أول اتصال- بايدن وأردوغان يؤكدان حرصهما على علاقة "بناءة"
٢٣ أبريل ٢٠٢١
قبل الاعتراف بـ"الإبادة الجماعية" للأرمن، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في أول اتصال مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان حرصه على علاقة ثنائية "بناءة". واتفق الزعيمان على الاجتماع على هامش قمة الناتو في حزيران/يونيو.
بايدن أكد لأردوغان حرصه على علاقة ثنائية "بناءة" بين البلدين. الصورة من لقاء بين أردوغان وبايدن عندما كان الأخير نائباً لأوباما (أرشيف)صورة من: picture alliance/AA
إعلان
قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث هاتفياً اليوم الجمعة (23 نيسان/أبريل) إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أول اتصال مباشر بين زعيمي الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي اللتين توترت العلاقات بينهما بشدة.
وتم الاتصال الهاتفي الذي طال انتظاره بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على تنصيب بايدن وهو تأخير يعتبر على نطاق واسع جفوة لأردوغان الذي قامت بينه وبين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب علاقة قوية.
وقال البيت الأبيض في بيان "تحدث الرئيس بايدن اليوم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ناقلاً إليه حرصه على علاقة ثنائية بناءة مع مجالات أوسع للتعاون والإدارة الفعالة للخلافات". كما أكدت الرئاسة التركية أن الزعيمان اتفقا "على الطبيعة الاستراتيجية للعلاقة الثنائية وأهمية العمل معاً لإرساء تعاون أوسع في ملفات ذات اهتمام مشترك".
وتم الاتصال أيضاً قبل يوم من إعلان بايدن المتوقع أن مذابح الأرمن في ظل الإمبراطورية العثمانية إبادة جماعية وهي خطوة من المؤكد تقريباً أن تثير حفيظة أنقرة وتلحق مزيداً من الضرر بالعلاقات. ولم يتناول إعلان البيت الأبيض عن الاتصال الهاتفي الموضوع. لكن مصادر مطلعة لرويترز أكدت أن بايدن أبلغ نظيره التركي أنه يعتزم الاعتراف بأن المذابح التي تعرض لها الأرمن في 1915 هي إبادة جماعية. وفي وقت لاحق أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى "إعلان" مرتقب السبت بشأن "الإبادة الجماعية للأرمن".
وتشدد تركيا على أن عمليات قتل وطرد الأرمن في ما كان يعرف آنذاك بالسلطنة العثمانية لم تكن إبادة جماعية ولكنها كانت نتيجة لصراع أوسع خلال الحرب العالمية الأولى. بيد أنّ الضغط التركي لم يمنع بعض الدول الكبرى، مثل فرنسا وألمانيا، من الاعتراف بإبادة جماعية فيما امتنعت العديد من الدول عن الاعتراف الرسمي الكامل.
ورغم عقود من الضغط من قبل الجالية الأرمنية في الولايات المتحدة، تجنب الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون تناول المسألة خشية حدوث انفصال مع تركيا الحليفة ضمن حلف شمال الأطلسي. وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو حذّر في مقابلة من أن خطوة بايدن ستوتر العلاقات الثنائية. وقال "إذا أرادت الولايات المتحدة التسبب بتدهور العلاقات فالقرار قرارها".
وبحسب بيان البيت الأبيض، اتفق بايدن وأردوغان على الاجتماع على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في حزيران/يونيو لإجراء مناقشات أوسع حول العلاقات بين البلدين. وأعلن البيت الأبيض اليوم الجمعة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيقوم بزيارة إلى المملكة المتحدة في الفترة بين 11 و13 حزيران/ يونيو المقبل للمشاركة في قمة مجموعة السبع الكبرى، تليها زيارة إلى بروكسل في 14 من الشهر نفسه، لحضور قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو".
م.ع.ح/ص.ش (أ ف ب ، رويترز)
تركيا- الاتحاد الأوروبي.. كيف تحوّلت فكرة الانضمام إلى سراب؟
تاريخ من الشد والجذب بين تركيا والاتحاد الأوروبي. أنقرة وضعت الطلب مبكرا قبل إنشاء الاتحاد لكن كانت هناك ملفات شائكة عرقلت عملية الانضمام حتى بات الأمر مستحيلا تقريبا، على الأقل في فترة رجب طيب أردوغان.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
أول اتفاقية مع الجماعة الأوروبية
وقعت تركيا وما كان يعرف بالجماعة الاقتصادية الأوروبية (تكونت حينها من ستة بلدان) اتفاقية اتحاد جمركي عام 1963. وكان من المفروض أن يكون الاتفاق بداية للانضمام الفعلي إلى الجماعة، خاصة مع توقيع بروتوكول إضافي عام 1970 وازدهار التبادل التجاري بين الطرفين، غير أن الحال بقي كما هو عليه، قبل تجميد عضوية تركيا بعد وقوع انقلاب عسكري فيها عام 1980.
صورة من: Alfred Hennig/dpa/picture alliance
جمهورية قبرص التركية تعمّق الخلاف
عادت تركيا لتطلب الانضمام مجددا عام 1987، لكن ظهر جليا وجود معارضة داخلية أوروبية قوية لهذا الانضمام، خاصة بعد انضمام اليونان إلى المجموعة عام 1981، ودخولها في صراع مع تركيا منذ اجتياح هذه الأخيرة لقبرص عام 1975 ثم إعلان أنقرة من جانب واحد قيام جمهورية شمال قبرص التركية عام 1983.
صورة من: Birol Bebek/AFP/Getty Images
الاتحاد يتأسس دون تركيا
تأسس الاتحاد الأوروبي فعليا عام 1992 دون تركيا. استمرت هذه الأخيرة في محاولاتها، واستطاعت إقناع الأوروبيين بتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة معها عام 1995، غير أن تفكك الاتحاد السوفياتي ساهم سلبا في استمرار إبعاد تركيا نظرا لكثرة المرشحين الجدد، قبل أن يتم إعلان أن تركيا ولأول مرة مرشحة فعليا للانضمام، وذلك بعد قمة هلسنكي عام 1999.
صورة من: picture-alliance/dpa
عهد أردوغان
وصل رجب طيب أردوغان إلى السلطة في تركيا عام 2003 وكان متحمسا كثيرا للانضمام، غير أن عدة دول أوروبية كالنمسا وألمانيا وفرنسا كانت لها تحفظات كثيرة على عضوية تركيا. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عارضت فكرة الانضمام واقترحت بدلا منها شراكة مميزة بسبب الخلافات مع تركيا حول حقوق الإنسان وقبرص وسياسة أنقرة الخارجية.
صورة من: imago/Depo Photos
شروط كوبنهاغن
وضع الأوروبيون شرط احترام بنود اتفاقية كوبنهاغن أمام تركيا للانضمام، ومن الشروط تنظيم انتخابات حرة واحترام حقوق الإنسان واحترام الأقليات. ولأجل ذلك أعلنت أنقرة عدة إصلاحات منها إلغاء عقوبة الإعدام. بدأت المفاوضات الفعلية للانضمام عام 2005 في مجموعة من المجالات، غير أن استمرار مشكلة قبرص عجل بوقف المفاوضات، إذ رفضت أنقرة الاعتراف بعضوية قبرص في الاتحاد.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Turkel
دولة مسلمة وسط اتحاد مسيحي؟
تشير العديد من التقارير إلى أن الاختلاف الديني بين تركيا وبلدان الاتحاد الأوروبي يشكلّ سبباً غير معلن لرفض الانضمام، فدول الاتحاد هي بلدان مسيحية فيما تركيا هي بلد مسلم. أكثر من ذلك، قلّص أردوغان مظاهر العلمانية وأرجع الدين إلى الحياة العامة. هذا العامل يرتبط بتوجس الأوروبيين من النزعة القومية التركية ومن عدم إمكانية قبول الأتراك بمشاركة هوية مجتمعية مع أوربييين يختلفون عنهم في نمط حياتهم.
صورة من: Reuters/U. Bektas
التفاوض يتعثر مجددا
بدءا من عام 2013 عادت المفاوضات مجددا، خاصة بعد مغادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان معارضا بقوة لفكرة الانضمام. لم تغيّر ميركل موقفها لكنها أبدت مرونة واضحة، بيدَ أن تركيا وضعت هي الأخرى شروطها المالية الخاصة لاسيما مع تحملها موجة اللاجئين. وجاء قمع مظاهرات ميدان تقسيم 2013 ليوقف المفاوضات مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/T. Bozoglu
الصراع مع قادة أوروبيين يتفاقم
لم تجانب المفوضية الأوروبية الواقع عندما قالت عام 2019 إن آمال انضمام تركيا إلى الاتحاد تلاشت، فلا أحد من الطرفين بات متحمسا للفكرة. أخذ أردوغان خطوات وصفها قادة من الاتحاد بأنها "استبدادية" خاصة مع تقارير حقوقية عن تراجع الحريات في البلد. أبعد ملف اللاجئين الطرفين أكثر، ثم جاء النزاع في شرق المتوسط بين تركيا من جهة واليونان وقبرص وفرنسا من جهة ثانية ليعدم تقريبا الفكرة.
صورة من: Adem ALTAN and Ludovic Marin/various sources/AFP