تقدم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بـ "تعازيه العميقة" لعائلة الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وذلك في اتصال هاتفي قام به أثناء توجهه السبت إلى العاصمة الألمانية برلين للمشاركة في اجتماع لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي، وفق ما كشف عنه الأحد (15 مايو/ أيار 2022)، مسؤول في الخارجية الأمريكية لم يُكشف عن هويته.

وأفاد المصدر ذاته أن بلينكن أشار إلى "عمل أبو عاقلة الصحافي وأهمية الصحافة الحرة والمستقلة"، مؤكدا على دعم الدبلوماسيين الأمريكيين في القدس لعائلة أبو عاقلة، التي كانت تحمل الجنسية الأمريكية. كما انتقد بلينكن استخدام إسرائيل القوة خلال جنازتها، وفق ذات المصدر.

وقتلت أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة برصاصة الأربعاء في جنين بالضفة الغربية المحتلة لدى تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية.

وحمّلت شبكة "الجزيرة" القطرية الحكومة الإسرائيلية مسؤولية قتل أبو عاقلة "بدم بارد" ووصفته بـ"الاغتيال". وبعدما اعتبر الجيش الإسرائيلي الجمعة أن الصحافية قد تكون قتلت بنيران فلسطينية، ذكر لاحقا أنه لا يستبعد أن يكون أحد جنوده قد أطلق النار.

الشرطة الإسرائيلية تفتح تحقيقا

يذكر أن الشرطة الإسرائيلية أعلنت أمس السبت عن فتح تحقيق لمهاجمة عناصرها موكب تشييع أبو عاقلة في القدس. ونشرت مقاطع مسجلة في مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت كيف أن وحدات من الشرطة الإسرائيلية اقتحمت باحة المستشفى الفرنسي في القدس الشرقية لحظة إخراج نعش أبوعاقلة، وحاولت تفريق المشاركين وبعضهم كانوا يهتفون ويلوحون بالأعلام الفلسطينية.

وخلال تشييع جثمان الجمعة، كاد نعشها يسقط أرضا عندما انهال عناصر الشرطة على حامليه بالضرب بالهراوات، قبل أن يتمّ تقويمه ورفعه في اللحظة الأخيرة، وفق مشاهد نقلتها المحطات التلفزيونية المحلية.

وقالت الشرطة في بيان السبت إن "قائد الشرطة الإسرائيلية...أمر بفتح تحقيق في الحادث... ستعرض نتائج التحقيق على المفوض في الأيام المقبلة". وأضافت أن "عناصرها تعرضوا لأعمال عنف من قبل المشاغبين ما دفعهم إلى استخدام القوة"، مؤكدة أنها "تقف إلى جانب عناصرها" لكنها ترغب في "استخلاص العبر من هذا الحادث".

استياء دولي

وأثارت هذه الصور استياء دوليا. وقد أعرب وزير الخارجية الأمريكي عن "انزعاج عميق لمشاهد مهاجمة الشرطة الإسرائيلية الموكب الجنائزي". كما تحدثت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه عن صور "صادمة".

من جهته دان الاتحاد الأوروبي "استخدام العنف بشكل غير متناسب والتصرف الذي ينم عن عدم احترام من جانب الشرطة الإسرائيلية تجاه المشاركين في موكب التشييع".و قالت ألمانيا إنها تأسف لأن الجنازة لم تتم "بسلام وفي شكل لائق". كذلك، رأت اسبانيا أن "استخدام القوة غير المتكافئة هو أمر مرفوض".

وبحسب فيديو بثته الشرطة الإسرائيلية، هتف شرطي عبر مكبر الصوت باتجاه الحشد في باحة المستشفى "إذا لم توقفوا هذه الهتافات الوطنيّة، سنضطرّ إلى تفريقكم بالقوة وسنمنع الجنازة".

وأعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن صدمتها من أعمال العنف التي وقعت خلال جنازة شيرين أبوعاقلة، كما أعربت القنصلية الفرنسية في القدس عن "صدمتها الشديدة" حيال "العنف الذي استخدمته الشرطة".

وأفادت الشرطة في بيان أن "مثيري شغب منعوا أفراد العائلة من وضع النعش في السيارة للتوجه إلى المدفن مثلما تم الاتفاق مع العائلة"، مضيفة أن "الحشد رفض إعادة النعش إلى السيارة وتدخلت الشرطة لمنعهم من حمله. وخلال البلبلة التي أثارها الحشد تم إلقاء زجاجات ومقذوفات أخرى".

لكن أنطون أبو عاقلة شقيق الفقيدة أكد لوكالة فرانس برس السبت أنه "لم يكن هناك اي اتفاق بيننا وبين الشرطة". وأضاف أن الشرطة طلبت من العائلة إبلاغها بعدد المشيّعين ورفضت رفع الأعلام الفلسطينية والهتاف بشعارات وطنيّة.

و.ب/م.س (أ ف ب، رويترز)