في ذكرى هجوم هاله.. تحذير من زيادة الجرائم المعادية للسامية
٩ أكتوبر ٢٠٢١
في وقت تستذكر فيه ألمانيا ضحايا هجوم هاله، تعرض جندي إسرائيلي سابق لاعتداء في برلين، بعد بضعة أيام فقط من "رفض فندق استقبال موسيقيّ بسبب قلادة على شكل نجمة داوود"، وسط تحذيرات من زيادة الجرائم المعادية للسامية.
إعلان
أعلنت شرطة برلين اليوم السبت (التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2021 ) تعرض جندي اسرائيلي سابق لاعتداء مساء أمس الجمعة في أحد شوارع برلين حيث قام شخص مجهول، أو أكثر، برشه بمواد مهيجة فيما ألقي أرضاً.
وكان الجندي البالغ من العمر 29 عاماً يرتدي قميصاً يحمل شعار الجيش الإسرائيلي عندما وجه مجهول أو أكثر إهانة له تتعلق بديانته، بحسب الشرطة التي أشارت في بيان مقتضب إلى "هجوم معاد للسامية". وفر المهاجمون وفتحت الشرطة تحقيقاً في "احتمال حدوث إصابات جسدية جسيمة بدوافع سياسية".
وأثارت تأكيدات موسيقيّ قال إن فندقاً رفض استقباله في لايبزيغ (شرق) بسبب وضعه قلادة على شكل نجمة داوود ردود فعل قوية في المجتمع اليهودي وسط تصاعد الأعمال المعادية للسامية في ألمانيا. وتخضع هذه القضية لتحقيقات عديدة بسبب الروايات المتناقضة للوقائع.
وتحيي ألمانيا اليوم السبت الذكرى الثانية للهجوم الفاشل على كنيس يهودي في هاله (شرق) خلال عيد الغفران، وحاول حينها المعتدي دخول الكنيس لإطلاق النار على المصلين، لكنه فشل. مع ذلك، قتل شخصين في الشارع وفي مطعم للوجبات الخفيفة، قبل اعتقاله والحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وشارك مئات الأشخاص في وقفة صمت لعدة دقائق ظهر اليوم السبت إحياء لذكرى ضحايا هجوم هاله. وعقب الوقفة التي تم تنظيمها في ساحة التسوق بالمدينة، دقت أجراس كنيسة "ماركت كيرشه" وأجراس البرج الأحمر في تمام الساعة 12,04 ظهراً، وهو الوقت الذي حاول فيه المعتدي اليميني المتطرف تنفيذ الهجوم.
زيهوفر: هجوم هاله هزني بعمق
من جهته قال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر إن هجوم هاله كان من أكثر التجارب الأليمة خلال فترة توليه مهام منصبه. وقال زيهوفر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "الهجوم على الكنيس اليهودي في هاله هزني بعمق"، مضيفاً أن شاباً نادى عليه عقب الهجوم قائلاً: "لا يمكنك أن تحمينا"، واصفاً هذه العبارة بأنها مؤثرة ومؤلمة وتنذر بالخطر.
وشدد وزير الداخلية، المنتهية ولايته، على أن الهجمات التي تستهدف اليهود في ألمانيا "اعتداءات على ديمقراطيتنا وحريتنا وقيمنا"، وأضاف: "سنكافح معاداة السامية بصرامة دولة القانون".
وازدادت الجرائم المعادية للسامية بشكل مطرد في ألمانيا في السنوات الأخيرة، حيث تم تسجيل 2032 مخالفة في العام 2019، بزيادة 13 بالمئة عن العام السابق. ونوّه مفوض الحكومة لمكافحة معاداة السامية فيليكس كلاين أن "التهديد معقد ويأتي من جهات مختلفة"، سواء من جهاديين أو من اليمين المتطرف.
م.ع.ح/أ.ح (د ب أ ، أ ف ب)
في صور.. الهجمات على الكنس اليهودية في ألمانيا
محاولة الهجوم الأخيرة على كنيس يهودي في هاله بشرق البلاد ليست الأولى من نوعها في ألمانيا. إذ حتى بعد أهوال الحقبة النازية، مايزال الأفراد والنصب التذكارية وأماكن العبادة اليهودية هدفاً لهجمات معادية للسامية.
صورة من: Imago Images/S. Schellhorn
كولونيا، 1959: الصليب المعقوف وخطاب الكراهية
في أيلول/سبتمبر 1959، قام رجلان من الحزب النازي الألماني، برسم الصليب المعقوف وكتابة شعار "الألمان يطالبون بخروج اليهود"، على جدران الكنيس في كولونيا. انتشر بعد ذلك عبر ألمانيا رسومات وشعارات جدارية ضد السامية، تمكنت الشرطة من اعتقال الجناة، وقام البرلمان بتمرير قانون ضد "تحريض الناس"، والذي لازال حبراً على ورق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Joko
لوبيك 1994: أول حريق متعمد على معبد منذ عقود
أصيب العالم بالصدمة بعد إحراق كنيس يهودي شمال لوبيك في آذار/مارس 1994، في هجوم يعتبر الأول من نوعه منذ عقود. تم في النهاية إدانة أربعة أشخاص من اليمين المتطرف. في اليوم التالي للحريق، تجمع 4000 شخص في الشارع، حاملين شعارات "لوبيك تحبس أنفاسها"، ولكن في العام 1995 تعرض ذات الكنيس إلى هجوم آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner
إيسن 2000: إلقاء حجارة داخل كنيس قديم
قام أكثر من 100 فلسطيني من لبنان، بإلقاء الحجارة على كنيس قديم في إيسن بغرب ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2000. جاء الحادث بعد مظاهرة ضد "العنف في الشرق الأوسط". أصيب خلال الهجوم شرطي ألماني، فيما نفى نائب رئيس الوفد العام لفلسطين في ألمانيا(الممثلية الفلسطينية) محمود علاء الدين تورطه.
صورة من: picture-alliance/B. Boensch
دوسلدورف 2000: حريق متعمد وحجارة
قام شاب فلسطيني، 19 عاماً، وآخر مغربي، 20 عاماً، بتخريب كنيس يهودي جديد في دوسلدورف باستخدام الحجارة ومواد حارقة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، "انتقاماً" من اليهود وإسرائيل. وصرح المستشار الألماني، آنذاك، جيرهارد شرودير :"يجب أن يثور الناس ضد معاداة السامية". وعلى إثر الحادث قامت السلطات الفيدرالية وعدة مؤسسات غير ربحية بإطلاق حملات ضد التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ماينز 2010: هجوم بقنبلة مولوتوف بعد وقت قصير من افتتاح كنيس
بعد وقت قصير من افتتاح كنيس في ماينز، قام متطرفون بإحراق الكنيس الجديد في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2010. المبنى المدهش، من تصميم المعماري مانويل هيرز، أنشئ فوق كنيس قديم تم إحراقه على يد النازيين عام 1938.
صورة من: picture-alliance/akg/Bildarchiv Steffens
فوبرتال 2014: مواد حارقة
في يوليو 2014، ألقى ثلاثة شبان فلسطينيين مواد حارقة بالقرب من الباب الأمامي لكنيس في فوبرتال. إلا أن المحكمة أقرت بعدم وجود "دليل قاطع" على معاداة السامية. أثار القرار الجدل بشكل واسع، وتسبب بموجة غضب وسط الجالية اليهودية في ألمانيا ووسائل الإعلام الأجنبية. وعليه أعلن رئيس الجالية اليهودية فوبرتال أن الحكم "دعوة لمزيد من الجرائم".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
برلين 2019: مهاجم وسكين
تسلق رجل وفي حوزته سكينًا حاجزًا يقع في المعبد اليهودي الجديد في برلين مساء يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك خلال الفترة المقدسة بين عطلتي "رأس السنة" ويوم كيبور. استطاع رجال الأمن السيطرة على المهاجم، الذي ظلت دوافعه غير واضحة. وقامت الشرطة لاحقاً بإطلاق سراحه، وهو قرار وصفه زعماء يهود بأنه "فشل" في تحقيق العدالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Avers
هاله 2019: إطلاق نار في يوم الغفران
تجمع حوالي 80 شخصًا في الكنيس بعد ظهر الأربعاء للمشاركة في مراسم يوم الغفران، والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي. وبحسب ما ورد، حاول المهاجم المزعوم إطلاق النار على المعبد، ولكن لم يتمكن من المرور عبر باب الأمان. قتل اثنين من المارة وأصيب آخرين بإطلاق النار. وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الفاعل، ليثبت لاحقاً أن لديه سجلا من الخطاب اليميني المتطرف ومعاداة السامية وكراهية النساء.