فيينا تهدد أثينا بـ"الطرد المؤقت" من اتفاقية شينغن
٢٣ يناير ٢٠١٦
في خضم أزمة اللاجئين في أوروبا، تزاد نبرة النقاش حدة، إذ هددت النمسا على لسان وزيرة داخليتها اليونان بـ"الطرد المؤقت" من اتفاقية التنقل الحر "شينغن" إذا لم تشدد الأخيرة مراقبتها للحدود وتمنع تدفق اللاجئين.
إعلان
هددت وزيرة داخلية النمسا يوهانا ميكل- ليتنر السبت (23 كانون الثاني/ يناير 2016) اليونان بـ"الطرد المؤقت" من اتفاقية التنقل الحر "شينغن" إذا لم تشدد أثينا مراقبتها للحدود من أجل منع تدفق المهاجرين.
وأضافت الوزيرة النمساوية في تصريحات تصدر في عدد الأحد من صحيفة "دي فيلت" ووزعت مقتطفات منها: "إذا لم تتخذ حكومة أثينا خطوات إضافية لضمان أمن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، سيتعين علينا آنذاك التحدث بصراحة عن استبعاد مؤقت لليونان من فضاء شينغن (لحرية التنقل)". لكن المقترح النمساوي لا يلقى ترحيباً في برلين، حيث اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن ذلك لا يشكل حلاً، حسب تعبيره.
ورد وزير الخارجية الألماني في مقابلة صحفية أن "أشباه الحلول مثل استبعاد دول من فضاء شينغن لا تفضي إلى أي نتيجة، فهي لا تقلص موجات اللاجئين، وتحدث انقساماً في أوروبا".
وقالت وزيرة الداخلية النمساوية: "عندما لا تحترم دولة عضو في (فضاء) شينغن التزاماتها وتتردد في قبول مساعدة، فلا مانع عندئذ في التفكير بالأمر"، واصفة فكرة صعوبة مراقبة الحدود اليونانية التركية بأنها غير واقعية. وأضافت يوهانا ميكل-ليتنر أن "صبر العديد من الأوروبيين له حدود (...) لقد تكلمنا كثيراً، الآن علينا التحرك. ينبغي حماية استقرار أوروبا ونظامها وأمنها".
أما شتاينماير فقد رد بالقول: "لن يتم التوصل إلى حل لأزمة اللاجئين في غياب التضامن ... يجب أن نقوم في المقابل بجهود في الاتجاه نفسه، ونركز كل قوانا للتصدي للأسباب التي تدفع اللاجئين إلى الفرار، من أجل تعزيز الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي والتوصل إلى توزيع عادل (لطالبي اللجوء) في أوروبا".
مراقبة ألمانيا لحدودها تسلط الضوء على انقسام أوروبي
قرارألمانيا إعادة فرض الرقابة على الحدود، يسلط الضوء على المواقف المتباينة لدور الجوار إزاء استقبال اللاجئين. ففي حين أبدت دول مثل النمسا تسامحا وتعاونا، وصف البرلماني الهولندي المتطرف فيلدرز موجة اللاجئين غزو إسلامي".
صورة من: Reuters/Y. Herman
أمام تدفق أمواج اللاجئين إلى ألمانيا وصعوبات ضبط الحدود وتأمينها، قررت ألمانيا إعادة إجراءات فرض رقابة على حدودها أولا مع النمسا. مدينة ميونيخ وحدها استقبلت نهاية الأسبوع 20 ألف لاجئ، وأعلنت ولاية بافاريا أن تدفق اللاجئين بات يفوق قدراتها على الإستقبال والإيواء.
صورة من: DW/M. Gopalakrishnan
تحاول الدنمارك منع وصول مزيد من اللاجئين المتجهين إلى السويد التي ترحب بهم رسميا. وكانت الشرطة الدنماركية قد أوقفت حركة القطارات من ألمانيا في محاولة لمنع انتقال اللاجئين إليها.
صورة من: Reuters/Scanpix/A. Ladime
من بين جميع الدول في شمال أوروبا، تمتلك الدنمارك أكثر القوانين تقييداً لطالبي اللجوء. تم إقرار هذه القوانين بعد ثلاثة شهور من الانتخابات العامة التي أفضت إلى فوز الحزب الليبرالي (يمين وسط)، وذلك بدعم من حزب الشعب الدنماركي المعادي للهجرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Norgaard Larsen
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن بلاده مستعدة لاستقبال 24 ألف لاجئ خلال العامين المقبلين، وذلك في إطار خطة أوروبية لمواجهة تدفق المهاجرين إلى القارة. فيما شهدت العاصمة الفرنسية باريس مظاهرات تضامنا مع اللاجئين.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
أظهر استطلاع للرأي أجرته إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية، أن أكثر من 56 بالمائة من الفرنسيين لا يساندون فكرة استقبال فرنسا لاجئين سوريين في بلادهم. وتباينت المواقف وفق التوجهات السياسية للمصوتين، حيث بين الاستطلاع أن 68 بالمائة من ناشطي اليسار الفرنسي يدعمون فكرة استقبال المهاجرين، مقابل 38 بالمائة فقط من ناشطي اليمين.
صورة من: Getty Images/AFP
النمسا أعلنت انها نشرت قوات الجيش للمساعدة على مراقبة الحدود مع ألمانيا وبتنسيق معها. والسكك الحديدية النمساوية توقف أحيانا حركة القطارات مع المجر بسب تدفق اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ومع وصول آلاف المهاجرين إلى النمسا حيث يرغب معظمهم بالانتقال بعدها إلى ألمانيا، دعت فيينا أوروبا إلى التحرك لمواجهة الفوضى الناجمة عن أزمة الهجرة. حيث اعتبرت النمسا أن "ما يحصل الان "يفترض أن يفتح أعيننا على حالة الفوضى التي وصل إليها الوضع في أوروبا اليوم".
صورة من: Reuters/D. Ebenbichler
وصف البرلماني اليميني المتطرف خيرت فيلدرز موجة اللاجئين التي تتدفق على أوروبا بأنها "غزو إسلامي" . وفي حين وقالت حكومة رئيس الوزراء المحافظ مارك روته إنها مستعدة من حيث المبدأ لقبول عدد أكبر من طالبي اللجوء، أظهر استطلاع للرأي أن زهاء 54 في المئة من الناخبين الهولنديين يعارضون الاستمرار بقبول اللاجئين.
صورة من: AP
أثارت صورة فوتوغرافية تظهر السلطات التشيكية تستخدم أسلوب الترقيم بالقلم على أيدي اللاجئين، انتقادات حيال رد فعل تشيكيا على أزمة المهاجرين، لأنها تحمل أبعادا تاريخية تعود للعهد النازي. بيد أن متحدثة باسم الشرطة دافعت عن نظام الترقيم متذرعة بحجة الإعداد الكبيرة.
صورة من: Reuters/I. Zehl
شهدت بولندا مظاهرات ضد استقبال اللاجئين. بيد أن رئيسة الحكومة البولندية ايفا كوباتش صرحت أن بولندا ستستقبل ستين عائلة من اللاجئين السوريين المسيحيين فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Guz
رفض النواب السويسريون تعليق العمل بقانون اللجوء. وكان الحزب القومي المحافظ يرغب في أن تستخدم الحكومة قانون الطوارئ لوقف العمل جزئيا بقوانين اللجوء لمدة عام، بحيث لا يتم النظر في إجراءات اللجوء لأي شخص أو الاعتراف بحقه في اللجوء.
صورة من: Sean Gallup/Getty
أقر البرلمان الأوروبي الاجراءات العاجلة التي اقترحها رئيس المفوضية الأوروبية يونكر لتحسين توزيع استقبال اللاجئين على الدول الأعضاء واقتراحه إنشاء إلية توزيع دائمة. إعداد: علاء جمعة
صورة من: Reuters/Y. Herman
12 صورة1 | 12
يذكر أن رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي كانت قد استبعدت في كانون الأول / ديسمبر الماضي فرضية إخراج اليونان من فضاء شينغن. في هذا السياق، قال وزير الهجرة في لوكسمبورغ، جان أسلبورن، الذي كانت بلاده تتولى رئاسة المجلس: "من غير الممكن قانونياً طرد دولة عضو في فضاء شينغن".
من جانب آخر، لا تتوقع الحكومة الألمانية تراجعاً في أعداد اللاجئين في المستقبل القريب. وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية السبت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: "ليس من المتوقع حدوث تراجع مستمر وملحوظ في تدفق اللاجئين إلى ألمانيا حالياً... بالنظر إلى التدفق الهائل للاجئين، فإن فرض رقابة مؤقتة على الحدود الداخلية يعتبر أداة سليمة وضرورية لتطبيق إجراءات منظمة على الحدود ووضع اعتبارات الأمن العام في الحسبان".