فينغر..الرفاهية في كرة القدم لا تنحصر في رواتب خيالية
هشام الدريوش
٨ ديسمبر ٢٠١٦
أمام تشبث صانع ألعاب أرسنال مسعود أوزيل بشرط مضاعفة أجره السنوي لتمديد عقده مع أرسنال. حذر مدرب الفريق، آرسين فينغر لاعبه من الجشع المادي، معتبرا أن الرفاهية في كرة القدم لا تنحصر في الحصول على رواتب خيالية.
إعلان
في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي تنبأ آرسين فينغر، المدير الفني لفريق أرسنال الإنجليزي بأن "أوزيل قد يتحول إلى أسطورة بفريق أرسنال إذا قرر البقاء بالنادي".
وهذا التنبؤ لم يأت من فراغ، فصانع ألعاب فريق "المدفعجية" والمنتخب الألماني، يقدم مستويات عالية في المواسم الأخيرة وتمكن من الفوز بألقاب عديدة سواء مع المانشافت أو فريقه اللندني. ففي 2014 أحرز أوزيل لقب كاس العالم مع المنتخب الألماني في البرازيل الألماني، وفي 2015 قاد فريقه أرسنال إلى إحراز لقب كأس الاتحاد الإنجليزي. أما في الموسم الحالي فيعتبر أوزيل أفضل ثاني ممرر في تاريخ البريمير ليغ، حيث صنع لحد الآن 19 هدفا.
لكن بعد مرور شهر على تصريح فينغر حول إمكانية تحول أوزيل لأسطورة بفريق أرسنال، يبدو أن الأمور الآن لا تسير بالشكل الذي يتمنى فينغر وإدارة أرسنال. فالمفاوضات الجارية منذ أشهر حول تمديد أوزيل لعقده الذي ينتهي في صيف 2018، لم تحقق أي تقدم بعد تشبث أوزيل وزميله في أرسنال ألكسيس شانسيز بالمطالبة بمضاعفة راتبهم السنوي كشرط لتمديد عقديهما، وذلك فق ما أكدته وسائل إعلام بريطانية.
أرسنال قد يفكر في بيع عقد أوزيل
وحسب تسريبات "فوتبال ليكس" فإن أوزيل يتقاضى بفريق أرسنال 10,2 مليون يورو. و يتعهد بضمان 8,07 مليون يورو له، كدخل صاف خال من الضرائب.
ويطالب الدولي الألماني، ذو الأصول التركية بالحصول على 451 ألف يورو أسبوعيا، وهو ما يجعل دخله السنوي يرتفع ليصل إلى حوالي 22 مليون يورو. لكن يبدوا أن الفريق اللندني غير مستعد لدفع هذا المبلغ المرتفع. وهو ما أضفى صعوبة اكثر على مفاوضات التمديد ، حيث لوح أوزيل بالعودة لريال مدريد، وبالمقابل حذر فينغر لاعبه من الجشع. وقال فينغر "أعتقد أن الرفاهية في كرة القدم العصرية لا ينبغي أن تنحصر فقط في الرغبة في الحصول على الحد الأقصى من الرواتب. لأن هؤلاء الشباب سيحصلون على أموال كثيرة في أي فريق يلعبون له".
وأمام تشبث أوزيل بشروطه في تمديد العقد، قد يلجأ فريق أرسنال إلى التفكير في بيع عقده لفريق آخر، حسبما نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" الإنجليزية. التي قالت إن إدارة "المدفعجية" أخذت قرارها بعدم الموافقة على رفع أجر أوزيل السنوي إلى 20 مليون يورو في العام.
ويُذكر أن اسم نجم أرسنال والمنتخب الألماني ظهر مؤخرا بين قائمة اللاعبين الذين اتهموا بالتحايل الضريبي حسب التسريبات التي نشرها موقع شبيغل الألماني بناء على بيانات كشفت عنها شبكة "فوتبال ليكس". ووفق هذه البيانات، فإن أوزيل "قدم معلومات غير كاملة" في تصريحه الضريبي. وهو ما اعتبرته مصلحة الضرائب الإسبانية "انتهاكا جسيما". لذلك اضطر أوزيل لدفع حوالي مليوني يورو لسلطات الضرائب في شهر فبراير الماضي، في حين تم إعفائه من غرامة تقدر بـ 790 ألف يورو بسبب الطعن الذي تقدم به محاميه.
في صور: تميز كروي وسخاء كبير - مشاهير وأعمالهم الخيرية
هم لاعبون سطع نجمهم في عالم كرة القدم وصنعوا تاريخا: ليس فقط بنجاحاتهم الكروية بل أيضا بأعمالهم الخيرية. جولة بالصور لبعض مشاهير الملاعب وأنشطتهم في مجال الأعمال الخيرية.
صورة من: picture alliance/dpa/S.McNeil
تألق نجم مسعود أوزيل ليس كلاعب كرة قدم في صفوف منتخب ألمانيا والعديد من الأندية فقط، بل أيضا كناشط في مجال الأعمال الخيرية، التي لا تعد. كانت آخرها زيارته إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين، حيث وزع كرات وملابس رياضية على الأطفال للفت أنظار العالم إلى معاناة هؤلاء. وقبلها كان أوزيل قد حصل على جائزة لاريوس للأعمال الخيرية، حيث كان مول عمليات جراحية معقدة لـ23 طفلا في البرازيل خلال مونديال 2014.
صورة من: picture alliance/dpa/S.McNeil
لطالما وُصف لاعب المنتخب الألماني سامي خضيرة من قبل مدربه يواخيم لوف بـ"الصخرة الصامدة التي لا تحركها الأمواج مهما كانت عاتية"في إشارة إلى دوره في لم شمل لاعبي المنتخب حوله. وصف يبدو أن لوف محق فيه، على الأقل وفق حكومة ولاية بادن فورتنبيرغ الألمانية التي منحت اللاعب التونسي الأصل قبل أسابيع وسام الاستحقاق تكريما لجهوده في دعم الاندماج ومساعدة الضعفاء اجتماعيا داخل الولاية التي ولد وترعرع فيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gilliar
على الرغم من أن اللاعب التونسي الأصل والألماني المولد والمنشأ أنيس بن حتيرة، والذي يشغل خطة لاعب وسط في صفوف آينتراخت فرانكفورت، لا يزال يواجه صورة "الفتى المشاغب" نظرا لاندفاعه أحيانا، إلا أنه من أكثر الرياضيين دعما للنشاطات الاجتماعية ماديا ومعنويا، حيث أنه كان مثلا من أول من زار مآوي اللاجئين لتقديم يد المساعدة. أعماله الخيرية المتعددة جلبت له جائزة لاوريوس العالمية للرياضيين المتميزين.
صورة من: picture-Alliance/Tagesspiegel/K. U. Heinrich
بلا شك فإن اللاعب الفرنسي من أصل جزائري كريم بنزيما من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل. رغم تألقه في صفوف المنتخب الفرنسي، إلا أنه منع من المشاركة معه في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة لتورطه في قضية ابتزاز لأحد زملائه. لكن يبدو أن بنزيما يظل من الرياضيين الناشطين في مجال الأعمال الخيرية، الأمر الذي جلب له العام الماضي جائزة من إحدى المنظمات الكروية الشهيرة في فرنسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Horcajuelo
بلا شك فإن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من أكثر الشخصيات الرياضية شهرة في العالم وكذلك أكثرها إثارة للجدل. البعض يرى فيه شخصية مغرورة، والبعض الآخر يعشقه بلا حدود. لكن الأكيد أنه أحد أكثر المشاهير سخاء في دعم المشاريع الخيرية سواء بوطنه أو خارجه، حيث كان مثلا تبرع بـ1,5 مليون يورو لبناء مدارس في قطاع غزة. ولايقتصر هذا الدعم على المال فحسب، بل إن رونالدو مواظب أيضا على التبرع بدمه بشكل دوري.
صورة من: picture-alliance/CITYPRESS 24
ربما هي مجرد لفتة رمزية لا أكثر، لكنها رسمت الابتسامة على مُحيا الصبي الأفغاني مرتضى أحمدي الذي كانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تناقلت الربيع الماضي صورته وهو يرتدي كيسا من البلاستيك بلوني العلم الارجنتيني مع اسم نجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي. الأخير أرسل إليه - عن طريق منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف- بقميصين وكرة يحملون توقيعه. وهاهو يقف مرتديا قميصا موقعا من ميسي أمام عدسات الكاميرات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Unicef/Mahdy Mehraeen
يبدو أن هذه الفترة من الفترات الحالكة التي يمر بها معشوق الجماهير ليونيل ميسي. فبعد فشله في الفوز بلقب قاري مع منتخب بلاده هذا العام وفشله من قبل في الفوز بمونديال 2014، صدرت بحقه وحق والده أحكام قضائية بتهمة التهرب الضريبي. لكن هذا لا يغطي عن حقيقة مفادها أن نجم برشلونة قد أسس مؤسسة خيرية تحمل اسمه تدعم مشاريع خيرية لصالح الأطفال خاصة، حيث دعم مستشفى في مسقط رأسه روزاريو بـ600 ألف يورو.
صورة من: Reuters/T. Melville Livepic
الكثير من السويديين لا يزالون يتذكرون لاعبهم زلاتان ابراهيموفيتش، ذا الأصول البوسنية والكرواتية، عندما تبرع عام 2014 بجميع تكاليف سفر وإقامة عدد من ذوي الاحتاجات الخاصة لمتابعة مباريات مونديال البرازيل والتي بلغت 39 ألف يورو. وعلى الرغم من أن هذا المبلغ يعد بسيطا مقارنة بمداخيل النجم السويدي، إلا أن لفتة تصنع قدوة بين زملائه والكثير من المشاهير حتى لا ينسوا بأن هناك من لا يستطيع أن يعيش مثلهم.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
صنف قائد المنتخب البرازيلي ونجم برشلونة الإسباني، كواحد من عشرة أكثر الرياضيين مساهمة في الأعمال الخيرية في العالم. سنة 2014 افتتح مؤسسة خيرية وساهم فيها بمبلغ 9,2 ملايين دولار أميركي، لمساعدة الفقراء في مسقط رأسه بمدينة برايا غراندي. كما يتبرع نيمار لفائدة هيئات اجتماعية وصحية منها التي تعنى بمكافحة فيروس ايبولا.