في دراسة حديثة.. علماء يتنبؤون بـ"موعد" نهاية الكون!
إيمان ملوك
١٥ سبتمبر ٢٠٢٥
خلافًا للفرضيات التي سادت لعقود، قد لا يتمدد كوننا إلى الأبد، بل ينتهي بانهيار هائل أو ما يُعرف بـ"الانسحاق العظيم". هذا الاكتشاف يستند إلى أحدث البيانات من مشروع بحثي فلكي رائد.
تنبؤات مختلفة حول مصير الكون وموعد نهايتهصورة من: Romolo Tavani/PantherMedia/IMAGO
إعلان
لطالما تساءل العلماء عن مصير الكون. هل سيتمدد إلى الأبد؟ أم أن هناك نهاية تنتظره؟ بدا أن الإجابة تكمن في الطاقة المظلمة، تلك القوة الغامضة التي تُشكل حوالي 70 في المائة من الكون وتحرك تمدده إلى أجل غير مسمى. غير أن القياسات الحديثة من مسح الطاقة المظلمة وجهاز مطياف الطاقة المظلمة هزت هذا الافتراض، كما أظهرت دراسة حديثة تناقلت نتائجها وسائل إعلام منها صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية. فبدلاً من أن تكون ثابتة، تبدو الطاقة المظلمة ديناميكية ومتغيرة بمرور الوقت. ولهذا الاكتشاف آثار بعيدة المدى على فهمنا للكون.
تفسير ملاحظات مذهلة
ومن أجل تفسير هذه الملاحظات المذهلة، طوّر فريق بحثي من ثلاثة علماء نموذجاً مبتكراً يجمع بين جسيم فائق الخفة يطلق عليه "الأكسيون" وآخر ثابت كوني سالب. تحليل هذا النموذج أدى إلى استنتاج كان مفاجئاً للعلماء.
فقد تبن من خلال النموذج الجديد أن قوة التمدد في الكون تضعف تدريجياً وتتحول في النهاية إلى الانكماش ومن ثم الانهيار. وبناءً على حساباتهم، يُقدّر الباحثون أن عمر كوننا الإجمالي يبلغ حوالي 33.3 مليار سنة. وبما أننا عشنا بالفعل 13.8 مليار سنة، فلا يتبقى سوى أقل من 20 مليار سنة قبل بدء الانهيار الكوني، المعروف باسم "الانسحاق العظيم".
إلى هذه اللحظة ليس هناك إجماع بين العلماء حول المصير النهائي للكون. فقد توصلت مجموعة بحثية أخرى مؤخراً إلى استنتاج مختلف كلياً عن هذا الاستنتاج الحالي. فقد أشارت حسابات العلماء إلى أن الكون سينتهي بعد حوالي 1078 عاماً.
هذه التنبؤات المختلفة تظهر أنه مازال أمام العلماء الكثير للكشف عن القوى التي تُشكل كوننا والتي ستُحدد مصيره في النهاية.
تحرير: ع.ج.م
مرصد فيرا سي. روبين يطلق أولى صوره ويبدأ في سبر أغوار الكون
بعد سنوات من العمل الدؤوب، بدأ مرصد مرصد فيرا سي. روبين الفلكي الرائد في تشيلي بجمع أولى صوره عالية الدقة للسماء الجنوبية مقدما رؤية فريدة لمراقبة النجوم والمجرات ويجمع المرصد بيانات ضخمة يوميًا بدقة غير مسبوقة
صورة من: NSF-DOE Vera C. Rubin Observatory/AFP
اختبارات متواصلة
على قمة سيرو باتشون في تشيلي، حيث يقع مرصد فيرا سي. روبين الجديد، يجتمع فريق من العلماء داخل غرفة التحكم، لمراقبة أنظمة التلسكوب بدقة، في محاولة لمعالجة مشكلة تؤرّقهم منذ فترة: ارتفاع حرارة كاميرا التلسكوب، وذلك قبل أسابيع قليلة فقط من الموعد المنتظر للكشف عن أولى صور المرصد للعامة
صورة من: H. Stockebrand/NSF-DOE Vera C. Rubin Observatory/dpa/picture alliance
بناء نظام بيانات فلكية
يهدف مشروع مرصد فيرا سي. روبين إلى إجراء مسح واسع للمكان والزمان (LSST) على مدار عشر سنوات. خلال هذه الفترة، سيجمع المرصد كمية هائلة من الصور والبيانات تصل إلى 500 بيتابايت، تساعد العلماء على فهم بنية الكون وتطوره، بالإضافة إلى دراسة مختلف الأجرام السماوية فيه.
صورة من: Vera C. Rubin Observatory
أكبر كاميرا رقمية في العالم: 3 مليارات بكسل لأعلى جودة
كاميرا رقمية ضخمة تحتوي على 3.2 مليار بكسل. تُغطي هذه الكاميرا مجال رؤية واسع يصل إلى 3.5 درجة، مما يسمح بالتقاط صور شاملة للسماء الجنوبية. تُظهر الصور أيضا تفاصيل دقيقة للأجرام السماوية، بما في ذلك المجرات البعيدة والنجوم المتفجرة (السوبرنوفا).
صورة من: Vera C. Rubin Observatory
مسح شامل
ولا يقتصر دور هذا المرصد على التقاط صور ثابتة، بل سيجري مسحا شاملا للسماء كل بضعة ليالٍ، يُوثّق تطور الكون عبر الزمن. وسيمكّن العلماء من تتبع الكويكبات، ورصد المستعرات العظمى، والكشف عن أي تغيّرات مفاجئة في السماء.
صورة من: Javier Torres/AFP via Getty Images
القبة العملاقة التي تُغلق لحماية التلسكوب
أجزاء القبة وهيكل التلسكوب الداخلي، في بيئة صحراوية مثالية لإنشاء المراصد الفلكية، حيث يسود الجو الصافي ويكاد ينعدم التلوث الضوئي. ستوفر سرعة ودقة المسح لعلماء الفلك القدرة على متابعة تغيرات الكون بشكل فوري، من ليلة لأخرى.هذا هو جوهر علم الفلك الزمني، الذي يركز على دراسة مصادر الضوء المتغيرة مع مرور الوقت، سواء كانت أحداثًا تظهر وتختفي خلال ثوانٍ، ساعات، أيام، أو حتى سنوات.
صورة من: Vera C. Rubin Observatory
ثلاثية السُدم في كوكبة القوس
تُظهر الصورة تكتلات هائلة من الغاز والغبار، تتوهج بألوان وردية وزرقاء نتيجة النشاط النجمي الكثيف في هذه المنطقة. ويُعد هذا الثلاثي السماوي من أهم المواقع التي تشهد ولادة نجوم جديدة في مجرتنا "درب التبانة"، حيث تتفاعل الأشعة فوق البنفسجية القوية الصادرة عن النجوم الفتية مع سُحب الهيدروجين والغبار، لتضيء الفضاء المحيط بألوان مذهلة.
صورة من: Giulio Ercolani/StockTrek Images/IMAGO
مشهد كوني من أعماق الفضاء
تظهر الصورة مجرتين حلزونيتين بارزتين في الزاوية السفلية اليمنى، وثلاث مجرات في طور الاندماج في الزاوية العلوية اليمنى ضمن عنقود العذراء، إلى جانب عدد من المجموعات المجرية البعيدة، وكوكبة من نجوم مجرة درب التبانة.