هل تستيقظ فجراً بين الساعة الثالثة والرابعة ولا تعرف السبب، ولا يمكنك النوم مجدداً؟ اكتشف سر "ساعة الذئب" وكيفية استعادة نومك بسهولة في هذه الفترة الصعبة!
"ساعة الذئب" ظاهرة طبيعية تجعلك تستيقظ بين الساعة الثالثة والرابعة فجراً كل ليلة تقريباً. تقف وراءها أسباب علمية عديدة.صورة من: Monkey Business 2/Shotshop/picture alliance
إعلان
إذا كنت تستيقظ كل يوم تقريباً بين الساعة الثالثة والرابعة فجراً دون سبب واضح فهذا ليس صدفة، وله تفسير علمي مرتبط بآلية عمل جسدك وعقلك، وتُعرف هذه الظاهرة باسم "ساعة الذئب".
هذه التسمية ليست جديدة، فساعة الذئب أخذت اسمها هذا منذ العصور القديمة؛ لأن الشيء الوحيد الذي كان يُسمع ليلاً في هذا الوقت هو عواء الذئاب.
لماذا نستيقظ فجراً؟
تحدث "ساعة الذئب" لعدة أسباب علمية، أولها أن النوم يصل إلى نقطة تحوّل بين الساعة الثالثة والرابعة فجراً، حيث ينتهي النصف الأول من الليل وتنتهي معه مرحلة النوم العميق، وتبدأ مرحلة النوم التالية، وهي مرحلة النوم الخفيف.
وخلال الانتقال بين هاتين الفترتين من النوم ينخفض ضغط النوم، أي تنخفض الحاجة إلى النوم العميق، ويصبح الجسم أكثر قابلية للاستيقاظ لأي سبب كان، بحسب ناشيونال جيوغرافيك.
وعن هذه الحالة كتب عالم النفس غريغ موراي، أستاذ ومدير مركز الصحة النفسية بجامعة سوينبرن للتكنولوجيا في هوثورن، أستراليا، في مقال بمجلة "ذا كونفرسيشن": "النوم الخفيف أكثر شيوعاً في النصف الثاني من الليل، تنخفض الرغبة في النوم بسبب النوم الذي حصلنا عليه بالفعل، ونستيقظ أسرع".
أما السبب الثاني لـ "ساعة الذئب" هو حدوث نقطة تحوّل عصبية حيوية في أجسادنا بين الثالثة والرابعة فجراً، حيث ترتفع درجة حرارة الجسم ويصل هرمون النوم الميلاتونين إلى ذروته، ويرتفع هرمون التوتر الكورتيزول لتهيئة الجسم لبدء اليوم، ونتيجة لذلك، نستيقظ عدة مرات خلال مرحلة النوم هذه، ولكن دون أن ننتبه، ونعود إلى النوم مجدداً.
أحداث اليوم وتأثيراتها على النوم
26:04
This browser does not support the video element.
العودة إلى النوم صعبة بعد "ساعة الذئب"
الاستيقاظ الواعي أو الانتباه إلى الاستيقاظ في هذه الساعة من الليل هو الذي يؤدي إلى اجترار الأفكار وعدم القدرة على النوم مجدداً.
وفي هذه المرحلة يقول موراي إن الإنسان يكون في حالة من التدهور البدني والمعرفي، وهذه الحالة مخصصة في الواقع ليتمكن جسدنا وعقلنا من التعافي، ولكن سرعان ما تصبح دوامة سلبية خلال مرحلة الاستيقاظ، حيث لا تكون العلاقات الاجتماعية ولا آليات التأقلم التي نتبعها في الحياة اليومية مُتاحةً في هذا الوقت.
ولهذا تجد نفسك في منتصف الليل مع دوامة من الأفكار التي تساعد على تشغيل عقلك وبالتالي عدم المقدرة على النوم مجدداً.
إعلان
كيف تتغلب على أفكارك وتعاود النوم؟
نصحت كريستين بلوم، باحثة النوم في مقابلة مع إذاعة "دويتشلاند نوفا" بعدم النظر على الساعة عند الاستيقاظ فجراً، وألا تركز على الأفكار التي تتوارد إلى ذهنك بحسب إذاعة بافاريا.
كما يوصي الخبراء في مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية بالقيام بتمارين التنفس العميق؛ لأنها تنشط الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، المسؤول عن الاسترخاء والنوم، أحد هذه التمارين هو تمرين 4-7-8، والتي تتضمن الشهيق من الأنف لمدة أربع ثوانٍ، وحبس النفس لمدة سبع ثوانٍ، ثم الزفير من الفم لمدة ثماني ثوانٍ.
وينصح الخبراء أيضاً بالاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو الضوضاء البيضاء؛ لأنهما يساعدان على الاسترخاء والعودة إلى النوم.
نصائح لنوم هانئ وعميق رغم موجة الحر
واصلت موجة الحر اجتياح القارة العجوز ومناطق واسعة في العالم وسجلت أرقاما قياسية جديدة، لم تسجل منذ عقود. والطقس الحار يؤثر على النوم. إليكم بعض النصائح للتمتع بنوم عميق رغم هذه الظروف المناخية.
صورة من: Gina Sanders - Fotolia.com
اختيار الأغطية والملابس المناسبة للنوم
يفضل استخدام ملابس للنوم تتيح إمكانية تنفس الجلد، مثل الملابس القطنية الخفيفة، والتي تمتص العرق بصورة جيدة. وتجنب الملابس الضيقة. وحتى النوم دون ملابس هو بديل جيد للهروب من الحر. استخدم أيضا مفارش رقيقة حتى لا تخزن الكثير من الحرارة في السرير. ويمكن الاستغناء عن الأغطية بالكامل، أو استخدام غطاء رقيق لتغطية الجسم.
صورة من: Colourbox
غلق الشبابيك وإسدال الستائر
إغلاق النوافذ من الصباح وحتى المساء، وكذلك إسدال الستائر، وهذا يساعد على عدم دخول أشعة الشمس وكذلك منع دخول الهواء الساخن، وبالتالي منع تراكم الحرارة في المنزل، كما نقل موقع "تيليكوم" الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/C.Klose
استخدام المرواح ومكيفات الهواء
استخدام المراوح وأجهزة التكييف جيد بطبيعة الحال ويهيئ لنوم مريح وعميق. بعد غياب الشمس ومع هبوط درجات الحرارة قليلا، يمكن فتح الشبابيك من جديد وقت المساء وقبل النوم لدخول هواء منعش. وينصح بغلق أبواب غرف النوم حتى لا يكون هنالك تيارات هواء في الغرفة قد تسبب الزكام. وحتى المراوح يُنصح بإطفائها أثناء النوم ليلا.
صورة من: picture-alliance/dpa/V. Myllynen
عدم شرب الماء بصورة كبيرة قبل النوم
أثناء ساعات النهار يفضل شرب الماء والسوائل بصورة كبيرة لكي تعدل درجة حرارة الجسم. أما قبل النوم فلا يُنصح بشرب الماء كثيرا، وذلك لتجنب الذهاب إلى دورات المياه بصورة مستمرة أثناء وقت النوم. بينما يُنصح بعدم شرب القهوة قبل النوم. ومن أجل تحقيق توازن الجسم بعد فقدانه للسوائل أثناء التعرق، يُنصح بوضع جرعة من خل التفاح مع رشة من الملح في كوب كبير من الماء وشربه.
صورة من: picture-alliance/dpa/W.Kumm
وجبات خفيفة للعشاء
تجنب تناول وجبات كبيرة ودهنية في وقت العشاء ويفضل أن تكون وجبة العشاء قبل أربع ساعات على الأقل من وقت النوم، كما ذكرت صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ الألمانية".
صورة من: picture-alliance/BSIP/Chassenet
الاغتسال بالماء قبل النوم
أما "السلاح السري" المضاد لحر الصيف فهو بلا شك الاغتسال بالماء قبل النوم. ونقل موقع "تيليكوم" الألماني عن أطباء ألمان نصائحهم بتجنب الاغتسال بالماء البارد فقط، إذ قد تنقبض الأوعية الدموية في الجسم ولا يمكنها نقل الدم والحرارة إلى جميع أنحاء الجسم. ونصح الأطباء بتغيير حرارة الماء عند الاغتسال، والبدء مثلا بماء بارد ومن ثم الاغتسال بماء دافئ، كما نقل موقع "تيليكوم" الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Wuestenhagen
الاسترخاء قبل النوم
إذا لم يتمكن الشخص من النوم مباشرة فيُنصح بمثل هذه الحالة بالنهوض والانشغال بشيء ما، كالقراءة أو سماع الموسيقى التي تبعث على الاسترخاء قبل العودة إلى السرير. ويمكن أيضا شرب شاي الأعشاب المهدئة، مثل أعشاب الترنجان (مليسة) أو أعشاب الخزامى (اللاوندة) أو الناردين التي تساعد على النوم.
صورة من: Colourbox
"في الحركة بركة"
المشي والحركة في الهواء الطلق بعد العمل وفي المساء هو أفضل طريقة للتمهيد لنوم هانئ. ومن يحب ممارسة الرياضة فعليه أن ينهي ممارستها قبل ساعتين من وقت النوم. وفي الأيام الحارة، يفضل أن تمارس الرياضة في أوقات الصباح الباكرة، كما ذكرت صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" الألمانية.