في ظل صمت سعودي.. الحوثيون "يعرضون أدلة" على هجومهم
٢٩ سبتمبر ٢٠١٩
بينما تلتزم السعودية الصمت لليوم الثاني على التوالي، عرض الحوثيون لقطات لما وصفوه بأنه أكبر هجوم قرب الحدود مع منطقة نجران السعودية. كما أعلنوا عن مقتل نحو 200 جندي من القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
إعلان
عرضت جماعة "أنصار الله" الحوثية اليمنية اليوم الأحد (29 أيلول/ سبتمبر 2019) لقطات لما وصفته بأنه هجوم كبير قرب الحدود مع منطقة نجران في جنوب السعودية، مضيفة أن مقاتليها أسروا جنودا وسيطروا على مركبات. ولم ترد السعودية، حتى ساعة إعداد هذا الخبر، على المعلومات التي أعلن عنها الحوثيون أمس واليوم، كما لم يتم التأكد من صحتها على نحو مستقل.
وعرضت قناة المسيرة التي يديرها الحوثيون لقطات استهداف مركبات مدرعة بتفجيرات وما وصفته الجماعة باستسلام عشرات المقاتلين. وقال رجلان منهم خلال التسجيل المصور إنهما من السعودية.
وقال المتحدث باسم قوات الحوثيين يحيى سريع في مؤتمر صحافي عقده في صنعاء الأحد أن هناك "أكثر من 200 قتيل استهدفوا بعشرات الغارات أثناء الفرار أو الاستسلام"، مؤكدا أيضا "وقوع أكثر من ألفي مقاتل" في الأسر. وبحسب سريع فإن العملية "العسكرية الواسعة" التي نفذت في الخامس والعشرين من آب/أغسطس استمرت ثلاثة أيام.
ومن جانبه، أفاد مصدر عسكري يمني من القوات الموالية للحكومة اليمنية لوكالة فرانس برس أن عدد الأسرى اليمنيين "أقل من (إعلان الحوثيين) مشيرا أن العدد قرابة 1300 جندي" بينهم 280 أصيبوا بجراح. وبحسب المصدر فإنه في شهر آب/أغسطس الماضي تمت محاصرة الجنود اليمنيين "لأربعة أيام بعد عملية التفاف من قبل الحوثيين" في محافظة صعدة معقل المتمردين الحوثيين.
وتبنّى الحوثيّون الهجمات التي استهدفت في 14 أيلول/سبتمبر منشأة خريص النفطيّة الواقعة في شرق السعودية، وأضخم مصنع لتكرير الخام في العالم يقع في بقيق على بعد نحو مئتي كيلومتر شمالاً من خريص. بينما اتهمت الولايات المتحدة والسعودية ايران بالوقوف خلف الهجمات، مؤكدة أنه تم تنفيذ الهجمات باستخدام أسلحة متطورة ليست بحوزة المتمردين اليمنيين.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعاً بين المتمرّدين الحوثيين والقوّات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، تصاعد مع تدخّل التحالف العسكري بقيادة السعودية في آذار/مارس 2015. وأوقعت الحرب حوالى 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية. ويعتبر مسؤولون في المجال الإنساني أن الحصيلة أعلى بكثير.
م. أ.م / أ.ح ( أ ف ب، رويترز)
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش