حب الأطفال للشوكولاتة يجعل بعضهم يتمنى نزولها من السماء في حلم طفولي بريء. هذا ما حصل تقريباً في بلدة سويسرية صغيرة اكتشف بعض سكانها تغطية حبوب الكاكاو صغيرة الحجم تُستخدم في إعداد الشوكولاتة لسياراتهم. فما الذي حصل؟
إعلان
في حادثة غريبة، وبينما كان يهم أحد سكان بلدة أولتن الصغيرة في سويسرا ركوب سيارته، اكتشف أنها مغطاة بطبقة رقيقة من الغبار البني، كما نقلت صحيفة "أولتنر تاغسبلات" السويسرية. وبحسب نفس الصحيفة، فإن صاحب السيارة الذي أبلغها بما حدث خمَن أن يكون لذلك علاقة بمصنع الشوكولاتة القريب من المكان الذي يعود لشركة "ليندت وشبرونغلي" السويسرية.
وتبين بالفعل أن مصنع الشوكولاتة هو مصدر الغبار البني الذي لم يكن في الواقع سوى جزيئات صغيرة من قطع حبوب الكاكاو المحمصة والمكسرة، كما أوضح المكتب الإعلامي للمصنع.
وأرجعت الشركة ما حصل إلى خلل في نظام التبريد لإحدى آلات تحميص الكاكاو، ما جعل جزيئات الكاكاو تتسرب إلى الخارج بهذه الكثافة عبر الهواء، كما ذكرت متحدثة باسم شركة "ليندت وشبرونغلي" لصحيفة "ميركور" الألمانية.
وأكدت الشركة السويسرية أن تسرب جزيئات الكاكاو لا يشكل أي مضار سواء بالنسبة للإنسان أو البيئة، كما أبدت "ليندت وشبرونغلي" استعدادها لتحمل مصاريف تنظيف السيارات التي تأثرت جراء انتشار جزيئات الكاكاو الصغيرة.
ع.ش/ع.ج.م
الشوكولاتة معشوقة الملايين.. هل تركها كورونا سالمة؟
الشوكولاتة كغيرها من تفاصيل حياتنا تأثرت بظهور فيروس كورونا وانتشاره حول العالم. وفي اليوم العالمي لهذا المنتوج الحلو المذاق، نتعرف على أسرار صناعة معشوقة مئات الملايين وما تخفيه من قسوة، وانعكاسات أزمة كورونا عليها!
صورة من: DW/T. Schultz
من أين يأتي الكاكاو؟
تعد إندونيسيا والإكوادور ونيجيريا من بين أهم دول زراعة الكاكاو، لكن غانا وساحل العاج هما أكبر منتجيّن للكاكاو في العالم، إذ يقدمان ثلثي الإنتاج العالمي من حبوب الكاكاو. وبدأت الدولتان الوقعتان في غرب القارة الإفريقية تحاولان وضع حد أدنى لأسعاره بـ 2600 دولار أمريكي للطن.
صورة من: Fotolia
ظروف سيئة
بينما يحب أغلب البشر تناول الشوكولاتة، فإن مزارعي الكاكاو غالباً ما يعملون في ظروف سيئة للغاية، كما أن عمالة الأطفال منتشرة في الكثير من مزارع الكاكاو. وبالمتوسط تكسب الأسرة التي يعمل أفرادها في مزارع الكاكاو بساحل العاج أو غانا يومياً، أقل مما تكلف قطعة شوكولاتة في ألمانيا على شكل بابا نويل. إذ لا يتعدى دخلها يورو واحد في اليوم.
صورة من: picture alliance/maxppp/R. Bych
خطوات غير كافية
حتى السعر الأدنى المطلوب البالغ 2600 دولار لن يكون قفزة كبيرة، بالنظر إلى مستوى الأسعار في السنوات الأخيرة، فقبل الإعلان كان الطن الواحد يكلف 2200 دولارا أمريكيا. لن يكون الحد الأدنى للأسعار المخطط له كافياً للحد من فقر المزارعين بشكل مستدام في بلدان الكاكاو، كما يقول الخبراء.
صورة من: DW/Gerlind Vollmer
تقلبات كبيرة في الأسعار
غير أن مستوى الأسعار يعاني من تقلبات كبيرة بسبب قلة المحصول إثر الجفاف وتراجع مستوى الأمطار وتفشي الآفات والاضطرابات السياسية في مناطق زراعة الكاكاو وكذلك المضاربات. في الثمانينيات كان الكاكاو من الثمار المربحة للغاية، ثم حدث انخفاض كبير في الأسعار حتى مطلع الألفية، لكن الأسعار عادت بعد ذلك للارتفاع في السوق العالمية.
