عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساواة
١ مايو ٢٠٢٥
تظاهر الآلاف في مدن عديدة حول العالم اليوم الخميس (الأول من مايو/ أيار) بمناسبة عيد العمال، واختارت النساء المغربيات هذه المناسبة لتسليط الضوء على العمل الذي تؤديه المرأة في المنزل دون أجر، فخرجت العشرات من إلى شوارع الدار البيضاء للمطالبة بالمساواة بين الجنسين في تحمل الأعباء المنزلية.
قادت هذا التحرك جمعية (التحدي للمساواة والمواطنة) بالتنسيق مع (الفيدرالية الديمقراطية للشغل) حيث ارتدى متظاهرون من النساء والرجال مريلة المطبخ ورددوا شعارات تطالب بتقاسم أعباء المنزل.
وقالت بشرى عبده رئيسة الجمعية لرويترز "العمل المنزلي هو عمل مهم جدا وعمل ذو قيمة إنتاجية، ومادية كذلك، اليوم مطالبنا هي أن نتقاسم الأعباء المنزلية مع الرجال... لأنه عمل لا يمس برجولة الرجل ولا ينقص من قيمة المرأة، بالعكس هو عمل مهم جدا ويجعل الأسرة تعيش في هناء وسعادة".
وكان المغرب على وشك إصدار قانون جديد للأسرة العام الماضي بعد نقاش واسع شمل أطياف المجتمع المختلفة، من بين بنوده المقترحة الإقرار بأن أداء الزوجة للأعمال المنزلية هو عمل غير مدفوع الأجر، ويعد إسهاما في تكوين الثروة المكتسبة أثناء فترة الزواج.
وعن مدى تقبل الرجل المغربي لمثل هذه التحولات قالت بشرى "طبعا هناك مقاومة لأن المجتمع تقليدي محافظ ويحمل العقلية الذكورية".
وأضافت أن الجمعية تستعد لعدد من الأنشطة لنشر الوعي خاصة في أوساط الطلبة والتلاميذ والجمعيات: "لرفع مستوى الوعي، ودمج الشبان والأطفال في أشغال البيت، ليتحملوا أيضا الأعباء المنزلية ويساهموا في نشر الوعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتقليص ساعات العمل للنساء اللواتي يشتغلن في البيت".
اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في عيد العمال بإسطنبول
وفي شوارع إسطنبول ، احتجزت الشرطة التركية مئات المتظاهرين ووضعتهم في حافلات بعد محاولتهم كسر حظر على التجمعات العامة والسير نحو ميدان تقسيم. ودعت نقابات ومنظمات غير حكومية إلى احتجاجات ومسيرات في أنحاء إسطنبول التي شهدت موجة تظاهرات في الأسابيع القليلة الماضية احتجاجا على القبض على رئيس بلدية المدينة أكرم إمام أوغلو ، المنافس السياسي الأبرز للرئيس رجب طيب إردوغان.
وأظهرت لقطات من إسطنبول اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب والمتظاهرين. ورفع المحتجون لافتات ورددوا شعارات بينما كانت الشرطة تسحب المقبوض عليهم بالقوة إلى حافلات قريبة. وتقام التجمعات في تركيا بمناسبة عيد العمال سنويا لكن الشرطة تدخلت كثيرا في السنوات القليلة الماضية لصدها.
وقال أوزجور أوزال، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي ينتمي إليه أيضا إمام أوغلو، إن حظر الاحتجاجات في ميدان تقسيم يظهر "أن الحزب الحاكم فاقد الثقة في نفسه". وأضاف أوزال للصحفيين "الدفع بآلاف من رجال الشرطة إلى
ميدان يظهر أن من يقودون البلاد ليس لديهم سلطة حقيقية، وأنهم حولوا الدولة إلى دولة بوليسية".
وشهد مراسلو وكالة فرانس برس توقيف عشرات الأشخاص في منطقتي بشكتاش ومجيدية كوي على الجانب الأوروبي من المدينة، حيث أغلقت الشرطة الطرق المؤدية إلى ميدان تقسيم. وعدا عن استثناءات نادرة، يُحظر التجمع في هذه الساحة الواسعة التي شهدت في السابق تظاهرات كبرى مطالبة بالديموقراطية.
وكما حدث في السنوات السابقة، أغلقت الشرطة الساحة منذ أيام والأحياء المحيطة بها منذ الأمس، ما شل الحركة في المدينة.
ووصفت منظمة العفو الدولية، الأربعاء القيود بأنها "خاطئة تماما" وحثت السلطات على "رفعها بشكل عاجل".
تظاهرة في العاصمة التونسية للمطالبة بالإفراج عن معارضين معتقلين
وفي تونس تظاهر المئات احتجاجا على سياسات الرئيس قيس سعيد ، مطالبين بالإفراج عن سياسيين معتقلين. وشارك في الاحتجاج متظاهرون من مختلف الأطياف السياسية، بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل ومن أهالي معارضين معتقلين.
وقال الناشط صهيب الفرشيشي "نحن لسنا راضين عمّا يحدث"، متحدثا عن "أجواء من الخوف والقمع". وقال إن "هذا النظام فاشل"، متهماً الحكومة "بعدم احترام الدستور والقانون". وفي شارع الحبيب بورقيبة، الشريان الرئيسي لوسط العاصمة ونقطة انطلاق الاحتجاج، حمل متظاهرون لافتة كُتب عليها "الظلم بداية النهاية". وهتف محتجّون "الثورة قادمة"، كما حُملت لافتات تشير إلى الرئيس على أنه "طاغية".
وأعربت منظمات غير حكومية ومعارضون عن استيائهم من تراجع الحقوق والحريات في البلاد التي كانت مهد انتفاضات "الربيع العربي" عام 2011.
وتأتي هذه المظاهرة بعد أيام من اعتقال المحامي أحمد صواب، القاضي السابق الذي أصبح محاميا بارزا، بتهمة "تكوين وفاق إرهابي"، على خلفية تصريحات انتقد فيها الضغوط على القضاة خلال محاكمة نحو أربعين شخصية بتهمة "التآمر على أمن الدولة" والتي صدرت فيها أحكام ابتدائية.
تحرير: عماد غانم