في عشية عيد الميلاد.. البابا يدعو لتذكر ضحايا الحرب والفقراء
٢٤ ديسمبر ٢٠٢٢
رأس البابا فرنسيس في الفاتيكان قداس عشية الميلاد العاشر منذ توليه كرسي البابوية قائلاً إن الصراعات ومستوى الجشع والتعطش للسلطة باتت "تزيد رغبة البعض في استنزاف الآخرين وقتلهم".
إعلان
تحدث البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اليوم السبت (24 ديسمبر/ كانون الأول 2022) إلى الكاثوليك في أنحاء العالم عشية عيد الميلاد، قائلاً في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا وغيرها من الصراعات، دون أن يذكرها بالاسم، إن "مستوى الجشع والتعطش للسلطة بلغ حدا صار فيه البعض راغبا في استنزاف وقتل الآخرين "حتى وإن كانوا جيرانه".
ورأس البابا فرنسيس (86 عاماً) قداس عشية عيد الميلاد العاشر منذ توليه كرسي البابوية بكنيسة القديس بطرس، وهو الأول الذي يسمح منذ سنوات بوجود نحو 7000 شخص داخل الكنيسة بعدما كانت القيود مفروضة على عدد الحضور بسبب جائحة فيروس كورونا. واحتشد نحو 4000 آخرين أمام الكنيسة في ساحة القديس بطرس في ليلة دافئة نسبيا.
وقال بابا الفاتيكان "الرجال والنساء في عالمنا، في نهمهم للثروة والسلطة، يلتهمون حتى جيرانهم وإخوتهم وأخواتهم... كم عدد الحروب التي شهدناها! وكم من الأماكن، حتى في يومنا هذا، تُعامل فيها كرامة الإنسان وحريته بازدراء!"
ومنذ غزو روسيا لجارتها في فبراير/ شباط انتقد البابا فرنسيس الحرب في كل مناسبة عامة تقريبا، على الأقل مرتين أسبوعيا، مستنكرا ما يصفه بالأعمال الوحشية والعدوان غير المبرر. ولم يذكر البابا أوكرانيا على وجه التحديد مساء اليوم السبت.
وقال الحبر الأعظم: "كالعادة، الضحايا الرئيسيون لهذا الجشع البشري هم الضعفاء"، منددا بالنهم "للمال والسلطة المتعة". وأضاف "أفكر قبل أي شيء في الأطفال الذين راحوا ضحايا للحرب والفقر والظلم".
ويقوم البابا غدا الأحد بتلاوة رسالته التقليدية "بركة المدينة وبركة العالم" بعد قداس عيد الميلاد بالتقويم الغربي مباشرة. ويقدم رأس الكنيسة الكاثوليكية هذه المباركة وهى "أوربي إي أوربي" بصورة تقليدية وتعنى مباركة المدينة والعالم. من المتوقع أن يوجه البابا في خطابه رسائل سلام وإدانة للحروب في العالم وخاصة في أوكرانيا.
ع.غ/ ع.ج.م (د ب أ، رويترز)
كيف يحتفل العالم بأعياد الميلاد؟
تختلف تقاليد الاحتفال بأعياد الميلاد من مكان لآخر. وبينما يرتبط الكريسماس بالثلوج البيضاء في أوروبا، يحتفل به الأستراليون على الشواطئ بملابس البحر. تعرف على بعض التقاليد المختلفة من خلال هذه الجولة المصورة.
صورة من: CC BillKatyGemma / flickr.com,
استراليا: أعياد ميلاد صيفية
لا يرتبط عيد الميلاد دائما بالثلوج، فهو يأتي أحيانا في الصيف مثلما الحال في استراليا، التي تقع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية. هنا يحتفل الاستراليون بالكريسماس في موسم الصيف وعطلات المدارس، وتصل درجات الحرارة لثلاثين درجة مئوية. لذلك عادة ما يفضلون الاحتفال على الشواطئ ويقيمون حفلات الشواء. ولا يمكن نسيان الهدايا التي يجدونها في صباح 25 ديسمبر تحت الشجرة المصنوعة غالبا من البلاستيك.
صورة من: Getty Images/S. Barbour
روسيا: عيد الميلاد في يناير
أما روسيا فعادة ما تكون "بيضاء" أثناء الاحتفال بأعياد الميلاد وهذا ليس الفارق الوحيد، حيث يحتفل الروس بعيد الميلاد في 7 يناير/كانون الثاني، حيث تتبع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التقويم اليولياني. أما الهدايا فهي لا تقدم في عيد الميلاد وإنما في ليلة رأس السنة، ويعود ذلك لأيام الاتحاد السوفيتي الذي حيد الأعياد الدينية. ويصوم بعض المسيحيين في ليلة عيد الميلاد حتى ظهور أول نجمة في السماء.
صورة من: picture alliance/dpa/Y. Andreev
مصر: احتفالات دينية
وفي مصر أيضا يحتفل معظم المسيحيين بعيد الميلاد في 7 يناير/كانون الثاني، حيث يتبع معظم أقباط مصر الكنيسة الأرثوذكسية. وتسبق عيد الميلاد فترة صيام مدتها ثلاثة وأربعون يوماً، من 25 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى ليلة العيد التي تقضيها أغلبية المسيحيين في الكنيسة. وبعد نهاية قداس العيد تجتمع الأسرة لتناول الطعام معا في وليمة احتفالية كبيرة رغم أن الفجر يكون قد اقترب!
صورة من: Reuters
اليابان: الهدايا أولاً
ربما يفاجأ كثيرون بأن هناك احتفالات بأعياد الميلاد في اليابان، وهو بالفعل تقليد جديد نسبيا إذ لم يبدأ الاحتفال به سوى في العقدين الأخيرين. وفي الحقيقة لا يهتم اليابانيون كثيراً بعيد الميلاد الذي لا يشكل لهم سوى فرصة لتبادل الهدايا وتزيين الشوارع والأسواق. أما الأكلة التي ارتبطت بعيد الميلاد فهي كعكة بالكريمة والفراولة. أما ليلة الكريسماس فتكون ليلة رومانسية يقضيها المحبون معاً.
صورة من: Reuters/T. Peter
فلسطين: احتفال للمسيحيين والمسلمين
عيد الميلاد في الأراضي الفلسطينية والضفة الغربية في غاية الأهمية. فهناك تقع مدينة بيت لحم مسقط رأس المسيح، ولذلك هي نقطة جذب أيضاً للسياح في هذا الوقت من العام. ولا يحتفل المسيحيون الفلسطينيون فقط بعيد الميلاد وإنما كثير من المسلمين أيضا يحتفلون ويفتخرون بميلاد المسيح في بلدهم. وفي ليلة عيد الميلاد يكون هناك موكب خاص في المدينة تعزف فيه موسيقا القرب الاسكتلندية، ما يبدو أمراً غريبا!
صورة من: Getty Images
فنلندا: مكتب سانتا
يعتقد الفنلنديون أن سانتا كلوز أو بابا نويل يعيش في لابلاند في شمال فنلندا، بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية. ويكتب الناس من كل أنحاء العالم الخطابات لسانتا للحصول على الهدايا. وفي فنلندا هناك منتزه سياحي كبير يسمى "منتزه عيد الميلاد"، وهو ما يعني أنه ليس على سانتا القيام برحلة طويلة لتوزيع الهدايا هناك، كما أن له مكتب يستقبل فيه الخطابات! ويفضل الفنلنديون قضاء عيد الميلاد مع الأسرة.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Hassenstein
غواتيمالا: من بيت إلى بيت
في آخر تسعة أيام قبل أعياد الميلاد يتنقل تمثالا العذراء مريم ويوسف من منزل لآخر، وتقوم كل عائلة بتزيين المزود بالتمثالين. والمنزل الذي يبقى فيه التمثالان حتى ليلة عيد الميلاد عليه أن يقوم بحفل كبير ودعوة الآخرين. وهناك أيضاً شجرة عيد الميلاد التي جلبها الألمان المهاجرون معهم إلى هناك. ورغم أن الهدايا توضع تحت الشجرة إلا أنها لا تفتح إلا في ليلة رأس السنة.
صورة من: picture-alliance/dpa/E. Biba
عفاريت وأقزام في الدول الاسكندنافية
يسود الظلام في مناطق كثيرة من الدول الاسنكندافية طوال فصل الشتاء، وللعفاريت والأقزام تاريخ طويل مع تقاليد أعياد الميلاد في تلك البلدان. في الدنمارك تقوم الأقزام بزيارة المنازل مع سانتا كلوز. أما في السويد فيتم وضع وعاء ثريد للعفاريت حتى لا يزعج السكان. ومن الأيام الهامة هناك يوم 13 ديسمبر، عيد القديسة لوسيا، التي تجلب النور في الليل. وتقوم الابنة الأكبر في الأسرة بارتداء زي هذه القديسة.