في أفغانستان .. التسوق عبر الإنترنت خشية التفجيرات
٩ يونيو ٢٠١٨
بات الكثير من الأفغان من سكان العاصمة كابول يلجأون إلى التسوق عبر الإنترنت، حيث تشكل خدمة التوصيل راحة للمتسوقين، الذين يفضلون عدم مغادرة منازلهم لشراء لوازمهم خشية من التفجيرات.
إعلان
في بلد يفتقد إلى الأمن مثل أفغانستان، تصبح المهمات الأساسية كشراء المواد الغذائية أو الملابس تحدياً خطراً، إذ يخشى سكان المدينة من التجول فيها، خاصة في شهر رمضان، بسبب خطر التفجيرات التي لطالما شهدتها المنطقة في ذلك التوقيت، فضلاً عن التحرش الجنسي وغير ذلك من الأعمال الإجرامية. لذلك بات كثير من الأفغان من سكان العاصمة كابول يلجأون مؤخراً إلى التسوق عبر الإنترنت، حيث يمكنهم شراء ما يرغبون دون الحاجة لمغادرة بيوتهم.
يجني الشاب عصمة الله (27 عاماً) ربحاً وفيراً في رمضان من متجره الإلكتروني "أفغان مارت" في كابول، الذي أسسه قبل عام برأسمال 500 ألف أفغاني (سبعة آلاف دولار).
وقال عصمة الله إنه يتلقى طلبات شراء عبر الهاتف من نحو 50 عميلاً يومياً خلال شهر رمضان بعد تفقد موقع متجره الإلكتروني. ويعكس نجاح متجره اتجاهاً أوسع بين المتسوقين في العاصمة الأفغانية، الذين يحرصون على شراء كل شيء من الغذاء إلى الملابس. ويرجع تزايد أعداد المتسوقين على الإنترنت لمحاولة تفادي التفجيرات والتحرش الجنسي.
كما قال أجمل جان، أحد عمال توصيل الطلبيات، إن ركوب الدراجة النارية في شوارع مدينة مثل كابول، حيث يحدق الخطر بالسكان في كل ركن، يمثل تحدياً كبيراً. وأضحت مشكلة الأمن مثار قلق في المدينة حيث تتوالى التفجيرات التي يتبناها تنظيم طالبان الإرهابي.
ولا يزال الطلب يتزايد وينمو، إذ تؤكد سهد أميري، إحدى المتسوقات على الإنترنت، أن خدمات التبضع الإلكتروني والتوصيل مصدر راحة كبيرة لأسرتها.
هذا ويخطط صاحب متجر "أفغان مارت" للتوسع في أقاليم أخرى مع نهاية العام.
ر.ض/ ي.أ (رويترز)
أفغانستان.. معاناة المحاربين القدامى في بلد يواجه الإرهاب
أذرع مكسورة وأرجل مبتورة وإصابات بالعمى. في السنة الماضية وحدها أصيب 12 ألف جندي وشرطي أفغاني أثناء الخدمة. كثيرون منهم يعانون اليوم من إعاقات جسدية؛ غير أنه لا تتم العناية بهم كما يجب، بل ويفتقرون لكل شيء، كل شيء.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
نجحت العملية، وماذا بعد؟
فقد هذا الجندي الأفغاني ساقيه أثناء تأدية الواجب في ولاية قندوز عام 2015. لكن بعد ذلك اكتشف الأطباء في مستشفى كابُل وجود بعض الشظايا في خصره، وكان يجب استخراجها أيضا. هناك ست مستشفيات يديرها الجيش الأفغاني، كما يجري بناء اثنتين جديدتين. كما يُتوقع زيادةُ عدد الجرحى جراء الوضع في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ضحايا بالآلاف خدمةً للوطن
أرقام رهيبة لضحايا الجيش والشرطة الأفغانيين، فبحسب أحد التقارير الأمريكية، في الثلث الأول من العام الحالي فقط، قُتل 2534 عنصراً من قوى الأمن، كما جُرح 4238 آخرون. وفي العام 2016 كان العدد 7000 قتلى و12 ألف جريح.
صورة من: Hussain Sirat
بيع الممتلكات للعلاج في الخارج
الجندي "صفة الله"، الذي يقيم أيضاً في المستشفى العسكري بكابُل، فقد إحدى ساقيه "فقط" نتيجة لغم أرضي زرعته طالبان في ولاية كُنر. ويحتاج الضحايا أيضا إلى عمليات لا يمكن إجراؤها في أفغانستان، ولذلك يبيع بعض الناس أراضيهم حتى يستطيعوا إجراء العملية في الخارج.
صورة من: picture alliance / Christine-Felice Röhrs/dpa
التدريب لقلّة مُختارة
هؤلاء الجنود جُرحوا في الحرب، وهم هنا في يوليو/ تموز يتدربون في مركز رياضي تابع للجيش الأفغاني في كابُل تحضيراً لبطولة ألعاب "إنفيكتوس" في كندا، وهي حدث رياضي كبير للمحاربين السابقين المعاقين من جميع أنحاء العالم. وهؤلاء الجنود هم من بين القلائل، الذين وجدوا اهتماماً بعد إصابتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
الأمل بعد التفكير في الانتحار
أصيب مديح الله في قندهار عام 2009، وبعد بتر ساقيه الاثنتين كان يريد أن ينتحر. لكنه شاهد فيديوهات على موقع "يوتيوب" عن أشخاص ذوي إعاقة في بلدان أخرى فتحلى بالشجاعة من جديد. هو يعمل الآن في منظمة "مساعدة الأبطال" غير الحكومية. لكن ظروفه الجيدة لا تتوفر لكثير من الجنود الآخرين ذوي الإعاقة. فمديح الله تعلم حتى الصف الثاني عشر، ويجد دعما من العائلة كما أن والده موظف حكومي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
وحيدون في مواصلة العيش
القدرة على مواصلة العيش رغم الإصابة الجسدية والجرح النفسي هي بالنسبة لكثير من الجنود وعناصر الشرطة الأفغان السابقين مسألة تتوقف عليهم أنفسهم، فهم يكادون لا يتلقون أي دعم من الحكومة. وكثير منهم لا يعرفون القراءة والكتابة ولا تقدم لهم الحكومة من تلقاء نفسها المساعدات والاستحقاقات وإمكانيات التعليم اللازمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ظروف تفوق طاقة أفغانستان
بعد انسحاب معظم قوات الناتو، تتحمل أفغانستان العبء الأكبر في جهود مكافحة الإرهاب. والنتيجة هي المزيد والمزيد من الجرحى. وتكاد المستشفيات الست، التابعة للجيش الأفغاني لا تستوعب هذه الأعداد الكبيرة. وبالنسبة لإعادة دمج الجنود السابقين المصابين فإن أفغانستان ليس لديها القدرة ولا الإمكانيات. الكاتب: هانز شبروس/ م.ع.ح.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs