في اليوم العالمي للإحسان..شعوب فقيرة تتزعم وأخرى غنية تتخلّف
٥ سبتمبر ٢٠٢٢
لا يعني أن يكون البلد متقدما انتشارا واسعا لثقافة العمل الخيري بالضرورة، فبلد كاليابان هو آخر بلد يفكر سكانه في التطوع والتبرع، فماذا عن بقية شعوب العالم؟ وما هو مركز ألمانيا؟ وما هي الدول العربية الأولى والأخيرة؟
إعلان
يوافق 5 سبتمبر/ أيلول من كل عام اليوم العالمي للعمل الخيري، الذي أقرته الأمم المتحدة ويُنظر إليه كمناسبة رئيسية للتأكيد على التضامن العالمي في مواجهة الفقر، ومساعدة المنظمات والأفراد للمحتاجين والمهمشين، عبر طرق أساسية منها التبرع والتطوع.
لكن ما هي الدول والشعوب الأكثر تبرعاً وتطوعاً للعمل الإحساني؟ الأرقام تشير إلى مفاجآت كبيرة، فعدة دول محسوبة على العالم المتقدم تتأخر كثيرا، بينما توجد دول أخرى أقل غنىً على رأس القائمة.
ففي آخر ترتيب أجرته مؤسسة المعونات الخيرية، وهي منظمة غير حكومية بريطانية، وصدر عام 2021، حلّت أندونيسيا في المركز الأول، بنسبة 69 في المئة (من إجمالي المستجوبين في أندونيسيا الذين ردوا إيجابا على أسئلة تخصّ مشاركتهم العمل الخيري)، فيما حلت كينيا في المركز الثاني بنسبة 58 بالمئة، ثم نيجيريا بـ52 بالمئة.
وحلت دول أخرى في بقية المراكز العشر الأوائل، هي تباعا: ميانمار، استراليا، غانا، نيوزيلندا، أوغندا، كوسوفو، تايلاند. بينما حلت ألمانيا في المركز 85، والولايات المتحدة في المركز 19.
ولأجل الحصول على نتائج الاستطلاع، تطرح هذه المؤسسة على عينة عالمية تصل إلى 1.6 مليون فرد من كل بلدان العالم، ثلاثة أسئلة رئيسية: هل ساعدت غريبا أو شخصا لا تعرف أنه يحتاج مساعدة؟ هل تبرعت بالمال لصالح منظمة خيرية؟ هل تطوعت لصالح منظمة ما؟
وتعد الولايات المتحدة من أكبر المتبريعين، إذ كانت دائما في المراكز الأولى وتزعمت الترتيب أكبر من مرة، لكنها بدأت بتراجع كبير منذ عام 2016، وكذلك الأمر بخصوص كندا وإيرلندا، كما تراجعت ألمانيا بدورها بشكل جزئي.
وعربيا جاءت البحرين أولا، بحلولها في المركز 12، متبوعة بالإمارات في المركز 13، ثم العراق في المركز 34. وحل المغرب كآخر بلد عربي في المركز 109 عالميا من أصل 114 بلدا، وقبله لبنان في المركز 108، وقبلها الأردن في المركز 102.
وتذيلت اليابان القائمة بحلولها في المركز 114 وذلك رغم غنى البلد وارتفاع الأجور، وقبلها البرتغال وكذلك بلجيكا وإيطاليا وكوريا الجنوبية، وحلت فرنسا في مركز متأخر بدورها في 106 عالميا.
لكن هناك عوائق لا تتيح للأفراد التبرع والتطوع بسهولة، خصوصا بسبب الحواجز الإدارية وكثرة الإجراءات. ودعت مؤسسة المعونات الخيرية الحكومات إلى سن تشريعات نزيهة وشفافة وسهلة لتنظيم عمل المنظمات غير الحكومية، وكذلك إلى تسهيل عمليات التبرع على السكان، ثم تشجيع العمل المدني داخل نسق الحياة العامة.
