دعا الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف مساء الخميس (08 آذار/ مارس 2012) خلال الحفل الرسمي بمراسم عسكرية لتوديعه إلى مجتمع ألماني منفتح تجاه الثقافات الأخرى. وقال فولف في خطابه في قصر "بيليفو" الرئاسي ببرلين: "التنوع والانفتاح على العالم والحرية والتوازن الاجتماعي: هذا ما يرسم ملامح بلادنا ويجعلها قوية". وذكر فولف (52 عاماً)، الذي استقال من مهام منصبه قبل ثلاثة أسابيع على خلفية اتهامات بالفساد بعد نحو 20 شهراً قضاها في منصب رئيس ألمانيا، أن "حوار الثقافات" له أهمية حاسمة في ذلك الأمر.

وفي سياق متصل كان المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا قد أعرب عن أمله في أن يواصل الرئيس الجديد لألمانيا، "طريق دعم الاندماج" التي بدأها فولف. وكان أمينه العام أيمن مزيك قد أعرب عقب استقالة فولف عن أمله في أن "يتكلم الرئيس الجديد لألمانيا باسم جميع الألمان، بما فيهم المسلمين أيضاً". يُذكر أن كريستيان فولف كان قد قال في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى العشرين لإعادة توحيد ألمانيا (في أكتوبر/ تشرين الأول 2010) إن "الإسلام أصبح أيضا جزء من ألمانيا."

احتجاجات وصفارات خلال حفل توديع فولف

على صعيد آخرأعرب فولف في خطابه عن أسفه لعدم استطاعته استكمال فترة رئاسته حتى نهايتها، وقال: "كنت أتخيل نفسي في هذه المناسبة عام 2015، لكن الأمر انتهى بشكل مختلف". لكنه لم يتطرق في خطابه إلى ملابسات استقالته أو الانتقادات التي أثيرت بشأن حصوله على "معاش شرفي" بقيمة 200 ألف يورو سنوياً رغم ملابسات استقالته. ويجري الادعاء العام تحقيقات ضد فولف بتهمة الحصول على معاملات مميزة من رجال أعمال أصدقاء خلال فترة توليه رئاسة حكومة ولاية سكسونيا السفلى.

وقال فولف إن بلاده بحاجة إلى "ثقافة سياسية يتعلم فيها المواطنون الديمقراطية كقيمة ويبذلون ما في وسعهم من أجلها". وأعرب الرئيس السابق عن شكره للحكومة الألمانية والبرلمانات الاتحادية والمحلية و"جميع المواطنات والمواطنين في المجتمع المدني النشط". كما وجه فولف الشكر لقرينته بيتينا، التي "مثلت ألمانيا بطريقة رائعة".

وعن مستقبله الشخصي قال فولف: "أشعر حالياً بالفضول والترقب لما سيحدث في المستقبل". وذكر فولف أنه عاش "نجاحات وانكسارات" على مدار سيرته السياسية خلال 37 عاماً، مشجعاً الشباب على دخول عالم السياسة.

وشاركت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالإضافة إلى أعضاء الحكومة في حفل توديع فولف، فيما قاطعته أحزاب المعارضة وأربعة رؤساء سابقون لألمانيا لا يزالون على قيد الحياة. وخلال مراسم توديع كريسيتان فولف تظاهر بعض مئات المتظاهرين حول قصر "بيلفو" الرئاسي محتجين على هذا الحفل، معتبرين أن فولف لا يستحقه على خلفية الاتهامات الموجهة له بالفساد. وحاول المتظاهرون من خلال الصفارات والأبواق تعكير أجواء حقل توديع الرئيس الألماني السابق.

(ش.ع / د.ب.أ)

مراجعة: عماد غانم