تزوير اللوحات الفنية ونسبها لفنانين ذائعي الصيت لبيعها ليس بالأمر الجديد. لوحة فنية مزيفة للألماني كارل شبيتزفيغ بيعت لمشتر أمريكي مقابل 800 ألف يورو. ولكن كيف يمكن كشف اللوحات المزيفة وما مصيرها؟
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
إعلان
تقبع مئات اللوحات التي ترجع لفنانين من أمثال كاندينسكي ومونيه وبيكاسو في قبو بمدينة ميونخ الألمانية. يبدو المكان غريباً لتخزين الأعمال الفنية - التي قد تعتبر ثروة من حيث قيمتها - ولكن هذه الغرابة قد تنشأ إن لم تكن كل اللوحات "مقلدة". ويرجع السبب وراء عدم وضعها حالياً في أحد المتاحف أو على جدران منزل مقتن إلى ديتر زولش، وهو محقق متخصص في الأعمال الفنية الزائفة، ويعمل لدى مكتب التحقيقات الجنائية في ولاية بافاريا. ويقول زولش، البالغ من العمر 60 عاماً، إن الناس قد تقوم بتزييف أي شيء له "مكانة وسمعة"، حيث أنهم يقومون في الأساس بتزييف أي شيء من شأنه جلب المال.
وقد طلب محام من ميونخ 8.5 مليون يورو (10.5 مليون دولار) مقابل ثلاثة أعمال فنية يزعم أنها تعود لكاندينسكي. ولم يكن يعلم وقتها أنه لا يتعامل مع مشتر عادي كبير في السن فحسب، بل إنه مخبر سري.
كشف التزوير؟
في بعض الأحيان، قد يُظهر مجرد فحص اللوحة تحت عدسة مكبرة أنها ليست مرسومة على قماش، بل في الحقيقة مطبوعة على طابعة! ويضيف زولش: "واجهت حالة وصل الأمر فيها إلى حد كتابة اسم الفنان عليها بطريقة خاطئة".
ويستخدم المزيفون الأكثر دهاءً الألوان الزيتية القديمة واللوحات الزيتية القديمة على القماش، وإطارات للصور يقومون بجلبها من أسواق السلع المستعملة. لكن من الممكن استخدام الأشعة السينية للكشف عن طبقات اللوحة، كما تجعل الأشعة تحت الحمراء الطبقة الموجودة أسفل الرسومات مرئية. فإذا كان الرسام معروفاً بعدم استخدام الرسومات التخطيطية، فمن الممكن الكشف عن اللوحات المقلدة بسهولة.
ويعمل لدى "دار جريزهباخ للمزادات" في برلين أكثر من 40 مؤرخاً فنياً يتأكدون من أن الأعمال الفنية هي كما يُزعم أن تكون.
من جانبها، تقول ميشائيلا كابتسكي، مديرة دار المزادات: "في الأساس، نتعامل مع كل عمل فني بتشكك ونطرح أسئلة من قبيل: هل المنظور صحيح؟ كيف تم استخدام الألوان في الصور؟ وماذا عن استخدام فرشاة التلوين؟"
إذا كانت أي قطعة فنية تحتوي على أي ثقوب في عملها الورقي، فلن تكون لها أي فرصة في وضعها في الفهرس الخاص بدار المزادات.
مصير اللوحات الزائفة
يشار إلى أن الكثير من بين هؤلاء الذين يعملون على تصنيع تلك الأعمال الفنية المقلدة هم أنفسهم فنانون بارعون كانوا - في كثير من الأحيان - يدرسون في أكاديميات مرموقة.
ومن الممكن استخدام التحليل الفني كدليل في المحكمة. لكن حتى عندما يتفق المؤرخون الفنيون والعلماء، لا يمكن إدانة أي شخص بتزوير الأعمال الفنية في ألمانيا، لأن هذه الجريمة ليست موجودة فعلياً. وبدلاً من ذلك، يواجه المزورون تهمة الاحتيال أو انتهاك حقوق النشر.
وتواجه الصور المزيفة عدة مصائر مختلفة. فمن الممكن أن ينتهي بها الأمر في قبو مكتب التحقيقات الجنائية في بافاريا، ليتم استخدامها في أغراض التدريس، فيما تتم إعادة بعضها إلى أصحابها مع ختم يوضح أنها زائفة. وحتى في هذه الحالة، ما زال من الممكن أن تكون قيّمة، فقد بيعت لوحة شبيتزفيغ الزائفة لمشتر أمريكي مقابل 800 ألف يورو.
خ.س/ ي.أ (د ب أ)
أبرز السرقات الفنية خلال القرنين الماضيين
مسلحون أو متنكرون بزي الشرطة .. يسطو اللصوص على اللوحات الفنية العالمية القيّمة والمقتنيات الثمينة. ومؤخراً سجل متحف بوده ببرلين سرقة لعملة نقدية ذهبية ثقيلة جداً قُدر ثمنها بأربعة ملايين دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hiekel
اقتحمت مجموعة من اللصوص متحف "القبو الأخضر" في قصر مدينة دريسدن الألمانية. وقد كشفت الشرطة النقاب عن القطع المسروقة ومن بينها هذه المجموعة الماسية وكذلك وسام النسر البولندي الأبيض المرصع بالألماس والياقوت والذهب والفضة من تصميم جان جاك بالارد (1746 – 1749). وهي آخر مجوهرات ما يعرف بـ "المجموعة الماسية الحديثة" التي تعد أثمن مجموعة مجوهرات من عهد الملكية الساكسونية البولندية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Jürgen Karpinski/Grünes Gewölbe/Polizeidirektion Dresden
تعرضت لوحة الموناليزا الشهيرة للفنان ليوناردو دافنشي للسرقة عام 1911، حين قام رجل إيطالي يدعى فينشينزو بيروجي بسرقتها من متحف اللوفر بباريس، إذ تمكّن من إخفائها في ملابسه مرتدياً زي طاقم العمل في المتحف. غير أن اللوحة ظهرت من جديد عام 1913 حين أبلغ تاجر إيطالي الشرطة مباشرة عقب التعرف على اللوحة.
صورة من: picture alliance/Mary Evans Picture Library
لم تُسرق لوحة رامبرانت "جاك دي غين الثالث" مرة واحدة فقط، بل أربع مرات في أعوام 1966 و1973 و1981 و1986. لذلك لقبت بـ"اللوحة المسروقة". ولحسن الحظ، استعيدت بعد كل سرقة.
صورة من: picture-alliance/akg-images
أثارت عملية السطو على 13 لوحة من متحف إيزابيلا ستيوارد غاردنر الاهتمام الدولي عام 1990. اقتحم لصان متنكران بزي الشرطة المتحف في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة وأزالوا اللوحات ومن ضمنها لوحة "Chez Tortoni" لإدوارد مانيت و"Concert" ليوهانس فيرمير (في الصورة). وما زالت الإطارات الفارغة معلقة على الجدران.
صورة من: Gemeinfrei
عام 1991 استطاع رجل الاختباء في دورة المياه بمتحف فان غوخ بأمستردام. وبمساعدة حارس المتحف تمكن من سرقة 20 لوحة فنية، من ضمنها لوحة رسمها فان غوخ لنفسه. غير أن الشرطة استطاعت أن تستعيد اللوحات بعد ساعة واحدة فقط من عملية السرقة، وألقت القبض على اللصوص بعد عدة أشهر من العملية.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Van Weel
قُدرت قيمة لوحة ليوناردو دافنشي (العذراء تغزل النسيج)، التي سرقت من القلعة الاسكتلندية عام 2003، بحوالي 70 مليون يورو. دخل رجلان كسائحين إلى المعرض وتغلبوا على حارس الأمن في قلعة "دروملانريغ" وهربوا باللوحة الثمينة. وظلت مختفية حتى عام 2007.
صورة من: picture-alliance/dpa
في عام 2004 سُرقت لوحتا "الصرخة" و"مادونا" للفنان إدوارد مونش في أوسلو بالنرويج، حيث اقتحم لصان مسلحان متحف مونش أمام أعين العديد من الزوار وسرقا اللوحتين. لكن الشرطة تمكنت من استعادتهما، ولكن ليس قبل أن يلحق بلوحة "الصرخة" ضرر كبير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Munch Museum Oslo
في عام 2008 سطا لصوص مسلحون على لوحات قدرت قيمتها بـ180 مليون فرنك سويسري (182 مليون دولار) من مجموعة "بورله" في زيوريخ بسويسرا. لوحة "الولد بالسترة الحمراء" لبول سيزان ولوحة "لودفيك ليبك وبناته " لإدغار ديغا و"تفتّح أغصان الكستناء" لفان غوخ، و "حقل الخشخاش قرب فيتويل" لكلود مونيه (في الصورة). ولحسن الحظ تم استعادت جميع تلك اللوحات بنجاح.
صورة من: picture-alliance/akg-images
ومؤخراً في آذار/ مارس 2017، سُرقت قطعة نقدية ذهبية يبلغ وزنها مائة كيلوغرام من متحف "بوده" ببرلين. قدرت قيمة العملة المادية المحضة بأربعة ملايين دولار، ومن المرجح أن اللصوص دخلوا إلى المتحف من النافذة. يُذكر أن القطعة النقدية كندية الأصل يبلغ ارتفاعها 53 سنتيمتراً وسماكتها ثلاثة سنتيمترات، ونُقش على جانبها صورة الملكة إليزالبيث الثانية. إنيس إيزيليه/ ريم ضوا