ع.ا
المنازل الخشبية كبديل عن التشرد والعيش في الشوارع
باتت المنازل الخشبية الصغيرة تشكل في الكثير من المدن الألمانية ملاذا للأشخاص الذين يفتقدون لسكن. فهذه المنازل الصغيرة، التي يبينها متطوعون توفر للمتشردين، وخاصة النساء منهم، فرصة للعيش في غرف خاصة بعيدا عن حياة التشرد.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Wendt
وأخيرا أصبحت آنا تتوفر على مأوى، بعد أن كانت تقضي ليلها ونهارها في العراء. بالرغم من أن غرفة آنا لا تتعدى سبعة متر مربع إلا أنها تتسع للأغراض الأساسية مثل السرير وخزانة الملابس وطاولة. الفضل في ذلك يرجع إلى مشروع مشترك بين كاريتاس (منظمة إغاثة كاتوليكية) و جامعة هامبورغ التطبيقية. تسع نساء يستفدن حاليا من هذا المشروع الذي يوفر لهن مأوى خاص في حاويات سكنية، بعد أن كن ينمن في الشوارع.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Wendt
تقع الحاويات السكنية التي أنشأتها منظمة كاريتاس في وسط جامعة هامبورغ للعلوم التطبيقية. وكانت الحاجة ماسة لإنشاء مثل هذه المآوي السكنية الخاصة بالنساء بالنظر للصعوبات التي تعاني منها السيدات بدون مأوى، حيث يكن باستمرار عرضة للعنف والاستغلال الجنسي. وتوجد في هامبورغ وحدها أكثر 2000 سيدة بدون مأوى.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Wendt
فطور مشترك في الصباح: تتولى أخصائية اجتماعية بالتعاون مع طلبة من شعبة العمل الاجتماعي، رعاية السيدات اللواتي يعشن في هذا المأوى الخاص طيلة أيام الأسبوع، كما يرافق الطلبة ساكنات المأوى إلى الدوائر الحكومية ، والهدف من ذلك هو مساعدتهن لحصول على سكن دائم. بيد أن غلاء أسعار الإيجار تجعل من ذلك هدفا صعب المنال.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Wendt
Sie bietet Härtefällen eine Heimat
حسب أندريا هينوبيك، التي تترأس قسم "الحد الأدنى من المعيشة" في منظمة كاريتاس، فإن النساء يعشن في هذا المأوى المؤقت حوالي ثلاث سنوات، وتقول هينوبيك، التي تعمل أيضا محاضرة في جامعة هامبورغ "نستقبل في المأوى نساء ليست لديهن أي إمكانية للسكن في مكان آخر أو اللواتي تم طردهن من سكنهن لسبب أو لأخر". وكثيرا ما تؤدي الإصابة بالأمراض أو كثرة الديون إلى فقدان السكن والتشرد.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Wendt
روزن المتحول جنسيا إلى امرأة والبالغ من العمر 34 عاما قدم قبل أعوام من بلغاريا إلى ألمانيا من أجل العمل. لكنه أصيب بمرض، ليجد نفسه في الشارع بدون مأوى. ويواجه المتحولون جسنيا صعوبات في إيجاد سكن لهم مع النساء، كما أنهم لا يشعرون بالراحة عند سكنهم في مآوي خاصة بالرجال. وعن ذلك يقول روزن "هنا يطرح السؤال ماهو معيار تصنيفي كإمرأة حتى أتمكن من السكن في المآوي الخاصة بالنساء؟".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Wendt
هنا أشعر بالآمان، تقول سارة المتحولة أيضا جسنيا لامرأة، سارة البالغة من العمر 39 عاما والمنحدرة من سلوفاكيا عانت كثيرا في حياتها. فعندما كانت طفلة بترت ساقها بسبب حادثة سير، وفي سن الخامسة عشرة دخللت عالم الدعارة. عاشت سارة أعواما كثيرة في الشارع، والآن بفضل مشروع كاريتاس وجامعة هامبورغ أصبحت لديها غرفتها الخاصة.
صورة من: picture alliance/dpa/G. Wendt
جولانا السلوفاكية تعيش أيضا في الحاويات السكنية. وشأنها شأن باقي السيدات هناك لا تتلقى أي مساعدات اجتماعية من الدولة. فمشروع الحاويات السكنية هذا مخصص للنساء اللواتي يصعب عليهن الحصول على المساعدات العادية، بسبب إصابتهن بأمراض عقلية أو بسبب الإدمان أو الدعارة أو بسبب عدم صدور قرار نهائي بشأن إقامتهن في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Wendt
فكرة إنشاء مآوي صغيرة للمتشردين موجودة أيضا في مدن ألمانية أخرى مثل كولونيا. ففي أحد الأيام تفرج المصور سفين لوديك على تقرير تلفزيوني من الولايات المتحدة الأمريكية حول بناء منازل خشبية للأشخاص بدون مأوى. فبادر مباشرة بعدها لشراء معدات وشرع في بناء مآوي صغيرة للمتشردين في مدينة كولونيا. وعن ذلك يقول لوديك "الهدف هو إعادة الناس إلى الحياة الطبيعية".
صورة من: DW/K. Brady
يستخدم لوديك فناء منزله كورشة لإنشاء المآوي الصغيرة. وتبلغ تكلفة بيت خشبي واحد 600 يورو إضافة إلى تكاليف النقل. ويحق للأشخاص الذين سيسكنون في هذا المزل مستقبلا أن يشاركوا في تجهيزه، كاختيار لون الصباغة ونوع السقف وشكل النوافذ. ولتسهيل عمله في هذا المشروع قام لوديك بتأسيس جمعية ويعتمد في تمويل المشروع على التبرعات.
صورة من: DW/S. Lüdecke
قضى بيتر 17 عاما في الشوارع بدون مأوى، والآن انتقل مع كلبه للعيش في منزل خشبي صغير. ويقول لوديك الذي يرجع له الفضل في حصول بيتر على مأوى "لقد بكى من شدة الفرح". توجد في مدينة كولونيا 25 وحدة سكنية على شكل بيوت خشبية صغيرة وتوجد وحدات سكنية مشابهة أيضا في نورنبيرغ وبرلين. للإشارة فإن سلطات المدينة لا تتحمس كثيرا لمثل هذه المآوي المؤقتة وتفضل تحويل المتشردين إلى مراكز الإيواء الخاصة.