في الذكرى الثلاثين لوحدة ألمانيا..احتفالات ورضا شعبي
٣ أكتوبر ٢٠٢٠
في ظل تدابير وقائية من كورونا، تحتفل ألمانيا اليوم السبت بالذكرى الثلاثين على توحيدها،عقب ثورة شعبية أطاحت نهاية 1989 بجدار برلين، وهو ما يريد الرئيس الألماني اليوم تخليده بإنشاء نصب تذكاري احتفاء بهذه "الثورة السلمية".
براندنبورغ، ديتمار فويدكه، والذي يشغل حاليا أيضا منصب رئيس مجلس الولايات (بوندسرات)، ورئيس البرلمان الاتحادي فولفغانغ شويبله، إلى جانب رئيس المحكمة الدستورية العليا شتيفان هاربارت.
ويحتفل القادة مع ممثلين من الوفود المدنية للولايات الألمانية في قداس بكنيسة سان بيتر وباول الكاثوليكية.
ولن يقتصر الاحتفال بذكرى الوحدة الألمانية على بوتسدام، حيث من المقرر أن يجتمع برلمان ولاية ساكسونيا، على سبيل المثال، للاحتفال، كما تحتفل ولاية تورينغن بذكرى إعادة التوحيد بتنظيم قداسات وحفلات موسيقية وفعاليات صغيرة.
وفي كلمتها طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مواطني بلادها في الشرق والغرب بالتماسك بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لوحدة شطري البلاد، ولاسيما في ظل أزمة كورونا. وقالت ميركل اليوم السبت: "نعرف أننا يجب علينا اليوم أن نتحلى بالشجاعة مرة أخرى، نتحلى بالشجاعة للسير في طرق جديدة نظرا للجائحة، نتحلى بالشجاعة لكي نتجاوز بشكل فعلي الفروق التي لا تزال قائمة بين الشرق والغرب، ونتحلى بالشجاعة
لكي نطالب بشكل متكرر بتماسك مجتمعنا بأكمله وبأن نعمل على ذلك".
وأشادت المستشارة بالجهود التي بذلها الجميع على طريق الوحدة الألمانية:" بمقدورنا جميعا أن نسعد بأننا نحتفل اليوم في سلام وحرية بالذكرى السنوية الثلاثين للوحدة الألمانية". وفي إشارة إلى تزايد الصراعات في العالم منذ الوحدة الألمانية، قالت
ميركل:"سنحتاج إلى الشجاعة في الشرق والغرب و في الشمال والجنوب لكي
نواصل السير في طريق سلمي جيد".
نصب تذكاري احتفاء بالثورة السلمية
وفي كلمته بهذه المناسبة، اقترح الرئيس فرانك فالتر تاينماير، إقامة نصب تذكاري للثورة السلمية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية الشرقية سابقا.
وقال شتاينماير اليوم السبت في احتفالات بوتسدام، عاصمة ولاية براندنبورغ إنه إذا كان من الممكن أن تكون الثورة السلمية مشجعة اليوم، "فسنقيم نُصبا يذكرنا بهذه الشجاعة".
وذكر شتاينماير في الخطاب الذي تم توزيعه بشكل مسبق قبل بدء المراسم إنه بالتأكيد كان هناك عدد من الأماكن التي تُحيي الذكرى منذ إعادة التوحيد، إلا أنه أضاف متسائلا ما إذا كانت ألمانيا لا تحتاج أيضا إلى "مكان بارز" أكثر من مجرد نصب للتذكير بدوافع الحرية والديمقراطية للثوار السلميين، وقال: "مكان يذكرنا بأن الألمان الشرقيين قرروا مصيرهم بأنفسهم وحرروا أنفسهم".
ونشرت نتائج الإشتطلاع بالضبط السبت "يوم الوحدة"، أظهرت أن مواطني الولايات الشرقية أكثر سعادة الآن مما كانوا عليه قبل 30 عاما فيما يتعلق بدخلهم بشكل خاص.
