دعم الرئيس الفرنسي طموح أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو، لكنه قال إن العضوية الكاملة غير ممكنة في هذا الوقت، وهو ما اتفق معه المستشار الألماني شولتس، مؤكدا أن ضم أوكرانيا بعد انتهاء الحرب مع روسيا ليس مضمونا.
إعلان
قلل المستشار الألماني أولاف شولتس من احتمال ضم أوكرانيا سريعا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وفي أعقاب القمة الثانية للمجموعة السياسية الأوروبية في مولدوفا، قال شولتس إن ضم أوكرانيا سريعا حتى بعد انتهاء الحرب الروسية عليها ليس مضمونا. وأوضح أن هناك "معايير واضحة للغاية للعضوية"، مشيرا إلى أن من بين هذه المعايير ألا يكون البلد الراغب في الانضمام ضالعا في صراعات حدودية.
وفي معرض رده على سؤال حول الضمانات الأمنية الأخرى المحتملة بالنسبة لأوكرانيا بعد نهاية الحرب، قال شولتس إنه يجب تصميم هذه الضمانات بالشكل الذي يجعل أوكرانيا في مأمن من خطر وقوع هجوم ويجعلها مستقرة في نفس الوقت.
ورأى المستشار أنه لا يجب أخذ هذه الضمانات الأمنية على محمل الجد من جانب أوكرانيا وحدها، بل من كل الآخرين أيضا، لكنه لم يفصل على نحو أكثر تحديدا. وذكر شولتس أن من الممكن أن تكون هناك فرص تنمية مختلفة.وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طالب في وقت سابق بأن يتم توجيه "دعوة صريحة" لبلاده للانضمام إلى الحلف الأطلسي خلال قمة الحلف في ليتوانيا في تموز/يوليو المقبل. وقال زيلينسكي، خلال مشاركته في القمة المنعقدة في مولدوفا: "نحتاج إلى السلام. ومن ثم فإنه يجب أن تصبح كل دولة أوروبية لها حدود مع روسيا ولا ترغب في أن تمزقها روسيا، عضوا كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي والناتو" مشيرا إلى أن البديل الوحيد لهذا هو حرب مفتوحة أو احتلال روسي وحشي لهذه الدولة.
من جانبه ذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن لا مجال في هذه المرحلة لإجراء "نقاشٍ مجدٍ" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، من دون أن يستبعد إمكان حصول تواصل في المستقبل. وقال ماكرون في مؤتمر صحافي: "اليوم لا مجال لإجراء نقاشٍ مجدٍ".
وتابع الرئيس الفرنسي الذي كان من القادة الغربيين القلائل الذين أبقوا التواصل قائما مع بوتين في المراحل الأولى من غزو روسيا لأوكرانيا "إذا سنحت الفرصة، واعتمادا على الفحوى، لا أستبعد ذلك". وأضاف "إذا اقتضت ذلك مسائل (القدرات) النووية المدنية وأمن (محطة) زابوريجيا، أو إذا تم إحراز تقدّم، وأتاحت اختراقات ذلك وبرّرته، سأفعل ذلك من دون تردد"
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد أبدى، الأسبوع الماضي، استعداده لاستئناف التواصل مع بوتين حول أوكرانيا "في الوقت المناسب". وشدد ماكرون على ضرورة إعطاء أوكرانيا ضمانات أمنية "أقوى وملموسة وواضحة جدا" في قمة حلف شمال الأطلسي المزمع عقدها في تموز/يوليو، مشددا على أن هذا الأمر من شأنه أن يوجه "رسالة واضحة إلى روسيا في السياق الحالي". وشدّد الرئيس الفرنسي على وجوب تحديد "آفاق" في ما يتعلق بطلب أوكرانيا عضوية حلف شمال الأطلسي، مشيرا إلى أن منح "عضوية كاملة غير ممكن على الفور" بسبب الحرب التي تشنها روسيا.
