في ظل الحملة الانتخابية بتركيا - مطالب بإعادة عقوبة الإعدام
٣٠ مارس ٢٠١٩
قبل 15 عاما ألغت تركيا رسميا عقوبة الإعدام، لكن الحديث عنها عاد منذ محاولة الانقلاب. ومع حملة الاستعدادات للانتخابات المحلية، يطالب الرئيس التركي بإعادة تطبيق تلك العقوبة. فهل ما يقوله مجرد تكتيك انتخابي أم نية فعلية؟
إعلان
إنها من أهم الأولويات بالنسبة للرئيس رجب طيب أردوغان: تركيا ينبغي أن تعيد تطبيق عقوبة الإعدام. ويكرر رئيس الدولة وزعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم هذا بصراحة في العديد من الفعاليات في الحملات الانتخابية المحلية، التي يزورها في جميع أنحاء البلاد. ويهتف أتباعه باستمرار في التجمعات: "نحن نطالب بعقوبة الإعدام".
"كان إلغاء عقوبة الإعدام خطأً كبيراً!" يؤكد دولت بهشلي، رئيس حزب الحركة القومية المتشدد. "دعونا نعيد تطبيق عقوبة الإعدام في البرلمان!"، يدعو حزب الحركة القومية، الذي شكل تحالفًا انتخابيًا للانتخابات المحلية مع حزب العدالة والتنمية. في الجمعية الوطنية التركية الكبرى، وهي التسمية التي تطلق رسمياً على البرلمان في أنقرة، يتمتع حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بالأغلبية على كل حال.
لقد ألغت تركيا عقوبة الإعدام منذ أكثر من 15 عامًا. وفي الواقع، لم يتم تنفيذ حالة إعدام منذ أكثر من 35 عامًا. ولكن مع وجود أردوغان في السلطة و حزب الحركة القومية، كأقرب شريك له، تواصل القضية العودة للظهور - خاصة قبل الانتخابات البرلمانية والمحلية، ولا سيما بعد محاولة الانقلاب في يوليو/ تموز 2016. كانت البلاد في الانتخابات الرئاسية العام الماضي على مقربة من قرار التصويت على إعادة عقوبة الإعدام. لكن بطريقة ما سكت أردوغان عن الموضوع ونحاه جانبا.
لذا فإن السؤال المطروح هو: هل هناك أي جهود حقيقية من قبل تحالف العدالة والتنمية والحركة القومية لإعادة تطبيق عقوبة الإعدام؟ أم أن المطلب بإعادتها هو فقط استراتيجية الرئيس لحصد الأصوات المحافظة في الانتخابات؟
ممثلو حزب العدالة والتنمية أكدوا في حديث خاص مع DW أن التركيز ينصب حصريًا على الانتخابات المحلية وأنه في الواقع لن تُستخدم أي طاقة لإعادة تطبيق عقوبة الإعدام. مضيفين أنه في الوقت الحالي، هناك مواضيع أخرى مهمة - على سبيل المثال الحالة الاقتصادية السيئة. لكن حتى هؤلاء الأعضاء في الحزب يتوقعون الآن توتراً كاملاً، بشأن المكان، الذي سيقف فيه رئيس حزبهم بعد الانتخابات.
المعارضة: أردوغان يخادع
"في كل مرة يكون فيها حزب العدالة والتنمية في ورطة بشكل ما، يتشبث بالرأي لحد ما، وبهذا يربك الناس، لكن ذلك مجرد حملات انتخابية، ونحن لا نأخذ الأمر على محمل الجد، وهذا مستحيل من الناحية القانونية"، هذا ما يقوله مراد أمير، وهو عضو في أكبر حزب معارض، حزب الشعب الجمهوري. أمير مقتنع بأن أردوغان يريد فقط الفوز بأصوات الناخبين القوميين.
وتنظر ميرال دانيش بشتاش، وهو محامية حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، إلى هجمات الرئيس اللفظية بطريقة مماثلة وتقول: "إنه يسخن القهوة الباردة، وبالتالي فهو يريد التلاعب بالكبرياء الوطني للناس. ويمكن القول إنه في وقت سابق، قام رجال الحكم بتربيط المسألة سويةً، لكن الشعب يفهم هذا الأمر".
لطفو تركان من "حزب الخير" القومي يرى هو أيضًا في تصريحات أردوغان تكتيكات بحتة تخص الحملة الانتخابية، ويتوقع ألا يتكلم رئيس الدولة إطلاقا عن هذا "الهراء" بعد الانتخابات المحلية. وقد شكل حزب الخير مع حزب الشعب الجمهوري تحالفا انتخابيا للانتخابات المحلية. "لو كان أردوغان سيرى ردة فعل إيجابية من الناخبين، لكان قد أدخل منذ فترة طويلة عقوبة الإعدام. فكل قضية تحمل إلى البرلمان، ومن الواضح أن كل أوامر أردوغان ينظر إليها في هذا المجلس كأنها قانون وتطبق خصوصا".
"دستورياً، لا يمكن تطبيقها"
إذن ما هو الوضع القانوني لعقوبة الإعدام؟ يرى الخبير الدستوري وعضو حزب الشعب الجمهوري إبراهيم كابوغلو أنه من المستحيل إعادة تطبيق عقوبة الإعدام. ويقول كابوغلو لـ DW: "حتى في زمن الحرب وتعبئة القوات المسلحة، أو عند تطبيق الأحكام العرفية أو في حالة الطوارئ، لا يمكن أن يكون هناك عقاب بأثر رجعي على الجرائم".
وفي الوقت نفسه ، يتذكر كابوغلو أن هدف أردوغان كان قبل كل شيء هو إعدام العقول المدبرة لمحاولة الانقلاب. ومع ذلك، لا يمكنه فعل ذلك إلا إذا غير الدستور، وبالتالي يعاقب على هذه الأعمال بالإعدام بأثر رجعي، يضيف الفقيه الدستوري، مؤكداً "أنه لا يوجد حالياً أي نشاط سياسي يتجه لتعديل دستوري".
ويتحدث إبراهيم كابوغلو عن نقطة أخرى: لقد وقعت تركيا على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. وإعادة تطبيق عقوبة الإعدام سيكون خرقاً للاتفاقية. "وهذا سيجعل تركيا تحطم كل الجسور مع أوروبا، وأعتقد أن هذا مستحيل"، كما يؤكد كابوغلو.
هلال كويلو/ص.ش
فوز أردوغان: حلفاء يهنئون وخصوم يسخرون
بمجرد إعلان فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية التركية، انطلق حلفاؤه يهنئونه بالولاية الثانية، بالمقابل، احتفظ خصوم الرجل برسائلهم، وسخروا من استمراره في الرئاسة. في صور: ردود الفعل العربية للانتخابات التركية.
صورة من: Reuters/U. Bektas
السيسي وأردوغان - علاقة عُقدتها الأخوان المسلمون
مصر من بين الدول التي لم يصدر عنها أي رد فعل تجاه فوز أردوغان بالولاية الثانية في الانتخابات الرئاسية. العلاقة بين البلدين تعرف عداءً منذ عزل مرسي. ففي الوقت الذي يقول فيه أردوغان إن عبد الفتاح السيسي صعد إلى الحكم عبر الانقلاب على الشرعية، واصفا إياه بـ"الطاغية"، ترى القاهرة أن أردوغان هو أكبر داعم لما تصفه بـ"إرهاب الإخوان".
صورة من: Reuters
آل زايد وأردوغان- عداء مزمن
يبدو جليا أن العلاقات التركية الإماراتية تتسم بتوتر ناتج عن اختلاف حول ملفات قديمة وأخرى جديدة، يأتي في مقدمتها ملف الأزمة الخليجية، وموضوع الإسلام السياسي، فضلا عن الاتهامات التي يوجهها الإعلام التركي لبعض الجهات، إذ يتهمها بالمساهمة في الانقلاب الفاشل على أردوغان. الإمارات لم تهنئ رجب طيب أردوغان بفوزه في الانتخابات الرئاسية، بل استهزأت شخصيات سياسية من هذا الفوز ودونت في حساباتها ساخرة منه.
صورة من: picture-alliance/AP/Y. Bulbul
محمد بن سلمان وأردوغان- تنافس على الزعامة
السعودية بدورها لم تصدر أي بيان تهنئة بعد فوز أردوغان، كما لم تبعث أية رسالة بهذا الخصوص. مراقبون يشيرون إلى التنافس الدفين؛ غير الظاهر بين البلدين على زعامة العالم الإسلامي. وتجدر الإشارة إلى الاختلافات التي لا تجمع موقف البلدين، وكان أبرزها: ملف الإسلام السياسي والأزمة الخليجية.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. Asfouri
بشار الأسد- خصم أردوغان اللدود!
العلاقة بين سوريا وتركيا هي الأخرى، لا تسلم من توتر وتشنج. ويبدو أن بشار الأسد لن يهنئ أردوغان بفوزه، خاصة وأنه طالب في مرات كثيرة بإسقاط الأسد. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد قال في في خطاب الفوز في الانتخابات: "إن تركيا ستواصل "تحرير الأراضي السورية"، حسب تعبيره، حتى يتسنى للاجئين العودة لسوريا بأمان".
صورة من: picture-alliance/dpa
العبادي- لا تهنئة حتى الآن!
لم يصدر لحدود الساعة أي تهنئة عراقية لأردوغان بمناسبة فوزه في انتخابات الرئاسة. العلاقات تتسم بكثير من التوتر بين البلدين، و يعود تاريخ احدثها إلى عام 2016 بعد وصف العراق استمرار وجود القوات التركية في شمال البلاد بالاحتلال، يبدو أنه ما يزال مستمرا، بالرغم من التقارب الذي يحاول البلدان خلقه، إلا أن طابع التوتر هو الطاغي على العلاقات بين العراق وتركيا.
صورة من: Reuters TV
الشيخ تميم أول المهنئين
كانت قطر أولى المهنئين لأردوغان. وقد اتصل الأمير تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس التركي بأردوغان فور ظهور النتائج وهنأه على النجاح الذي حققه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين البلدين، يطبعها تحالف بين الجانبين في المجال العسكري والاقتصادي. كما أن تركيا وقفت لجانب قطر خلال الأزمة الخليجية، وهو دليل على متانة العلاقة بين بلدين توحدت مواقفهما في قضايا كثيرة.
صورة من: picture-alliance/C. Oksuz
الغنوشي- تهنئة بنكهة التحالف
هنأ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية أردوغان بفوزه. وقال في تدوينة على فيسبوك: "أتقدم بتهاني حزب حركة النهضة التونسية للشعب التركي على نجاح انتخاباته الرئاسية والتشريعية، كما نتقدم بالتهنئة للرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية وحلفائه على الثقة المتجددة التي حصلوا عليها من شعبهم". يشار إلى أن حركة النهضة وحزب العدالة والتنمية التركي تجمعهما نقاط مشتركة، كالمرجعية الإسلامية للطرفين.
صورة من: picture-alliance/AA/K. Ozer
سعد الدين العثماني- تهنئة بأمنية دوام العلاقة
يعتبر المغرب من بين الدول التي تربطها علاقة حسنة بتركيا. إذ لا تعرف تشنجات بقدر ما تعرف اتفاقيات وشراكات مستمرة بين الطرفين. ويعتبر حزب العدالة والتنمية المغربي، من الجهات التي تظهر دعمها لحزب العدالة والتنمية التركي. ويعرف الاستثمار التركي في المغرب طريقا نحو التطور في كل مرة. وكان سعد الدين العثماني من بين المهنئين الأوائل لأردوغان في الولاية الأولى، في انتظار تهنئته له بهذه الولاية.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Domingo
عمر حسن البشير- حليف أردوغان القديم
عمر حسن البشير، رئيس السودان، كان من أول المهنئين لأردوغان بفوزه في الانتخابات الرئاسية. وبعث الرئيس السوداني، برقية تهنئة لأردوغان. كما أن البلدين تجمعها علاقات اقتصادية مهمة، تتمثل بالأساس في الاستثمار التركي، فضلا عن التعاون العسكري بين الجانبين. إعداد مريم مرغيش.