المرشحون لخلافة ميركل يؤكدون على "السيادة الأوروبية"
٢٤ سبتمبر ٢٠٢١
قبل ثلاثة أيام من الانتخابات شارك المرشحون لمنصب المستشارية في ألمانيا في آخر مناظرة ركزت على الاختلافات في السياسة الخارجية والأمنية. تعزيز الاتحاد الأوروبي في مواجهة الصين وأمريكا كان الموضوع الأبرز.
إعلان
بعد ثلاث مناظرات سابقة جمعت فقط المرشحين الثلاثة الكبار لمنصب المستشارية، وذلك عن الحزب المسيحي الديمقراطي/الحزب المسيحي الاجتماعي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، شاركت جميع الأحزاب الممثلة حاليا في البرلمان الألماني (البوندستاغ) في الجولة الأخيرة التي أجريت مساء الخميس (23 سبتمبر/أيلول 2021).
وبدا خلال المناظرة الأخيرة أنّ هناك إجماعاً بين القوى السياسية حول الحاجة إلى تعزيز "السيادة الأوروبية"، وهو مصطلح استخدمه المرشّحان المتصدران وفق استطلاعات الرأي: أولاف شولتز مرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي ، وأرمين لاشيت مرشح التحالف الديموقراطي المسيحي.
ودعا المرشّحان الأوفر حظاً لخلافة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل واللذان يُسجّلان نسب تأييد متقاربة في استطلاعات الرأي، إلى تعزيز الاتحاد الأوروبي في مواجهة الصين والولايات المتحدة.
وقال شولتس، نائب المستشارة الحالي، إنّه في "عالم سيضمّ قريبا 10 مليارات نسمة"، من المهمّ أن يكون هناك "اتّحاد أوروبي قوي، وإلا فإننا لن نؤدّي أيّ دور" فيه. وشدّد على أنّه "يتفهّم انزعاج" فرنسا بعد إلغاء أستراليا العقد معها بشأن الغواصات. كذلك، كرّر شولتس تمسّكه بحلف شمال الأطلسي، وهو أمر يرفضه حزب اليسار الراديكالي "دي لينكه"، الشريك المحتمل في الائتلاف الحكومي الألماني المرتقب تشكيله بعد الانتخابات.
من جهته، قال لاشيت الذي يحاول اللحاق بركب منافسه في استطلاعات الرأي، "نحن نحتاج إلى التحدث بصوت واحد، نحتاج إلى إطلاق مشاريع مشتركة ومشاريع تسليح حتى نتمكن من العمل بمجرد انسحاب الولايات المتحدة (من أي اتفاق)، وهذه مهمة يتعين على الحكومة المقبلة إنجازها".
وتعهد أولاف شولتس مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزيادة الإنفاق الدفاعي في الجيش الألماني، مضيفا أن أهم هدف للسياسة الخارجية سيكون أوروبا قوية وذات سيادة.
من جانبه تطرق كريستيان ليندنر مرشح الحزب الليبرالي المؤيد لقطاع الأعمال إلى موضوع الصين، حيث قال إنه "يتعين علينا تمثيل مصالحنا وقيمنا بشكل متساوٍ"، في إشارة إلى ملف حقوق الإنسان، مع العلم أن ليندنر كان من المنتقدين لسياسة ميركل مع الصين لكونها "غلبت الجانب الاقتصادي على الحقوقي" كما قال في السابق. أما مرشحة الخضر أنالينا بيربوك فقد دعت إلى "سياسة أوروبية مشتركة تجاه الصين".
كل ما يجب أن تعرفه عن الانتخابات الألمانية
04:09
واظهر استطلاع للرأي تسجيل انخفاض كبير في عدد الناخبين المترددين . وأجرت الاستطلاع مؤسسة يوغوف، وقال فيه 74 بالمائة من الناخبين إنهم اتخذوا قراراً نهائيا بشأن من سينتخبون، فيما قال 15 بالمائة إنهم سيقررون في وقت لاحق، ولم يحدد 9 بالمائة خيارهم بعد، وقال 1 بالمائة إنهم لا يعرفون.
وأشارت استطلاعات سابقة إلى أن ثلث أو حتى 40 بالمائة من الناخبين لم يحسموا أمرهم - وهي نقطة أكدها هذا الأسبوع المرشحون بما في ذلك مرشحة حزب الخضر أنالينا بيربوك. وعلى الرغم من تراجع حزبها إلى المركز الثالث، وفقًا لاستطلاعات الرأي، إلا أنها لا تزال تأمل في تحقيق نتيجة قياسية لحزبها.
أما بالنسبة لصالح أي حزب سيدلي الناخبون بأصواتهم، فقد تغيرت الأرقام قليلاً خلال الأسبوع الماضي. ففي استطلاع حديث لقناة "زي دي إف" العامة نشرت نتائجه مساء الخميس، تمكن تحالف ميركل المحافظ من تضييق الفجوة قليلاً مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث وصل إلى 23 بالمائة، على الرغم من احتفاظ الحزب الاشتراكي الديمقراطي بتصدره، وبقي دون تغيير عند 25 بالمائة.
وجاء حزب الخضر في المركز الثالث بنسبة16,5 بالمائة، بينما حصل الديمقراطيون الأحرار على 11 بالمائة، وحصل البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف على 10 بالمائة، وحصل حزب دي لينكه اليساري المتطرف على 6 بالمائة.
ع.ج.م/و.ب (د ب أ، أ ف ب)
مناظرات المرشحين للمستشارية.. تقليد يحسم الفوز أم عروض إعلامية؟
في أول مناظرة بينهم، يطرح المحافظ لاشيت نفسه كـ"وريث شرعي" لخلافة المستشارة ميركل، فيما يقدم الاشتراكي شولتس نفسه كـ"شبيه ميركل" واستمرارية لعملها، أما مرشحة الخضر الشابة بيربوك فتحاول إثبات وجودها في "سباق الكبار".
صورة من: Michael Kappeler/dpa Pool/dpa/picture alliance
مناظرة ثلاثية
تواجه المرشّحون الثلاثة لخلافة أنغيلا ميركل مساء الأحد (29 أغسطس/أب 2021) في أوّل مناظرة تلفزيونيّة بينهم ضمن ثلاث مناظرات تنظم قبل الانتخابات التشريعية. وجمعت المناظرة لأول مرة ثلاثة مرشحين بدلا من إثنين، وضمت كلاً من مرشّح حزب ميركل الاتحاد المسيحي المحافظ أرمين لاشيت، ومرشّح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس ومرشّحة حزب الخضر أنالينا بيربوك.
صورة من: SvenSimon/dpa/picture alliance
نقاش مفتوح على مدار ساعتين
احتدم النقاش المفتوح بين المرشحين، مع التركيز على الموضوعات المالية مثل الضرائب والمعاشات التقاعدية، بالإضافة إلى موضوع حماية البيئة والتحالفات المستقبلية المتوقعة بعد الانتخابات والسياسة الخارجية الألمانية بما فيها الوضع في أفغانستان.
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
أرمين لاشيت .. الوريث الشرعي لميركل؟
سعى المرشح المحافظ أرمين لاشيت لإحياء حملته الانتخابية خلال مناظرة ساخنة مع منافسيه الرئيسيين بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تخلف حزبه عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي. لاشيت يطرح نفسه وريثا شرعيا للمستشارة ميركل، فعمد إلى تبديل مواقفه وارتكب هفوات بعثت شكوكا في مؤهلاته لإدارة الأزمات، سواء في ظل تفشي وباء كوفيد-19 أو خلال الفيضانات.
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
ضحكة كلفته كثيرا!
باتت صدقية لاشيت (60 عاماً) في أدنى مستوياتها بعدما صُوّرَ ضاحكاً خلال مراسم أقيمت تكريما للمنكوبين جراء الفيضانات، وضبِط مرتكبا سرقة أدبية في كتاب أصدره. وشنّ لاشيت هجوماً خلال المناظرة، في محاولة منه لقلب نتيجة استطلاعات الرأي التي تتوقّع خسارته في الانتخابات التي تُجرى في 26 أيلول/ سبتمبر.
صورة من: Marius Becker/dpa/picture alliance
أنالينا بيربوك.. المرشحة الشابة
تبادل أرمين لاشيت الهجمات مع مرشحة حزب الخضر أنالينا بيربوك (40 عاما)، التي اتهمت الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي بعدم القيام بأي شيء يذكر للتصدي لتغير المناخ خاصة في ظل الفيضانات المدمرة التي شهدتها ألمانيا هذا الصيف.
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
تراجع شعبية الخضر!
يمر دعاة حماية البيئة بحالة ركود منذ بداية الصيف بعيدا عن الحماسة وزيادة شعبيتهم عقب إعلان ترشيح أنالينا بيربوك في نيسان/أبريل. فالعديد من الأخطاء مثل تأييدهم زيادة سعر البنزين التي لا تحظى بشعبية في بلد تشغل فيه السيارة مكانة بارزة، أو فرض قيود على الرحلات الجوية الرخيصة، بالإضافة إلى اتهام بيربوك بـ"السرقة الأدبية"، أدى كل ذلك إلى تراجع شعبيتهم وفق استطلاعات الرأي الأخيرة.
صورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance
أولاف شولتس .. شبيه ميركل؟
عزز أولاف شولتس (63 عاما) حظوظه في المناظرة مراهناً على كفاءته وخبرته، وهو وزير المالية ونائب المستشارة في الحكومة الائتلافية الحالية. في حين أن منافسيه لم يشغلا حتى الآن أي منصب في الحكومة الاتحادية. وما يدعم شولتس أنه لم يرتكب أخطاء خلال حملته الانتخابية حتى الآن، في حين أن خصميه ارتكبا الكثير من الأخطاء. ورأت مجلة دير شبيغل أن "أولاف شولتس بات يشبه ميركل".
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
الاشتراكيون يتقدمون في استطلاعات الرأي
كشف استطلاع جديد للرأي نشرته صحيفة "بيلد" يوم الأحد قبيل المناظرة، أن الحزب الاشتراكي الديموقراطي تمكن من تعزيز تقدمه حاصدا 24 بالمائة من نوايا التصويت، مقابل 21 بالمائة فقط للمحافظين، بعدما كانوا يحظون بنسبة 34 بالمائة قبل ستة أشهر. وتخطى الاشتراكيون الديموقراطيون المحافظين لأول مرة منذ 15 عاما. أما الخضر، فلا تتخطى نسبة التأييد لهم 17 بالمائة.
صورة من: Carsten Koall/dpa/picture alliance
شولتس يفوز في المناظرة
أظهر استطلاع أجراه مركز معهد فورزا لاستطلاعات الرأي مباشرة بعد المناظرة، أن أولاف شولتس خرج منها فائزا على منافسيه لاشيت وبيربوك. وأظهر الاستطلاع المبكر أن 36 في المائة من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن شولتس فاز متقدما على مرشحة حزب الخضر أنالينا بربوك التي حصلت على 30 في المائة وعلى أرمين لاشيت الذي حصل على 25 في المائة.
صورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance
ميركل تدعم رئيس حزبها وتبتعد عن السياسة
أبدت المستشارة ميركل دعماً قوياً لرئيس حزبها لاشيت وأعربت عن "قناعة تامة" في ترشحه لخلافتها على رأس المستشارية. وأثنت ميركل على الصفات الإنسانية للاشيت، ودافعت عن قرارها النأي بنفسها عن الحملة الانتخابية، وقالت إنّ المسؤولين السياسيين "الذين يضعون حداً لعملهم السياسي، ينبغي عليهم تجنب" التدخل في الحملات.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
نهاية حقبة ميركل
تشهد ألمانيا انتخابات في 26 سبتمبر/أيلول ولينتهي عهد المستشارة ميركل بعد 16 عاما في المنصب وأربعة انتصارات متتالية في الانتخابات العامة. وأدى رحيل ميركل الوشيك إلى إضعاف الدعم لتحالفها المحافظ. ولو ترشيحت ميركل (67 عاما) لولاية خامسة، يعتقد المراقبون أنها كانت ستنجح حيث ما زالت شعبيتها كبيرة جدا وتحظى بتقدير وتأييد قوي لدى الناخبين.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
مناظرات كبرى بين المرشحين الأوفر حظاً
المناظرات التلفزيونية بين المرشحين لمنصب المستشار حديثة العهد في ألمانيا. وبدأت عام 2002 مع مشرح الاشتراكيين المستشار السابق غيرهارد شرودر ومنافسه مرشح المحافظين ورئيس وزراء ولاية بافاريا آنذاك إدموند شتويبر ضمن برنامج "ريبرو أ ر د" التلفزيوني.
صورة من: ARD/ZDF/dpa/picture-alliance
الخلاف السياسي لا يفسد في الود قضية
لكن يبدو أن هذه المناظرة التي حسمت الانتخابات لصالح شرودر لم تفسد في الود قضية، فبعد أن أنهيا المشوار السياسي بات الاثنان يلتقيان عائليا خلال المناسبات، ومنها حفل افتتاح مهرجان ريتشارد فاغنر الموسيقي عام 2019.
صورة من: Lueders/AAPimages/picture alliance
تقليد مستمر في مختلف الانتخابات
وأصبحت المناظرات بين المرشحين تقليدا في الانتخابات العامة وفي الانتخابات المحلية في ألمانيا، ويتابعه الملايين من الناخبين. في الصورة المناظرة الكبرى بين المستشار شرودر ومنافسته أنغيلا ميركل عام 2005، والتي فازت لاحقا بمنصب المستشار.
صورة من: picture-alliance/dpa
التركيز على المواضيع السياسية
على عكس الولايات المتحدة، لا يتم النظر إلى المناظرات الكبرى في ألمانيا كـ"عرض كبير" للمرشحين، حيث يتم التركيز على المواضيع السياسية الداخلية وليس على شخصية المرشح أو أموره العائلية. في الصورة المناظرة الكبرى التي جمعت المستشارة ميركل ومنافسها مرشح الاشتراكيين فرانك فالتر شتاينماير عام 2009.