ويستند التحليل، الذي أجراه الاتحاد الألماني لشركات التأمين الصحي (جي دي في) وأطلعت على نتائجه وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إلى تقييم نتائج استطلاعين أُجري أحدهما في عام 1991 والآخر في عام 2020. وكان قد طُلب من الذين شملهم الاستطلاع تقييم رضاهم عن جوانب مختلفة من الحياة على مقياس من درجة إلى خمسة، تم طرح نفس الأسئلة على المشاركين في كلتا المرتين.
وكان اللافت للنظر بشكل خاص التطور المختلف في حالة الرضا عن الدخل. ففي شرق ألمانيا قبل حوالي 30 عاما، قال واحد فقط من بين كل خمسة مشاركين إنهم راضون أو حتى راضون للغاية عن وضعهم المالي، أما هذا العام بلغت نسبة من قالوا ذلك نحو 50 بالمائة من المشاركين في الولايات الشرقية.
وفي المقابل، كان الأمر معكوسا في الولايات الغربية، حيث ذكر نحو 60 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع الذي أُجري عام 1991 أنهم راضون أو راضون للغاية عن دخلهم، بينما بلغت نسبة من قالوا ذلك الآن 55 بالمائة فقط.
و.ب/ م.س (أ ف ب، د ب أ)
في الذكرى الثلاثين... محطات بارزة على طريق الوحدة الألمانية
قوة الشارع وزلة لسان ولدت المستحيل. الوحدة الألمانية ولدت في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، ولم تكتمل إلا بعد 328 يوماً، كانت مليئة بالأحداث التي مهدت للحدث التاريخي الكبير. ملف الصور التالي يسلط الضوء على تلك الحقبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gora
أتت الذكرى الثلاثون للوحدة الألمانية مشوبة بوباء كورونا وما تركه من آثار على الحياة العامة والاقتصاد، حيث واجهت ألمانيا كباقي دول أوروبا موجات متتالية من الوباء. واحتفلت ألمانيا بتنظم معرض في الهواء الطلق في مدينة بوتسدام بولاية براندنبورغ تحت شعار "30 عاماً- 30 يوماً -30 مرة في ألمانيا". ويستمر معرض "آينهايتس أكسبو" لمدة ثلاثين يوماً، حيث تشارك فيه الولايات الألمانية والكثير الهيئات الدستورية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gora
ونظراً لارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس الفتاك فرضت السلطات معايير صحية صارمة لضمان سلامة الزائرين. في الصورة عمدة مدينة بوتسدام بوركهارد إيكسنر ورئيس مجلس الولايات ديتمار فويدكه في افتتاح معرض "آينهايتس أكسبو". وجرى التقليد أن يقام الاحتفال بهذه الذكرى كل عام في مدينة من مدن ألمانيا.
صورة من: imago images/C. Spicker
وكان احتقال العام 2019 بهذه الذكرى المهمة على طريق الديمقراطية الألمانية قد أُقيم في قلب مدينة كيل شمال ألمانيا، إذ تم تشييد بوابة نموذجية من بوابة براندنبورغ التاريخية ببرلين، وذلك كرمز لإعادة توحيد ألمانيا. ويقبل السياح الأجانب والمواطنون الألأمان بمئات الآلاف للمشاركة في الاحتفالات الرسمية والشعبية التي تقام كل عام بمدينة من مدن ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Rehder
في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، أعلن عضو مكتب الحزب الحاكم بجمهورية ألمانيا الشرقية سابقا غونتر شابوسكي عن اعتماد قانون يسمح لمواطني ألمانيا الشرقية بالتنقل عبر النقاط الحدودية، ما أدى إلى اندفاع ألاف الألمان من برلين الشرقية إلى المعابر الحدودية، وتم استقبالهم في الجزء الغربي بحماس كبير. ذلك التصريح المثير للجدل أعتبر "زلة لسان".
بعد أربعة أيام من سقوط الجدار، وفي محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، اختار مجلس الشعب في ألمانيا الشرقية هانز مودرو رئيسا لمجلس الوزراء، بيد أنه فشل في ذلك.
صورة من: ullstein bild/ADN-Bildarchiv
28 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989 أعلن المستشار الألماني آنذاك هيلموت كول أمام ألبوندستاغ عن خطة من عشر نقاط كانت بمثابة خارطة طريق للوحدة الألمانية، وهو دفع وزير الخارجية الفرنسي رولان دوما إلى القول إن الألمان يظهرون "غطرسة متزايدة".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Brakemeier
في 3 كانون الأول/ ديسمبر 1989 و تحت ضغط التصويت تم تسليم المكتب السياسي واللجنة المركزية في ألمانيا الشرقية. كما استقال أيغون كرينز الذي حاول إنقاذ دولة ألمانيا الشرقية بتقديم تنازلات مدنية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Peter Kroh
19 كانون الأول / ديسمبر المستشار الألماني هيلموت كول يخطب أمام عشرات الآلاف من الألمان الشرقيين، أمام أنقاض كنيسة "السيدة العذراء" في مدينة دريسدن، ويتحدث عن خطط وحدة الأمة سلميا، فألهب مشاعر الجماهير، وأثار إعجاب العالم.
صورة من: imago/Sven Simon
في 15 كانون الثاني/ يناير 1990 سقطت معظم مقار جهاز أمن الدولة " شتازي" في يد الحركة الشعبية، العديد من الوثائق أتلفت أو اختفت دون معرفة مصيرها قبل اقتحام المتظاهرين للمقار
صورة من: picture alliance/AP Images/J. Finck
18 آذار/ مارس 1990 أجريت انتخابات مجلس الشعب في ألمانيا الشرقية، وأستطاع هيلموت كول حشد الجماهير، حيث أدى ظهوره في مناطق التجمعات، إلى جذب حوالي مليون شخص في أحد اللقاءات الجماهيرية، ما أدى إلى فوز تحالف كول على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي كان يعتبر الحزب المفضل.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kroh
في بون تم التوقيع في 18 أيار/ مايو على وثيقة تضمنت استبدال عملة ألمانيا الشرقية. وفي 1. تموز/ يوليو اعتماد عملة المارك الألماني الغربي كعملة لكل ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/ ZB
15 و16 تموز/ يوليو 1990. مخاوف القيادة السوفيتية من ألمانيا موحدة في الناتو كانت تشكل إحدى أهم العقبات أمام توحد ألمانيا. لكن إقرار الناتو بتشكيل حلف دفاعي فقط ساهم في تهدئة موسكو، واستطاع هيلموت كول أن يحصل على موافقة الرئيس السوفيتي آنذاك غورباتشوف على عضوية ألمانيا الموحدة في الناتو.
صورة من: picture-alliance/dpa
23 آب/ أغسطس 1990: أعضاء برلمان ألمانيا الشرقية (مجلس الشعب) يقررون انضمام جمهورية ألمانيا الشرقية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: ullstein bild/ADN-Bildarchiv
12 أيلول/ سبتمبر 1990: في النهاية بقيت الأمور المالية، حيث عرضت ألمانيا على موسكو مبلغ 12 مليار مارك ألماني، تعويضا عن تكاليف سحب الجيش الأحمر من ألمانيا الشرقية، إلا أن غورباتشوف اعترض على المبلغ. كول بقي متصلبا، لكنه عرض إضافة ثلاثة مليارات مارك إلى المبلغ كقرض، ما ساهم في توقيع ما عرف باتفاق " 2 زائد أربعة" بين الألمانيتين وكل الاتحاد السوفيتي، الولايات المتحدة، فرنسا، وبريطانيا.
صورة من: Imago/S. Simon
3 تشرين الأول/ أكتوبر 1990: وزراء خارجية القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية يتنازلون في نيويورك عن امتيازات تقسيم المناطق الألمانية، ومجلس الشعب في ألمانيا الشرقية ينعقد لآخر مرة ويعلن انسحاب ألمانيا الشرقية من معاهدة وارسو. الساعة 12 منتصف الليل أرتفع العلم الألماني قبالة مبنى "الرايشتاغ" ببرلين، حيث تجمع هناك قرابة 2 مليون ألماني، ليحتفلوا بالوحدة الألمانية.