في عيد ميلاده الـ40.. كيف قلب "ثريلر" لمايكل جاكسون الموازين
٣٠ نوفمبر ٢٠٢٢
قبل أربعين عاما، صنع ألبوم "ثريلر" (Thriller) لملك البوب الراحل مايكل جاكسون، التاريخ. الصحافية في مؤسسة دويتشه فيله زيليكا فونش ترصد الفترة التي صدر فيها الألبوم وكيف أحدث ثورة في عالم الموسيقى في حينه؟
إعلان
ليست الكتابة عن ملك البوب الراحل مايكل جاكسون في هذه الأيام بالأمر بالسهل، فمن جهة جاكسون يعد مغنيا وفنانا موهوبا بشكل لا يصدق وقد أحدث ثورة في عالم موسيقى البوب، لكن من جهة أخرى اُتهم بالتحرش والاعتداء الجنسي على أطفال.
في هذا التقرير، أنا لست بحاجة إلى رصد حياة جاكسون الموسيقية التي كُتب عنها الكثيرون بما يكفي فضلا عن أني لا أرغب في الحديث عن الاتهامات التي واجهته والتي اكتسبت اهتماما أكبر مع صدور الوثائقي "ليفينج نيفرلاند" أو "الخروج من نيفرلاند” والذي يسرد قصة رجلين يقولان إن جاكسون كان صديقهما واعتدى جنسيا عليهما عندما كانا في سن السابعة والعاشرة من العمر.
صناعة تاريخ الموسيقى
في هذا المقال، أكتب عن ألبوم صدر قبل 40 عاما وقد حطم كافة الأرقام القياسية وحصد جوائز عديدة أبرزها ثمان جوائز "غرامي" وبُيعت منه أكثر من مئة مليون نسخة وأحدث تغييرات في عالم موسيقى البوب.
يقف وراء هذا الألبوم مغنى موهوب من طراز استثنائي ساعد في تشكيل موسيقى جيل بأسره في حينه فيما لم يكن يعرف محبوه أي شيء عن الاتهامات التي طالته.
صدر ألبوم "ثريلر" في الثلاثين من نوفمبر / تشرين الأول عام 1982 وكان الألبوم السادس لمايكل جاكسون فيما يحمل غلاف الألبوم صورة جاكسون وهي يرتدي حُلة بيضاء فيما كانت بشرته لا زالت سمراء فيما بدى جاكسون في شكل مغاير عن صورته على غلاف الألبوم الذي سبق "ثريلر" وهو ألبوم "أوف ذا وول".
واللافت أن منتج ألبوم "ثريلر" هو كوينسي جونز وهو الذي أنتج لجاكسون البوم "أوف ذي وول" في عام 1979.
"بيلي جين"..أغنية لا تُقاوم
حققت أغاني الألبوم نجاحا كبيرا ومن بينها أغنية "ثريلر" و"بيلي جين" التي تعد أغنية من طراز موسيقي فريد فصوت الطبول يمضي مع كلمات الأغنية فضلا عن جمال عزف الغيتار فيما يأتي صوت مايكل جاكسون وهي يغني ويصيح وينشد كلمات الأغنية بكل حماس فوق كل ذلك.
عزز نجاح أغنية "بيلي جين" التصوير الرائع لها حيث تُصور جاكسون وهو يتجول ويرقص في أرجاء المدينة ليلا ويضيء كل شيء بمجرد أن تطأ قدمه عليه.
وفي ذلك الوقت، كانت قناة "أم. تي. في" متاحة فقط في بعض أجزاء الولايات المتحدة فيما لم يكن قد ظهر بعد موقع "اليوتيوب". أما في ألمانيا، فكانت الأغنية تُذاع في برنامج موسيقي يحمل اسم "فورميل وان" يُبث في المساء وكان يذيع فيديو أغنية "بيلي جين" مرارا وتكرارا.
"السير على سطح القمر"
بيد أن الأكثر إثارة للإعجاب من الفيديو المصاحب لأغنية "بيلي جين" كان أداء جاكسون المفعم بالحيوية في الحفل الذي اُقيم للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإطلاق شركة "موتاون ريكوردز".
وخلال العرض، ارتدي جاكسون قبعة وسترة مطرزة وقفازا واحدا وجوارب بيضاء فيما خطف الأنظار في نهاية العرض وتحديدا قرب نهاية الأغنية، عندما بدا جاكسون في أداء رقصته الشهيرة "مونووك" أو "السير على سطح القمر" والتي كانت بمثابة النيزك الذي سقط على الحفل.
كتب جاكسون العديد من أغاني ألبوم "ثريلر"، لكن ثلاثة من الأغاني من تأليف رود تيمبيرتون خاصة الأغنية التي تحمل اسم الألبوم.
قبل صدور ألبوم "ثريلر" بعام وتحديدا في عام 1981 كان فيلم An American Werewolf In London أو "الذئب الأمريكي في لندن" قد حقق نجاحا في دور العرض السينمائي وهو فيلم رعب كما يوحي اسمه لكنه كان أيضا كوميديا وأخرجه جون لانديس والذي أظهر موهبة كبيرة ليس فقط في صناعة أفلام الرعب ولكن أيضا في صناعة الأفلام الموسيقية كما ظهر في النجاح الذي حققه في فيلمه السابق "بلوز براذرز".
جرى إسناد مهمة تصوير أغنية "ثريلر" إلى لانديس والذي برع في تصويرها بشكل ساعد في تعزيز نجاح الأغنية.
جاكسون...صدمة الوفاة
في عام 2009، كانت وفاة مايكل جاكسون والتي كانت بمثابة صدمة، لكن جاكسون لم يكن الاستثناء الوحيد لفنان غاب عن الحياة حيث ودع عشاق الموسيقى العديد من المشاهير ربما في أعمار مبكرة.
لكن ما حدث بعد وفاة جاكسون كان الأسوأ فيما كان لافتا أن جاكسون خلال حياته عمل على تدمير نفسه بنفسه من خلال عمليات تجميل كثيرة ومغامرات و مراوغات مثل ادلائه بطفله الصغير عاري القدمين من نافذة بالدور الرابع من فندق كان يقيم فيه فضلا عن اتهامات بالاعتداء الجنسي على أطفال.
وفي حالة غض الطرف عن ذلك، فإن جاكسون سوف يظل فنانا ذا موهبة موسيقية وفنية ضخمة كتب تاريخ الموسيقى في أوائل ثمانينيات القرن الماضي مع صدور ألبوم "ثريلر".
وفي إطار الاحتفال بالذكرى الأربعين لصدور الألبوم، سيصدر نسخة خاصة جديدة من الألبوم تحتوى على العديد من الريمكسات التي جاءت في أول إصدار خاص للألبوم عام 2008 بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين على إنتاجه.
----
زيليكا فونش / م ع
مايكل جاكسون في ذكرى رحيله- فنان لا ينسى
قبل خمسة أعوام مات "ملك البوب" مايكل جاكسون عن عمر ناهز الخمسين عاما فقط. وحتى اليوم لا يفارق الحزن معجبيه، الذين يفتقدونه موسيقيا وراقصا ومؤديا استعراضيا، ساهم في تشكيل عصر بأكمله.
صورة من: AP
خبر صدم العالم
في الـ 25 من يونيو/ حزيران 2009 انتشر في العالم خبر موت مايكل جاكسون، "ملك البوب". وكان جاكسون قد قام قبيل موته بإعلان وداعه للمسرح من خلال جولة فنية سماها "This Is It" (بالعربية: هذه هي). جاكسون كان واحدا من الفنانين الأكثر نجاحا في كل العصور، وبلغت مبيعاته خلال حياته أكثر من 750 مليون ألبوم وفاز بـ 13 جائزة من جوائز غرامي، التي هي أعلى تكريم للشخص في مجال صناعة الموسيقى.
صورة من: AP
طفولة تعيسة
ولد مايكل جوزيف جاكسون في 29 أغسطس 1958 في أحد أحياء السود (غيتو) في غاري بولاية إنديانا الأمريكية. ونشأ في البداية في ظروف فقيرة مع خمسة أشقاء، وثلاث شقيقات. وفي سنوات لاحقة اشتكى مايكل بمرارة من أن طفولته ثم التضحية بها لأجل النجاح في مجال الاستعراض لتحقيق مكاسب مادية.
صورة من: Express Newspapers/Getty Images
"جاكسون فايف" أو خماسي جاكسون
قام الأب جو جاكسون بتدريب أولاده في وقت مبكر ليصبحوا نجوم استعراض. وعندما كان في سن الخامسة من عمرة وقف مايكل مع أشقائه جيرمين، تيتو، مارلون وراندي لأول مرة على خشبة المسرح. وفاز الصبية الخمسة بمسابقة للمواهب تلو الآخرى، يعود الفضل في ذلك إلى مايكل أيضا. وفي عام 1969، حصلت المجموعة "جاكسون فايف" على عقد موسيقي من قبل أسطورة التسيجلات شركة سول ليبل موتاون.
صورة من: Frank Barratt/Getty Images
الانطلاقة نحو العالمية
في عام 1982 أصدر مايكل جاكسون ألبومه المنفرد "ثريلر"، وبذلك بدأ مسيرة نجاحه في جميع أنحاء العالم. وأصبح "ثريلر" واحدا من أنجح الألبومات في تاريخ الموسيقى وجعلت منه "ملك البوب". وبيع منه أكثر من 108 ملايين نسخة، ثم جاء بعده ألبوم "باد" وبيع منه 30 مليون نسخة ثم ألبوم "دينجراس" بمبيعات بلغت حوالي 15 مليون أسطوانة.
صورة من: picture alliance/dpa
مايكل "الجديد"
"ملك البوب" كان يغير شكله باستمرار. في عام 1979 أجرى أول جراحة تجميلية له بعدما كسر أنفه في حادث. علاوة على ذلك، كانت بشرته السمراء تتحول باستمرار إلى اللون الفاتح. وكثيرا ما أقسم مايكل بأنه فخور ببشرته السمراء، وأنه يعاني من البهاق. وكثيرا ما كان يظهر جاكسون واضعا قناعا على فمه خوفا من الأمراض المعدية.
صورة من: imago/paulrose
الملاذ: مزرعة "نيفرلاند"
في عام 1988، اشترى مايكل جاكسون مزرعة في ولاية كاليفورنيا، سماها "نيفرلاند" على اسم مسقط رأس الشخصية الخرافية بيتر بان، وقام ببناء متنزه، وحديقة الحيوان وسينما في المزرعة. وكان مايكل يدعو الأطفال المرضى أو المنحدرين من أسر فقيرة لزيارة مزرعته واللعب في المتنزه مجانا.
صورة من: Jason Kirk/Getty Images
حب أم تمثيل؟
في 1994 تزوج جاكسون "ملك البوب" من ليزا ماري بريسلي ابنة "ملك الروك". واستمر الزواج 20 شهرا فقط. وكثرت التكهنات حول أن هذا الزواج كان فقط من أجل الشو الإعلامي، لكن ليزا ماري بريسلي قالت فيما بعد إنها كانت تحبه بشدة لكنها "لم ترد أن تكون "جزء من آلة العلاقات العامة لمايكل". ويقال إن أول قبلة تنشر رسميا لهما كانت من صناعة مدير أعمال جاكسون.
صورة من: AFP/Getty Images
وأخيرا أصبح أبا
بعد طلاقه عقد مايكل قرانه على ديبي رو التي كانت تعمل مساعدة لطبيب. وهناك مزاعم بأن هذا الزواج رتب لأغراض تجارية لأن مايكل كان يريد أطفال. وقد أنجبت ديبي رو طفلين هما برينس مايكل الأول وباريس. أما الطفل الثالث؛ الأمير مايكل الثاني، فقد قال عنه مايكل جاكسون إنه ولد من أم بديلة. وكان مايكل هو صاحب الحق الوحيد في رعاية جميع الأطفال الثلاثة.
صورة من: picture-alliance/dpa
جولات فنية ناجحة
كانت آخر جولة فنية عالمية لمايكل جاكسون في عام 1996-1997. وبجولته "هايستوري" التي تضمنت 82 حفلة في 58 مدنية في العالم، جذب أكثر من 4.5 مليون مشاهد، وبها واصل جاكسون نجاحاته الكبيرة في فترة ثمانينيات القرن العشرين. وأظهر أنه لا زال يتقن بشكل تام مشيته الأسطورية المسماة "المشي على القمر".
صورة من: BETH A. KEISER/AFP/Getty Images
اتهامات خطيرة
في وقت مبكر من عام 1994 وجهت لمايكل اتهامات بالاعتداء على طفل، وبعدما دفع ملايين من الدولارات لعائلة الطفل، لم ترفع حينها ضده قضية. وفي عام 2003، كانت هناك اتهامات جديدة. وتمت تبرئة جاكسون في عام 2005، ورغم ذلك تدمرت سمعته. وعندما غادر قاعة المحكمة مع والدته كاثرين، ظهر مايكل منهكا جسديا ونفسيا.
صورة من: Pool/Getty Images
ترتيبات للعودة
في مارس 2009، أعلن مايكل جاكسون فجأة عن عودته إلى الغناء على المسرح، وفاقت مبيعات تذاكر جولته الجديدة "هذه هي" كل التوقعات. مع ذلك، كانت هناك شكوك حول ما إذا كان سيستطيع من حيث القدرة الجسدية إقامة الحفلات الأربعين المقررة. وفي 25 يونيو 2009، أي قبل 18 يوما من العرض الأول في لوس أنجليس، انتشر خبر وفاته في جميع أنحاء العالم.
صورة من: Getty Images
على مقعد الاتهام
كشفت تحقيقات الطب الشرعي أن "ملك البوب" توفي بسبب جرعة زائدة من مخدر البروبوفول، الذي يقال إن طبيبه الشخصي كونراد موراي أعطاه إياه بسبب اضطرابات شديدة في النوم. وقد اتهم الطبيب في عام 2010 بالقتل غير العمد وحكم عليه في تشرين الثاني 2011 بأربع سنوات سجنا مع التنفيذ، لكن في عام 2013 أفرج عنه مبكرا لحسن السلوك.
صورة من: Mark Boster/AFP/Getty Images
جنازة تتحول لمشهد إعلامي مبهر
في 7 يوليو/ تموز 2009، شيعت جنازة مايكل جاكسون في ستبلس سنتر في لوس أنجليس. وإضافة إلى العديد من المشاهير حضر الجنازة حوالي 18 ألف شخص وألف مراسل إعلامي. كما تابع عملية الدفن من المنازل ما يقرب من مليار شخص من خلال البث المباشر على شاشات العرض. وقد دفن "ملك البوب" في تابوت ذهبي.
صورة من: Kevork Djansezian/AFP/Getty Images
الورثة
ترك مايكل جاكسون لأولاده برينس مايكل الأول، وباريس (يسار الصورة) وبرينس مايكل الثاني (ليس في الصورة) ميراثا يقدر بمليارات الدولارات. 20 في المئة من التركة للأعمال الخيرية. وكان جاكسون قد تبرع أثناء حياته بأكثر من 300 مليون دولار وأنشأ مؤسسته الخيرية "اشفِ العالم". ولأجل التزامه وتعاونه رشح مرتين لجائزة نوبل للسلام.
صورة من: ROBYN BECK/AFP/Getty Images
مواصلة المشوار بعد الوفاة
بعد وفاته صدر حتى الآن ألبومان لـ "ملك البوب"، آخرها في مايو آيار 2014 بعنوان"Xscape" . ووفقا لمجلة "فوربس " الأمريكية، بلغت عائدات ثروة مايكل جاكسون منذ وفاته حوالي مليار دولار. في الذكرى الخامسة لوفاته يتوجه العديد من جمهوره إلى قبره لإحياء ذكراه فـ "ملك البوب" فنان لا ينسى.