سابقة تاريخية.. مناورات ألمانية إسرائيلية في سماء ألمانيا
١٨ أغسطس ٢٠٢٠
تجري القوات الألمانية والإسرائيلية تدريبات مشتركة بألمانيا للمرة الأولى في وقت يحيي فيه البلدان ذكرى ضحايا المحرقة بمعسكر "داخاو" النازي السابق وضحايا عملية احتجاز الرهائن الدامية في ميونيخ من قبل منظمة "أيلول الأسود".
إعلان
باشرت القوات الجوية الإسرائيلية هذا الأسبوع تدريبات في ألمانيا هي الأولى بتاريخ البلدين، تتخللها اليوم الثلاثاء (18 آب/أغسطس) مراسم لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة في معسكر داخاو النازي السابق وكذلك ضحايا عملية احتجاز الرهائن الدامية خلال الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972.
وتجري طائرات حربية إسرائيلية وألمانية حتى 28 آب/أغسطس تدريبات مشتركة باسم "بلو وينغز 2020" أو "الأجنحة الزرقاء"، وهي التدريبات الوحيدة التي تقوم بها إسرائيل في الخارج هذا العام بسبب وباء كوفيد-19.
وهذه المناورات المشتركة تشكّل "سابقة" بين البلدين على الأراضي الألمانية، وفق القوات الجوية الألمانية التي تعرف باسم "لوفتفافه". وهي تكتسي بالنسبة للعديد من العسكريين الإسرائيليين أهمية رمزية كبرى لحلولها بعد 75 عاماً من نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويشارك الوفد الإسرائيلي الثلاثاء في حفل لإحياء الذكرى أمام نصب تذكاري للضحايا في موقع المعسكر السابق في داخاو بمشاركة وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب-كارينباور.
وكتب السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا جيريمي يسخاروف، الذي يشارك في إحياء الذكرى، على تويتر: "يحلق سلاح الجو الإسرائيلي إلى جانب القوات الجوية الألمانية فوق داخاو بقيادة القادة المعنيين"، وأضاف: "يوم مذهل ومؤثر".
ويضع الوفدان إكليلاً على النصب التذكاري في المعسكر الذي يعدّ رمزاً للوحشية النازية. ويلقي حفيد أحد الناجين من المحرقة كلمة تسبق صلاةً يقيمها الحاخام مينديل مورايتي.
ويكرّم الجيشان أيضاً ضحايا عملية احتجاز الرهائن الدامية خلال الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972 من جانب منظمة "أيلول الأسود" الفلسطينية.
وحلّق سرب طائرات ألمانية وإسرائيلية الثلاثاء فوق قاعدة فورستنفلدبروك الجوية، موقع عملية احتجاز الرهائن التي أدت إلى مقتل معظم الرياضيين الإسرائيليين الـ11.
وأجرت القوات الجوية الألمانية تدريبات مشتركة في عام 2019 في صحراء النقب. ومن بين قادة الطائرات الإسرائيليين، العديد من المنحدرين من ضحايا الإبادة التي ارتكبها النازيون، منهم من مرّ على معسكر داخاو الذي أنشئ في 1933 وكان نموذجاً للمعسكرات التي أنشئت من بعده.
"مكافحة معاداة السامية بحزم"
وبالنسبة للجنرال الألماني إينغو غيرهارتس فإن "المؤشر المؤثر على صداقتنا هو أننا وللمرة الأولى في تاريخنا، سنحلّق جنباً إلى جنب مع القوات الجوية الإسرائيلية". وأضاف "مهمتنا اليوم مكافحة معاداة السامية بأكبر قدر من الحزم".
وشهدت ألمانيا في السنوات الأخيرة عودةً للكراهية إزاء اليهود. وكانت القوات المسلحة نفسها محط اتهام لانتماء بعض أعضائها منهم جنود نخبة، لمنظمات نازيين جدد. وأعلن الجيش الألماني لذلك أواخر حزيران/يونيو حلّاً جزئياً للقوات الخاصة بعد عدة فضائح بيّنت قربها من اليمين المتطرف.
فضلاً عن هذه الاحتفالات، وفي إطار عسكري بحت، تنشر إسرائيل من أجل هذه المناورات المشتركة في قاعدة "نورفنايش" ست طائرات من نوع "أف-16" وطائرتي بوينغ 707، واثنتين من نوع غولفستريم جي-550.
ويشارك الجيشان خصوصاً إلى جانب دول أخرى أعضاء في حلف شمال الأطلسي، في مناورات ضمن إطار التدريب الدولي "ماغ دايز" الذي ينظم أربع مرات في العام.
وتجري القوات الجوية أيضاً العشرات من عمليات محاكاة معارك بين الطائرات، وعمليات جو-أرض، والتصدي لتهديدات من الأرض إلى الجو.
م.ع.ح/ص.ش (أ ف ب)
معسكرات الاعتقال النازية .. شاهدة على الجرائم والمعاناة
في 29 أبريل 1945 حررت القوات الأمريكية 200 ألف شخص داخل معسكر الاعتقال "داخاو" الذي فتح أبوابه بعيد وصول هلتر إلى السلطة. وفي عموم ألمانيا شيدت تذكارات لتكون شاهدة على جرائم النازيين. هذه الجولة المصورة تعرفنا على بعضها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
بدأت أعمال العنف ضد اليهود في ألمانيا والنمسا بمذبحة التاسع من نوفمبر 1938. وبدأ حينها المعسكر الذي يبعد عن ميونيخ بـ20 كلم يستقبل الأفواج الأولى من اليهود والمعارضين للنظام النازي.
صورة من: picture-alliance/dpa
كانت فيلا "مارلييه" ببحيرة "فانزيه" ببرلين أحد مراكز التخطيط للمحرقة ضد اليهود. في 20 يناير 1942 اجتمع أعضاء من حكومة الرايخ داخل الفيلا لمناقشة إجراءات إبادة اليهود. ويوجد حاليا داخل إحدى غرف الفيلا نصب تذكاري لذلك اللقاء.
صورة من: picture-alliance/dpa
ابتداء من 1933 حتى بداية الحرب العالمية الثانية كان مبنى الكونغرس النازي بمدينة نورنبيرغ مسرحا لأكبر خطابات وحملات الدعايىة للنازيبن. وكانت تنظم داخل المبنى الشاسع مسيرات ومؤتمرات الحزب النازي التي يحضرها ما يصل إلى مئتي ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/Daniel Karmann
معسكر الاعتقال بيرغن - بيلسن بولاية ساكسونيا السفلى كان أول معسكر مخصص لأسرى الحرب. وفي السنوات الأخيرة من الحرب استقبل المعسكر السجناء المرضى من معسكرات أخرى. من بين المعتقلين الأكثر شهرة الفتاة اليهودية آن فرانك التي كانت من بين 50 ألف حالة وفاة. واكتسبت فرانك شهرة عالمية بسبب مذكراتها التي نشرت بعد موتها.
صورة من: picture alliance/Klaus Nowottnick
معسكر "بوخنفالد" القريب من مدينة فايمار بولاية تورينغن كان من بين أكبر معسكرات الاعتقال في ألمانيا. ففي الفترة ما بين 1937 وأبريل 1945 اختطف النازيون حوالي 270 شخص من جميع أنحاء أوروبا وتم الزج بهم في المعتقل. وكانت حصيلة الذين قتلوا منهم 64 ألفا.
صورة من: Getty Images/J. Schlueter
في العاصمة الألمانية برلين شيد داخل فناء مبنى "بندلر بلوك " تذكار يخلد ذكرى المقاومة الألمانية المسلحة ضد النازية. ففي الـ 20 من يوليو/تموز 1944 فشل العقيد غراف فون شتافنبرغ وضباط آخرون في محاولة اغتيال هيتلر. وفي نفس الليلة تم إعدام بعض المتورطين رميا بالرصاص داخل المبنى.
صورة من: picture-alliance/dpa
ابتداء من عام 1941 بدأ النازيون في بلدة هادمار الواقعة بولاية هيسن كان النازيون بقتل المصابين بالأمراض العقلية وذوي الاحتياجات الخاصة. واعتبر النازيون أن حوالي 15 ألف شخص "لا يستحقون البقاء على قيد الحياة". ووصل عدد قتلى ما كان يُطلق عليه "القتل الرحيم" إلى 70 ألف شخص. ويخلد هذا التذكار في هادمار تلك الجرائم الانسانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
النصب التذكاري لضحايا النازية من اليهود في العاصمة برلين، يعد من أهم النصب التذكارية. تم افتتاح هذا النصب التذكاري القريب من بوابة براندنبورغ في 10 مايو 2005. وصممه المهندس المعماري بيتر إيزنمان حيث يشبه مقبرة وفيه 2711 لوحًا خرسانيًا بأحجام مختلفة.
صورة من: picture-alliance/dpa
في برلين أقيم أيضا نصب تذكاري للمثليين الذين تعرضوا للاضطهاد على يد النازيين. النصب التذكاري الذي افتتح في 27 مايو 2008 يتوفر على شاشة تُظهر مثليين يتبادلون القبل.
صورة من: picture alliance/Markus C. Hurek
قرب مبنى "الرايخستاغ" في برلين شيد عام 2012 تذكار على شكل حديقة تكريما لأرواح 500 ألف من القتلى الغجر خلال فترة الحكم النازي. وعلى حافة نافورة الحديقة يمكن للزوار قراءة قصيدة تذكر بتلك المأساة بعنوان "أوشفيتز" للشاعر سانتينو سبينيللي بالإنجليزية والألمانية وبالغة الرومانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في تسعينيات القرن الماضي أطلق الفنان الألماني غونتر ديمنيغ مشروعًا خاصا لتخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست. ووضع أمام البيوت التي كان يسكنها الضحايا أحجارا نحاسية نقشت عليها أسماء الضحايا وتاريخ ولادتهم ووفاتهم. وتجاوز عدد هذه الأحجار النحاسية في ألمانيا 45 ألفا.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 30 أبريل 2015 ـ وبمناسبة ذكرى تحرير ميونيخ من النازيين ـ تم افتتاح مركز توثيق جديد لجرائم النازيين في قصر ميونيخ التاريخي المعروف ب "البيت البني". القصر كان إحدى مقرات الحزب وكان يضم مكتب أدولف هتلر. الكاتب: ايله سيمون/ عبد الرحمان عمار