صورة من: AP
نسبة ضئيلة للغاية
بيد أن ارتفاع الأسعار لا يعني بطبيعة الحال المزيد من الأموال للمنتجين، فصغار المزارعين لا يحصلون سوى على 6 بالمئة من سعر قطعة الشوكولاتة التي تباع في متاجر ألمانيا على سبيل المثال، بعدما كانت النسبة تصل إلى 16 بالمئة في ثمانينات القرن الماضي.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/J. Pfeiffer
رجال مسنين وأشجار قديمة
يبلغ متوسط عمر المزارعين في غرب إفريقيا 50 عاماً، فالكثير من الشباب لا يرون أي آفاق مستقبلية في الزراعة بسبب انخفاض الدخل. ولا يتوقع سوى خمس المزارعين في غانا أن يواصل أبناؤهم زراعة الكاكاو مستقبلاً. قلة المزارعين تعني بضرورة الحال قلة المحصول وقلة المعروض وارتفاع الأسعار. لكن الإيرادات تصب في نهاية المطاف بشكل رئيسي في جيوب تجار التجزئة.
صورة من: picture-alliance/Nabil Zorkot
أربعة سنتات
يمكن أن تكون أحوال مزارعي الكاكاو أفضل بكثير. إذا ارتفعت أسعار الشوكولاتة قليلاً، فإن ذلك سيساهم في حل مشكلة الفقر المتفشي بينهم. على افتراض أن المزارعين لا يحصلون سوى على نحو أربعة سنتات من سعر لوح شوكولاتة بالحليب في أحسن الأحوال، فإن إضافة أربعة سنتات أخرى تعني مضاعفة دخلهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
القليل يأتي بالكثير أيضاً!
توصلت دراسة في جامعة أركنساس الأمريكية إلى انه لو حصل مزارعو الكاكاو في غانا على زيادة في الدخل تصل إلى 50 بالمائة فقط، فإنه يمكن القضاء على ظاهرة عمالة الأطفال في هذا البلد، وبالتالي إبعادهم عن هذا العمل الشاق والخطر.
صورة من: jf Lefèvre/Fotolia
مشكلة حرب الأسعار
لكن هذه الزيادة في الأسعار - على قلتها- ستحدث خللاً في التنافس المحموم بين شركات المبيعات، فمثلاً أسواق السوبر ماركت على تمنع قدر المستطاع أي تغيير حتى لو كان سنتاً واحداً فقط. وحتى الشوكولاتة التي تحمل ختم "منظمة التجارة العادلة" لا تغير في الأمر كثيراً، على الرغم من الخطط لرفع الحد الأدنى لسعر الطن من الكاكاو 2400 دولار أمريكي.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Jaspersen
حان الوقت للتغيير!
على الأقل تضمن منتجات التجارة العادلة الزراعة في ظل ظروف اجتماعية مقبولة من خلال أجور أفضل وعدم استعباد المزارعين. ومن يريد أن يغير من سلوكه الاستهلاكي ويشتري الشوكولاتة التي تحمل ختم "منظمة التجارة العادلة"، فإن بالتأكيد سيستمع بتناولها مرتاح الضمير.
هايكه فيشر/ هنّا فوكس/ ع.غ
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
كيف أثر كورونا على الشوكولاتة؟
خلال الربع الأول من العام الجاري، انخفض الطلب على الشوكولاتة بسبب إغلاق منافذ بيعها حول العالم. وفي أوروبا التي تعد أكبر مستهلك للشوكولاتة، مع بدء أزمة كورونا ظهرت توقعات بتراجع في عملية طحن حبوب الكاكاو اللازمة قد يصل إلى ١١ بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفقاً لوكالة بلومبرغ.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brichta
أزمة في بلجيكا!
وبالنسبة لبلجيكا على وجه الخصوص، مثلت أزمة كورونا مشكلة كبيرة حيث تعتبر البلاد رائدة في صناعة وبيع الشوكولاتة. وتسببت أزمة كورونا في خسارة بعض التجار لملايين اليوروهات التي كان قد تم دفعها مسبقاً لتجهيز الشوكولاتة المخصصة لعيد الفصح هذا العام عقب إغلق المصانع والمتاجر وانخفاض الإقبال، وفقاً لتقارير إعلامية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Patrick Pleul
موجة ثانية من الفيروس؟
يرى موقع investing.com، أن الضرر الحقيقي على سوق الشوكولاتة حول العالم يمكن أن يقع في حالة ظهور موجة ثانية من الفيروس المستجد تجبر المزارعين في دول غرب أفريقيا المصدرة لحبوب الكاكاو على ترك محاصيلهم.