في زيارة محمد بن سلمان لترامب.. هل تطبع السعودية مع إسرائيل؟
علي المخلافي أ ف ب
١٥ نوفمبر ٢٠٢٥
قبل زيارة إلى البيت الأبيض ابتداء من بعد غد الإثنين يلتقي خلالها ولي العهد السعودي بن سلمان مع ترامب، حض الرئيس الأمريكي السعودية على تطبيع علاقاتها بإسرائيل لكن لماذا تبدو الرياض غير مستعدة حاليا للمضي قدما بهذا المسار؟
يرى مراقبون أن ولي العهد السعودي سيسعى إلى الحصول على ضمانات أمنية أمريكية أفضل.صورة من: Saudi Press Agency/APA Images/ZUMA/dpa/picture alliance
إعلان
يزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واشنطن اعتبارا من بعد غد الإثنين (17 نوفمبر/تشرين الثاني) بعد غياب سبع سنوات، حيث سيضغط من أجل الاستحصال على ضمانات أمنية، بينما سيحثه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
لكن من غير المرجح أن توافق المملكة العربية السعودية على التطبيع في هذه المرحلة، إذ حدد الأمير محمد بن سلمان أولوية تقوم على انتزاع ضمانات أمنية أمريكية أكثر صرامة بعد الضربات الإسرائيلية في أيلول/سبتمبر 2025 على قطر، الحليف القوي للولايات المتحدة، والتي هزت منطقة الخليج الغنية.
تعزيز التعاون الأمني والدفاعي
وكتب عزيز الغشيان من معهد دول الخليج العربية، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن "بالنسبة للسعوديين، يبدو أن هدف هذه الرحلة... ثلاثي: تعزيز التعاون الأمني والدفاعي وتوطيده وتسهيله".
ويقوم ولي العهد السعودي البالغ 40 عاما بأول زيارة له للولايات المتحدة منذ مقتل صحفي "واشنطن بوست" جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين، ما أثار غضبا عالميا وأدى إلى توتر في العلاقات بين البلدين لفترة وجيزة.
وتربط الأمير محمد بن سلمان علاقة صداقة بترامب، وقد تعززت هذه العلاقة إثر الاستقبال الحافل الذي حظي به الرئيس الأمريكي خلال زيارته لأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم في أيار/مايو 2025 والتي أثمرت تعهدات باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار.
وتستمر الزيارة ثلاثة أيام ابتداء من الإثنين، وسيلتقي خلالها ولي العهد السعودي ترامب الثلاثاء، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الحكومة لوكالة فرانس برس، في ظل قلة المعلومات التي يتم الإعلان عنها في العادة قبل زيارات العاهل السعودي الخارجية.
وسيُعقد منتدى استثماري أمريكي سعودي يسلط الضوء على الطاقة والذكاء الاصطناعي في واشنطن خلال زيارة ولي العهد، وفق موقع الحدث الإلكتروني.
إعلان
ترامب يحض السعودية على التطبيع
وقبل وصول محمد بن سلمان، حضّ ترامب صراحة المملكة العربية السعودية، القوة الواسعة النفوذ في الشرق الأوسط، على تطبيع علاقاتها بإسرائيل من خلال الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، وهي جائزة كبرى للبيت الأبيض يبدو من غير المرجح أن تمنحها الرياض في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال ترامب في منتدى أعمال في ميامي: "هناك الكثير من الأشخاص الذين ينضمون إلى اتفاقيات أبراهام، ونأمل أن نحظى بموافقة المملكة العربية السعودية قريبا جدا".
وقد عُلقت الخطوات الأولية نحو تطبيع العلاقات مقابل ضمانات في مجالي الأمن والطاقة عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وما أعقبه من حرب إسرائيلية مدمرة في غزة.
الرياض لا تبدو حاليا مستعدة للتطبيع
ولا تبدو الرياض مستعدة حاليا للمضي قدما في هذا المسار، لا سيما أنها تقود مسعى دوليا لإقامة دولة فلسطينية، وهو شرطها المعلن لتطبيع العلاقات.
أكدت رئيسة فريق التفاوض بوزارة الخارجية السعودية منال رضوان هذا الشهر في حوار المنامة بالبحرين أن "الدولة الفلسطينية شرط أساسي للتكامل الإقليمي". وأضافت: "قلنا ذلك مرارا لكن لا أعتقد أن ذلك فُهم بالكامل لأننا نتلقى هذا السؤال باستمرار".
بدلا من ذلك، سيسعى ولي العهد السعودي إلى الحصول على ضمانات أمنية أمريكية أفضل. وقد حصلت الدوحة على أمر تنفيذي وقعه ترامب تعهد فيه بالدفاع عن قطر ضد أي هجمات بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، وهي صفقة يقول الخبراء إن دول الخليج الأخرى حريصة على انتزاعها.
هل تحصل الرياض على طائرات "إف 35" الحربية؟
إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي المتطورة، أفادت تقارير أن الرياض تسعى لشراء طائرات مقاتلة من طراز "إف 35"، وهي مقاتلات تملكها إسرائيل وحدها في الشرق الأوسط.
وقال خبراء إن السعودية ستسعى جاهدة أيضا للحصول على رقاقات عالية التقنية تحتاجها لدعم طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
تنويع اقتصادي ومشاريع سياحية
مع شروعها في مشاريع سياحية وترفيهية طموحة لتنويع اقتصادها المعتمد بشكل رئيسي على النفط، سعت الرياض إلى تهدئة التوترات الإقليمية، بما في ذلك مع إيران، خصمها اللدود سابقا.
وأكدت رضوان أن المملكة ستواصل عرض "مساعيها الحميدة" بشأن إيران، مضيفة أن "المفاوضات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة ضرورية لحل الملف النووي".
وقال الخبير الأمني في كلية "كينغز كوليدج لندن" أندرياس كريغ لوكالة فرانس برس إن "المسألة المطروحة هي إنْ كان ولي العهد قادرا على إضفاء الطابع الرسمي على إطار عمل أمريكي سعودي دائم يوفر ردعا موثوقا ضد إيران ويدعم رؤية 2030"، في إشارة إلى خطة التنويع الاقتصادي الطموحة للمملكة الغنية بالنفط.
في المقابل، "ستضغط واشنطن من أجل تشديد القيود على الروابط الحساسة مع الصين، ولتحرك ملموس مرتبط بمسار محتمل مع إسرائيل، وأفق سياسي معقول للفلسطينيين"، وفق كريغ
تحرير: ف.ي
الرياض وواشنطن.. عقود من النفط والسلاح والمال مقابل الحماية
قامت العلاقات السعودية الأمريكية منذ تأسيس المملكة على مبدأ المصالح المتبادلة، بيد أن النفط والمال السعوديين كانا محركين أساسيين لهذه العلاقة ومقابل ذلك اعتمدت المملكة على حماية أمريكا، لكن العلاقات شهدت بعض التوترات.
صورة من: picture-alliance/Everett Collection
1931: اعتراف أمريكي بدولة وليدة
الولايات المتحدة تعترف بمملكة الحجاز ونجد، التي أعيد تسميتها إلى المملكة العربية السعودية في العام التالي. وبعد عامين منحت المملكة امتياز التنقيب عن النفط لشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا. وحقق فرعها السعودي، الذي أعيد تسميته فيما بعد إلى أرامكو، أول اكتشاف تجاري في عام 1938. ولم تستكمل السعودية شراء 100 بالمئة من أسهم الشركة إلا في 1980.
صورة من: picture alliance/dpa/CPA Media Co. Ltd
1945: لقاء في قناة السويس
الرئيس الأمريكي فرانكلين دي. روزفلت يلتقي مع الملك عبد العزيز على متن السفينة يو.إس.إس كوينسي في قناة السويس، مما مهد الطريق أمام علاقات وثيقة على مدى عقود من الزمن.
صورة من: picture alliance/akg-images
1950 – 1951: من النفط إلى السلاح
أعادت السعودية التفاوض بشأن امتياز أرامكو لتحصل على مزيد من الإيرادات. وبعد عام من ذلك وقعت المملكة مع الولايات المتحدة اتفاقية دفاع متبادل، مما فتح الطريق أمام مبيعات هائلة من الأسلحة الأمريكية.
صورة من: picture alliance/dpa/TASS
1973: حظر نفطي
انضمت السعودية إلى حظر نفطي عربي على الولايات المتحدة ودول أخرى بسبب دعمها لإسرائيل في حرب 1973 مع مصر وسوريا، مما أدى إلى تضاعف أسعار النفط إلى أربع مرات تقريباً. رفع الحظر في 1974.
صورة من: Pierre Manevy/Express/Hulton Archive/Getty Images
1979: تمويل "المجاهدين" الأفغان
بالتعاون مع الولايات المتحدة وباكستان، ساعدت المملكة السعودية في تمويل المقاومة الأفغانية للاحتلال السوفييتي. وقام العديد من السعوديين، ومن بينهم أسامة بن لادن السعودي المولد، بتمويل المقاتلين الأفغان والانضمام إليهم.
صورة من: AFP/Getty Images
1990: غزو الكويت
بعد أن قام نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بغزو الكويت، استخدم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة السعودية نقطة انطلاق لطرد القوات العراقية من الكويت. وشاركت القوات السعوية في العملية. وبعد ذلك غادرت معظم القوات الأمريكية المملكة، لكن الآلاف بقوا هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa
1996: تفجير الخبر
أدى انفجار شاحنة مفخخة في مجمع عسكري أمريكي في الخبر إلى مقتل 19 جندياً أمريكياً. أعلن زعيم تنظيم القاعدة إسامة بن لادن "الجهاد" ضد الأمريكيين واصفاً القوات الأمريكية هناك بقوات احتلال.
صورة من: picture-alliance/AFP/EPA
2001: هجمات سبتمبر الإرهابية
قتل نحو ثلاثة آلاف في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول التي نفذها خاطفو طائرات من تنظيم القاعدة. ومن بين 19 خاطفاً، كان هناك 15 سعودياً. ونفت السعودية أي صلة أو معرفة بالهجمات. لم تجد لجنة حكومية أمريكية في 2004 أي دليل على أن السعودية مولت القاعدة بشكل مباشر. وتُرك الأمر مفتوحاً بشأن ما إذا كان مسؤولون سعوديون قد فعلوا ذلك بصورة فردية أم لا.
صورة من: picture alliance/dpa/NIST
2003: غزو العراق
لم تشارك السعودية في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق. وسحبت الولايات المتحدة جميع القوات القتالية المتبقية من المملكة. في هذا العام قتل ثلاثة مفجرين انتحاريين 35 شخصاً على الأقل، بينهم تسعة أمريكيين، في الرياض، وذلك في إطار هجمات ضد أجانب ومنشآت حكومية سعودية.
صورة من: picture-alliance/dpa
2011: الربيع العربي
هزت الاضطرابات العالم العربي بسبب الانتفاضات والاحتجاجات التي سُميت بـ "الربيع العربي". وسرعان ما أبدت السعودية قلقها مما تعتبره تخلي الرئيس باراك أوباما عن الرئيس المصري حسني مبارك حليف الولايات المتحدة.
صورة من: AFP/Getty Images
2013: قلق وشكوى
في حدث نادر أعلن أفراد العائلة المالكة للسعودية عن تذمرهم علناً من سياسات الحليف الأمريكي بعد أن حاولت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما تغيير نهجه بلاده إزاء إيران وعدم تدخلها بقوة في الملف السوري الملتهب بخلاف تدخلها في إسقاط النظام بليبيا.
صورة من: Reuters/Jim Bourg
2015: الملف النووي الإيراني
بعد أن توصلت القوى العالمية الكبرى إلى اتفاق مع إيران لتخفيف العقوبات على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، أعلنت الرياض عن خشيتها أن يقوي هذا الاتفاق الغريم الإيراني. وفي هذا العام شنت المملكة حملة عسكرية على الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن بعد أن أبلغت واشنطن قبلها بساعات قليلة فقط. لكن الولايات المتحدة قدمت الدعم العسكري المطلوب.
صورة من: Reuters/C. Barria
2016: فيتو الكونغرس
ألغى الكونغرس حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه أوباما ضد قانون يرفع الحصانة السيادية ويفتح الطريق أمام أقارب ضحايا 11 سبتمبر/ أيلول لمقاضاة السعودية بشأن الهجمات الإرهابية التي أوقعت الآلاف من القتلى والجرحى.
صورة من: picture-alliance/ dpa
2018: انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي
أبدت السعودية ترحيبها بقرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، أدانت الولايات المتحدة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.
صورة من: picture-alliance/Xinhua/T. Shen
2019: دور محمد بن سلمان
قام مشرعون أمريكيون، مستشهدين بأدلة على دور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قضية خاشقجي ومدفوعين بالغضب من الخسائر بين المدنيين في الغارات الجوية السعودية باليمن، بزيادة جهود منع بيع الأسلحة إلى الرياض. وقالت الرياض إن قتل خاشقجي ارتكبته مجموعة خالفت صلاحيات الأجهزة وتنفي أن يكون للأمير محمد بن سلمان أي دور.
صورة من: Getty Images/W. McNamee
2020: دعم لاتفاقيات إبراهيم
أعلنت السعودية دعمها لاتفاقيات إبراهيم التي أقام بموجبها حلفاؤها الإمارات والبحرين علاقات مع إسرائيل. ولم تصل الرياض إلى حد الاعتراف بإسرائيل نفسها.
صورة من: Alex Wong/Getty Images
2021: سجل حقوق الإنسان
تبنى الرئيس الأمريكي جو بايدن موقفا أكثر تشددا تجاه سجل السعودية في حقوق الإنسان. وتعهد بايدن أثناء حملته الرئاسية بجعل الرياض "منبوذة" بسبب مقتل خاشقجي. كما أعلن بايدن وقف الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة.
صورة من: Yasin Ozturk/AA/picture alliance
2022: "قيادة شجاعة"
في يونيو/ حزيران الماضي، قال بايدن إن المملكة أظهرت "قيادة شجاعة" من خلال مساندة تمديد الهدنة المدعومة من الأمم المتحدة في اليمن. ومع ارتفاع أسعار النفط بسبب الحرب في أوكرانيا، رحب البيت الأبيض بقرار دول أوبك+ زيادة الإمدادات النفطية.