2011. عدا ذلك، لم يحرز أي لقب إضافي باستثناء بطولة إيطاليا عام 1999 مع فريق أسي ميلان.
صورة من: Reuters
انغليوس بوستيكوغلو
جاء خلفا للمدرب الألماني هولغر أوزايك، الذي أقيل من تدريب المنتخب الأسترالي بعد هزيمة ثقيلة مني بها الأخير (6-0) أمام كل من فرنسا والبرازيل في مباريتين وديتين استعدادا لمونديال البرازيل. وفي السابق، عمل الأسترالي من أصل يوناني مدربا للمنتخب الأسترالي لأقل من عشرين عاما.