لم تعد تفاصيل تربية الصغار مهمة خاصة بالأم فقط، إذ يزيد عدد الآباء الذين يتحملوا مسؤولية الاهتمام بأدق تفاصيل الصغار منذ اليوم الأول. وبقدر متعة متابعة الصغير وهو يكبر، إلا أن بعض الأمور تصل بالأب يوميا لحافة الجنون.
صورة من: picture-alliance/dpa
إعلان
يصادف اليوم في ألمانيا "عيد الأب" وهو بالتأكيد مناسبة للاحتفال وتكريم الآباء، لاسيما وأن الكثير منهم في السنوات الأخيرة صاروا يتحملوا أدق تفاصيل تربية الأطفال بعد أن كانت هذه مهمة الأم وحدها لفترة طويلة. ففي الكثير من الدول صارت "عطلة رعاية الطفل" مسألة يشترك فيها الأب والأم، كما أن الاهتمام بتغيير ملابس الطفل وتحضير العام له لم تعد من الواجبات القاصرة على الأم فحسب.
وبهذه المناسبة نستعرض بعض الأمور التي اتفق الكثير من الآباء على أنها "تقودهم للجنون" أو على الأقل "تزعجهم بشدة" في رحلة تربية الأبناء. واستخلص "معمل الأسرة" الذي تأسس قبل عشرة أعوام في ولاية بافاريا الألمانية ويقدم العديد من الدورات التدريبية للآباء، بعض الأمور التي تزعج الآباء:
وداعا لليالي الهادئة : تمثل الأيام والأسابيع والشهور الأولى بعد الولادة تحديا كبيرا للأب، الذي لا يعد بوسعه النوم بهدوء مع وجود كائن صغير يحلو له غالبا الصراخ طوال الليل. ورصد ماتياس فولشرت، مؤسس "معمل الأسرة" من خلال خبرته في التعامل مع الآباء الجدد، مدى إزعاج هذه النقطة تحديدا للآباء وقال في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الألمانية: "قلة النوم تقود الكثير من الآباء للجنون، لدرجة أن بعضهم يعتقد أنه قد يفقد حياته إذا استمر هذا الصراخ الليلي لعدة أشهر".
كرة القدم: التجمع مع الأصدقاء لمشاهدة مباراة لكرة القدم على المقهى أو في الاستاد، من الأمور التي تدخل السعادة لقلوب الكثير من الرجال، لكن مع وصول الطفل الأول واضطرار الكثير من الآباء للمشاركة في تفاصيل الاهتمام بالطفل بالإضافة إلى العمل، يصبح من الصعب الاستمتاع بمباريات الفرق المفضلة.
تعليمات وانتقادات "ماما": لا تحمل الطفل بهذه الطريقة..لماذا لم تحمله لينام في سريره بدلا من نومه بجوارك على الأريكة؟".. لا تتوقف بعض الأمهات عن إعطاء الأب تعليمات وتوجيهات خاصة بتفاصيل الاهتمام بالصغير وهو أمر يشكل إزعاجا للأب الذي يرى من وجهة نظره أنه يستطيع القيام بواجباته بشكل مثالي حتى وإن اختلفت طريقة التنفيذ عن الأم.
التعليقات السخيفة من الأكبر سنا: "هل تقوم بتغيير الحفاظات للصغير؟ في وقتنا كانت هذه مهمة الأم أو لماذا يتحتم عليك تعطيل عملك عدة شهور للاهتمام بالطفل؟" تعليقات تأتي غالبا من أجيال أكبر سنا وتشكل إزعاجا للآباء الشباب الذين يحاولون القيام بدور أكبر في تربية الصغار وقضاء المزيد من الوقت معهم.
السيارة تتحول لمتجر متنقل: الارتباط بالسيارة والحفاظ عليها مسألة مهمة للرجال، وفجأة يجد الأب سيارته التي كانت في الماضي دائما نظيفة وفارغة، مكتظة بعربة الصغير وألعابه وطعامه وزجاجات اللبن والمياه.
بابا على الهامش: مع وصول الطفل الأول يبدأ الأب في الشعور بأنه لم يعد رقم "1" في حياة زوجته، التي تقضي معظم وقتها في الاهتمام بعضو الأسرة الجديد، الذي صارت جميع خطط الأسرة تتم بناء على مواعيد نومه وطعامه.
التقلبات الجوية: معطف ثقيل أم خفيف، قبعة على الرأس أم لا؟ أسئلة عديدة يفكر فيها الأب قبل الخروج بالصغير لاسيما بين فصول العام والتي تشهد الكثير من التقلبات الجوية. وبعد تفكير عميق واختيار دقيق لملابس الصغير، يخرج الأب به ليستمع لتعليقات من نوعية "كيف تخرج بالطفل بهذه الملابس الخفيفة، سيصاب بالبرد"، أو "كيف يتحمل الصغير هذا المعطف الثقيل، ألا ترى الشمس ساطعة والطقس دافئ"؟
بابا في النادي: وجود الأب مع الصغير وسط تجمعات نسائية كالنادي أو الحديقة، يشكل تحديا كبيرا إذ يستمع الأب للكثير من "النصائح" من الأمهات الخبيرات اللاتي ينظرن له نظرة "الأب المبتدئ".