وأعرب الرئيس الأوكراني زيلينسكي عن تفاؤله إزاء تحقيق حلفائه الأوروبيين لمطلبه الخاص بدعم بلاده بأنظمة الدفاع الجوي /باتريوت/ ومقاتلات حديثة. وأضاف "سمعت اليوم دعما قويا من العديد من الدول". وذكر زيلينسكي أنه سمع عن "عدد كبير" من الطائرات المقاتلة. وشدد زيلينسكي على أن هناك حاجة للطائرات بشكل أساسي لحماية السكان الأوكرانيين من الهجمات الروسية الجوية لا لشن هجوم مضاد. وحصلت أوكرانيا بالفعل على بعض أنظمة الدفاع الجوي باتريوت ومقاتلات سوفيتية الصنع. ووافقت بعض الدول الأوروبية على تدريب الطيارين الأوكرانيين على المقاتلات الحديثة. وذكر زيلينسكي أن كييف ستحتاج إلى أنظمة دفاع جوي من طراز باتريوت، لحين تلقي أوكرانيا المزيد من المقاتلات. وأكد الرئيس الأوكراني أن إقامة "تحالف لأنظمة باتريوت سوف تضع نهاية للابتزاز الروسي بالصواريخ الباليستية، وتحالف من المقاتلات الحديثة التي سوف تثبت أن ترويع مواطنينا ليس له فرصة" هي "مكونات حاسمة".
قتال لم يقع مثله في أوروبا منذ 1945- محطات من الغزو الروسي لأوكرانيا
في نزاع لم تشهد له أوروبا مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية، تتواصل المعارك الشرسة بين الغزاة الروس وبين الأوكرانيين. وبحسب تقديرات يزيد عدد قتلى وجرحى الحرب في كلّ معسكر عن 150 ألف شخص.
صورة من: Zohra Bensemra/REUTERS
بوتين يناقض نفسه ويبدأ الهجوم على أوكرانيا
بعد شهور من التوتر والجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر الخميس 24 شباط/ فبراير 2022، ما أسماه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا. وكان الكرملين قد سبق ونفى مراراً التقارير الغربية حول نية بوتين في غزو أوكرانيا. وقد بدأ الغزو واسع النطاق بضربات جوية في جميع أنحاء أوكرانيا، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروسيا حليفة موسكو، ومن الشرق والجنوب.
صورة من: Ukrainian Police Department Press Service/AP/picture alliance
نزوح ملايين الأوكرانيين هرباً من الحرب
مع بداية الهجمات الروسية بدأت موجة نزوح الأوكرانيين من مناطق القتال. ونزح نحو 5.9 مليون شخص داخلياً بسبب الحرب الروسية العام الماضي. كما فر الملايين إلى خارج أوكرانيا، وفقاً لتقرير مركز مراقبة النزوح الداخلي ومقره جنيف (الخميس 11 مايو/ أيار 2023). ومعظم النازحين هم من النساء والأطفال وكبار السن وغير القادرين على القتال.
صورة من: Andriy Dubchak/AP/picture alliance
محاولة فاشلة للسيطرة على العاصمة كييف
في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون القريبة من البحر الأسود، إضافة لعدة بلدات حول كييف في وسط شمال البلاد. لكن محاولتها السيطرة على كييف اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية ومن ورائها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي تحول إلى قائد حربي. وفي الثاني من نيسان/ أبريل 2022، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها بعد "الانسحاب السريع" للقوات الروسية.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
كليتشكو من نزال الملاكمة إلى قتال المعارك
هب الأوكرانيون للدفاع عن بلادهم، فإضافة إلى القوات العسكرية كان هناك المتطوعون المدنيون من كافة الأطياف. هنا مثلاً بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، وقد ارتدى سترة عسكرية خلال تواجده على الأرض لمشاركة أهل بلده في صد الغزو الروسي. كما تطوع أيضاً شقيقه الأصغر وبطل العالم السابق في الملاكمة فلاديمير كليتشكو للقتال. كما وظّف الشقيقان شهرتهما لكسب التعاطف العالمي مع قضية بلدهما.
صورة من: Sergei Supinsky/AFP
توالي العقوبات الغربية على روسيا
اتخذ الغرب، خصوصاً الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مسار فرض عقوبات على روسيا، سواء في استيراد البضائع والطاقة منها أو تصدير التكنولوجيا إليها أو مصادرة أموال رجال أعمال مرتبطين بالكرملين. وفي قمة مجموعة السبع في قصر إلماو في بافاريا الألمانية (يونيو/حزيران 2022)، اتخذت المجموعة، التي تضم ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، قرارات بتوسيع العقوبات على روسيا.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
مساعدات عسكرية مكنت أوكرانيا من الصمود
وأعلنت دول غربية عديدة على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا تقديم مساعدات عسكرية بالمليارات لأوكرانيا. فقدمت واشنطن أسلحة ومعدات في 2022 بقيمة 22.9 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الأولى بين الدول الداعمة عسكريا لأوكرانيا، فيما حلت بريطانيا بالمركز الثاني خلال 2022 بمساعدات بقيمة 4.1 مليار يورو. أما ألمانيا فقدمت في العام نفسه 2.3 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة بين داعمي أوكرانيا عسكرياً.
صورة من: Polish Chancellery of Prime Ministry/Krystian Maj/AA/picture alliance
اتهامات بجرائم حرب مروعة في بوتشا
في بلدة بوتشا التي دمرتها المعارك، عُثر في الشوارع على جثث مدنيين أعدموا بدم بارد. لاحقاً عُثر على جثث مئات المدنيين حمل بعضها آثار تعذيب في مقابر جماعية في المدينة الصغيرة الواقعة على مشارف كييف. وأثارت صور هذه المجازر المنسوبة لروسيا استياء الغرب والأمم المتحدة وتعددت الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، رغم نفي موسكو.
صورة من: Carol Guzy/Zuma Press/dpa/picture alliance
حصار ماريوبول وسقوط آزوفستال
في 21 أبريل/نيسان 2022، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف. سمحت السيطرة على ماريوبول لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من القرم والمناطق الانفصالية في دونباس. لكن حوالي ألفي مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض مع ألف مدني. قاوم المقاتلون حتى آخر طلقة. وقالت كييف إن 90% من ماريوبول دُمرت وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.
صورة من: Peter Kovalev/TASS/dpa/picture alliance
يوم تاريخي في خيرسون
في بداية سبتمبر/أيلول 2022، أعلن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في الجنوب، لكنه حقق اختراقًاً خاطفًاً للخطوط الروسية في الشمال الشرقي وأرغم الجيش الروسي على الانسحاب من منطقة خاركيف. في أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت موسكو بإجلاء السكان وإدارة الاحتلال من خيرسون. وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، استعادت كييف السيطرة على المدينة في "يوم تاريخي" كما وصفه الرئيس زيلينسكي.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
مذكرة توقيف بحق بوتين وروسيا ترد
في مارس/ أذار 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني. وقالت كييف إنه تم ترحيل أكثر من 16 ألف طفل أوكراني إلى روسيا. وأصدرت المحكمة أيضاً مذكرة مماثلة بحق مفوضة حقوق الأطفال في روسيا ماريا لفوفا بيلوفا. وفي مايو/ أيار ردت روسيا بإصدار مذكرة توقيف بحق المدعي العام للمحكمة كريم أحمد خان، وهو بريطاني الجنسية.
صورة من: Rich Pedroncelli/AP Photo/picture alliance
الاستعداد لهجوم مضاد
في مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة وبعد فترة من المماطلة، قرر الأمريكيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات. وفي 19 أبريل/ نيسان 2023، أعلنت كييف تلقيها أول منظومة دفاع جوي أمريكية من طراز باتريوت. في نهاية الشهر نفسه، أعلنت أوكرانيا أنها ستكون مستعدة قريباً لشن هجوم مضاد بهدف تحرير نحو 20% من أراضيها المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
صورة من: Susan Walsh/POOL/AFP/Getty Images
قتال طيلة شهور في باخموت
في يناير/ كانون الثاني 2023، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات لا سيما في دونباس، بدعم من مرتزقة مجموعة فاغنر المسلّحة ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم منذ أيلول/سبتمبر. احتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا احتلالها منذ الصيف. وشهدت باخموت أطول المعارك وأكثرها فتكاً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
صورة من: Muhammed Enes Yildirim/AA/picture alliance
تضارب بشأن سقوط باخموت
وأعلنت روسيا مساء السبت 19 مايو/ أيار 2023 استيلاءها على باخموت بالكامل، بعدما أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة يفغيني بريغوجين في نفس اليوم أن المجموعة ستسحب مقاتليها من المدينة اعتبارا من 25 مايو/ أيار وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي. في غضون ذلك، قالت كييف إنها لا تزال تقاتل في مناطق معينة معتبرة وضع مقاتليها "حرجاً". إعداد صلاح شرارة/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ).