1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟

١٩ أبريل ٢٠٢٤

أعلنت إسرائيل أنها سترد على هجوم إيران عليها بالمسيرات والصواريخ، أمر قد يطور الصراع إلى حرب بين الطرفين. فما هي قدرات إسرائيل التسليحية مقارنة مع الجانب الإيراني؟

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري بجانب صاروخ باليستي إيراني سقط في إسرائيل
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري بجانب صاروخ باليستي إيراني سقط في إسرائيلصورة من: Tsafrir Abayov/AP/picture alliance

هل يمكن أن يتصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب واسعة؟  في حال الإجابة بنعم: كيف سيكون استعداد إسرائيل لذلك؟ من الواضح أن إسرائيل يجب أن تتعامل مع عوامل غير قابلة للتنبؤ بها بشكل كبير - بما في ذلك السؤال حول ما إذا كان حلفاء  إيران من قوى مسلحة، سيشاركون في الصراع. أهم الحلفاء هو حزب الله اللبناني الممول من قبل إيران. كما يمكن لميليشيات الحوثي في اليمن وبعض الميليشيات الشيعية في العراق، المشاركة في الصراع المسلح أو أن يتم توظيفها من قبل إيران كداعمين عسكريين.

يقول أريه شاروز شاليكار، أحد المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، إن إسرائيل تستعد منذ فترة طويلة لخطر نشوب حرب متعددة الجبهات. يركز الجهد في ذلك على ثلاثة جوانب رئيسية: أولاً، تعزيز أنظمة الدفاع، وخاصة أنظمة الدفاع الجوي مثل "القبة الحديدية"، و"باتريوت"، و"سلينغ ديفيد" أو "مقلاع داوود" (المعروف أيضًا باسم "العصا السحرية")، و نظام الصواريخ "أرو"، أو "السهم" . وفي الوقت نفسه، جرى تطوير القدرات الهجومية بشكل مستمر، حسب ما يقول شاليكار في مقابلة DW مع، ويضيف: "عندما يتعرض الوطن لهجوم، لا ينبغي الاكتفاء بالدفاع فقط، بل يجب الرد فورًا بالهجوم، وفقًا للمبدأ القائل بأن الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع". وكإجراء ثالث، تعمل إسرائيل على تشكيل تحالف إقليمي ودولي واسع.

مقارنة القوة العسكرية

بالنسبة للقوة العسكرية، تظهر نتائج "فهرس القوة النارية العالمي لعام 2024" أن ترتيب الجيش الإسرائيلي  والجيش الإيراني ليسا بعيدين جدًا عن بعضهما البعض. إيران تحتل المرتبة 14 عالميًا، تليها إسرائيل على المرتبة 17.

يقدم الفهرس أيضًا مقارنة مباشرة بين القوات المسلحة لكلا البلدين. ووفقًا لذلك، تتفوق إيران على إسرائيل من حيث عديد القوات وكذلك من حيث عدد الدبابات والمركبات المسلحة.

ومع ذلك، يعتبر الموقع الجغرافي عاملاً حاسمًا. إذ لا توجد حدود مشتركة بين إسرائيل وإيران وهما مفصولتان عن بعضهما البعض من قبل دول أخرى مثل العراق والأردن وسوريا، وتبلغ المسافة بين القدس وطهران حوالي 1850 كيلومترًا.

"في الواقع، لن تكون المواجهة على شكل حرب كلاسيكية ، بل ستكون بشكل أكثر مثل تبادل للضربات على مسافات بعيدة"، يقول فابيان هينتس، خبير الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن. وبالنسبة إلى الضربات التي يفترض توجيهها إلى إيران، ستكون معظمها بشكل أساسي من الجو.

دور سلاح الجو مهم

فيما يتعلق بالقوات الجوية، تتفوق إسرائيل على إيران بوضوح وفقًا "لفهرس القوة النارية العالمي". وبحسبه، تمتلك إسرائيل 241 طائرة مقاتلة، بينما يمتلك إيران 181 طائرة. وبشكل عام، يمتلك الجيش الإسرائيلي 612 طائرة، بينما يمتلك الإيراني 551 طائرة.

على الرغم من الأرقام، يعتمد الأمر بشكل أساسي على جودة وكفاءة الطائرات العسكرية، كما يقول هينتس في مقابلة مع DW  "إذ تلعب الطائرات دورًا كبيرًا جدًا، ربما حتى دوراً حاسماً لجانب إسرائيل"، كما يوضح هينتس، "بينما لا تلعب دورًا بارزًا على الجانب الإيراني، حيث لم تتمكن طهران من تجديد أسطولها بسبب العقوبات". وعلى الرغم من أن إيران كانت قادرة في التسعينات على شراء بعض الطائرات وتتطلع الآن لشراء بعضها من إنتاج روسي، "لكن في الأساس، يعلم الجميع أنه لا يمكن مواجهة سلاح الجو الإسرائيلي". لذلك ركزت طهران بشكل رئيسي على تطوير الصواريخ والطائرات بدون طيار.

ومع ذلك، فإن مدى فعالية هذه الأنظمة في صدها لهجمات جوية إسرائيلية مشكوك فيه. "أعتقد أنها لن تكون ناجحة بشكل ملحوظ"، يقول الخبير، ويضيف "إيران ليس لديها درع دفاعي موثوق به."

لا حماية مطلقة

يشير ألكسندر غرينبرغ، خبير إيران في "معهد جورزاليم للإستراتيجية والأمن"، إلى أن  الهجوم الإيراني بالطائرات بدون طيار والصواريخ  أظهر النقاط التي يجب على إسرائيل تحسينها. وأشار إلى الطائرات بدون طيار التي تم استخدامها في الهجوم الإيراني على إسرائيل، فعلى الرغم من أنه ليس هناك تحد تقني كبير لإسقاطها، حيث يكفي في الأساس بندقية آلية بسيطة، "لكن الأمر يعتمد أيضًا على عدد هذه الطائرات. لقد أظهر يوم الأحد أنه يجب أيضًا أن تكون قادرًا على صد هجمات عدد كبير جدًا من الطائرات بدون طيار. يجب على إسرائيل التأهب لذلك. وقد أسقط جزء من الصواريخ التي استهدفت إسرائيل من قبل دول حليفه لها.

وأشار المتحدث العسكري شاليكار أيضًا إلى أن الهجوم الإيراني أظهر أنه لا يوجد نظام عازل محكم تمامًا "سواء أطلق 300 أو 3000 صاروخ، فإن بعضها سيتمكن دائمًا من اختراق الدرع الواقي. لذلك لم تكن نسبة اعتراضها 100٪، بل كانت حوالي 99٪"، كما يقول شاليكار. "نحن نعترض الجزء الأكبر، ولكن ندرك أنه لن نتمكن أبدًا من اعتراض كل شيء. ولذلك يتوقف الأمر أكثر على وجود نظام دفاع مدني فعال، ونظام إنذار مبكر وأكواخ للحماية من القصف الجوي."

تحدي حزب الله

تحدي عسكري مختلف الطابع يواجه إسرائيل حال وقوع صراع مسلح أكبر، هوحزب الله، لذي هاجم إسرائيل مرارًا بالصواريخ. وتشير دراسة أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن أن حزب الله، المعروف غالبًا باسم "رمح إيران"، ربما يكون أقوى جماعة غير حكومية مسلحة في العالم.

وتعتبر دول عديدة  حزب الله اللبناني  أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية"

تتراوح التقديرات حول عدد الصواريخ التي يمتلكها حزب الله بين 120 ألف إلى 200 ألف صاروخ. وفي حالة نشوب حرب، ستوفر إيران بسرعة إمدادات جديدة لحزب الله، وفقًا لدراسة CSIS وتتكون معظم الأسلحة من صواريخ قصيرة المدى غير الموجهة. ومع ذلك، فقد حسن حزب الله أيضًا من مدى الصواريخ ذات المدى الطويل. "وهذا يعني أن جزءًا كبيرًا من إسرائيل سيتعرض للتهديد في حالة تصاعد الصراع مع حزب الله". بالإضافة إلى ذلك، يمكن للجماعة أن تعمل أيضًا من الأراضي السورية.

وبالنسبة للرد على الهجمات بالصواريخ من لبنان، يمكن لإسرائيل استخدام نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية"، وفقًا للخبير فابيان هينتس. ويرى: "بشكل عام، تكون أنظمة الدفاع جاهزة في أي وقت، وتعمل بشكل ممتاز. ولكن المشكلة المركزية بالنسبة لي تبدو كمية الصواريخ."

أعده للعربية: عباس الخشالي

كيرستن كنيب محرر سياسي يركز على شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW