في الذكرى الـ20 للتوسع.. شتاينماير يدعو للذود عن الديمقراطية
٣٠ أبريل ٢٠٢٤
من جمهورية التشيك، دعا الرئيس الألماني شتاينماير إلى الدفاع عن الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي خلال انتخابات أوروبا، فيما أعرب الرئيس التشيكي بيتر بافل عن دعمها بلاده لجولة جديدة من توسع الاتحاد الأوروبي.
دعا الرئيس الألماني شتاينماير إلى الدفاع عن الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي خلال انتخابات البرلمان الأوروبيصورة من: Petros Karadjias/AP Photo/picture alliance
إعلان
خلال مؤتمر بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لتوسع الاتحاد الأوروبي شرقا، وانضمام التشيك وتسع دول أخرى إلى التكتل الأوروبي، قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في براغ، الثلاثاء (30 أبريل/ نيسان 2024): "تتعرض قيم ديمقراطية أساسيةداخل الاتحاد الأوروبي، بل والمشروع الأوروبي، للتشكيك من قبل شعبويين غير مسؤولين. لنكن الآن على دراية تامة بما هو على المحك".
وأعرب شتاينماير عن اعتقاده بأن الديمقراطية التي تحققت ذات مرة لا تضمن لنفسها البقاء إلى الأبد، وقال: "نعلم أن قوة الديمقراطية الليبرالية وتسامحها يمثلان في الوقت نفسه النقطة الأكثر ضعفا فيها. ونعلم أنه يجب أن تكون لنا منعة وأن نتصرف بشكل دفاعي عندما يستغل من يحتقرون الديمقراطية هذا التسامح من أجل مهاجمتها".
ويشار إلى أنه في الأول من أيار/ مايو عام 2004، انضمت إلى الاتحاد الأوروبي دول الكتلة الشرقية السابقة، وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وسلوفينيا وسلوفاكيا والتشيك والمجر وبولندا بالإضافة إلى مالطا وقبرص، وذلك في أكبر خطوة توسعة في تاريخ التكتل الأوروبي.
ورأى شتاينماير أن التشيك وألمانيا لديهما اليوم كل الأسباب للاحتفال بهذا الانضمام قبل 20 عاما، وقال: "لقد استفدنا جميعا من هذه الخطوة - ليس اقتصاديا فقط، ولكننا استفدنا في المقام الأول كجيران. وستستمر كتابة قصة النجاح هذه."
وأشار الرئيس الألماني إلى أن جمهورية التشيك لم تطبق اليورو، لكنه قال إن العملة المشتركة ستظل مفتوحة للجميع، وأضاف أنه يجب أن تبت التشيك بنفسها في هذا الأمر، وأردف: "ولكن رسالتي هي: إذا قرر الشعب التشيكي مثل هذا الأمر ذات يوم، فإننا جميعا سنرحب بكم بأشد درجات الحفاوة في منطقة اليورو".
شتاينماير يدعو الألمان للتفاؤل والأمل بالمستقبل، رغم الصعاب
02:24
This browser does not support the video element.
"توسع الاتحاد الأوروبي ضرورة استراتيجية"
بدورها، أشارت التشيك إلى دعمها لجولة جديدة من توسع الاتحاد الأوروبي فيما تحتفل البلاد بمرور 20 عاما منذ انضمامها إلى التكتل. وقال الرئيس التشيكي بيتر بافل إن توسع الاتحاد الأوروبي "ضرورة استراتيجية".
وحذر بافل، الرئيس السابق للجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (ناتو): "إذا تركنا دول البلقان الغربية وأوكرانيا ومولدوفا وجورجيا على عتبة الباب لأمد طويل، سنتركهم تحت رحمة قوى مثل روسيا، التي تضمر سوء النية تجاه الأوروبيين وأوروبا برمتها".
وعلى صعيد متصل، قال رئيس الوزراء التشيكي، بيتر فيالا: "ترغب هذه الدول في الانتماء إلى الغرب"، مضيفا: "دعونا نمنحهم هذه الفرصة ونستفيد إلى أقصى حد من الفرص التي يتيحها التوسع". ودعا بافل الدول المرشحة إلى الاستعداد بجدية للانضمام في المستقبل. وقال إن بلاده يمكنها مساعدة الأعضاء المحتملين من خلال تبادل خبراتها الخاصة. كما ضغط الرئيس من أجل إدخال إصلاحات على الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن التكتل يمكن أن يتم تحسينه "قطعا."
وقال بافل: "إن وطننا ليس جمهورية التشيك فحسب، بل أوروبا." وتسعى حاليا ست دول في البلقان الغربية، هي ألبانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو ومقدونيا الشمالية ومونتينغرو وصربيا، إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحققت تقدما متفاوتا نحو الحصول على عضوية التكتل. ويشار إلى أنأوكرانيا ومولدوفا وجورجيا، هي جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، مرشحة للانضمام للتكتل، بينما تم تجميد مفاوضاتانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
ع.ش/ف.ي (د ب أ)
تركيا- الاتحاد الأوروبي.. كيف تحوّلت فكرة الانضمام إلى سراب؟
تاريخ من الشد والجذب بين تركيا والاتحاد الأوروبي. أنقرة وضعت الطلب مبكرا قبل إنشاء الاتحاد لكن كانت هناك ملفات شائكة عرقلت عملية الانضمام حتى بات الأمر مستحيلا تقريبا، على الأقل في فترة رجب طيب أردوغان.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
أول اتفاقية مع الجماعة الأوروبية
وقعت تركيا وما كان يعرف بالجماعة الاقتصادية الأوروبية (تكونت حينها من ستة بلدان) اتفاقية اتحاد جمركي عام 1963. وكان من المفروض أن يكون الاتفاق بداية للانضمام الفعلي إلى الجماعة، خاصة مع توقيع بروتوكول إضافي عام 1970 وازدهار التبادل التجاري بين الطرفين، غير أن الحال بقي كما هو عليه، قبل تجميد عضوية تركيا بعد وقوع انقلاب عسكري فيها عام 1980.
صورة من: Alfred Hennig/dpa/picture alliance
جمهورية قبرص التركية تعمّق الخلاف
عادت تركيا لتطلب الانضمام مجددا عام 1987، لكن ظهر جليا وجود معارضة داخلية أوروبية قوية لهذا الانضمام، خاصة بعد انضمام اليونان إلى المجموعة عام 1981، ودخولها في صراع مع تركيا منذ اجتياح هذه الأخيرة لقبرص عام 1975 ثم إعلان أنقرة من جانب واحد قيام جمهورية شمال قبرص التركية عام 1983.
صورة من: Birol Bebek/AFP/Getty Images
الاتحاد يتأسس دون تركيا
تأسس الاتحاد الأوروبي فعليا عام 1992 دون تركيا. استمرت هذه الأخيرة في محاولاتها، واستطاعت إقناع الأوروبيين بتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة معها عام 1995، غير أن تفكك الاتحاد السوفياتي ساهم سلبا في استمرار إبعاد تركيا نظرا لكثرة المرشحين الجدد، قبل أن يتم إعلان أن تركيا ولأول مرة مرشحة فعليا للانضمام، وذلك بعد قمة هلسنكي عام 1999.
صورة من: picture-alliance/dpa
عهد أردوغان
وصل رجب طيب أردوغان إلى السلطة في تركيا عام 2003 وكان متحمسا كثيرا للانضمام، غير أن عدة دول أوروبية كالنمسا وألمانيا وفرنسا كانت لها تحفظات كثيرة على عضوية تركيا. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عارضت فكرة الانضمام واقترحت بدلا منها شراكة مميزة بسبب الخلافات مع تركيا حول حقوق الإنسان وقبرص وسياسة أنقرة الخارجية.
صورة من: imago/Depo Photos
شروط كوبنهاغن
وضع الأوروبيون شرط احترام بنود اتفاقية كوبنهاغن أمام تركيا للانضمام، ومن الشروط تنظيم انتخابات حرة واحترام حقوق الإنسان واحترام الأقليات. ولأجل ذلك أعلنت أنقرة عدة إصلاحات منها إلغاء عقوبة الإعدام. بدأت المفاوضات الفعلية للانضمام عام 2005 في مجموعة من المجالات، غير أن استمرار مشكلة قبرص عجل بوقف المفاوضات، إذ رفضت أنقرة الاعتراف بعضوية قبرص في الاتحاد.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Turkel
دولة مسلمة وسط اتحاد مسيحي؟
تشير العديد من التقارير إلى أن الاختلاف الديني بين تركيا وبلدان الاتحاد الأوروبي يشكلّ سبباً غير معلن لرفض الانضمام، فدول الاتحاد هي بلدان مسيحية فيما تركيا هي بلد مسلم. أكثر من ذلك، قلّص أردوغان مظاهر العلمانية وأرجع الدين إلى الحياة العامة. هذا العامل يرتبط بتوجس الأوروبيين من النزعة القومية التركية ومن عدم إمكانية قبول الأتراك بمشاركة هوية مجتمعية مع أوربييين يختلفون عنهم في نمط حياتهم.
صورة من: Reuters/U. Bektas
التفاوض يتعثر مجددا
بدءا من عام 2013 عادت المفاوضات مجددا، خاصة بعد مغادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان معارضا بقوة لفكرة الانضمام. لم تغيّر ميركل موقفها لكنها أبدت مرونة واضحة، بيدَ أن تركيا وضعت هي الأخرى شروطها المالية الخاصة لاسيما مع تحملها موجة اللاجئين. وجاء قمع مظاهرات ميدان تقسيم 2013 ليوقف المفاوضات مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/T. Bozoglu
الصراع مع قادة أوروبيين يتفاقم
لم تجانب المفوضية الأوروبية الواقع عندما قالت عام 2019 إن آمال انضمام تركيا إلى الاتحاد تلاشت، فلا أحد من الطرفين بات متحمسا للفكرة. أخذ أردوغان خطوات وصفها قادة من الاتحاد بأنها "استبدادية" خاصة مع تقارير حقوقية عن تراجع الحريات في البلد. أبعد ملف اللاجئين الطرفين أكثر، ثم جاء النزاع في شرق المتوسط بين تركيا من جهة واليونان وقبرص وفرنسا من جهة ثانية ليعدم تقريبا الفكرة.
صورة من: Adem ALTAN and Ludovic Marin/various sources/AFP