فينيسيوس باكيا: الإساءات العنصرية بإسبانيا سلبتني متعة اللعب
٢٥ مارس ٢٠٢٤
اشتكى جناح ريال مدريد الإسباني فينيسيوس جونيور بمرارة من الإهانات العنصرية المتكررة التي يتعرض لها، فيما نفى زميله مدافع الريال داني كارفاخال أن تكون إسبانيا بلدا عنصريا. جاء ذلك عشية مباراة تحت شعار مكافحة العنصرية.
إعلان
أجهش الجناح البرازيلي فينيسيوس جونيور بالبكاء وقال، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين (25 مارس/آذار 2024)، إنه يكافح من أجل الحفاظ على الشغف والحماس والاستمتاع بلعب كرة القدم بسبب الإهانات العنصرية المتكررة التي يتعرض لها في إسبانيا.
وقال جناح ريال مدريد خلال مؤتمر صحفي قبل المباراة الودية الدولية للبرازيل أمام إسبانيا غدا الثلاثاء، إنه يشعر بالإحباط لأن الجماهير لا تزال تفلت من العقاب رغم استمرار الإساءات العنصرية تجاهه .
وفي الموسم الماضي، أبلغت رابطة دوري الدرجة الأولى الإسباني النيابة العامة عن 10 حالات مماثلة ضد اللاعب البالغ من العمر 23 عاما.
وقال فينيسيوس وهو يغالب الدموع "أريد فقط أن ألعب كرة القدم، ولكن من الصعب المضي قدما... أشعر بأن رغبتي في اللعب باتت أقل (بسبب الإساءات العنصرية).
وأضاف "لم يخطر ببالي أبدا (مغادرة إسبانيا) لأنني إذا غادرت إسبانيا سأمنح العنصريين ما يريدونه. سأبقى هنا لأن بهذه الطريقة يمكن للعنصريين أن يستمروا في رؤية وجهي أكثر. أنا لاعب جريء، ألعب لريال مدريد وفزنا بالكثير من الألقاب وهذا لا يرضي الكثير من الناس".
ووقع فينيسيوس (23 عاماً) ضحية للإساءات العنصرية في العديد من الملاعب الإسبانية وحتى وإن لم يكن في بعض الأحيان طرفاً في المباراة.
وأعلن ريال مؤخراً أنه تقدّم بشكوى إلى مكتب المدعي العام" بتهمة "جرائم الكراهية والتمييز" بعد "الإهانات العنصرية والكراهية الموجهة إلى لاعبنا فينيسيوس جونيور"، قبل مبارتي دوري أبطال أوروبا بين غريمه برشلونة ونابولي الإيطالي من جهة وبين جاره اللدود أتلتيكو مدريد والفريق الإيطالي الآخر إنتر.
ودعا فينيسيوس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى "معاقبة" المسؤولين عن هذه الهجمات، بعد بث مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر جماهير أتلتيكو وهم يهتفون بعبارات عنصرية ضده.
من جانبه قال زميله مدافع ريال مدريد داني كارفاخال، في مؤتمر صحافي، "لا أعتقد أن إسبانيا بلد عنصري. لدينا مستوى عالِ جداً من الاندماج (المجتمعي). لقد أتيت من حي متواضع، ليغانيس، ونشأت مع أولاد من جميع أنواع الجنسيات. لدي الكثير من الأصدقاء من مختلف ألوان البشرة".
ورأى كارفاخال أن المشجعين الذين يطلقون إهانات عنصرية ضد اللاعبين يعبّرون عن إحباطهم بطريقة "قبيحة" تجاه الرياضيين، مضيفاً "للأسف، هناك أشخاص يذهبون إلى (ملاعب) كرة القدم ويبدو أنهم يطلقون كل حنقهم وغضبهم. عندما يشعرون أن ذلك يؤذي شخصاً ما، يفعلونه أكثر، وهذا أمر مؤسف".
واعتبر أنه "لا يجب السماح لهذا النوع من الناس بدخول الملاعب لأن ذلك (العنصرية) أبشع شيء موجود في الرياضة".
وتلعب البرازيل مع إسبانيا في ملعب سانتياغو برنابيو غدا الثلاثاء في إطار حملة لمناهضة العنصرية تحت شعار "جلد واحد".
ع.ج.م/أ.ح (رويترز، أ ف ب)
ضحايا العنصرية في ملاعب الكرة – من إيتو إلى بالوتيلي
واقعة العنصرية التي شهدتها مباراة باشاك شهير وباريس سان جيرمان، أعادت للأذهان سلسلة طويلة من الأحداث العنصرية التي شهدها عالم الساحرة المستديرة. نستعرض معكم حالات شهيرة للعنصرية شهدتها ملاعب كرة القدم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/ANSA/S. Venezia
العنصرية من الحكم
في موقف غير مسبوق، توقفت مباراة باريس سان جيرمان وضيفه التركي باشاك شهير ضمن دوري أبطال أوروبا، عقب توجيه الحكم الرابع الروماني سباستيان كولتيسكو شتيمة عنصرية للكاميروني بيير ويبو، مساعد مدرب النادي التركي. الموقف حمل اللاعبين على مغادرة الملعب ورفض استنئاف المباراة. واقعة لقيت استهجانا أوروبيا وعالميا.
صورة من: Charles Platiau/REUTERS
دموع بالوتيلي
النجم الإيطالي ماريو بالوتيلي، أحد أكثر اللاعبين تعرضا للعنصرية من المدرجات. كما حدث معه في هذا اللقاء ضمن الدوري المحلي بين ناديه بريشيا وفريق فيرونا. حيث قلد بعض جماهير فيرونا صيحات القردة، موجهين إهانات عنصرية ضده، ما تسبب بإطلاق حملة تضامن واسعة مع بالوتيلي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/ANSA/S. Venezia
داني ألفيس
البرازيلي داني ألفيس، الذي احترف لسنوات طويلة في صفوف برشلونة الإساني، تكررت الحوادث العنصرية ضده من مشجعي بعض الأندية في الدوري الإسباني، حيث تم إلقاء الموز عليه، إضافة إلى صيحات وإهانات أخرى. ولكن رد فعله كان تقشير الموز وتناوله، قبل أن يستأنف اللعب.
صورة من: picture alliance/DPPI Media/M. Blondeau
روبرتو كارلوس
رمي الموز استهدف أيضا النجم البرازيلي الشهير، وأحد أشهر من شغل مركز الظهير الأيسر في العالم، روبرتو كارلوس. كارلوس الذي عاش أوج شهرته في صفوف ريال مدريد الإسباني، احترف بعدها أيضا مع نادي أنجي محج قلعة الروسي. ومن اللقطات الشهيرة له كيف غادر الملعب، في 2011، ورفض استئناف اللعب، عقب رمي الموز عليه.
صورة من: picture-alliance/Pressefoto ULMER/M. Ulmer
صامويل إيتو
ومن أشهر الشخصيات التي مرت بمرارة العنصرية، ما تعرض له النجم الكاميروني صامويل إيتو، الذي مر بعدة محطات احترافية، لعل أبرزها مسيرته في برشلونة الإسباني، واضطر في أكثر من مرة إلى قطع اللعب وأصر على الخروج من المباريات، بسبب الهتافات العنصرية من جمهور الفريق الخصم.
صورة من: picture-alliance/empics/P. Serinelli
كاليدو كوليبالي يغادر الملعب
قائد المنتخب السنغالي كاليدو كوليبالي، والمحترف مع نادي نابولي الإيطالي، واجه في عام 2018، إهانات عنصرية من قبل بعض جماهير إنتر ميلان. ما خلق موجة تضامن واسعة مع اللاعب. شارك فيها البرتغالي رونالدو، وكذلك المصري محمد صلاح، الذي نشر حينها على تويتر صورة له مع كوليبالي، وعلق عليها بالقول: "لا للعنصرية في كرة القدم ولا في أي مكان".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Bruno
إيفرا وسواريز
الأورغوياني لويس سواريز لاعب ليفربول حينها في مواجهة الفرنسي إيفرا، قائد مانشستر يونايتد. المواجهة في أكتوبر/ تشرين الأول 2011. من أشهر اللقطات في الدوري الإنكليزي. سواريز رفض مصافحة إيفرا قبل المباراة. وخلال المباراة قال له: "لا تلمسني. أنا لا أتحدث مع شخص أسود". سواريز عوقب يومها بالإيقاف لثماني مباريات وبغرامة مالية.
صورة من: picture alliance/DPPI Media/S. Allaman
أنطونيو روديغر
مدافع المنتخب الألماني وتشيلسي الإنكليزي، أنطونيو روديغر، كتب على حسابه على تويتر: "إنه لأمر مؤسف أن العنصرية مازالت موجودة ونحن في عام 2019". اللاعب كتب ذلك عقب إهانته بشكل عنصري من بعض مشجعي توتنهام هوتسبر، في مباراة ضمن البريميرليغ.
صورة من: picture-alliance/dpa/PA wire/N. Carson
في الملاعب الألمانية
الملاعب الألمانية، لم تسلم بدورها من مثل هكذا أحداث. ومنها مباراة في مسابقة كأس ألمانيا بين شالكه وهيرتا برلين، في فبراير/شباط 2020. مدافع هيرتا برلين والمنتخب الألماني الأولمبي، جوردان توروناريغا، وهو ألماني من أصل نيجيري، يتعرض للعنصرية من بعض مشجعي شالكه، الذين قلدوا صيحات القرود خلفه.
صورة من: picture-alliance/L. Perenyi
استقالات بالجملة
وحتى على صعيد المنتخبات كانت العنصرية حاضرة. خسارة ثقيلة لبلغاريا أمام إنكلترا، بسداسية، في 2019، ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبية، وانتهاء أمل بلغاريا بالتأهل. ولكن هذه لم تكن الفضيحة الأكبر. وإنما عنصرية بعض الجماهير ضد لاعبي المنتخب الإنكليزي، ومنهم رحيم سترلينغ (الصورة)، وأيضا إظهار ما يعرف بتحية هتلر النازية. الفضيحة أدت لاستقالة كل أعضاء الاتحاد البلغاري للعبة ومدرب المنتخب بلاكوف.
إعداد: ف.ي
صورة من: picture-alliance/dpa/MB Media Solutions Ltd.