في تصعيد غير مسبوق .. الدعم السريع تستهدف بورتسودان بمسيرات
علاء جمعة رويترز آ ف ب
٤ مايو ٢٠٢٥
شهدت مدينة بورتسودان، هجومًا غير مسبوق بطائرات مسيرة نفذته قوات الدعم السريع، إذ يمثل هذا الهجوم تحولًا خطيرًا في الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط أزمة إنسانية تُعد الأسوأ عالميًا.
يُعد هذا الهجوم الأول من نوعه على بورتسودان، التي ظلت بمنأى عن الاشتباكات طوال عامين منالصراع بين الجيش وقوات الدعم السريعصورة من: AFP
إعلان
أعلن الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع شنت، اليوم الأحد (الرابع من مايو/ آيار 2025) هجومًا بطائرات مسيرة انتحارية استهدف قاعدة عثمان دقنة الجوية، ومستودع بضائع، ومنشآت مدنية في محيط مطار بورتسودان، المدينة الساحلية الشرقية التي تُعد المركز الإداري للحكومة منذ بدء الحرب.
وأكد المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبدالله، أن الهجوم تسبب في أضرار محدودة، شملت إصابة مخزن ذخيرة أدت إلى انفجارات متفرقة، دون وقوع إصابات بشرية. تمكنت الدفاعات الأرضية من إسقاط عدد من المسيرات، فيما لم تصدر قوات الدعم السريع تعليقًا على العملية.
يُعد هذا الهجوم الأول من نوعه على بورتسودان التي ظلت بمنأى عن الاشتباكات طوال عامين من الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتستضيف المطار الرئيسي للبلاد، ومقر قيادة الجيش، وميناء بحريًا، إلى جانب مئات الآلاف من النازحين ومكاتب الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة. وردًا على الهجوم، عزز الجيش انتشاره حول المنشآت الحيوية، وأغلق الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي وقيادة الجيش، وتم تعليق الرحلات الجوية من وإلى المطار حتى إشعار آخر.
يأتي الهجوم ضمن سلسلة هجمات بعيدة المدى كثّفتها قوات الدعم السريع باستخدام المسيرات، بعد خسارتها مواقع استراتيجية في الخرطوم في آذار/ مارس 2025. وسبق أن استهدفت القوات محطات طاقة ومواقع عسكرية في مدن مثل عطبرة وكوستي، مما تسبب في انقطاع الكهرباء وتعطيل البنية التحتية. كما استهدفت مسيرات، يومي السبت والأحد، مطار كسلا، الواقعة قرب الحدود مع إريتريا، دون خسائر كبيرة.
وأوضح خبير عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية أن هجمات المسيرات تهدف إلى إثبات قدرة قوات الدعم السريع على الوصول إلى أي منطقة، وتعطيل الملاحة الجوية، واستهداف إمدادات الجيش، لكنها لا تكفي للسيطرة على مناطق جديدة بسبب تفوق الجيش الجوي.
الدعم السريع يصعّد الهجوم على الفاشر وسط أزمة إنسانية حادة
02:34
This browser does not support the video element.
إدانة سعودية
وأدانت المملكة العربية السعودية الهجوم، معتبرة استهداف المنشآت الحيوية في بورتسودان وكسلا "تهديدًا للاستقرار الإقليمي والأمن العربي والإفريقي". ودعت الخارجية السعودية إلى حل سياسي سوداني يحترم سيادة البلاد، مؤكدة على ضرورة حماية المدنيين وتنفيذ إعلان جدة الموقّع في مايو 2023 لحماية المدنيين.
اندلعت الحرب في السودان في نيسان/ أبريل 2023 على خلفية صراع على السلطة بين قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قبيل انتقال مخطط للحكم المدني. أدت الحرب إلى مقتل ما لا يقل عن 24 ألف شخص، وتشريد أكثر من 14 مليونًا، وتسببت في مجاعة وجوع حاد يعاني منه نصف السكان البالغ عددهم 50 مليونًا. وتشير تقديرات إلى أن 61 ألف شخص لقوا حتفهم في ولاية الخرطوم وحدها خلال الـ14 شهرًا الأولى من الصراع. وتصف الأمم المتحدة الأزمة بأنها "الأسوأ عالميًا"، مع تصاعد العنف العرقي، خاصة في دارفور.
تحرير: عماد غانم
بالصور - حصاد 2024 في السودان: استمرار أكبر أزمة إنسانية في العالم
شهد السودان في 2024 استمرار أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه جراء تواصل القتال بين قوات الجيش والدعم السريع، ما أسفر عن أكبر موجة نزوح في العالم وتفش للمجاعة وأمراض كالكوليرا وتدمير للبنية التحتية مع فشل محاولات الوساطة.
صورة من: Sam Mednick/AP
11 مليون نازح - رقم قياسي بالعالم
يشهد السودان أكبر أزمة نزوح إنساني في العالم، حيث بلغ عدد النازحين داخليًا 9.1 مليون شخص، وارتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 11 مليون بسبب الحرب القائمة منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، فيما فر 3.1 مليون إلى الدول المجاورة. النساء تشكلن أكثر من نصف النازحين، والأطفال دون الخامسة يمثلون أكثر من ربع النازحين.
