في تغيير كبير للقيادة العسكرية الروسية بوتين يقيل وزير دفاعه
١٣ مايو ٢٠٢٤
بعد أيام على تنصيب بوتين لولاية خامسة وبعد أكثر من عامين من الحرب ضد أوكرانيا، أقال الرئيس الروسي وزير دفاعه. لندن قالت إن شويغو مسؤول عن "أكثر من 355 ألف ضحية" بالجيش الروسي.
إعلان
أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الأحد (12 مايو / أيار 2024)، وزير الدفاع سيرغي شويغو -الذي كان يشغل المنصب منذ عام 2012- وذلك في تغيير كبير للقيادة العسكرية بعد أيام قليلة على تنصيبه لولاية رئاسية خامسة وبعد أكثر من عامين على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. واقترح بوتين الاقتصادي أندريه بيلوسوف ليحل محل شويغو، وفقا للائحة الترشيحات الوزارية التي نشرها مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي.
وأصدر بوتين مرسوما بتعيين شويغو أمينا عاما جديدا لمجلس الأمن القومي، خلفا لنيكولاي باتروشيف الذي ستُعلن مهماته الجديدة "في الأيام المقبلة" وفق ما أوردت وسائل إعلام رسمية. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله "سيواصل شويغو العمل في هذا القطاع (الدفاع) الذي يعرفه جيدا، يعرفه جيدا من الداخل، جنبا إلى جنب مع زملائه وشركائه في مكان عمله السابق".
وبوتين ملزم دستوريا بتعيين مجموعة جديدة من الوزراء في الحكومة -أو إعادة تعيين الوزراء الحاليين- بعد فوزه في انتخابات آذار/مارس 2024 التي غابت عنها المعارضة. ويجب أن يوافق المشرعون في البرلمان الروسي على ترشيحات الرئيس، وهو أمر يعتبر شكلياً، ومن المنتظر إقراره يوم الثلاثاء. ويأتي التعديل الكبير مع تقدم القوات الروسية في ساحة المعركة للمرة الأولى منذ أشهر.
وتولى شويغو -البالغ حاليا من العمر 68 عاما- منصب وزير الدفاع في روسيا منذ عام 2012، وجسَّد استقرار الحكومات المختلفة في عهد بوتين، تماما مثل سيرغي لافروف الذي يحتفظ بمنصبه وزيرا للخارجية. ورغم سلسلة الانتكاسات العسكرية التي منيت بها روسيا، بما في ذلك الفشل في السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف والانسحاب من مناطق شمال شرق خاركيف وجنوب خيرسون، إلا أن بوتين حافظ على ثقته في شويغو حتى الآن. وشمل ذلك تمرد قائد مجموعة فاغنر المسلحة يفغيني بريغوجين العام الماضي للمطالبة بإقالة شويغو.
كيم يستعرض مسيّرات وصواريخ كوريا شمالية أمام وزير الدفاع الروسي
02:22
وليست لدى بيلوسوف -البالغ حاليا من العمر حاليا 65 عاما والبديل المرشح لشويغو- أي خلفية عسكرية، وقد كان النائب الأول لرئيس الحكومة الأخيرة منذ عام 2020 وأحد المستشارين الاقتصاديين الرئيسيين لبوتين في السنوات الأخيرة، حتى إنه شغل لفترة وجيزة منصب وزير التنمية الاقتصادية بين مايو / أيار 2012 ويونيو / حزيران 2013.
لندن تقول إن شويغو مسؤول عن "أكثر من 355 ألف ضحية" في صفوف الجيش الروسي
من جانبه قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إن نظيره الروسي المُقال سيرغي شويغو مسؤول عن "أكثر من 355 ألف ضحية" بين قتيل وجريح في "صفوف جنوده" خلال الحرب في أوكرانيا.
وأضاف: "روسيا تحتاج إلى وزير دفاع يمكنه إلغاء هذا الإرث الكارثي وإنهاء الغزو، لكن كل ما ستحصل عليه هو دُمية أخرى لبوتين"، بحسب تعبيره.
ع.م/ف.ي (أ ف ب)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.