في ألمانيا بلد الصناعات.. ما الذي يعرقل صناعة الكمامات؟
٦ أبريل ٢٠٢٠
منذ عقود، باتت الكمامات الطبية الألمانية تُصنع في بلدان آسيا، ويبدو أنه قد آن أوان عودة هذه الصناعة إلى ألمانيا، في ظل الحاجة الملحة لها والسباق الدولي المحموم عليها، لكنّ لا يبدو الأمر بهذه السهولة، فما هي الصعوبات؟
إعلان
فكر صنّاع بدلات الزفاف في منطقة تمبلهوف بالعاصمة الألمانية برلين أن يتحولوا إلى صناعة الكمامات الطبية ما دامت حفلات الزفاف قد توقفت بسبب جائحة كورونا. وهكذا اتجه العمال الأربعون في مصنع بيانكو أيفينتو إلى إنتاج الكمامات الطبية والبدلات الواقية، لكنّهم يفتقدون المواد الأولية لهذا الخط الانتاجي!
وفشلت مساعي العاملين بالحصول على مادة الصوف الناعم والأربطة المطاطية من المصانع الألمانية! وهكذا تبدد حلم مصنع بيانكو ايفنتو بإنتاج 35 ألف كمامة، و5 آلاف بدلة وقاية كل أسبوع.
المشكلة هي أنه ومنذ عقود يجري انتاج الكمامات الواقية والمكائن والمواد اللازمة لهذه الصناعة في بلدان الشرق الأقصى، ويبدو أن عودة هذه الصناعة إلى ألمانيا باتت حتمية في هذا الظرف، لكنّ هذه العودة المرتقبة لن تجري بسرعة، لاسيما أن تايوان والصين واليابان قد فرضت حظراً على تصدير تلك المواد.
رواد الصناعة الألمانية التي تقود أسواق العالم في أغلب ميادين الإنتاج، يسعون اليوم لاستعادة صناعة الكمامات الواقية وتقنياتها المطلوبة و"هذا لن يتم بضربة سحرية، بل سوف يستغرق نحو شهرين إلى ثلاثة أشهر" كما نقلت صحيفة تاغس شبيغل الألمانية عن ديتلم كاريوس من رابطة صناعة المكائن الألمانية VDMA الذي بيّن أن مناقصات وعقود وزارة الصحة الاتحادية تخطط أن يبدأ الانتاج منتصف آب/ اغسطس المقبل في أحسن التقديرات.
دارت عجلة الانتاج في بادن فورتمبورغ
لكنّ عجلة الانتاج دارت فعلاً في ولاية بادن فورتمبورغ، ونجح تحالف الصناعات المعروف ب Fight في بدء انتاج الكمامات منذ يوم الجمعة الماضية، وينتظر أن تتدفق مئات ألوف الكمامات من نوع FFP2 خلال الأسبوع المقبل، وستكون وزارة الشؤون الاجتماعية والاندماج في مدينة شتوتغارت في طليعة الزبائن.
وفيما تنتج مصانع في نورتنغن وغرونّاو وترويسدورف، سوف تتولى معاهد تقنية من مدن آخن وكمنتس ضخ الخبرات العلمية المطلوبة، فيما تصدر الموافقات وشهادات مطابقة الإنتاج النوعية الأخيرة عن مؤسسة Dekra لفحص الجودة، ومعهد السلامة المهنية، على أن تتولى التسويق شركة Gherzi.
ويقول يفس غلوي مدير شركة Gherzi، "إن شبكة إنتاج وتوزيع للكمامات يجري اقامتها اليوم في ألمانيا". وفيما تخطط رابطة Fight لتوسيع عملها، يتوقع أن يرتفع مستوى الانتاج خلال بضعة أسابيع ليصل إلى 4.2 مليون كمامة في الأسبوع، وقد تصل كمية المنتج إلى 750 ألفاً في اليوم الواحد بحلول الشتاء.
وتسعى شركة Dräger لبناء مصنع جديد لإنتاج الكمامات في الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، يُتوقع أن يبدأ العمل في أيلول/ سبتمبر المقبل. وتسرّب أن نقاشات في مدينة لوبيك الألمانية تجري الآن لبناء مصانع مشابهة في عدة بلدان أوروبية. يبدو أن ماكنة الصناعة الألمانية لا تقهر، وشعار "صنع في ألمانيا" سيبقى مرفوعاً حتى إبان أزمة كورونا الدولية.