صورة من: Marie-Helena Laurent/WFP/AP/picture alliance
مجاعة تجتاح أجزاء من ولاية شمال دارفور
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن تفشي المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، حيث وصل الوضع إلى المرحلة الخامسة من التصنيف الغذائي، وهي مرحلة المجاعة. وأشارت المنظمة إلى أن هذه المرحلة تعني أن واحدًا على الأقل من كل خمسة أشخاص أو أسر يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر الموت جوعًا.
صورة من: Mohamed Zakaria/REUTERS
حرمان ملايين الأطفال من التعليم
يظهر في الصورة مجموعة من الأطفال وهم يدرسون رغم التحديات، حيث استأنفوا الدراسة في ظروف صعبة. ومع ذلك، لا يزال أكثر من 15 مليون طفل في السودان خارج المدرسة بسبب الصراع المستمر. ومع اقتراب النزاع من إتمام عامه الثاني، يقدر أن نحو 19 مليون طفل في السودان لا يحصلون على التعليم. من بين هؤلاء، يعاني حوالي 6.5 مليون طفل من عدم القدرة على الوصول إلى المدارس بسبب العنف وانعدام الأمن في مناطقهم.
صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua News Agency/picture alliance
تفشي الكوليرا يهدد النازحين
صورة من إحدى المناطق المتأثرة بتفشي وباء الكوليرا في السودان، حيث يظهر أحد العاملين في القطاع الصحي وهو يقدم العلاج للمصابين في ظل ظروف صعبة. منذ إعلان تفشي الوباء في 12 أغسطس/ آب 2024، تم تسجيل أكثر من 8,400 إصابة و299 حالة وفاة في ثماني ولايات سودانية، ما يهدد حياة المجتمعات النازحة في أنحاء البلاد.
صورة من: Central Committee of Sudanese Doctors/AP Photo//picture alliance
حالات اغتصاب كثيرة والمتهم: عناصر الدعم السريع
تم توثيق 306 حالة اغتصاب منذ اندلاع الحرب في أبريل/ نيسان 2023، بينها 48 حالة لبنات في سن الطفولة، مع احتمال أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير. تكشف التحقيقات أن معظم حالات الاغتصاب والعنف الجنسي ارتُكبت من قبل قوات الدعم السريع، خصوصًا في ولايات الخرطوم ودارفور والجزيرة.
صورة من: Abd Raouf/AP Photo/picture alliance
تكايا تقدم مساعدات إنسانية
انتشرت التكايا في مختلف مناطق السودان لتوفير الغذاء والدواء للمحتاجين، معتمدة على تبرعات الأهالي داخل وخارج البلاد. تُدار هذه التكايا بواسطة المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية، حيث يقوم المتطوعون بتوزيع الطعام على المنازل. وفي 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تم ترشيح غرف الطوارئ في السودان لجائزة نوبل للسلام تقديرًا لدورها الحيوي في تقديم المساعدات الإنسانية.
صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua News Agency/picture alliance
كارثة انهيار سد أربعات - فيضانات وعطش
انهار سد أربعات في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان، مما أدى إلى كارثة كبيرة في مدينة بورتسودان. تسببت السيول في جرف جثث ومفقودين، إلى جانب آلاف المواشي وتدمير عشرات القرى والممتلكات. كما دمرت السيول بوابة السد وخطوطه الناقلة، ما هدد المنطقة بالعطش.
صورة من: -/AFP/Getty Images
النظام الصحي يواجه انهيارًا في ظل الحرب
وصل النظام الصحي في السودان إلى نقطة الانهيار بسبب الضغط الكبير على المرافق الصحية وتدهور قدرتها على مواجهة تفشي الأمراض وسوء التغذية. يعجز اثنان من كل ثلاثة سودانيين عن الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، بعد إغلاق العديد من المستشفيات. يعاني المرضى من نقص الأدوية والغذاء، بينما لا يتلقى كبار السن والنساء والأطفال العلاجات الضرورية.
صورة من: AFP
مجازر جديدة في ولاية الجزيرة
تشهد ولاية الجزيرة بوسط السودان مجازر جديدة وجرائم إبادة جماعية على يد مليشيات الدعم السريع، التي اجتاحت أكثر من 100 قرية. وفقًا للجنة المقاومة، قُتل نحو 800 شخص، بينهم أسر كاملة، وتم توثيق فظائع في قريتي الأزرق والسريحة في 25 أكتوبر/تشرين الأول، بالإضافة إلى مذبحة بالرصاص الحي في القرى الشرقية للولاية.
صورة من: AFP
استبدال العملة قبل نهاية 2024
ولم ينته عام 2024 إلا وقد وقعت مفاجأة كبيرة، حيث قررت الحكومة السودانية تغيير بعض فئات العملة السودانية في ولايات دون أخرى. وبدأت السلطات في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول استبدال العملة من فئة 1000 جنيه وكذلك فئة 500 جنيه عن طريق الإيداع البنكي في ست ولايات. وأعلن بنك السودان المركزي طرح عملة جديدة من فئة 1000 جنيه، تتضمن علامات تأمينية ترى بالعين المجردة مثل العلامة المائية.
صورة من: Janusz Pienkowski/Zoonar/picture alliance