قال الرئيس الألماني يؤاخيم غاوك اليوم إنه "سوف لن يوجد تسامح مع التعصب" في بلاده، التي تحتفل بالذكرى الخامسة والعشرين لإعادة توحيدها، مؤكداً أن اندماج اللاجئين سيتمم الوحدة الداخلية لألمانيا.
على هامش الاحتفالات المركزية بالذكرى الخامسة والعشرين لتوحيد شطري ألمانيا، قال الرئيس الألماني يؤاخيم غاوك اليوم السبت (الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر 2015) إنه "سوف لن يوجد تسامح مع التعصب" في بلاده، موضحاً أن ثمة مشتركات كثيرة بين عملية توحيد ألمانيا قبل خمسة وعشرين عاماً وبين اندماج اللاجئين اليوم. وأضاف غاوك: "يجب أن تُنجز الوحدة الداخلية من جديد".
من جانب آخر، رحب فولكر بوفير رئيس حكومة ولاية هيسن ورئيس مجلس الولايات (بوندسرات) صباح اليوم السبت بالرئيس الألماني يؤاخيم غاوك والمستشارة أنغيلا ميركل في مستهل الاحتفال الذي يُقام في مدينة فرانكفورت بولاية هيسن.
قوة الشارع وزلة لسان..محطات على طريق الوحدة الألمانية
قوة الشارع وزلة لسان ولدت المستحيل. الوحدة الألمانية ولدت في 11 تشرين الثاني /نوفمبر 1989، واكتملت بعد 328 يوما، كانت مليئة بالأحداث التاريخية التي مهدت للحدث التاريخي الكبير. ملف الصور التالي يسلط الضوء على تلك الحقبة.
صورة من: DHM, Peter M. Mombaur
في 9/ تشرين الثاني 1989، أعلن عضو مكتب الحزب الحاكم بجمهورية ألمانيا الشرقية سابقا غونتر شابوسكي عن اعتماد قانون يسمح لمواطني ألمانيا الشرقية بالتنقل عبر النقاط الحدودية، ما أدى إلى اندفاع ألاف الألمان من برلين الشرقية إلى المعابر الحدودية، وتم استقبالهم في الجزء الغربي بحماس كبير. ذلك التصريح المثير للجدل أعتبر "زلة لسان".
بعد أربعة أيام من سقوط الجدار، وفي محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، اختار مجلس الشعب في ألمانيا الشرقية هانز مودرو رئيسا لمجلس الوزراء، بيد أنه فشل في ذلك.
صورة من: ullstein bild/ADN-Bildarchiv
في 28.وفمبر 1989 أعلن المستشار الألماني آنذاك هيلموت كول أمام ألبوندستاغ عن خطة من عشر نقاط كانت بمثابة خارطة طريق للوحدة الألمانية، وهو دفع وزير الخارجية الفرنسي رولان دوما إلى القول إن الألمان يظهرون "غطرسة متزايدة".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Brakemeier
في 3 ديسمبر 1989 و تحت ضغط التصويت تم تسليم المكتب السياسي واللجنة المركزية في ألمانيا الشرقية. كما استقال أيغون كرينز الذي حاول إنقاذ دولة ألمانيا الشرقية بتقديم تنازلات مدنية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Peter Kroh
19 كانون الأول / ديسمبر المستشار الألماني هيلموت كول يخطب أمام عشرات الآلاف من الألمان الشرقيين، أمام أنقاض كنيسة "السيدة العذراء" في مدينة دريسدن، ويتحدث عن خطط وحدة الأمة سلميا، فألهب مشاعر الجماهير، وأثار إعجاب العالم.
صورة من: imago/Sven Simon
في 15 يناير 1990 سقطت معظم مقار جهاز أمن الدولة " شتازي" في يد الحركة الشعبية، العديد من الوثائق أتلفت أو اختفت دون معرفة مصيرها قبل اقتحام المتظاهرين للمقار
صورة من: picture alliance/AP Images/J. Finck
18 آذار/ مارس 1990 أجريت انتخابات مجلس الشعب في ألمانيا الشرقية، وأستطاع هيلموت كول حشد الجماهير، حيث أدى ظهوره في مناطق التجمعات، إلى جذب حوالي مليون شخص في أحد اللقاءات الجماهيرية، ما أدى إلى فوز تحالف كول على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي كان يعتبر الحزب المفضل.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kroh
في بون تم التوقيع في 18 أيار/ مايو على وثيقة تضمنت استبدال عملة ألمانيا الشرقية. وفي 1. تموز/ يوليو اعتماد عملة المارك الألماني الغربي كعملة لكل ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/ ZB
15 + 16 يوليو 1990. مخاوف القيادة السوفيتية من ألمانيا موحدة في الناتو كانت تشكل إحدى أهم العقبات أمام توحد ألمانيا. لكن إقرار الناتو بتشكيل حلف دفاعي فقط ساهم في تهدئة موسكو، واستطاع هيلموت كول أن يحصل على موافقة الرئيس السوفيتي آنذاك غورباتشوف على عضوية ألمانيا الموحدة في الناتو.
صورة من: picture-alliance/dpa
23 آب / أغسطس 1990: أعضاء برلمان ألمانيا الشرقية (مجلس الشعب) يقررون انضمام جمهورية ألمانيا الشرقية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: ullstein bild/ADN-Bildarchiv
12 سبتمبر 1990: في النهاية بقيت الأمور المالية، حيث عرضت ألمانيا على موسكو مبلغ 12 مليار مارك ألماني، تعويضا عن تكاليف سحب الجيش الأحمر من ألمانيا الشرقية، إلا أن غورباتشوف اعترض على المبلغ. كول بقي متصلبا، لكنه عرض إضافة ثلاثة مليارات مارك إلى المبلغ كقرض، ما ساهم في توقيع ما عرف باتفاق " 2 زائد أربعة" بين الألمانيتين وكل الاتحاد السوفيتي، الولايات المتحدة، فرنسا، وبريطانيا.
صورة من: Imago/S. Simon
3 تشرين الثاني/ أكتوبر 1990: وزراء خارجية القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية يتنازلون في نيويورك عن امتيازات تقسيم المناطق الألمانية، ومجلس الشعب في ألمانيا الشرقية ينعقد لآخر مرة ويعلن انسحاب ألمانيا الشرقية من معاهدة وارسو. الساعة 12 منتصف الليل أرتفع العلم الألماني قبالة مبنى "الرايشتاغ" ببرلين، حيث تجمع هناك قرابة 2 مليون ألماني، ليحتفلوا بالوحدة الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
12 صورة1 | 12
واستهلت ميركل وغاوك برنامج الاحتفال بتسجيل اسميهما في الكتاب الذهبي للمدينة في كنيسة القديس بولس التي تعتبر مهد الديمقراطية البرلمانية في ألمانيا، حيث انعقد أول برلمان ألماني في مبنى الكنيسة منتصف القرن الخامس عشر الميلادي.
ويتضمن البرنامج قداساً في كاتدرائية القيصر "كايزردوم"، وتأتي ذروة المراسم البروتوكولية لاحتفالات الذكرى الخامسة والعشرين بالوحدة الألمانية متمثلة في الاحتفال المقام في دار الأوبرا القديمة.
وإلى جانب ميركل وغاوك، يأتي نوربرت لامرت رئيس البرلمان (بوندستاغ) واندرياس فوسكوله، رئيس المحكمة الدستورية، على رأس الحاضرين البالغ عددهم نحو 1500 ضيف بالإضافة إلى 50 من الناشطين الحقوقيين في ألمانيا الشرقية السابقة.
كما وجهت حكومة هيسن، المكونة من ائتلاف يضم المسيحيين مع الخضر، الدعوة إلى 30 لاجئاً لحضور الاحتفالات.
يُذكر أن الاحتفال المركزي بيوم الوحدة الألمانية يقام في الولاية التي يتولى رئيس حكومتها رئاسة مجلس الولايات (بوندسرات). وينتهي الاحتفال مساء اليوم بعرض برنامج "صوت وضوء" على نهر الماين (الذي تطل عليه مدينة فرانكفورت) حيث سيسلط على النهر صور لـ25 جسراً بألوان مختلفة، كل لون يرمز لسنة من سنوات الوحدة بين شطري ألمانيا مصحوبة بتعليق صوتي.
وتحتفل ألمانيا السبت بالذكرى الخامسة والعشرين لإعادة توحيدها في أجواء من الشكوك مع تدفق غير مسبوق لطالبي اللجوء الذي يثير جدلاً حاداً في الداخل وفضيحة المحركات المغشوشة في فولكسفاغن التي اتخذت أبعاداً دولية.