ميركل تدعو لعدم نسيان ضحايا ديكتاتورية ألمانيا الشرقية
٣ أكتوبر ٢٠١٩
أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في خطابها بمناسبة الاحتفال بيوم الوحدة الألمانية، على أهمية تذكر ضحايا ديكتاتورية حزب الوحدة الاشتراكي الألماني (إس إيه دي) في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية).
إعلان
انطلقت اليوم (الخميس التاسع والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول 2019) الاحتفالات الرسمية لإحياء الذكرى التاسعة والعشرين لإعادة الوحدة الألمانية بإشراف من الرئيس فرانك فالتر شتاينماير والمستشارة أنغيلا ميركل ورئيس البرلمان (البوندستاغ) فولفغانغ شويبله، إضافة إلى رئيس وزراء ولاية شليسفيغ ـ هولشتاين دانييل غونتر التي تحتضن عاصمتها كيل الاحتفالات الرئيسية لهذه السنة.
وقال غونتر إنه يتطلع إلى "يومين رائعين"، موضحا أن الأمر لا يدور حول ذكرى تاريخية فحسب، بل أيضا حول التطلع إلى المستقبل أيضا. ومن المنتظر أن يشارك نحو نصف مليون شخص في الاحتفالات التي ستقام على مدار يومين تحت شعار "الشجاعة تربطنا".تجدر الإشارة إلى أن هذه المرة الثانية التي تستضيف فيها ولاية شليزفيغ-هولشتاين احتفالات الوحدة الألمانية. وكانت المرة الأولى لها عام 2006.
من جهتها، قالت المستشارة ميركل بهذه المناسبة "يتعين علينا ألا ننساهم أبدا، حتى في يوم مفعم بالفرح كهذا اليوم" في إشارة إلى ضحايا النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية. وبعد مرور 30 عاما على سقوط سور برلين وصفت ميركل الأحداث في ألمانيا الشرقية في تشرين الثاني / نوفمبر عام 1989 بأنها "ثورة بروح الحرية.
وشارك قادة ألمانيا اليوم في الاحتفالات المركزية التي تقام بمناسبة هذه الذكرى في مدينة كيل شمالي البلاد. وكتب كل من الرئيس فرانك-فالتر شتاينماير والمستشارة أنغيلا ميركل ورئيس البرلمان الألماني "بوندستاغ" فولفجانغ شويبله وكذلك رئيس حكومة ولاية شليزفيغ-هولشتاين التي تقع بها مدينة كيل، دانيل غونتر بصفته رئيسا لمجلس الولايات "بوندسرات"، ورئيس المحكمة الدستورية الاتحادية أندرياس فوسكوله في الكتاب الذهبي للمدينة. وبعد صلاة مسكونية سوف يشاركون جميعا في الاحتفال الرسمي بهذه المناسبة التاريخية.
وكانت مدينة كيل، عاصمة ولاية شليزفيغ-هولشتاين، بدأت أمس الأربعاء الاحتفالات بالذكرى السنوية التاسعة والعشرين لتوحيد شطري ألمانيا.وافتتح رئيس حكومة الولاية أمس مراسم الاحتفال الشعبي الكبير الذي يستمر يومين . وقال غونتر إنه يتطلع إلى "يومين رائعين"، موضحا أن الأمر لا يدور حول ذكرى تاريخية فحسب، بل أيضا حول التطلع إلى المستقبل أيضا. ومن المنتظر أن يشارك نحو نصف مليون شخص في الاحتفالات التي ستقام على مدار يومين تحت شعار "الشجاعة تربطنا". تجدر الإشارة إلى أن هذه المرة الثانية التي تستضيف فيها ولاية شليزفيغ-هولشتاين احتفالات الوحدة الألمانية. وكانت المرة الأولى لها عام 2006.
ميركل: "ما زال هناك الكثير للقيام به"
وقبل الاحتفالات، قالت ميركل في تصريح إذاعي، إنه خلال العقود الثلاثة التي تلت سقوط جدار برلين، تم تحقيق الكثير. ومع ذلك، لا يزال هناك "الكثير للقيام به". وساقت مثالا على ذلك بأن القوة الاقتصادية للولايات الشرقية كانت تعادل 43% من القوة الاقتصادية للولايات الغربية، وقد وصلت هذه النسبة في الوقت الراهن إلى 75% " وهو ما يعني نجاحا عظيما". وأضافت "بخلاف هذا، لا تزال هناك مسافة يجب قطعها، وهكذا الحال في مجالات عديدة".
ورأت ميركل أنه يجب المضي قدما في محو الفوارق بين الشرق والغرب ومن ذلك على سبيل المثال نظام التقاعد. "والمهم من ناحية أخرى هو أن نصيغ المستقبل معا، وهذا يعني التفكير في كل أنحاء ألمانيا حيث توجد فوارق في الأوضاع المعيشية". واستطردت ميركل:" ولذلك فمن المشاريع العظيمة للحكومة الألمانية خلق ظروف حياتية متساوية في جميع أنحاء ألمانيا بين الريف والمدينة، وبين الشمال والجنوب، وبين الشرق والغرب".
وقالت ميركل إن شعار ولاية شليسفيغ ـ هولشتاين الذي اختارته لاحتفالات الوحدة هذا العام "الشجاعة تربطنا" يُذَكِّر بشجاعة الكثير من الناس في عام 1989 "من أجل أن تصبح الوحدة الألمانية حقيقة واقعة". وتبنت ميركل وجهة النظر القائلة إنه "لا يتعين التفريق بشكل إجمالي بين الشرق والغرب لأنه يوجد الآن سنوات عديدة من الحياة المشتركة"، مشيرة إلى أن الحكومة شكلت لجنة "الثورة السلمية والوحدة الألمانية" ستتحدث ميركل من خلالها مع المواطنين عن كل ما يربط ويفرق بين شطري البلاد. وتابعت المستشارة:"هذا هو ردنا على الفروق التي لا تزال قائمة وكذلك على الأشياء الكثيرة التي تحققت".
وتحتفل ألمانيا في التاسع من تشرين ثان/نوفمبر المقبل بالذكرى الثلاثين على انهيار سور برلين كما ستحتفل في الثالث من تشرين الأول / أكتوبر 2020 بالذكرى الثلاثين على إعادة توحيد شطري البلاد.
ح.ز/ م.س (د.ب.أ)
في الذكرى الـ 29 .. محطات على طريق الوحدة الألمانية
قوة الشارع وزلة لسان ولدت المستحيل. الوحدة الألمانية ولدت في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، ولم تكتمل إلا بعد 328 يوماً، كانت مليئة بالأحداث التي مهدت للحدث التاريخي الكبير. ملف الصور التالي يسلط الضوء على تلك الحقبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. May
نصب تذكاري يخلد الوحدة الألمانية تم نحته في مارينبورن بولاية ساكسونيا السفلى، وذلك بمناسبة الذكرى 29 لإعادة توحيد ألمانيا. ويرمز إلى تعاضد وتلاحم أبناء شرق وغرب ألمانيا كما صممه الفنان الفرنسي جوزيف كاستل. النصب يرتفع علوه إلى تسعة أمتار وتم تشييده في مارينبورن وهو موقع يرمز تاريخيا إلى نقطة عبور بين شرق وغرب ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. May
في قلب مدينة كييل شمال ألمانيا، التي تقام بها احتفالات الذكرى 29 للوحدة الألمانية، تم تشييد بوابة نموذجية من بوابة براندنبورغ التاريخية ببرلين، وذلك كرمز لإعادة توحيد ألمانيا. ويقبل السياح الأجانب والمواطنون الألأمان بمئات الآلاف للمشاركة في الاحتفالات الرسمية والشعبية التي تقام كل عام بمدينة من مدن ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Rehder
تقام مراسم الإحتفال الرسمية والشعبية بالذكرى 29 للوحدة الألمانية في مدينة كييل بولاية شيلسفيغ هولشتاين شمال البلاد. رئيس وزراء الولاية دانييل غونتر وأولف كامبفر عمدة كييل، يفتتحان الإحتفالات الشعبية بالمدينة التي يشارك فيها الرئيس فرانك فالتر شتاينماير والمستشارة أنغيلا ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Rehder
في الذكرى 29 للوحدة الألمانية قال وزير الداخلية هورست زيهوفر إن على ألمانيا أن تحقق خلال عشر سنوات ظروف عيش متساوية لأبنائها في مختلف المناطق. وأضاف أن تحقيق هذا الهدف لا ينبغي أن يقتصر على مناطق الشرق بل على مختلف مناطق ألمانيا، عبر تحسين البنيات التحتية بكيفية تؤمن ظروف العيش والمدرسة والمستشفيات وفرص العمل للجميع.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، أعلن عضو مكتب الحزب الحاكم بجمهورية ألمانيا الشرقية سابقا غونتر شابوسكي عن اعتماد قانون يسمح لمواطني ألمانيا الشرقية بالتنقل عبر النقاط الحدودية، ما أدى إلى اندفاع ألاف الألمان من برلين الشرقية إلى المعابر الحدودية، وتم استقبالهم في الجزء الغربي بحماس كبير. ذلك التصريح المثير للجدل أعتبر "زلة لسان".
بعد أربعة أيام من سقوط الجدار، وفي محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، اختار مجلس الشعب في ألمانيا الشرقية هانز مودرو رئيسا لمجلس الوزراء، بيد أنه فشل في ذلك.
صورة من: ullstein bild/ADN-Bildarchiv
28 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989 أعلن المستشار الألماني آنذاك هيلموت كول أمام ألبوندستاغ عن خطة من عشر نقاط كانت بمثابة خارطة طريق للوحدة الألمانية، وهو دفع وزير الخارجية الفرنسي رولان دوما إلى القول إن الألمان يظهرون "غطرسة متزايدة".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Brakemeier
في 3 كانون الأول/ ديسمبر 1989 و تحت ضغط التصويت تم تسليم المكتب السياسي واللجنة المركزية في ألمانيا الشرقية. كما استقال أيغون كرينز الذي حاول إنقاذ دولة ألمانيا الشرقية بتقديم تنازلات مدنية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Peter Kroh
19 كانون الأول / ديسمبر المستشار الألماني هيلموت كول يخطب أمام عشرات الآلاف من الألمان الشرقيين، أمام أنقاض كنيسة "السيدة العذراء" في مدينة دريسدن، ويتحدث عن خطط وحدة الأمة سلميا، فألهب مشاعر الجماهير، وأثار إعجاب العالم.
صورة من: imago/Sven Simon
في 15 كانون الثاني/ يناير 1990 سقطت معظم مقار جهاز أمن الدولة " شتازي" في يد الحركة الشعبية، العديد من الوثائق أتلفت أو اختفت دون معرفة مصيرها قبل اقتحام المتظاهرين للمقار
صورة من: picture alliance/AP Images/J. Finck
18 آذار/ مارس 1990 أجريت انتخابات مجلس الشعب في ألمانيا الشرقية، وأستطاع هيلموت كول حشد الجماهير، حيث أدى ظهوره في مناطق التجمعات، إلى جذب حوالي مليون شخص في أحد اللقاءات الجماهيرية، ما أدى إلى فوز تحالف كول على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي كان يعتبر الحزب المفضل.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kroh
في بون تم التوقيع في 18 أيار/ مايو على وثيقة تضمنت استبدال عملة ألمانيا الشرقية. وفي 1. تموز/ يوليو اعتماد عملة المارك الألماني الغربي كعملة لكل ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/ ZB
15 و16 تموز/ يوليو 1990. مخاوف القيادة السوفيتية من ألمانيا موحدة في الناتو كانت تشكل إحدى أهم العقبات أمام توحد ألمانيا. لكن إقرار الناتو بتشكيل حلف دفاعي فقط ساهم في تهدئة موسكو، واستطاع هيلموت كول أن يحصل على موافقة الرئيس السوفيتي آنذاك غورباتشوف على عضوية ألمانيا الموحدة في الناتو.
صورة من: picture-alliance/dpa
23 آب/ أغسطس 1990: أعضاء برلمان ألمانيا الشرقية (مجلس الشعب) يقررون انضمام جمهورية ألمانيا الشرقية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: ullstein bild/ADN-Bildarchiv
12 أيلول/ سبتمبر 1990: في النهاية بقيت الأمور المالية، حيث عرضت ألمانيا على موسكو مبلغ 12 مليار مارك ألماني، تعويضا عن تكاليف سحب الجيش الأحمر من ألمانيا الشرقية، إلا أن غورباتشوف اعترض على المبلغ. كول بقي متصلبا، لكنه عرض إضافة ثلاثة مليارات مارك إلى المبلغ كقرض، ما ساهم في توقيع ما عرف باتفاق " 2 زائد أربعة" بين الألمانيتين وكل الاتحاد السوفيتي، الولايات المتحدة، فرنسا، وبريطانيا.
صورة من: Imago/S. Simon
3 تشرين الأول/ أكتوبر 1990: وزراء خارجية القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية يتنازلون في نيويورك عن امتيازات تقسيم المناطق الألمانية، ومجلس الشعب في ألمانيا الشرقية ينعقد لآخر مرة ويعلن انسحاب ألمانيا الشرقية من معاهدة وارسو. الساعة 12 منتصف الليل أرتفع العلم الألماني قبالة مبنى "الرايشتاغ" ببرلين، حيث تجمع هناك قرابة 2 مليون ألماني، ليحتفلوا بالوحدة الألمانية.