حذرت الخارجية التركية مواطنيها من السفر إلى ألمانيا ونصحت رعاياها بألمانيا بالتزام الحيطة والحذر خلال حملة الانتخابات. وبالرغم من أن ألمانيا نصحت مواطنيها المسافرين إلى تركيا بتوخي الحذر، فإنها لم تصدر تحذيرا رسميا بعد.
إعلان
أصدرت وزارة الخارجية التركية اليوم السبت (التاسع من أيلول/سبتمبر 2017) "تحذير سفر" لمواطنيها المتجهين إلى ألمانيا، ونصحت المقيمين هناك أو الذين يعتزمون زيارتها التزام الحيطة والحذر خلال حملة الانتخابات الألمانية التي "تتسم بالتوتر.
وذكرت وزارة الخارجية التركية بأنها لا تنصح مواطنيها "في الدخول بالنقاشات السياسية" والابتعاد عن التجمعات الانتخابية للأحزاب السياسية، والابتعاد عن أماكن التجمعات والتظاهرات التي تنظمها وتدعمها" مجموعات إرهابية، والتي تتغاضى عنها السلطات الألمانية، حسب الخارجية التركية.
ويعد "تحذير السفر" التركي كرد فعل من قبل تركيا على السياسة الألمانية الجديدة تجاه تركيا منذ منتصف شهر تمور/ يوليو الماضي، وبموجبها قدمت ألمانيا بعض النصائح للمسافرين إلى تركيا. بيد أن وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل نفى وجود تحذير رسمي للمواطنين الألمان بالسفر إلى تركيا.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد قدمت توجيهات لمواطنيها المسافرين إلى تركيا، مشيرة إلى أنهم قد يجازفون بالتعرض للاعتقال التعسفي حتى في المناطق السياحية؛ وذلك بعد سلسلة اعتقالات لعدد من المواطنين الألمان تعتبر برلين أن أنقرة ألقت القبض عليهم لدوافع سياسية، وهو ما تنفيه الأخيرة.
وجاءت التوجيهات الألمانية الجديدة بسبب اعتقال مواطنين ألمانيين في مطار أنطاليا الأسبوع الماضي وجرى الإفراج عن أحدهما. وتعتقد برلين أنهما ألقي القبض عليهما على غرار 11 آخرين لأسباب سياسية. وقال وزير الخارجية زيغمار غابرييل "لا يمكن أن نحرم السائحين من اتخاذ قرار السفر من عدمه... لكننا شرحنا بالتفصيل ما ينبغي أن تكونوا على علم به قبل ذهابكم".
ويشار إلى أن هذه التوجيهات لا تصل إلى حد التحذير الرسمي من السفر الذي يصدر للدول التي تدور فيها حروب مثل أفغانستان والعراق واليمن.
ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ، رويترز)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)