لازال الشعور بعدم الرضا يخيم على أجواء "أليانس أرينا" معقل نادي بايرن ميونيخ لكرة القدم، رغم مرور أكثر من أسبوعين على المباراة التي سقط فيه الفريق البافاري في فخ التعادل أمام كولونيا (1-1) ضمن منافسات المرحلة السادسة للبوندسليغا. اللاعبون يلومون أنفسهم من باب الانتقاد الشخصي، وهو ما لخصه حارس المرمى مانويل نوير عندما قال: "نحن بحاجة إلى من يوجه لنا ضربة لكي نستيقاظ".

لكن الأمر يختلف بالنسبة للمدير الفني للفريق كارلو أنشيليتو الذي يرفض الخوض في الحديث عن سلبيات. وهو ما بدا واضحا في الحوار الذي أدلى به ونشره موقع غول كوم الألماني المختص. ويقول مدرب النادي البافاري في هذا الحوار إنه "في حال عدم الفوز، يتم البحث عن الأسباب، لكن لا يجب الحديث عن المشاكل عند عدم وجودها".

أنشلوتي المعروف بهدوئه الشديد، يرفض الحديث عن وجود أية "أزمة" يمرّ بها متصدر ترتيب الدوري الألماني لكرة القدم، كما تصور ذلك بعض الصحف المحلية، بل إنه يسعى إلى وضع حدٍّ للغط إعلامي وعما وصف بـوجود "مشكلة" لدى الاعبين في بايرن ميونيخ.

"من المستحيل أن نكون متحمسين وعلى مستوى عالٍ من التركيز مائة في المائة حين نلعب كلّ ثلاثة أيام"، يقول أنشيلوتي مدافعا عن لاعبيه. في الوقت ذاته أقرّ بأن بايرن، في المبارتين الأخيرتين، واجه مشاكل كبيرة، والمقصود هنا مباراة الدوري أمام كولونيا ومباراة الجولة الثانية لدوري أبطال أوروبا والتي خسرها فريقه أمام أتلتيكو مدريد بهدف دون رد.

السبب في ذلك يعود بالأساس، من وجهة نظر المدرب، إلى وضع الإجهاد البدني للفريق، مستدركا أن مثل "هذا يمكنه أن يحدث في هذه الفترة من الموسم. وحين يتم الفوز في ثماني مباريات متتالية فمن الطبيعي أن يتراجع مستوى الحماسة".  

 

 أنشيلوتي يراهن على فترة الاستراحة التي أخذها معظم لاعبي بايرن بسبب المباريات الدولية ضمن منافسات التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018.  وردًّا على سؤال حول ما إذا كان سيمنح للاعبيه حرية أكبر مقارنة بسلفه بيب غوارديولا، أجاب أنشيلوتي أن ذلك "غير صحيح"، وأن لاعبيه يحصلون على تعليمات واضحة فيما يتعلق بالتكتيك والتنظيم، فأنا أريد رؤية فريق على الملعب وليس 11 لاعبا "، كما يوضح أنشيلوتي.

واستغل أنشيلوتي هذا السؤال للإشادة مجددا بغوارديولا والعمل الذي قام به مع بايرن، مشددا على أن اللاعبين حصلوا على تدريب عالٍ، كما إنهم يتقنون جيدا فن كرة القدم.

ورغم أن بايرن لم يخسر سوى أمام أتليتيكو الاسباني منذ بداية الموسم، إلا أن المباراتين الأخيرتين أضعفت -على ما يبدو - مستوى الحماسة في صفوف الفريق الذي يطمح مع المدرب المحنك للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا والذي فاز به قبل ثلاث سنوات. أما على مستوى الليغا، فإلى غاية اللحظة لا تشكل باقي الأندية خطرا حقيقا على بايرن الذي حصّن موقعه بفارق ثلاث نقاط (19 نقطة) متقدما بذلك على صاحب المركز الثاني هرتا برلين.