في تحد لطالبان.. رفع العلم الوطني في مظاهرات بعيد الاستقلال
١٩ أغسطس ٢٠٢١
شهدت أفغانستان المزيد من المظاهرات احتجاجا على سيطرة طالبان على الحكم ورفع متظاهرون العلم الوطني في عيد الاستقلال كتحد لحكمها. شهود تحدثوا عن قيام مقاتلي الحركة بإطلاق نار في بعض المظاهرات ما أسفر عن سقوط قتلى.
إعلان
خرج محتجون يحملون العلم الوطني إلى الشوارع في عدة مدن أفغانية اليوم الخميس (19 أغسطس/أب 2021) بما فيها العاصمة كابول، في إشارة لنمو حركة الاحتجاجات ضد حركة طالبان. وقال شاهد إن عدة أشخاص لقوا حتفهم عندما أطلق مقاتلون من الحركة النار على الحشود، حسب قوله.
وأظهر مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي حشدا يضم رجالا ونساء يهتفون "علمنا هويتنا" وهم يلوحون بالعلم الوطني في يوم عيد الاستقلال الذي تحيي فيه أفغانستان كل عام في 19 أغسطس/آب ذكرى استقلالها عن بريطانيا في 1919. ولم يتسن الحصول على تعقيب من المتحدث باسم طالبان.
بيد أنّ طريقة تعامل الحركة مع الاحتجاجات، التي شهدت تمزيق محتجين لراياتها البيضاء وفقا لما ذكرته وسائل إعلام، قد تحدد مدى ثقة الناس في تطميناتها بأنها تغيرت عما كانت عليه خلال فترة حكمها السابقة للبلاد بين 1996 و2001 والتي شهدت فرض قيود صارمة على النساء وتنظيم إعدامات علنية وتفجير تماثيل بوذية أثرية.
وفي مدينة أسد اباد عاصمة إقليم كونار في شرق البلاد، قال شاهد يدعى محمد سالم إن عدة أشخاص قتلوا خلال مسيرة، لكن لم يتضح إن كان ذلك جراء إطلاق طالبان النار عليهم أم بسبب التدافع الذي أعقب ذلك. وقال سالم "خرج المئات إلى الشارع. كنت خائفا في البداية ولم أرغب في الخروج، لكن عندما شاهدت أحد جيراني ينضم (إلى المسيرة) خرجت ومعي العلم الذي كان بالمنزل".
وتابع "قُتل وأصيب عدة أشخاص في التدافع وإطلاق النار من جانب طالبان". كما خرج محتجون إلى الشوارع في مدينة جلال اباد وأحد أحياء إقليم باكتيا في شرق البلاد. بيد أنه لم التأكد من هذه المعلومات وعدد القتلى حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
ورفع مشاركون في المظاهرة في العاصمة، التي ضمت نحو 100 شخص، العلم الوطني الأفغاني بألوانه الأحمر والأسود والأخضر، في إشارة متزايدة للاحتجاج على حركة طالبان، التي علمها أبيض اللون ويحمل عبارة الشهادة. وهتف المتظاهرون: "عاشت أفغانستان" و"علمنا فخرنا".
كما وردت أنباء عن اندلاع مزيد من الاحتجاجات في مدن أفغانية أخرى. وبحسب مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، انتهت بعض المظاهرات بإطلاق نار من جانب طالبان، وتم فرض حظر تجوال في مدينة خوست، وفقا لصحفيين محليين.
وذكر شهود ووسائل إعلام أمس الأربعاء أن مقاتلي طالبان أطلقوا النار على محتجين يلوحون بالأعلام في جلال اباد مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وقالت وسائل إعلام إنه كانت هناك مشاهد مماثلة في أسد اباد وخوست الواقعة في شرق البلاد أيضا أمس الأربعاء.
وعبر أمر الله صالح النائب الأول للرئيس الأفغاني، الذي يحاول حشد معارضة ضد طالبان، عن دعمه للاحتجاجات. وكتب على تويتر "تحياتي إلى من يرفعون العلم وبهذا يدافعون عن كرامة الأمة".
وصرح يوم الثلاثاء بأنه موجود في أفغانستان وأنه "الرئيس الشرعي القائم بالأعمال" بعد مغادرة الرئيس أشرف غني البلاد في أعقاب استيلاء طالبان على العاصمة كابول. ويجري زعماء أفغان سابقون، منهم الرئيس السابق حامد كرزاي، محادثات مع طالبان بشأن تشكيل حكومة جديدة.
ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ، رويترز)
في صور.. مشاهد الفرار من "إعصار طالبان"
يحاول كثيرون الفرار من أفغانستان، بعد أن تقدمت حركة طالبان إلى العاصمة كابول، مطيحة بالحكومة، بينما تقوم القوى الغربية بنقل المدنيين جوا من مطار كابول. مشاهد الرعب والتخوف في أفغانستان ضمن هذا الملف المصور.
صورة من: Wakil Kohsar/AFP/Getty Images
أفغان يائسون يحاولون دخول مطار كابول
تواصل العائلات الأفغانية محاولاتها اليائسة للوصول إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول. وحتى الأطفال تدفقوا بين الحشود التي تسعى بكل قواها للهروب في اللحظات الأخيرة من حركة طالبان التي اقتحمت العاصمة.
صورة من: REUTERS
مستقبل غامض أمام الأفغان
كان أمام الأفغان خياران، منذ انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من البلاد، وأحلاهما مر: إما البقاء اعتمادا على قدرة القوات الحكومية على وقف زحف طالبان أو الفرار إلى الدول المجاورة. والآن بعد أن استولت حركة طالبان على العاصمة كابول، بات كثيرون الآن في مأزق، خصوصا مع الغموض الذي يلف المشهد الأفغاني، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك.
صورة من: REUTERS
حشود غير مسبوقة تتجمع في المطار
المطار الرئيسي في كابول، والذي سمي على اسم حامد كرزاي، أول رئيس تولى السلطة بعد الإطاحة بطالبان، بات مسرحا لحشود يائسة مطلع الأسبوع، يحدوهم الأمل في ركوب الطائرات والفرار من طالبان. وبينما سارعت القوى الغربية لإجلاء مجموعات صغيرة، مؤلفة في معظمها من رعايا تلك الدول، وبعض الموظفين المحليين، تم إيقاف الرحلات الجوية التجارية من وإلى البلاد.
صورة من: AFP/Getty Images
طالبان تستولي على القصر الرئاسي
زحف طالبان الذي تواصل حتى سقوط العاصمة كابول، شهد سيطرة مقاتلي الحركة على القصر الرئاسي يوم الأحد (15 أغسطس/آب). وأظهرت مقاطع فيديو قادة ومقاتلي طالبان جالسين داخل القصر معلنين النصر في حملتهم ضد الجيش الأفغاني.
صورة من: Zabi Karim/AP/picture alliance
الخوف من حكم الإسلامويين
الأنظار تتركز الآن نحو الخطوات القادمة، إذ يخشى كثيرون من الحكم الإسلامي المتشدد لطالبان، رغم أن الحركة أصدرت بيانا زعمت فيه أنها لن تنتقم من الأشخاص الذين ساندوا التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة. خلال حقبة حكم طالبان السابقة، منعت النساء والفتيات من التعليم. والآن سارع السكان في كابول للتصرف قبل فوات الآن، محاولين إخفاء الصور التي قد لا يحبها الأصوليون.
صورة من: Kyodo/picture alliance
عبور الحدود إلى باكستان
وبينما اكتظت الحشود حول وفي داخل مطار حامد كرزاي سعيا منهم للمغادرة، كان هناك آخرون يعبرون الحدود برا باتجاه باكستان. وقال وزير الداخلية الباكستاني الشيخ رشيد أحمد لـDW إن حكومة بلاده أغلقت معبر تورخام الحدودي مع أفغانستان.
صورة من: Jafar Khan/AP/picture alliance
عودة طالبان لم تستغرق سوى أسابيع بعد الانسحاب الأمريكي
الولايات المتحدة وحلفاؤها دخلوا أفغانستان معلنين الحرب، بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وأطاحوا بحركة طالبان. ولكن بعد عشرين عاما انهار الجيش الأفغاني بشكل مفاجئ، بعيد انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو.
صورة من: Hoshang Hashimi/AP Photo/picture alliance
قيادة طالبان
الفترة الأولى لحكم طالبان امتدت من عام 1996 إلى عام 2001. وخلالها فرضت الحركة تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية. الحركة تأسست تحت قيادة الملا عمر. أما قائدها الأعلى اليوم فهو هبة الله آخُند زاده. الرئيس المؤسس المشارك الملا بردار، الظاهر في هذه الصورة، يترأس المكتب السياسي للحركة.
صورة من: Social Media/REUTERS
طالبان تنصب رايتها
تقول طالبان إنها مستعدة للسيطرة على البلاد، متعهدة أنها لن تضر بالمدنيين الذين تعاونوا مع القوات الغربية. وأكد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، في تصريح أنهم "مستعدون لإجراء حوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وضمان الحماية اللازمة لهم". الأمر نفسه أكده الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحفي له من كابول. قد يكون من الصعب تصديق هذا الكلام.
صورة من: Gulabuddin Amiri/AP/picture alliance
خطر على النساء والأطفال
من المرجح أن تعاني النساء والأطفال والأقليات الأخرى بشكل كبير تحت حكم نظام طالبان. فالنساء والفتيات منعن من التعليم خلال الفترة الأولى لحكم طالبان، والذي انتهى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001.
صورة من: Paula Bronstein/Getty Images
فرار الرئيس غني
هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد في 15 أغسطس/آب. وصرح بالقول: "كي نتجنب الفيضان النازف، اعتقدت أنه من الأفضل الخروج"، لكنه شدد على أنه سيواصل الكفاح من أجل بلاده.
صورة من: Rahmat Gul/AP Photo/picture alliance
الرئيس السابق كرزاي يدعو للسلام
أنشأ القادة الأفغان مجلسا للقاء طالبان وإدارة نقل السلطة. الرئيس السابق حميد كرزاي، الذي يقود هذا المجلس، قال إن الهدف هو: "منع الفوضى وتقليل معاناة الشعب" وإدارة "انتقال سلمي" للسلطة.
صورة من: Mariam Zuhaib/AP Photo/picture alliance
جلاء الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون
قامت ألمانيا بإرسال طائرات عسكرية للمساعدة في الإجلاء من أفغانستان، بعد أن أغلقت سفارتها في كابول. الأمر نفسه تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، حيث تقوم بإجلاء القوات والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين من البلاد.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
احتجاجات في الولايات المتحدة
خرج متظاهرون في نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة للاحتجاج أمام البيت الأبيض مطالبين باستعادة السلام في أفغانستان. وقال الأدميرال مايك مولين: إن الولايات المتحدة وحلفاءها "قللوا من شأن تأثير ما تقوم به الحكومة (الأفغانية) الفاسدة".