في تحد لحظر حكومي سفينة إنقاذ ألمانية تدخل المياه الإيطالية
٢٦ يونيو ٢٠١٩
بعد وقوفها لأسبوعين قبالة السواحل الإيطالية وعلى متنها عشرات المهاجرين الذين تم إنقاذهم، تحدت سفينة الإنقاذ الألمانية "سي ووتش 3" حظر الحكومة الإيطالية الشعبوية ودخلت المياه الإقليمية لإيصال المهاجرين إلى شاطئ الأمان.
إعلان
أعلنت سفينة الإنقاذ الألمانية "سي- ووتش 3" التي كانت عالقة قبالة السواحل الإيطالية لأسبوعين وعلى متنها العشرات من المهاجرين الذين تم إنقاذهم، أنها تحدت حظرا بمنعها من دخول المياه الإقليمية الإيطالية رغم خطر دفع غرامات كبيرة.
وقال رئيس منظمة الإغاثة الألمانية سي- ووتش، يوهانس باير، في بيان: "لقد دخلنا المياه الإيطالية حيث أنه لا يوجد خيارات أخرى أمامنا لضمان سلامة ضيوفنا الذين تم انتهاك حقوقهم الأساسية لفترة طويلة بما يكفي". وكانت السفينة متمركزة في المياه الدولية قبالة جزيرة لامبيدوزا.
وكانت وكالة فرانس برس قد ذكرت في خبر عاجل أن قاربا لها يحمل مهاجرين في طريقه إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
يذكر أن السفينة "سي- ووتش 3" انتشلت 53 شخصا قبالة ليبيا في 12 حزيران/يونيو. وحينها وافقت إيطاليا على استقبال 11 منهم لأسباب طبية وإنسانية، في حين رفضت استقبال المجموعة المتبقية من المهاجرين.
وبموجب مرسوم حكومي صدر مؤخرا من وزير الداخلية اليميني المتطرف ماتيو سالفيني، تتعرض سفن الإنقاذ التي تستهين بأوامر الابتعاد عن المياه الإيطالية لغرامة تتراوح قيمتها بين 10 آلاف و50 ألف يورو (11360 56800- دولار). وبحسب سالفيني، يجب على "سي ووتش 3" أخذ المهاجرين إلى ألمانيا أو هولندا وهي الدولة التي ترفع السفينة علمها.
وكانت منظمة الإنقاذ الألمانية قد طلبت في السابق من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن تأمر إيطاليا باستقبال سفنها، ولكن المحكمة ومقرها ستراسبورغ رفضت الالتماس.
من جانبه، دعا رئيس مجلس الكنيسة الإنجيلية بألمانيا هاينريش بدفورد- شتروم لإرسال سفينة جديدة لإنقاذ اللاجئين في البحر المتوسط. وقال بدفورد-شتروم اليوم الأربعاء: "من المهم التوصل لتحالف مدني مجتمعي واسع النطاق يمهد الطريق لوجود سفينة جديدة". وأضاف أنه يرى أنه يتعين على الكنيستين الإنجيلية والكاثوليكية المشاركة في مثل هذا التحالف بشكل قاطع.
ووصف رئيس مجلس الكنيسة الإنجيلية بألمانيا الوضع الحالي قبالة السواحل الإيطالية، بأنه فضيحة أخلاقية، وقال إنه شيء لا يُصدق أن قارة مثل أوروبا تتعامل مع لاجئين على هذا النحو.
ح.ع.ح/أ.ح(د.ب.أ ف ب، رويترز)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو