في ذكرى الوحدة.. ميركل تدعو لمواصلة العمل من أجل الديمقراطية
٣ أكتوبر ٢٠٢١
أكدت المستشارة ميركل في احتفالات يوم الوحدة الألمانية الحادية والثلاثين على ضرورة مواصلة الجهود من أجل استمرار نجاح التجربة الديمقراطية. وتحتفل ألمانيا بتوحيد شطريها في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام.
إعلان
دعت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل إلى مواصلة العمل من أجل الديمقراطية وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الحادية والثلاثين لوحدة شطري ألمانيا. وفي الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة في مدينة هاله، قالت ميركل اليوم الأحد (الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول) إن "الديمقراطية لا تتواجد بسهولة، بل يجب أن نعمل معاً من أجلها بشكل دائم ومستمر".
وأعربت ميركل عن تخوفها من التعامل المتهور مع المنجزات الديمقراطية في بعض الأحيان، مشيرة إلى أن "الزمن الحالي أصبح من الممكن فيه مشاهدة تعديات على ثوابت راسخة مثل حرية الصحافة، فضلا عن إمكانية إثارة الاستياء والكراهية بين قطاع من الرأي العام عبر أكاذيب ومعلومات مضلّلة، وعندئذ تتعرض الديمقراطية للهجوم"، لافتة إلى أن هذا الأمر وضع التماسك الاجتماعي على المحك.
وبدأت فعاليات الاحتفال بيوم الوحدة الألمانية في مدينة هاله بولاية سكسونيا-أنهالت شرقي ألمانيا بصلاة مشتركة تجمع بين المسيحيين واليهود والمسلمين. وشارك في هذه الفعاليات بكنيسة القديس بولس اليوم الأحد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير ورؤساء الولايات الألمانية الستة عشر. وأشارت ميركل إلى الاعتداءات التي تعرض لها أشخاص يعملون من أجل الصالح العام مثل رجال الإطفاء وساسة البلديات، مشددة على ضرورة "الرد على الوحشية اللفظية والتطرف ليس فقط من قبل من كان الضحايا، وإنما يجب رفضهما من قبل الجميع" لأن التعديات اللفظية سرعان ما تفضي إلى عنف.
وتحدثت ميركل عن الدور الشجاع الذي قام به العديد من الناس في ألمانيا الشرقية السابقة في الثورة السلمية في عامي 1990/1989، وشددت على أنه "لا ينبغي أبدا نسيان أن الأمور كان من الممكن أن تنتهي على نحو مختلف". كما أشادت ميركل أيضا بحركات الديمقراطية في شرق أوروبا وبدعم الشركاء الغربيين للوحدة الألمانية.
"لم تكتمل الوحدة بعد"
من جهته دعا رئيس مجلس الولايات الاتحادي بألمانيا "بوندسرات" لأفكار ومشروعات مشتركة من أجل تعميق الوحدة بين شرق وغرب البلاد. وشدد راينر هازلوف، الذي يشغل أيضا منصب رئيس حكومة ولاية سكسونيا-أنهالت شرقي ألمانيا، على أنه "من الناحية الذهنية والهيكلية لم تكتمل الوحدة بعد"، وتابع: "لا يزال هناك اختلافات سياسية كبيرة جزئيا بين الشرق والغرب، وقد ظهر ذلك مؤخرا في السلوك الانتخابي خلال انتخابات البرلمان الألماني". وحسب قوله، من شأن وضع أهداف مشتركة أن يساهم في تحقيق تكاتف قوي.
وأشار هازلوف إلى التمزقات التي يحملها كثير من المواطنين سابقا في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية سابقا)، لاسيما خسارة أماكن عمل.
في الوقت ذاته أشار رئيس حكومة ولاية سكسونيا-أنهالت إلى أن قصة نجاح الثورة السلمية في ألمانيا الشرقية لا يتم تقديرها على نحو كافٍ. ولم ينس هازلوف التوجه بالشكر إلى المستشارة ميركل التي قدمت خبراتها بصفتها ألمانية شرقية خلال الستة عشر أعوام الماضية، وصفق الحاضرون لميركل في قاعة الاحتفال.
ويأتي حفل اليوم الأحد تتويجا لبرنامج استمر شهراً بمناسبة ذكرى إعادة توحيد الأمة في عام 1990. وكما جرى العام الماضي، كانت الاحتفالات موجزة بسبب جائحة فيروس كورونا.
أول حدث رسمي بعد الانتخابات
وشارك في الاحتفال 180 ضيفًا في القداس بكنيسة القديس بولس، بينما بلغ عدد المدعوين 340 شخصا في الحفل الرئيسي بقاعة جورج فريدريش هاندل. وسلطت الأنظار على مرشحي الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس ومنافسه مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي أرمين لاشيت لمنصب المستشارية في حدث يأتي بعد أسبوع من الانتخابات التشريعية.
