1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في ذكرى ثورتهم: طموحات المصريين بين الأمس واليوم

أحمد حمدي ـ القاهرة٢٤ يناير ٢٠١٣

عامان مرا على اندلاع الثورة المصرية ضد نظام مبارك، بشعاراتها الرئيسية الثلاثة: "العيش" (الخبز) والحرية والعدالة الاجتماعية. ومع حلول الذكرى الثانية للثورة، DW عربية تسأل مختلف فئات الشعب المصري، هل حققت الثورة أهدافها؟

صورة من: picture-alliance/dpa

عامان مرا على اندلاع الثورة المصرية ضد نظام مبارك والتي رفعت ثلاثة شعارات رئيسية هي "العيش" (الخبز) والحرية والعدالة الاجتماعية. عامان شهدا مجلساً عسكرياً وبرلماناً منحلا ورئيساً مدنياً منتخباً لأول مرة في تاريخ مصر. كذلك شهدا صعوداً للتيار الإسلامي إلى سدة الحكم ومناوشات وتجاذبات بين القوى الإسلامية والقوى المدنية في صراع تتصاعد وتيرته بينالحين والآخر. ومع تصاعد أسهم التيار الإسلامي أصبح وضع الأقلية المسيحية في مصر وكذلك وضع المرأة محل تساؤلات. هذا ولا تزال المشكلات التي قامت بسببها الثورة محل جدل بين ما تحقق وما لم يتحقق.

تحقيق الحرية في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية

الشاب عمرو محمد: لم يتحقق الكثيرصورة من: DW/ A. Hamdy

والبداية مع آراء الشباب الذين قامت على أكتافهم ثورة يناير. وكان لDWعربية حديث مع عضو حركة طلاب الحرية، عمرو محمد، طالب بكلية الهندسة. وتضم الحركة شبابا من مختلف الأحزاب والتيارات المختلفة، عدا جماعة الإخوان المسلمين. وفي بداية الحديث أوضح محمد لDWعربية أن الهدف الرئيسي الذي قامت عليه الحركة هو استمرار الثورة حتى تحقق أهدافها والتي حتى هذه اللحظة لا يرى أنها تحققت سوى جزئياً. ويشرح محمد وجهة نظره لDWعربية قائلاً: "ما تحقق من أهداف الثورة هي فقط الحرية والتي بدأت تظهر بعض الشيء، وكذلك إعادة ترتيب أولويات المواطن". وأضاف: "كان في السابق لكرة القدم، ومواضيع أخرى أقل أهمية، أولوية لدى المواطن بدلا عن سياسات بلاده وهذا تغير بعد الثورة".

أما ما لم يتحقق من أهداف الثورة، في رأي محمد، فهو الوضع الاقتصادي: "العيش" ـ الخبزـ والعدالة الاجتماعية، حيث يعتقد محمد أن الوضع قد تدهور أكثر مما كان في السابق. ويضيف محمد: "أيضاً القصاص لم يتحقق، بل نرى معظم الأحكام تخرج علينا بالبراءة للمتهمين، أو إذا وجد ضغط شعبي يتم تأجيل القضية". ويرى محمد في تأجيل القضايا ظلما، قائلاً: "العدالة البطيئة هي أيضا شكل من أشكال الظلم". وعن فعاليات يوم الخامس والعشرين من يناير القادم يرى محمد أن الأمر لن يتعدى بعض التظاهرات في ذكرى الثورة، لكنه عبر عن تخوفه من اليوم الذي يليه، السادس والعشرين، والذي كان قد حدد لجلسة النطق بالحكم في قضية "مذبحة بورسعيد" والتي تواردت أنباء عن تأجيلها بعد طلب النائب العام إرفاق تقرير لجنة تقصي الحقائق لملف القضية. ويقول في هذا الصدد: "أترقب موقف الناس يوم السادس والعشرين لأن مسلسل أحكام البراءة يجب أن ينتهي". وأضاف: "كل صبر وله حدود".

وعلى الجانب الآخر، يرى محمد أن العمل هو السبيل الوحيد لوجود مستقبل أفضل في المرحلة المقبلة، داعياً من في السلطة للتخلي عن "دعوة التفرقة". ويقول في هذا النطاق لDWعربية: "أتمنى أن يغير من في السلطة نبرة أن البلد بلدنا وكلكم شغالين عندنا إلى أن البلد بلدنا جميعاً".

" بقايا النظام الفاسد يحول بين الشعب ومطالبه "

محمد عادل متفائل بحذرصورة من: DW/ A. Hamdy

وانتقلت DWعربية للحديث مع محمد عادل، احد شباب جماعة الإخوان المسلمين والذي يرى أن الثورة قد حققت نسبة من أهدافها فيما لم تحقق بعد بعض الأهداف. ويرى عادل أن إزالة النظام الفاسد هو جزء قد تحقق، رغم انه لا يزال هناك بقايا منه "نحارب ضدها". ويوضح عادل أن مطالب الثورة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية لن تتحقق إلا بالقضاء على بقايا هذا النظام الذي يقف حائلاً بين الشعب ومطالبه على حد تعبيره. ولم يخفي عادل رؤيته بأن الكثير لم يتحقق بعد موضحا: "مثلاً كان يجب أن يشكل الحكومة التيار الفائز بالانتخابات لنتمكن من محاسبته". ويتوقع عادل أن يتخلل يوم الذكرى الثانية للثورة تظاهرات قد تشهد "تواطأ من الأمن" بالانسحاب، كما حدث في أحداث الاتحادية على حد قوله. ولم يستبعد عادل أن تتطور التظاهرات لتشهد أعمال عنف بين أي طرفين "منها الطرف الذي يحاول الحفاظ على مصالحه التي كانت قبل الثورة". ورغم ذلك يرى عادل أن البلد يتجه في الاتجاه الصحيح، رغم ما اسماه "بالحرب" بين تيارين ليس بينهما المدني، على حد قوله وهما: "التيار الذي يريد مصلحة البلد وتيار الفلول".

ومن الشباب الذي لا ينتمي لتوجه سياسي معين تحدثت DWعربية مع مالك احد محال الإلكترونيات، هشام لطفي. ويقول لطفي لDWعربية في تقييمه بعد عامين على الثورة: "لم يتحقق أي من أهداف الثورة، كل ما تحقق أن الإخوان ركبوا على أكتافنا ونسبوا كل الفضل لهم". وتوقع لطفي ثورة جديدة يوم الذكرى الثانية للخامس والعشرين من يناير، متوقعاً انفلاتا أمنياً. ملخصاً الوضع الحالي للبلاد بالقول: "البلد ذاهبة إلى قاع الهاوية".

هشام لطفي يتوقع ثورة ثانية يوم الخامس والعشرين من ينايرصورة من: DW/ A. Hamdy

"القادم أسوء!"

أما مسيحي مصر فكان لDWعربية حديث مع بعضهم بعدما آثار صعود التيار الإسلامي إلى الحكم التساؤلات حول وضعهم. ويقول في هذا الصدد جرجس عبده لDWعربية: "الرؤية بالنسبة للمسيحيين لم تتضح بعد، لكن الحال حتى الآن لم يتغير". وأوضح عبده أن عدم وضوح الرؤية يجعله لا يعلم إلى أي منحى قد تؤول الأمور معبراً عن تخوفه من المجهول. وعن أهداف الثورة، يرى عبده أن أي منها لم يتحقق حتى الآن. تلك الرؤية التي شاركه فيها عزت عياد. لكن عياد، على عكس عبده، يرى أن الاضطهاد ضد المسيحيين قد زاد في عهد مرسي عن من قبله. ويقول عياد لDWعربية: "لم نكن نسمع عن فتنة طائفية بهذا الشكل من قبل، وإذا استمرت نفس السياسات سيكون هناك تخوفات ليس فقط على المسيحيين بل على الشعب المصري بأكمله". وأضاف: "من تتوفر له فرصة للسفر يغتنمها سريعا". واختتم عياد حديثه لDWعربية بالإشارة إلى أنه من المستبعد أن تكون ذكرى الثورة بداية لثورة جديدة، لكنه أعطى رؤيته فيما يخص مستقبل البلد قائلاً: "الأسوأ قادم".

عزت عياد يشير إلى زيادة مظاهر اضطهاد المسيحيين في مصرصورة من: DW/ A. Hamdy

وعن وضع المرأة بعد عامين على الثورة، تحدثت DWعربية مع الموظفة، نهلة مصطفى، والتي وترى أن أحوال النساء في مصر قد ازدادت سوءاً في الفترة الماضية. وتقول: "حالات التحرش والاغتصاب ازدادت بشكل رهيب، وتهديدات الجماعات المتشددة أصبحت تثير المخاوف في ظل وصول الإسلاميين للحكم بعدما كنا نأخذها على محمل السخرية". وانتقدت نهلة غياب دور أجهزة الأمن والدولة عن منع تلك الجرائم، فيما عبرت عن حزنها لعدم تحقيق أهداف الثورة حتى الآن في كل نواحي الحياة. واختتمت حديثها المقتضب مع DWعربية قائلة: "ربنا يستر من القادم، فالقادم أسوأ لا محال".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW