في انتكاسة لعملية السلام ـ الحوثيون يشكلون حكومة من 42 وزيرا
٢٨ نوفمبر ٢٠١٦
في خطوة يرى فيها المراقبون انتكاسة لجهود السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة، أعلن المجلس السياسي للحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح تشكيل حكومة من 42 وزيرا برئاسة عبد العزيز بن حبتور.
إعلان
ذكرت وكالة أنباء سبأ الرسمية التي يديرها الحوثيون أن الحوثيين وحليفهما الرئيسي الرئيس السابق علي عبد الله صالح شكلوا حكومة جديدة اليوم الاثنين (28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016) في ضربة لجهود تدعمها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 20 شهرا في البلاد.
وكان دبلوماسيون يأملون أن تحجم الحركة التي تسيطر على العاصمة صنعاء عن تشكيل حكومة من الموالين لها وأن تشارك بدلا من ذلك في تشكيل حكومة وحدة مع خصومها اليمنيين الذين طردتهم إلى المنفى في السعودية. بيد أن الحوثيين أعلنوا أن تشكيل حكومة مع حليفهم لا يعني التخلي عن عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.
وبالفعل أعلن المجلس السياسي الأعلى، الذي تم تشكيله مناصفة بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، مساء اليوم، عن تشكيل حكومة "إنقاذ وطني"، يرأسها عبدالعزيز بن حبتور. وبحسب بيان نشرته وكالة الأنباء "سبأ" الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فقد أقر المجلس السياسي تشكيل حكومة "إنقاذ وطني" من (42) وزيراً، في اجتماعه الذي عقده اليوم بصنعاء.
وأوضح البيان، "أن الحكومة ضمت مختلف ألوان الطيف الوطني من الأحزاب والمكونات المناهضة للعدوان، (قوات التحالف العربي) والشخصيات الوطنية". وذكر أن "مهمة الحكومة التي جاء تشكيلها في الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن في الأساس لترتيب الأوضاع الداخلية ومواجهة العدوان اقتصاديا وعسكريا وسياسيا"، في إشارة للتحالف الذي تقوده السعودية.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة اليمنية التي تتعرض لضغوط من أجل الموافقة على خارطة الطريق الأممية، والتي تنقل صلاحيات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لنائب جديد متوافق عليه، وهو ما رفضته الحكومة معتبرة أنه "مكافأة للانقلابيين".
وتهدد هذه الخطوة نسف جهود الأمم المتحدة للسلام في البلاد التي تشهد صراع مسلح منذ أكثر من عام ونصف. وعبر المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ في تصريحات صحفية الأحد الماضي، عن أمله بتوقيع اتفاق قريب بين الأطراف المتصارعة في البلاد خلال عشرة أيام.
أ.ح/ح.ع.ح (د ب أ، رويترز)
اليمن: حرب وحصار مستمران والضحايا مدنيون
80 % من اليمنيين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. الأطراف المتنازعة داخل البلاد، لم تحترم الهدنة التي أعلنها التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين منذ4 أشهر. منظمات الإغاثة والأمم المتحدة تندد بالأوضاع الكارثية.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
رأت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود بعد زيارة إلى اليمن أن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية "يقتل" المدنيين كما تفعل الحرب تماما. الصورة لسكان من مدينة تعز اليمنية. وقد صرح قائد "المقاومة الشعبية" في تعز حمود المخلافي بأن مقاتليه بحاجة أكبر إلى دعم التحالف في مواجهتهم للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
المتمردون الحوثيون يقصفون مناطق مأهولة بالسكان في عدن، دون أن يكترثوا بالمدنيين الباقين هناك. في الصورة جندي سعودي يقف في مطار عدن بعد أن تمكنت قوات التحالف بقيادة السعودية وبالتعاون مع المقاتلين المولين للرئيس هادي من إخراج الحوثيين من المدينة.
صورة من: Reuters/F. Al Nasser
هيومن رايتس ووتش قالت إن غارة التحالف العربي، التي أودت بحياة 65 من المدنيين في "مخا" جنوب غرب اليمن يمكن تصنيفها كـ "جريمة حرب". ويشكل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا الـ 3700 الذين سقطوا في النزاع المستمر منذ أربعة أشهر، بحسب الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/Str
وقد أعلنت الأمم المتحدة أن طرفي النزاع في اليمن لم يلتزما بالهدنة، التي تم الإعلان عنها لمدة 5 أيام، لإدخال مساعدات طارئة وسط نقص حاد في الوقود والأغذية والأدوية.
صورة من: Reuters/Stringer
يعاني اليمن من نقص حاد في المواد الغذائية والوقود، وخصوصا الأدوية، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وتبرر السعودية هذا الحصار بأنه وسيلة لمنع إمداد الحوثيين بالسلاح، بيد أن المدنيين هم المتضررون في المقام الأول.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وبعد أربعة أشهر من القتال العنيف، طلبت الأمم المتحدة من الرياض تخفيف الحصار البحري الذي تفرضه على الموانئ اليمنية للسماح للمزيد من السفن التجارية بتزويد البلاد باحتياجاتها من الوقود والمواد الغذائية.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت نحو أربعة آلاف شخص .كما أفادت الأمم المتحدة بأن هناك 1859 مدنيا بين 3984 شخصا قتلوا منذ آذار/ مارس الماضي. وأشارت المنظمة الدولية إلى أنه فضلا على ذلك، أصيب نحو 19 ألف شخص، من بينهم 4200 مدني.