م.م/ع.ج.م
الكمامة.. سلاح الناس حول العالم للوقاية من كورونا
في البداية كان خبراء يقولون إنها غير فعالة في مواجهة كورونا. لكن الكمامات الواقية عادت بقوة لصدارة المشهد بعد إتجاه بعض الدول لجعلها إلزامية. في هذه الجولة المصورة نٌلقي نظرة على الكمامة الواقية حول العالم.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hartd
وقاية إلزامية؟
هل ستفرض ألمانيا الكمامة الطبية على مواطنيها؟ بعد تعميم الأمر في آسيا، نصح معهد روبرت كوخ الألماني بارتداء الكمامة في ألمانيا كإجراء وقائي ضد فيروس كورونا. تُعد مدينة يينا في ولاية تورنغن الواقعة في وسط ألمانيا أول مدينة ألمانية تفرض استعمال الكمامة عند التسوق وركوب وسائل المواصلات بدءاً من السادس من شهر إبريل/ نيسان. كما تتقبل المدينة الأوشحة كبديل للكمامة.
صورة من: Imago Images/Sven Simon/F. Hoermann
الحاجة أم الإختراع
أدى التهافت على شراء الكمامات في بداية الأزمة إلى نفاذها في الأسواق، وهو ما أطلق العنان لخيال المبتكرين على شبكة الإنترنت لإيجاد حلول أخرى. فعلى موقع تويتر استعمل المغردون وسم "maskeauf" أو "ضع الكمامة" لمشاركة طرق مبتكرة وبسيطة لصنع الكمامات. أحد هؤلاء كانت مصممة الأزياء كرستين بوشو من مسرح مدينة كوتبوس الألمانية التي قامت بتفصيل عدد من الكمامات لفرق الإسعاف والصليب الأحمر الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
الضحك أفضل دواء
لا يعني وضع الكمامة الواقية بالضرورة ألا يبتسم الشخص إذ يمكن الجمع بينهما، كما فعلت مانشا فريدريش من مدينة هانوفر الألمانية. إذ قامت الفنانة الألمانية بصنع كمامات على أشكال وجوه ضاحكة وحيوانات أليفة لمواجهة كورونا بطريقة طريفة، كما راعت أن يكون القماش الداخلي للكمامة قابلاً للتبديل.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
وقاية على أحدث صيحات الموضة
لفتت رئيسة سلوفاكيا سوزانا كابوتوفا الأنظار بكمامتها الواقية التي تناغم لونها مع لون فستانها. وكانت جمهورية التشيك وسلوفاكيا في مقدمة الدول التي فرضت الكمامات الواقية في منتصف آذار/ مارس عند التواجد في الأماكن العامة أو الذهاب للتسوق، وتبعتهما النمسا في فرض الكمامة عند الذهاب للأسواق.
صورة من: Reuters/M. Svitok
وللرومانسية كماماتها!
كانت الصين من مقدمة الدول التي فرضت وضع الكمامات الواقية. لكن هذه الإجراءات الحكومية المشددة لم تمنع هذا الثنائي من التمتع بالرقص في الأجواء الربيعية بمدينة شينيانغ الصينية.
صورة من: AFP
لا تساهل في إجراءات الوقاية
في إسرائيل أيضاً فُرضت إجراءات وقائية صارمة لمواجهة فيروس كورونا. فرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أمر بفرض حظر تجوال بإشراف الشرطة والجيش. يجب على الجميع الالتزام بالتعليمات، ففي الصورة يطالب شرطي يرتدي الكمامة بمدينة القدس أحد اليهود المتدينين بالعودة لمنزله.
صورة من: picture-lliance/dpa/I. Yefimovich
كمامات فنية
أما في قطاع غزة فيحاول الفنانون تشجيع المواطنين على وضع الكمامات، حيث قاموا برسم الأشكال الفنية المبهجة عليها. فرضت حكومة القطاع على السكان منع التجمعات وتقييد للخروج من المنزل، وأدى ذلك إلى إلغاء "مسيرات العودة" خوفاً من انتشار العدوى.
صورة من: Imago Images/ZUMA Wire/A. Hasaballah
ظهور "الرجل الأخضر" في كولومبيا
اختارت الشرطة الكولومبية تصميمات مثيرة للجدل على الكمامات الواقية. تُظهر الصورة شرطي يرتدي كمامة مرسوم عليها وجه "الرجل الأخضر" المعروف باسم "هولك"، وهو شخصية خيالية ابتكرها الفنانين الأمريكيين ستان لي وجون كيربي وظهرت في مجلات الأبطال الخارقين في 1962 وفي العديد من الأفلام والمسلسلات. ويُعد هولك أحد أقوى الأبطال الخارقين، مما يطرح التساؤل عن سبب اختيار هذا الشرطي له.
صورة من: AFP/L. Robayo
مشاكل في فرنسا بسبب الكمامات
قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة أحد مصانع تصنيع الكمامات والملابس الواقية في سانت بارتيليمي دانجو بغرب فرنسا. أدى نقص الملابس والمعدات الوقائية إلى رفع مئات الأطباء لدعوى قضائية ضد الحكومة لعدم توفيرها لهم في هذا الوقت الحرج. إلا أن العديد من الأطباء مازالوا يقومون بأداء واجبهم رغم النقص. إعداد: أستريد بانغه دي أوليفيرا/ س.ح