كيف يحتفل أطفال ألمانيا باليوم الأول من المدرسة
ذهاب الطفل للمدرسة لأول مرة يعتبر في معظم بقاع العالم يوما مميزا، تمتزج فيه مشاعر الفرح والخوف في آن واحد. بيد أن ما يميز هذا اليوم في ألمانيا طقوس وعادات يعود تاريخها لمئات السنين نتعرف على بعضها في معرض الصور التالي.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
الجزء الأهم بالنسبة للأطفال في يومهم المدرسي الأول هو (مخروط المدرسة). إذ إن فكرة الالتزام بالحضور المدرسي لـ12-13 سنة قادمة قد تحتاج "لتحليتها" ببعض الحلويات والهدايا لترغيب الطفل بالمدرسة. ظهرت هذه الطقوس في مطلع القرن التاسع عشر حين لجأ الأهالي لتحسين شعور أطفالهم حيال المدرسة بأكياس مليئة بالحلوى المنزلية أو الجاهزة منها، وبعض المستلزمات المدرسية والهدايا.
صورة من: imago/Kickner
يلتحق معظم الأطفال في ألمانيا إلى المدرسة بعمر الست سنوات، وذلك في شهر آب/أغسطس أو أيلول/سبتمبر، تبعاً للمقاطعة التي يعيشون فيها. وغالبيتهم قد قضوا مسبقاً بضع سنوات في الرعاية النهارية "الحضانة" أو في المرحلة التحضيرية التي لا تشكل جزءاً من النظام التعليمي العام. وطبعاً، المرحلة الدراسية الأولى هي المرحلة الأهم بالنسبة للأطفال وذويهم.
صورة من: Getty Images/AFP/S.Khan
يهتم الأهالي بهندام الطفل، وأيضا يقومون بتحضير حقيبة الظهر المدرسية قبل اليوم الدراسي الأول. ويفضل أن تكون مربعة الشكل حرصاً على شكل الأوراق وكي تتسع للوجبات الخفيفة من السجق، وأن تكون مواكبة للموضة. موضة هذا العام تشهد إقبالاً على حقائب عليها صور حرب النجوم وسوبرمان.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد حصولهم على الحقيبة المناسبة، يتوجب على الأهالي تزوديها- قبل اليوم الأول- بكل المسلتزمات المدرسية كالأقلام والمساطر والدفاتر. غالباً في ألمانيا، لا يحظى الأطفال لا سيما الصغار بوجبة الغداء في المدرسة بل بفرصة قصيرة لتناول (السندويشة)، لذا يحتاجون علب مناسبة أيضاُ لوضع تلك الوجبات.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gentsch
العديد من الأطفال في أنحاء العالم، يحتفظون بصورة من يومهم الأول في المدرسة. في ألمانيا تكون هذه الصورة مع إحتضان مخروط الحلوى المدرسي مع عبارة مكتوبة مثل "يومي الأول في المدرسة".
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Hirschberger
اليوم المدرسي الأول في ألمانيا لا يبدأ بالدراسة، بل باحتفال خاص يشارك فيه الآباء والأقارب. وعادة ما يتضمن مشاركة من الكنيسة بإعطاء التلاميذ مباركة بمناسبة البدء بالرحلة التعليمية. يذكر أن بعض المدارس تقدم مظاهر احتفالية للتلاميذ المسلمين أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
أثناء الاحتفال يقوم الأطفال الأكبر عمراً أو المعلمين بتقديم عرض مسرحي يزود التلاميذ الجدد بشرح عن عمل المدرسة. وفي بعض المدارس يعين للتلاميذ الجدد ما يسمى (صديق الدراسة) من الصفوف الأكبر ليكون بمثابة دليل لهم.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
بالإضافة إلى الاحتفال، هناك جولة مُحضرة مسبقاً لأطفال الصف الأول بهدف تقديمهم للغرف الدراسية التي سيلتحقون بها، مصنفة بحسب الأحرف. وفي كل غرفة صف تكتب عبارات الترحيب بالأطفال على سبورة مخصة لذلك.
صورة من: picture alliance/dpa/G. Kirchner
بعد مراسم الاحتفال المدرسية، تقوم العائلات بتحضير حفلة أخرى يُدعى إليها الأصدقاء والأقارب لرؤية الطفل الشجاع المقبل على عالم الدراسة. قد ينزعج الطفل بسبب كثرة التقبيل والاهتمام إلا أن غبطة الهدايا التي يحظى بها تنسيه ذلك الانزعاج.
صورة من: picture alliance/R. Goldmann
وبعد انقضاء احتفالات اليوم الأول، يتوجب على الأطفال في اليوم الثاني إيجاد قاعاتهم الدراسية لحضور درسهم الأول. المدرسة الإبتدائية في ألمانيا تتضمن أربعة صفوف من الأول إلى الرابع، بعدها يلتحق التلاميذ بإحدى أنواع المدارس الثلاث، وذلك اعتماداً على أدائهم التعليمي.