في مرآب منزل كيتا ثلاث سيارات مرسيدس وبورش لا يمكنه قيادتها!
عباس الخشالي
٢٣ ديسمبر ٢٠١٧
يمتلك لاعب خط وسط لايبتزيغ نابي كيتا أربع سيارات رياضية بقدرات حصانية عالية، مركونة في مرآب منزله ولا يسمح له بقيادتها لسبب منطقي جداً، يبدو أن اللاعب لم يفكر فيه بجدية قبل شرائه لُعَبِه كبيرة الحجم.
إعلان
تصوّر أنك تشتري سيارة رباعية الدفع من طراز مرسيدس (G AMG) بقدرة حصانية تصل إلى 570 حصاناً، بسعر يصل إلى 145 ألف يورو، ولا يسمح لك بقيادتها، بل فقط مشاهدتها أو الجلوس على المقعد بجوار السائق.
هذا حال لاعب خط وسط نادي لايبتزيغ نابي كيتا (22 عاماً)، الذي مُنع من قيادة السيارة لسبب بسيط جداً. إذ رفعت بحقه دعوى جنائية بغرامة قد تصل إلى 415 ألف يورو بسبب قيادته سيارة من دون رخصة قيادة.
محامي اللاعب قدم استئنافاً ضد القرار، ومن المقرر أن تعقد المحكمة بداية العام القادم لإصدار حكم حول حجم الغرامة. لكن سيارة كيتا الجديدة ليس الوحيدة في مرآب منزله؛ إذ يملك سيارة مرسيدس AMG GT بقدرة حصانية تصل إلى 476 حصاناً، وبجانبها تقف بورش باناميرا بمحرك توربو بقدرة 550 حصاناً، وأخيراً مرسيدس أيضاً GLE كوبيه بقدرة 557 حصاناً.
أي أن في مرآب منزل كيتا حوالي 2153 حصاناً لسيارات رياضية ولا يسمح له سوى بمشاهدتها أو الجلوس بجانب سائق خاص محظوظ يعمل عند لاعب كرة قدم يحب السيارات الرياضية ولا يملك رخصة قيادة.
يذكر أن الحصول على رخصة القيادة في ألمانيا ليست بالمهمة السهلة. إذ يجب دراسة قواعد القيادة، ثم تجاوز اختبارات نظرية وعملية صعبة. وكما يبدو فإن فرصة كيتا في قيادة سياراته على الطرق السريعة في ألمانيا تبدو بعيدة جداً، إذ أنه سينتقل الصيف القادم للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليفربول. ولعل الحظ سيحالفه ويجلس على الشمال هناك، لكن ليس خلف المقود هذه المرة، فمعقد السائق في بريطانيا على جهة اليمين لا الشمال، كما هو الحال في ألمانيا. وعلى كيتا الحصول على رخصة قيادة هناك تمكنه من قيادة سياراته الرياضية.
ويبقى سؤال أخير، إن كان عليه الاحتفاظ بهذه السيارات حال انتقاله إلى لعب في ليفربول، فقواعد القيادة في بريطانيا تلائم السيارات الإنجليزية الطراز بمقود على اليمين كما ذكرنا آنفاً.
معرض فرانكفورت الدولي للسيارات .. سلسلة المفاجآت
تحتضن مدينة فرانكفورت الألمانية المعرض الدولي للسيارات، الذي يشهد هذه السنة حضور أكثر من 50 علامة تجارية. لكن فيما يُسجل غياب بعض شركات السيارات العالمية، تلقي شركات التكنولوجية العالمية بكل ثقلها في المعرض.
صورة من: Getty Images
يشهد المعرض الدولي للسيارات بمدينة فرانكفورت الألمانية هذه السنة حضور المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي من المتوقع أن تلقي خطاباً قاسياً بحق مدراء شركات السيارات الألمانية العملاقة المتورطة بقضية التلاعب بقيم انبعاثات محركات الديزل لسياراتها.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
هناك الكثير لتقوله ميركل: فعلى مدى سنوات قام عدد من كبرى شركات السيارات الألمانية بالتلاعب في قيم انبعاثات محركات الديزل، بالإضافة إلى أن عدة شركات ألمانية كوّنت فيما بينها تكتلاً سرياً وممنوعاً للتحكم بالأسعار. وهذا في حد ذاته نفاق كبير، فمن ناحية تتفق هذه الشركات فيما بينها بالتفاصيل على الأسعار والمواصفات، ومن ثم تمثل في المعرض أنها تتنافس فيما بينها!
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
درجت التقاليد على أن يجلس المستشار أو المستشارة الألمانية داخل سيارة - يفضل أن تكون ألمانية - لالتقاط صور له داخلها. لكن هذا العام لن تجلس ميركل في السيارة التي تشكل مستقبل السيارات الكهربائية في العالم، ألا وهي سيارة "تيسلا 3"، ذلك لأن شركة "تيسلا" الأمريكية قررت عدم المشاركة في معرض هذا العام.
صورة من: Reuters/S. Lam
شركة أخرى تعتبر هي أيضاً الأنجح في بناء السيارات الإلكترونية، ألا وهي شركة نيسان اليابانية، لن تحضر معرض فرانكفورت الدولي هذا العام، لاسيما وأن هذا المعرض درج على الاحتفال بالسيارات التقليدية، لاسيما تلك المزودة بمحرك ديزل. تعرض آخر موديلات نيسان الكهربائية، المسماة "ليف"، في شيبا قرب العاصمة اليابانية طوكيو.
صورة من: Reuters/K. Kyung-Hoon
تسعى شركة "فولفو" السويدية أيضاً لركوب موجة السيارات الكهربائية، إذ تعتزم الشركة العريقة بدءاً من 2019 في بناء سيارات ذات محرك هجين أو محرك كهربائي كامل فقط. كما ستتجه الشركة إلى تعزيز عملية بيع السيارات عبر الإنترنت، والذي بات يحقق نجاحاً كبيراً كما هو الحال في مبيعات شركة "تيسلا". من يحقق مثل هذا الانتشار في العالم الافتراضي، يمكنه بكل سهولة التخلي عن الحضور إلى معارض وما يرافقها من تكاليف.
صورة من: Volvo
قائمة الشركات التي ستغيب عن معرض هذا العام طويلة: فولفو ونيسان وميتسوبيشي وبيجو وعلامتها "دي إس"، بالإضافة إلى فيات كرايسلر وألفا روميو. وبغض النظر عن تعدد أسباب غياب كل شركة، فإن ذلك كله يؤشر على ضرورة تفكير منظمي المعرض في طرق أخرى لجذب العارضين والجمهور مستقبلاً.
صورة من: DW/B. Cunningham
في غياب الشركات التقليدية لصناعة السيارات، تحاول شركات الإنترنت والتقنية الرقمية ملء الفراغ، إذ تعرض شركة "فيسبوك" في معرض فرانكفورت تقنيتها الجديدة "مواصلات المستقبل". كما ستنضم إليها شركات أخرى مثل "كاسبرسكي لاب" و"آي بي إم" و"سيمنز" وشركة تيليكوم الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hollemann
لن يخيب معرض هذا العام على الأقل في شيئين: تحطيم الأرقام القياسية في أسعار السيارات وقوة محركاتها. ستقدم شركة مرسيدس سيارة رياضية جديدة رشيقة القوام للنخبة فقط بسعر يصل إلى ثلاثة ملايين يورو. كما ستُطرح تشكيلة متنوعة من السيارات الرياضية متعددة الأغراض (SUV) كي يتفقدها ويعجب بها زوار المعرض.
صورة من: Reuters/A. Song
هناك شك في أن يتجاوز عدد زوار المعرض عددهم العام الماضي، والذي بلغ 900 ألف زائر. ولكن بمجرد انتهاء المعرض في الرابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول (موعد عقد الانتخابات البرلمانية الألمانية) وعد التذاكر المباعة، سنعرف الخبر اليقين وما إذا كان معرض فرانكفورت الدولي ما يزال المعرض الرائد عالمياً في عالم السيارات.