بعد انتظار طويل حسم برشلونة انتقال الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي من بايرن ميونيخ الألماني إلى صفوفه، فما هي التحديات التي تنتظر "ماكينة الأهداف" البولندية؟ وهل سيعيد البرشا إلى منصات التتويج؟
إعلان
بعد فوزه بجميع الألقاب الممكنة مع بايرن ميونيخ الألماني، يخوض المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي تحدياً جديداً بعمر الثالثة والثلاثين، يتمثل بالفوز في صفوف برشلونة الإسباني، في دوري آخر غير الدوري الألماني، وإثبات، كما قال هو نفسه، أنه قادر على تطوير مستواه على الرغم من تقدمه في السن.
يٌعتبر الهداف البولندي الحاصل على لقب أفضل لاعب في العالم مرتين عامي 2020 و2021 من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من دون أن يتوج بجائزة الكرة الذهبية المرموقة، أحد أعظم الهدافين في العقد الماضي، ولم يتفوق عليه سوى النجمين الخارقين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
ويمتلك النجم البولندي سجلاً لافتاً، فقد تُوج بطل ألمانيا عشر مرات (مرتان مع بوروسيا دورتموند وثماني مرات مع بايرن ميونيخ)، كما فاز مع الفريق البافاري بدوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، وهو أيضاً ثالث أفضل هداف في دوري أبطال أوروبا مع 86 هدفاً (بالتساوي مع الفرنسي كريم بنزيمة)، وثاني أفضل هداف في تاريخ الدوري الألماني برصيد 312 هدفاً بعد الأسطورة غيرد مولر (365 هدفاً).
لكن ما بدا لسنوات وكأنه علاقة حب لا نهاية لها مع بايرن انتهى بشكل مفاجئ. وطريقته في الإعلان من جانب واحد من بولندا في حزيران/ يونيو الماضي، أن علاقته مع بايرن "انتهت" صدمت ألمانيا، البلد الذي امتدحه لأكثر من عشر سنوات. وفي هذا السياق علقت مجلة "كيكر" الرياضية الألمانية بالقول إن هذه "كلمات لا تليق بهذا اللاعب الذي يشوه صورته النقية".
في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، كان ليفاندوفسكي يؤكد أمام العالم أجمع، عندما حصل على جائزته لأفضل لاعب في فيفا "لست بحاجة للذهاب وإثبات نفسي في بطولة أخرى. مع دوري الأبطال، يمكنني أن أقيس نفسي أمام الأفضل. أنا أركز على بايرن بنسبة مئة في المئة ولا أستطيع التفكير في أي شيء آخر". لكنه - وبعد ستة أشهر - ترك فريقه البافاري وانتقل الى برشلونة قبل عام من نهاية عقده.
فماذا حدث في هذه الأثناء؟ بحسب وكيل أعماله بيني زهافي "لم يشعر باحترام القادة منذ عدة أشهر. بايرن لم يخسر اللاعب ليفاندوفسكي، فقد خسر روبرت الإنسان ".
وذكرت تقارير صحافية أن ليفاندوفسكي تعامل مع الأمر بشكل سيء عندما علم أن بايرن حاول التعاقد مع المهاجم النرويجي ارلينغ هالاند الذي رحل في نهاية المطاف الى مانشستر سيتي الإنجليزي، من دون أن يبادر الى فتح باب التفاوض معه لتجديد عقده.
لم يكن أمراً مستحباً أن يرى ليفاندوفسكي منافساً مباشراً له ينضم الى بايرن ميونيخ الذي اثبت على الرغم من بلوغه الثالثة والثلاثين بأنه لا يزال في القمة. ولطالما ردد ليفاندوفسكي "العمر مجرد رقم، أشعر أنني بحالة جيدة جداً". وأضاف: "أعلم أنه من خلال المحافظة على جسدي، لا يزال بإمكاني اللعب لسنوات على أعلى مستوى".
ويشرف على تدريب ليفاندوفسكي زوجته أنا، لاعبة الكاراتيه البولندية الدولية السابقة لا سيما من ناحية نظامه الغذائي ما ساعده الحفاظ على لياقة بدنية رائعة من خلال أسلوب حياة صارم للغاية. وأطلق عليه زملاؤه لقب "الجسد" نظراً لجسده المنحوت عن طريق تدريبات رفع الأثقال، في حين وصفته زوجته بالقول: "زوجي آلة".
بدأت قصته مع الكرة الألمانية عندما اكتشفه دورتموند عام 2010 في صفوف ليش بوزنان البولندي. لم يكن استعراضياً مثل نيمار أو ميسي، لكنه كان يتواجد في المكان المناسب وفي الوقت المناسب لإنهاء الهجمات.
لا يشبع ليفاندوفسكي من الانتصارات وهو انضم الى برشلونة من أجل إحراز المزيد من الألقاب وإضافة بعض الألقاب الفردية الى سجله. ويُنتظر منه أن يكون "ماكينة الأهداف" التي ستعيد الفريق الكاتالوني الى قمة الكرة الأوروبية.
ع.غ/ ع.ج.م (أ ف ب)
أولي هونيس..4 عقود في هندسة نجاحات بايرن ميونيخ
منذ 40 عاما يعمل أولي هونيس في خدمة بايرن ميونيخ. رئيس النادي البافاري برع في إدارة الفريق وقاده إلى اعتلاء منصات التتويج والهيمنة على الكرة الألمانية طويلاً. ملف صور يعرفك أكثر من شخصية هونيس متعددة الأوجه.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
أصغر مدير في تاريخ "البوندسليغا"
اعتزل أولي هونيس عالم الساحرة المستديرة بعمر لم يتجاوز السابعة وعشرين سنة، وذلك بسبب إصابة قوية في الركبة. وفاز أولي هونيس كلاعب بكأس العالم سنة 1974 مع منتخب ألمانيا الغربية. وأصبح هونيس أصغر مدير للنادي في تاريخ البوندسليغا، حيث عينه رئيس بايرن ميونيخ آنذاك ويلي هوفمان في ذلك المنصب المهم في الفريق.
صورة من: picture-alliance/S. Simon
موهبة إدارية منذ الصغر
حتى أثناء فترة لعبه فوق المستطيل الأخضر، أثبت أولي هونيس موهبته الإدارية، فقد ساهم سنة 1978 في حصول بايرن ميونيخ على اتفاقية رعاية مع شركة في مسقط رأسه مدينة أولم، التي تقع في ولاية بادن فورتمبرغ الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Bajzat
أول صفقة كبيرة
عندما تولى أولي هونيس منصب مدير نادي بايرن ميونيخ، كان يتحتم على النادي دفع ديون بلغت قيمتها سبعة ملايين مارك ألماني (العملة آنذاك). وقال هونيس عن تلك المرحلة "الشيء الأهم كان هو جعل بايرن ميونيخ بلا ديون". وانتعشت خزائن النادي البافاري بمبلغ 11 مليون مارك بعدما نجح أولي هونيس في بيع النجم كارل هاينز رومينيغه، ما ساعد مدير بايرن ميونيخ في تسديد ديون الفريق كاملة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Ansa
العدو اللدود ليميك
كان ويلي ليميك (يمين الصورة) عدو أولي هونيس اللدود، فقد أطلق ليمك، الذي كان يشغل منصب مدير فريق فيردر بريمن في منتصف فترة الثمانينيات عدة تصريحات قوية ضد هونيس على غرار "الغطرسة التي لا يمكن تجاوزها"، في حين رد عليه هونيس بـ "المُحرض".
صورة من: picture-alliance/dpa/Schilling
شجار مع داوم
من الأمور الحافلة أيضاً في مسيرة أولي هونيس هو شجاره مع مدرب فريق كولونيا كريستوف داوم، ففي برنامج رياضي كان يُذاع على القناة الألمانية الثانية، قال أولي هونيس وهو ينظر إلى ديكور الاستوديو "أنت تُبالغ في تقدير نفسك، يجب أن تنظر إلى فوق وترى أنّ هذه كرة وليست هالة". بينما رد عليه داوم قائلاً "حتى أصل إلى مقياس المبالغة (الذي تتحدث عنه)، يجب أن يكون عمري مائة سنة".
صورة من: picture-alliance/Alfred Harder
علاقة خاصة مع هاينكس
اعترف أولي هونيس أن "الانفصال المبكر عن يوب هاينكس سنة 1991 كان من أسوأ أخطائي". بيد أن هونيس استفاد من الخطأ، وتعاقد مع يوب هاينكس لتولي تدريب بايرن ميونيخ، حيث قاد المدرب الألماني الفريق البافاري إلى الفوز بعدة ألقاب. وتجمع أولي هونيس علاقة صداقة وثيقة مع يوب هاينكس.
صورة من: picture-alliance/dpa/Rauchensteiner
الثلاثية التاريخية
ستبقى سنة 2013 خالدة في ذهن أولي هونيس ومشجعي بايرن ميونيخ على حد سواء، إذ قاد المدرب يوب هاينكس الفريق البافاري إلى الفوز بثلاثية تاريخية: لقب الدوري الألماني لكرة القدم، كأس ألمانيا ومسابقة دوري أبطال أوروبا، التي فاز بها الفريق على حساب غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند.
صورة من: picture-alliance/dpa
يساعد في أوقات الحاجة
يُقدم أولي هونيس يد المساعدة قدر استطاعته إلى من يحتاجها، فقد استفادت بعض الفرق الكروية من كرمه على غرار فريق سانت باولي ومنافسه التقليدي بوروسيا دورتموند.
صورة من: picture-alliance/dpa
متقلب المزاج
علاقة أولي هونيس مع الجماهير متناقضة نوعاً ما، ففي بعض الأحيان يُقدم نفسه كواحد من القريبين من الجماهير (انظر الصورة)، ويُوزع عليهم النقانق. في حين يصيبه الغضب في أوقات آخرى ويُعبر عن ذلك علنية.
صورة من: picture-alliance/Sven Simon/F. Hoermann
دموع أثناء أزمة التهرب الضريبي
في الاجتماع السنوي العام سنة 2013 لم يشعر أولي هونيس بالخجل من ذرف دموعه أمام الملأ، ففي تلك الفترة كانت التحقيقات جارية مع هونيس بسبب قضية التهرب الضريبي التي تورط فيها، ما دفعه إلى الاستقالة من رئاسة بايرن ميونيخ.
صورة من: Reuters
ثلاث سنوات ونصف في السجن
سنة 2014 أُدين أولي هونيس بتهمة التهرب الضريبي (28.5 مليون يورو)، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف. وقرر هونيس عدم استئناف قرار المحكمة ودخل السجن، وأمضى فيه نصف العقوبة وخرج سنه 2016. وفي نفس السنة أيضاً، أصبح هونيس مرة أخرى رئيساً لبايرن ميونيخ.
صورة من: Reuters
آراء متباينة
منذ سنوات، يُشكل أولي هونيس مع الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ كارل هاينز رومينيغه رئاسة مزدوجة. ولا يُعبر الشخصان دائماً عن رأي مُوحد، فمثلاً يُعبر هونيس عن دعمه الواضح لمدرب الفريق نيكو كوفاتش، بينما يُوجه رومينيغه انتقادات علنية إلى المدرب الكرواتي الشاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Revierfoto
وقت أكثر لسوزان
استطاع أولي هونيس تحويل بايرن ميونيخ إلى علامة تجارية عالمية. هكذا لخص المدرب الألماني يوب هاينكس فترة إشراف هونيس على النادي البافاري. وأعلن هونيس في وقت سابق أنه سيرحل على النادي خلال سنتين أو ثلاثة سنوات على أقصى تقدير، حيث سيكون بمقدرته قضاء كثير من الوقت مع زوجته سوزان، التي يرتبط بها منذ سنة 1973.
صورة من: picture-alliance/nordphoto/Straubmeier
مُحب للغولف
تُعد ممارسة الغولف من الهوايات المُفضلة لرئيس بايرن ميونيخ أولي هونيس، الذي يقول عن هذه الهواية "أعتقد أن لاعبي كرة القدم بمقدورهم أن يكونوا لاعبي غولف من الطراز الجيد"، وأضاف: "أولاً، جميعهم رياضيون للغاية. وثانيا لديهم شعور معين بلمس الكرة، ما يعني أن لديهم ميزة ضرب الكرة دون الحاجة للقيام بتمارين كثيرة". إعداد: شتيفن نيستلر/ر.م