يشار إلى أن كنيسة القديس بولس كانت إحدى أماكن التجمع للمظاهرة السلمية في تشرين أول/أكتوبر 1989 في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية آنذاك)، تلك المظاهرة التي أدت إلى إعادة توحيد ألمانيا بعد عام تقريبا في الثالث من تشرين أول/أكتوبر 1990.
ويتم الاحتفال في الثالث من أكتوبر بيوم الوحدة الألمانية حيث ضمت فيه جمهورية ألمانيا الديمقراطية، أو ما كان يعرف بألمانيا الشرقية، إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية إثر أول انتخابات حرة في ألمانيا الشرقية، والتي جرت في 18 مارس 1990. بدأت مفاوضات بين كلتا الدولتين تمخض عنهما معاهدة التوحيد، وفي نفس الوقت عقدت معاهدة بين الألمانيتين.
ع.أ.ج/ و ب (د ب ا، أ ف ب)
محطات بارزة على طريق الوحدة الألمانية في عامها الحادي والثلاثين
قوة الشارع وزلة لسان ولدت المستحيل. الوحدة الألمانية ولدت في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، ولم تكتمل إلا بعد 328 يوماً، كانت مليئة بالأحداث التي مهدت للحدث التاريخي الكبير. جولة مصورة تسلط الضوء على ثلاثة عقود من الوحدة.
صورة من: Winfried Rothermel/picture alliance
ذكرى الوحدة يتزامن مع الانتخابات البرلمانية
تحل في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول الذكرى الواحدة والثلاثين للوحدة الألمانية. وتتزامن مع انتخابات برلمانية جديدة حصل فيها الحزب الاشتراكي الديمقراطي على 25,7 % وهي أفضل نتيجة يحققها منذ سنوات، في حين تراجع التحالف المسيحي إلى مستوى قياسي منخفض، بلغ 24,1 % بعد 16 عامًا قضتها ميركل في حكم البلاد وذلك مقابل 32,9% كان قد حصل عليها التحالف في انتخابات عام .2017
صورة من: Sascha Steinach/dpa/picture alliance
نهاية حقبة ميركل
كما تأتي الذكرى 31 للوحدة الألمانية مع انتهاء حقبة المستشارة أنغيلا ميركل، بعد أن استمرت في الحكم زهاء 16 عاما، حققت فيها نجاحات باهرة وتميزت بدور قيادي هادئ في مواجهة تحديات كبيرة لألمانيا وأوروبا. وفي العام الأخير من حكمها واجهت ميركل أوضاعا صعبة، خاصة بعد اجراءات كورونا، وفضيحة الكمامات التي كان بها متورطين من حزبها، في حين يشهد الحزب المسيحي الديمقراطي تراجعا في شعبيته في الإنتخابات.
صورة من: Michael Kappeler/AFP
أتت الذكرى الثلاثون للوحدة الألمانية مشوبة بوباء كورونا وما تركه من آثار على الحياة العامة والاقتصاد، حيث واجهت ألمانيا كباقي دول أوروبا موجات متتالية من الوباء. واحتفلت ألمانيا بتنظم معرض في الهواء الطلق في مدينة بوتسدام بولاية براندنبورغ تحت شعار "30 عاماً- 30 يوماً -30 مرة في ألمانيا". ويستمر معرض "آينهايتس أكسبو" لمدة ثلاثين يوماً، حيث تشارك فيه الولايات الألمانية والكثير الهيئات الدستورية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gora
ونظراً لارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس الفتاك فرضت السلطات معايير صحية صارمة لضمان سلامة الزائرين. في الصورة عمدة مدينة بوتسدام بوركهارد إيكسنر ورئيس مجلس الولايات ديتمار فويدكه في افتتاح معرض "آينهايتس أكسبو". وجرى التقليد أن يقام الاحتفال بهذه الذكرى كل عام في مدينة من مدن ألمانيا.
صورة من: imago images/C. Spicker
وكان احتقال العام 2019 بهذه الذكرى المهمة على طريق الديمقراطية الألمانية قد أُقيم في قلب مدينة كيل شمال ألمانيا، إذ تم تشييد بوابة نموذجية من بوابة براندنبورغ التاريخية ببرلين، وذلك كرمز لإعادة توحيد ألمانيا. ويقبل السياح الأجانب والمواطنون الألأمان بمئات الآلاف للمشاركة في الاحتفالات الرسمية والشعبية التي تقام كل عام بمدينة من مدن ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Rehder
في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، أعلن عضو مكتب الحزب الحاكم بجمهورية ألمانيا الشرقية سابقا غونتر شابوسكي عن اعتماد قانون يسمح لمواطني ألمانيا الشرقية بالتنقل عبر النقاط الحدودية، ما أدى إلى اندفاع ألاف الألمان من برلين الشرقية إلى المعابر الحدودية، وتم استقبالهم في الجزء الغربي بحماس كبير. ذلك التصريح المثير للجدل أعتبر "زلة لسان".
بعد أربعة أيام من سقوط الجدار، وفي محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، اختار مجلس الشعب في ألمانيا الشرقية هانز مودرو رئيسا لمجلس الوزراء، بيد أنه فشل في ذلك.
صورة من: ullstein bild/ADN-Bildarchiv
28 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989 أعلن المستشار الألماني آنذاك هيلموت كول أمام ألبوندستاغ عن خطة من عشر نقاط كانت بمثابة خارطة طريق للوحدة الألمانية، وهو دفع وزير الخارجية الفرنسي رولان دوما إلى القول إن الألمان يظهرون "غطرسة متزايدة".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Brakemeier
في 3 كانون الأول/ ديسمبر 1989 و تحت ضغط التصويت تم تسليم المكتب السياسي واللجنة المركزية في ألمانيا الشرقية. كما استقال أيغون كرينز الذي حاول إنقاذ دولة ألمانيا الشرقية بتقديم تنازلات مدنية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Peter Kroh
19 كانون الأول / ديسمبر المستشار الألماني هيلموت كول يخطب أمام عشرات الآلاف من الألمان الشرقيين، أمام أنقاض كنيسة "السيدة العذراء" في مدينة دريسدن، ويتحدث عن خطط وحدة الأمة سلميا، فألهب مشاعر الجماهير، وأثار إعجاب العالم.
صورة من: imago/Sven Simon
في 15 كانون الثاني/ يناير 1990 سقطت معظم مقار جهاز أمن الدولة " شتازي" في يد الحركة الشعبية، العديد من الوثائق أتلفت أو اختفت دون معرفة مصيرها قبل اقتحام المتظاهرين للمقار
صورة من: picture alliance/AP Images/J. Finck
18 آذار/ مارس 1990 أجريت انتخابات مجلس الشعب في ألمانيا الشرقية، وأستطاع هيلموت كول حشد الجماهير، حيث أدى ظهوره في مناطق التجمعات، إلى جذب حوالي مليون شخص في أحد اللقاءات الجماهيرية، ما أدى إلى فوز تحالف كول على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي كان يعتبر الحزب المفضل.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kroh
في بون تم التوقيع في 18 أيار/ مايو على وثيقة تضمنت استبدال عملة ألمانيا الشرقية. وفي 1. تموز/ يوليو اعتماد عملة المارك الألماني الغربي كعملة لكل ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/ ZB
15 و16 تموز/ يوليو 1990. مخاوف القيادة السوفيتية من ألمانيا موحدة في الناتو كانت تشكل إحدى أهم العقبات أمام توحد ألمانيا. لكن إقرار الناتو بتشكيل حلف دفاعي فقط ساهم في تهدئة موسكو، واستطاع هيلموت كول أن يحصل على موافقة الرئيس السوفيتي آنذاك غورباتشوف على عضوية ألمانيا الموحدة في الناتو.
صورة من: picture-alliance/dpa
23 آب/ أغسطس 1990: أعضاء برلمان ألمانيا الشرقية (مجلس الشعب) يقررون انضمام جمهورية ألمانيا الشرقية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: ullstein bild/ADN-Bildarchiv
12 أيلول/ سبتمبر 1990: في النهاية بقيت الأمور المالية، حيث عرضت ألمانيا على موسكو مبلغ 12 مليار مارك ألماني، تعويضا عن تكاليف سحب الجيش الأحمر من ألمانيا الشرقية، إلا أن غورباتشوف اعترض على المبلغ. كول بقي متصلبا، لكنه عرض إضافة ثلاثة مليارات مارك إلى المبلغ كقرض، ما ساهم في توقيع ما عرف باتفاق " 2 زائد أربعة" بين الألمانيتين وكل الاتحاد السوفيتي، الولايات المتحدة، فرنسا، وبريطانيا.
صورة من: Imago/S. Simon
3 تشرين الأول/ أكتوبر 1990: وزراء خارجية القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية يتنازلون في نيويورك عن امتيازات تقسيم المناطق الألمانية، ومجلس الشعب في ألمانيا الشرقية ينعقد لآخر مرة ويعلن انسحاب ألمانيا الشرقية من معاهدة وارسو. الساعة 12 منتصف الليل أرتفع العلم الألماني قبالة مبنى "الرايشتاغ" ببرلين، حيث تجمع هناك قرابة 2 مليون ألماني، ليحتفلوا بالوحدة الألمانية.