في محاولة لوأد الاحتجاجات.. اعتقال المئات في المدن المصرية
٢٣ سبتمبر ٢٠١٩
في مساعيها لوأد الاحتجاجات التي فاجأت السلطات الأمنية والعسكرية بعد سنوات من الهدوء النسبي في شوارع المدن المصرية، تم اعتقال المئات من المحتجين في القاهرة ومدن مصرية أخرى، حسب تصريحات مراقبين وحقوقيين الاثنين.
إعلان
قال مراقبون حقوقيون اليوم الاثنين (23 أيلول/سبتمبر 2019) إن السلطات المصرية اعتقلت ما لا يقل عن 373 شخصا في محاولة لإخماد احتجاجات نادرة، فيما تراجعت السندات المصرية وهدأت خسائر الأسهم بعد أسوأ تراجع لها منذ سنوات.
وتظاهر المئات في القاهرة ومدن أخرى يوم الجمعة استجابة لدعوات عبر الإنترنت للتظاهر ضد الفساد الحكومي. وردد المتظاهرون هتافات تطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتنحي. وقال سكان إن الاحتجاجات استمرت مساء يوم السبت في مدينة السويس المطلة على البحر الأحمر.
وتحركت قوات الأمن لتفريق الاحتجاجات، وعززت وجودها بوسط القاهرة. وقال محمد لطفي مدير المفوضية المصرية للحقوق والحريات إن 373 شخصا اعتقلوا واحتجزوا في القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية وتتراوح أعمار معظمهم بين 18 و41 عاما.
لكن الشبكة العربية لحقوق الإنسان تحدثت عن اعتقال ما لا يقل عن 400 شخص في مجموع المدن المصرية التي شهدت تظاهرات احتجاجية ضد نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأكد جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان هذا الرقم وأضاف "المحامين بتوعنا مش ملاحقين".
ولم يتسن الحصول على تعليق من متحدث باسم وزارة الداخلية. وقال مقدم برامج بالتلفزيون على قناة مؤيدة للحكومة إن السلطات ستعتقل المزيد حتى بعد انتهاء الاحتجاجات. وقال عدد من الشهود إن مسؤولين أمنيين في ثياب مدنية يوقفون الناس في وسط القاهرة ويتفقدون محتوى وسائل التواصل الاجتماعي على هواتفهم المحمولة.
فيما قالت منظمة نتبلوكس التي تراقب الإنترنت إن تعطيلا أصاب منصات للتواصل الاجتماعي ومواقع إلكترونية إخبارية واستهدف فيما يبدو الإصدارات العربية لوسائل إعلام دولية.
ح.ع.ح/ه.د(رويترز)
جولة مصورة: تواصل الاحتجاجات في مصر
عادت الاحتجاجات في مصر لتنشط مجددا، مع إصرار أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي على التمسك بالاعتصامات وأداء الصلوات الجماعية في ميادين عدة في العاصمة القاهرة، ولكن الأمر لم يخل من العنف.
صورة من: picture-alliance/dpa
الإخوان ضد السيسي
يبدو المشهد في مصر الآن، وكأن هناك مواجهة آخذة بالاشتداد يوما بعد يوم، بين جماعة الإخوان المسلمين والمتحالفين معها من جهة والجيش المصري من جهة أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
الإخوان: "ما قام به الجيش هو انقلاب"
يقول المحتجون من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي، بأن ما قام به الجيش المصري بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي هو "انقلاب على الشرعية"، لذا فإنهم مستمرون باحتجاجاتهم.
صورة من: Reuters
رمضان في الميدان
وتتزامن هذه الاحتجاجات مع حلول شهر رمضان، الذي يتميز عادة بأجواء خاصة في مصر، ويبدو أن أجواء هذا العام جاءت مختلفة، وباتت الصلوات الجماعية ومنها صلاة التراويح وكذلك الفجر، تقام في الساحات والميادين العامة.
صورة من: Gianluigi Guercia/AFP/Getty Images
وللجيش أنصار كثر
بالمقابل، وإن قلّت أعداد المحتجين والمعتصمين المعارضين للرئيس المعزول محمد مرسي، فإن "حركة تمرد" وغيرها ما زالت تحشد أنصارها، مطالبة باستمرار التظاهر حتى "تتحقق أهداف الثورة"، كما يقولون.
صورة من: Getty Images
خشية من عودة العنف
وبعد أكثر من أسبوع على المأساة التي عرفت بـ "مذبحة الحرس الجمهوري"، يخشى الكثيرون من عودة العنف مجددا في البلاد. وقد شهدت ليلة الاثنين 15 يوليو/ تموز 2013 سقوط 8 قتلى وعشرات الجرحى، بحسب مصادر حكومية مصرية. وإلى جانب القاهرة، تبدو الأوضاع في سيناء متوترة أيضا.
صورة من: Reuters
اتهامات متبادلة بتلقي دعم أمريكي
ويبرز الانقسام في الشارع أيضا، من خلال اتهام الطرفين لبعضهما بتلقي دعم أمريكي، فالإخوان يرون بأن أمريكا دعمت "الانقلاب" سرا، فيما يتهم الطرف الآخر الولايات المتحدة بدعم جماعة الإخوان المسلمين، كما يظهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa
السياحة تتراجع
وأمام هذه التطورات المتصاعدة، عاد قطاع السياحة المصري للانتكاس مجددا، مع خوف كبير من تأثر أحد أهم مصادر العملة الصعبة للاقتصاد المصري.
صورة من: picture-alliance/dpa
العصا السحرية؟
الأنظار تتجه الآن إلى رئيس الوزراء المكلف حديثا حازم الببلاوي، فأمامه عقبات كؤود، لعل أبرزها هي المصالحة الوطنية وإنعاش الاقتصاد المصري.