في ظل دعوة للإضراب العام في السودان ـ البرهان يتوجه للقاهرة
٢٥ مايو ٢٠١٩
بعد زيارة نائبه للسعودية، توجه رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة في أول زيارة خارجية له. زيارة البرهان تأتي في وقت تشهد فيه السودان أزمة سياسية حادة في ظل دعوة قادة الاحتجاجات إلى إضراب عام.
إعلان
في أول زيارة لخارج البلاد بصفته رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي، توجه الفريق أول عبدالفتاح برهان إلى العاصمة المصرية القاهرة ليلتقي فور وصوله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وتأتي زيارة البرهان إلى القاهرة قبل أيام من إضراب عام دعا إليه قادة حركة الاحتجاج في السودان الثلاثاء والأربعاء لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين.
كما تأتي وسط تفاقم الأزمة السياسية في السودان في ظل عدم التوصل إلى اتفاق مع قوى إعلان الحرية والتغيير التي تتصدر الاحتجاجات الشعبية، التي أسفرت عن الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير وتولي المجلس العسكري الانتقالي إدارة البلاد.
ولم تتوافر تفاصيل عما بحثه الزعيمان ولكن جماعات المعارضة والاحتجاج السودانية ستراقب الاجتماع عن كثب بعد أن حذرت مصر من التدخل في السياسات السودانية.
ويرفض السودانيين النموذج المصري في التغيير السياسي في البلاد، حيث كان السيسي نفسه وزيرا للدفاع في ظل حكم الرئيس المنتمي لإخوان المسلمين محمد مرسي، وتولى رئاسة مصر بعد انتخابات جرت أعقاب عزل الرئيس المنتخب مرسي استجابة لاحتجاجات شعبية انتهت بإحكام العسكر لقبضتهم على مقاليد البلاد.
ويريد المحتجون في السودان رئيساً مدنياً للمجلس السيادي، الأمر الذي يرفضه المجلس العسكري. كما يطالبون بأن يكون الأعضاء ثمانية مدنيين وثلاثة عسكريين، في حين يريد المجلس العسكري سبعة عسكريين وأربعة مدنيين. ويواصل آلاف المعتصمين تجمعهم أمام مقرّ الجيش في وسط الخرطوم لمطالبة العسكريين بتسليم السلطة للمدنيين.
من جانب آخر، قام نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو المعرف بـ "حميدتي" بزيارة للسعودية الخميس والجمعة التقى خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وحسب المصادر الرسمية السودانية استهدفت الزيارة تقديم الشكر للمملكة على الدعم المالي الذي قدمته الرياض للخرطوم.
ح.ع.ح/أ.ح (أ.ف.ب، د.ب.ا، رويترز)
السودان ..مد وجزر بين مدنية السلطة وحكم العسكر
استولى عمر البشير على الحكم عبر انقلاب عسكري، ليطيح بحكومته ما يبدو انقلابا عسكريا آخر، في معترك احتجاجات واسعة في البلاد التي لم تكن الانقلابات العسكرية غريبة عنها. لمحة عن الحكومات العسكرية والمدنية التي عاشها السودان.
صورة من: Getty Images/AFP
مد وجزر
الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957.
صورة من: Reuters
حكومة عسكرية
بعد استقلال السودان في عام 1956، لم تهنأ البلاد بحكم مدني لأكثر من عامين، حيث نجح أول انقلاب عسكري في عام 1958 بقيادة ابراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي التي كان يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S.Bol
حكومة مدنية
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار. في الصورة مبنى القصر الرئاسي بالخرطوم.
صورة من: EBRAHIM HAMID/AFP/Getty Images
انقلاب جعفر محمد نميري
وفي ظل اضطرابات سياسية نفذ العقيد جعفر محمد نميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكم النميري لمدة 16 عاماً تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة أُعدم نتيجتها 3 ضباط من الحزب الشيوعي الذين سعوا إلى الاستيلاء على السلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
عبد الرحمن سوار الذهب والاستثناء!
أطاحت انتفاضة شعبية كبيرة عرفت بـ"انتفاضة إبريل" بنظام النميري، اذ أعلن حينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب أعلى قادة الجيش، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة في 6 نيسان 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان الذي يفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
انقلاب عمر البشير
ومجدداً في عام 1989 جاء انقلاب الرئيس عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه "الجبهة الإسلامية القومية". استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً شهدت البلاد خلالها تقسيم البلد إلى دولتين في الشمال والجنوب، وصراعات دموية من ضمنها حرب دارفور الأهلية التي صدر بحقه نتيجتها مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الحراك السوداني
وفي أواخر عام 2018 شهدت السودان احتجاجات شعبية على الغلاء وسوء الخدمات تحولت فيما بعد للمطالبة بإسقاط البشير الذي انتهت فترة حكمه في صباح اليوم الخميس (11 نيسان/أبريل 2019)، إذ أعلن الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد. الكاتبة: ريم ضوا
صورة من: Reuters
العسكر أم المدنيون؟
فور إعلان عزل الرئيس البشير، سُلطت الأضواء على دور الجيش..الجيش الذي انضم للحراك الشعبي ورفض قمع المتظاهرين، لكن إعلانه الإطاحة بالبشير يؤشر على ما يبدو إنقلابا عسكريا..فإلى أي أين تسير دفة الحكم في أكبر بلد أفريقي ..للعسكر أم المدنيين؟